النهي عن صوم الوصال - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب النهي عن صوم الوصال

عن عبد الله بن عمر، أنّ رسول الله ﷺ نهى عن الوصال. فقالوا: يا رسول الله، فإنك تواصل؟ فقال: «إنّي لستُ كهيئتكم إني أُطعم وأُسقي».

متفق عليه: رواه مالك في الصيام (٣٩) عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
ورواه البخاري في الصوم (١٩٦٢)، ومسلم في الصيام (١١٠٢) كلاهما من طريق مالك، به.
عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال: «إيّاكم والوصال، إياكم والوصال». قالوا: فإنّك تواصل يا رسول الله؟ قال: «إنّي لستُ كهيئتكم، إنّي أبيتُ يطعمني ربي ويسقيني».

صحيح: رواه مالك في الصيام (٤٠) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكر الحديث. وهو مخرج في الصحيحين كما يلي
عن أبي هريرة، قال: نهى رسول الله ﷺ عن الوصال في الصوم. فقال له رجل من المسلمين: إنّك تواصل يا رسول الله؟ قال: «وأيّكم مثلي، إنّي أبيتُ يطعمني ربي ويسقين». فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال، واصل بهم يومًا، ثم يومًا، ثم رأوا الهلال، فقال: «لو تأخّر لزدتكم» كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا.

متفق عليه: رواه البخاري في الصوم (١٩٦٥)، ومسلم في الصيام (١١٠٣) كلاهما من حديث الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أنّ أبا هريرة، قال (فذكر الحديث). ولفظهما سواء.
وعندهما: البخاري (١٩٦٦)، ومسلم (١١٠٣: ٥٨) من وجهين مختلفين، عن أبي هريرة: «فاكلفوا من العمل ما تطيقون».
عن عائشة، قالت: نهى رسول الله ﷺ عن الوصال رحمة لهم، فقالوا: إنّك تواصل؟ قال: «إنّي لستُ كهيئتكم، إني بطعمني ربي ويسقين».

متفق عليه: رواه البخاري في الصوم (١٩٦٤) عن محمد بن سلام، وعثمان بن أبي شيبة، قالا: أخبرنا عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
قال البخاري: لم يذكر عثمان: «رحمة لهم». ولكن رواه مسلم في الصيام (١١٠٥) عن إسحاق بن إبراهيم، وعثمان بن أبي شيبة، جميعا عن عبدة بن سليمان، فذكرا مثله. ولم يبين أن
قولها: «رحمة لهم» ليست في رواية عثمان. فالله تعالى أعلم.
عن أنس بن مالك، قال: واصل النبيُّ ﷺ آخر الشهر، وواصل أناسٌ من الناس، فبلغ النبيَّ ﷺ، فقال: «لو مدّ بي الشهر، لواصلت وصالًا يدَعُ المتعمقون تعمقهم، إني لست مثلكم، إنّي أظلُّ يُطعمني ربّي ويسقين».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التمني (٧٢٤١)، ومسلم في الصيام (١١٠٤: ٦٠) كلاهما من حديث حميد، عن ثابت، عن أنس، فذكره.
قال البخاري: تابعه سليمان بن مغيرة، عن ثابت، عن أنس، عن النبيّ ﷺ.
قال الأعظمي: ومن هذا الوجه أخرجه مسلم أيضًا.
وفيه: «إنّكم لستم مثلي» أو قال: «إني لست مثلكم».
ورواه البخاري (١٩٦١) من حديث شعبة، قال: حدثني قتادة، عن أنس، عن النبي ﷺ، قال: «لا تواصلوا» قالوا: إنّك تواصل؟ قال: «لست كاحد منكم، إنّي أُطعم وأُسقي، أو إني أبيتُ أُطعم وأسقي».
عن أبي سعيد الخدريّ أنه سمع النبيّ ﷺ يقول: «لا تواصلوا، فأيكم إذا أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر».
قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله. قال: «إني لست كهيئتكم، إني أبيت لي مُطْعِم يُطعمني، وساق يسقين».

صحيح: رواه البخاري في الصوم (١٩٦٣) عن عبد الله بن يوسف، حدّثنا الليث، حدثني ابن الهاد، عن عبد الله بن خبّاب، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
وفي الحديث من الإذن في الوصال إلى السَّحر - أي أن الصائم يتسخر ثم يواصل صومه إلى سحر آخر ولا يأكل شيئًا في الليل.
وقد ذهب إلى هذا أحمد وجماعة من المالكية وبعض أهل العلم، وقد كان النبيّ ﷺ يفعل ذلك أحيانًا كما في حديث جابر وعلي الآتيين في آخر الباب.
عن أبي سعيد الخدريّ، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا وصال» يعني في الصوم.

حسن: رواه أحمد (١١٥٩٧) عن عبد الله بن الوليد، حدّثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن قزعة، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في عبد الله بن الوليد، وهو ابن ميمون أبو محمد المكي، المعروف بالعدنيّ، مختلف فيه، فضعفه ابن معين، ومشّاه الآخرون، وهو حسن الحديث، وقد رواه ابن حبان في «صحيحه» (٣٥٧٨) من طريقه، وقرنه بمؤمل بن إسماعيل، كلاهما عن سفيان، به.
ومؤمل بن إسماعيل سيء الحفظ، ولكنه لا بأس به في المتابعات.
عن رجل من أصحاب النبيّ ﷺ، أنّ رسول الله ﷺ نهى عن الحجامة والمواصلة. ولم يحرمهما إبقاءً على أصحابه، فقيل له: يا رسول الله! إنّك تواصل إلى السَّحر. فقال: «إنّي أواصل إلى السَّحر، وربّي يطعمني ويسقيني».

صحيح: رواه أبو داود (٢٣٧٤) عن الإمام أحمد -وهو في مسنده (١٨٨٢٢) -، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: حدثني رجل من أصحاب النبيّ ﷺ، فذكره.
ورواه أيضًا (١٨٨٢٣، ١٨٨٣٦) عن عبد الرزاق -وهو في مصنفه (٧٥٣٥) - عن سفيان، بإسناده، مثله.
وإسناده صحيح، وجهالة الصحابي لا تضر لأن الصحابة كلّهم عدول.
وقوله: «إبقاء» معناه رحمة. وهذه علة النهي، أي لم يكن النهي للحرمة، بل للرحمة.
وقوله: «إلى السّحر» بفتحتين - هذا بالنظر إلى بعض الأوقات وإلا فقد جاء ما يدل على أنه كان يواصل أكثر من ذلك.
عن ليلى امرأة بشير، قالت: أردت أن أصوم يومين مواصلة، فمنعني بشير، وقال: إن رسول الله ﷺ نهي عنه. وقال: «يفعل ذلك النصارى -وقال عفان: يفعل ذلك النصارى، ولكن صوموا كما أمركم الله: ﴿ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ فإذا كان الليل فأفطروا».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢١٩٥٥)، وأبو داود الطيالسي (١٢٢١)، والطبراني في الكبير (٢/ ٣١)، وعبد بن حميد (٤٢٩) كلّهم من حديث عبيد الله بن إياد بن لقيط السدوسي، عن أبيه، عن ليلى امرأة بشير، فذكرته.
وإسناده صحيح، عبيد الله وأبوه ثقتان، وإن قال الحافظ في عبيد الله: «صدوق» فقد وثقه النسائي والعجلي وأبو نعيم وغيرهم.
وليلى امرأة بشير كانت من بني شيان، وروت عن النبيّ ﷺ حديثين أو ثلاثة قاله أبو عمر، وذكره ابن حبان في الصحابة، فقال: يقال: لها صحية. ثم ذكرها في ثقات التابعين.
وكان اسمها «جهذمة» فغيرها النبي ﷺ إلى ليلي.
أخرج الترمذيّ في الشمائل (٤٦) عن إياد بن لقيط، عن الجهدمة امرأة بشير بن الخصاصية قالت: أنا رأيت رسول الله ﷺ يخرج من بيته ينفض رأسه».
كل هذا ذكره ابن حجر في: الإصابة«في ترجمة»جهذمة».
وأمّا الهيثمي في: المجمع (٣/ ١٥٨) فلم يجد من ذكر ليلى وقال: «وبقية رجاله رجال
الصّحيح».
قال الأعظمي: لأنّ المترجمين ترجموها باسم «جهذمة» لا باسم «ليلى».
وفي الباب ما روي عن جابر بن عبد الله، قال: كان النبيّ ﷺ يواصل من النحر إلى السَّحر.
رواه الطبراني في «الأوسط» (٣٧٦٨) عن علي بن عبد العزيز، حدّثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، قال: حدّثنا شريك بن عبد الله، عن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله، فذكره. وفيه شريك بن عبد الله هو النخعي كثير الخطأ.
وكذلك لا يصح عن جابر مرفوعا: «لا وصال في الصيام» رواه أبو داود الطيالسي (١٨٧٣) عن خارجة بن مصعب، عن حرام بن عثمان، عن أبي عتيق، عن جابر بن عبد الله، فذكره.
وفيه خارجة بن مصعب وشيخه حرام بن عثمان ضعيفان جدا.
ورواه أيضًا (١٨٧٤) عن اليمان أبي حذيفة، عن أبي عبس، عن جابر مثله، واليمان أبو حذيفة ضعف بالاتفاق، وأبو عبس لا يعرف.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن علي بن أبي طالب قال: «كان رسول الله ﷺ يواصل إلى السَّحر».
رواه أحمد (٧٠٠)، والطبراني في الكبير (١/ ٦٨)، وابن أبي شيبة (٣/ ٨٢ - ٨٣)، وعبد بن حميد (٨٥) كلّهم من طريق إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن محمد بن علي، عن علي بن أبي طالب، فذكره.
ومحمد بن علي هو ابن أبي طالب المعروف بابن الحنفية، وكنيته أبو القاسم، ويقال أيضًا: أبو عبد الرحمن كما في «منتخب عبد بن حميد».
وإسناده ضعيف من أجل عبد الأعلى وهو ابن عامر الثعلبي ضعفه جمهور أهل العلم.
وأما الهيثمي، فقال في «المجمع» (٣/ ١٥٨): «رجاله رجال الصحيح»، وهذا وهم منه، فإن الثعلبي من رجال السنن فقط.
وقد استدل بمجموع هذه الأحاديث على أنّ الوصال من خصائص النبيّ ﷺ وهو ممنوع لغيره،
للعلّة التي بيّنها النبيُّ ﷺ وهي أن الله تبارك وتعالى يطعمه ويسقيه حقيقة، وهذا من خصائصه ﷺ التي لا يشاركه فيها أحد. ولأهل العلم تفاسير أخرى غير أن ما ذكرته هو أقربها إلى الصواب.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 84 من أصل 158 باباً

معلومات عن حديث: النهي عن صوم الوصال

  • 📜 حديث عن النهي عن صوم الوصال

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ النهي عن صوم الوصال من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث النهي عن صوم الوصال

    تحقق من درجة أحاديث النهي عن صوم الوصال (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث النهي عن صوم الوصال

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث النهي عن صوم الوصال ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن النهي عن صوم الوصال

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع النهي عن صوم الوصال.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب