حديث: من طاف حول البيت أسبوعًا لا يلغو فيه كان كعدل رقبة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل الطّواف

عن المنكدر قال: قال رسول الله ﷺ: «من طاف حول البيت أسبوعًا لا يلغو
فيه كان كعدل رقبة يعتقها».

حسن: رواه الطبرانيّ في «الكبير» (٢٠/ ٣٦٠) وعنه أبو نعيم في «معرفة الصحابة» (٥/ ٢٦٠١) في ترجمة المنكدر بن عبد الله بن الهدير القرشيّ التيميّ.

عن المنكدر قال: قال رسول الله ﷺ: «من طاف حول البيت أسبوعًا لا يلغو
فيه كان كعدل رقبة يعتقها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث: عن المنكدر قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ طَافَ حَوْلَ الْبَيْتِ أُسْبُوعًا لا يَلْغُو فِيهِ كَانَ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ يُعْتِقُهَا».


1. شرح المفردات:


● طاف حول البيت: أي أدى مناسك الطواف حول الكعبة المشرفة في المسجد الحرام، وهو سبعة أشواط كاملة.
● أُسْبُوعًا: المقصود به سبعة أشواط، وهو عدد الطواف الكامل الواجب.
● لا يَلْغُو: اللغو هو الكلام الباطل، أو كل قول أو فعل لا خير فيه ولا فائدة منه، من لغو الحديث والجدال والمراء والغيبة وغيرها من الآثام.
● كَعدْل رَقَبَةٍ: أي كقيمة وأجر عتق رقبة (عبد أو أمة) مؤمنة.
● يُعْتِقُهَا: أي يُحررها من الرق.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فضل الطواف حول الكعبة المشرفة، وهو من أعظم العبادات وأجلّ القربات في بيت الله الحرام.
يشترط النبي صلى الله عليه وسلم لتحصيل هذا الأجر العظيم شرطين:
1- إكمال الطواف: أي أداء السبعة الأشواط كاملة.
2- اجتناب اللغو: أي أن يحافظ المسلم على خشوعه، ويصون لسانه وجوارحه عن كل ما لا فائدة فيه من الكلام أو الأفعال أثناء الطواف، بل يشتغل بالذكر والدعاء والتلبية والتفكر في عظمة الله.
فإذا حقق المسلم هذين الشرطين، فإن الله تعالى يكافئه بأجر عظيم، وهو أجر عتق رقبة، وهي من أعلى درجات الصدقة وأعظمها أجراً عند الله تعالى.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عظم مكانة الطواف: للطواف حول البيت مكانة عظيمة، فهو يشبه الصلاة في بعض أحكامه، ويستحب فيه الخشوع والذكر.
2- الخشوع في العبادة: الحديث يؤكد على أهمية الخشوع وترك ما لا يعنِي في جميع العبادات، وليس فقط في الصلاة، فالعبرة ليست بكثرة العمل ولكن بإتقانه وإخلاصه.
3- التيسير والفضل الإلهي: يظهر هذا الحديث سعة فضل الله تعالى وكرمه، حيث جعل أجر عبادة يسيرة (مقيدة بالخشوع) معادلاً لأجر عتق رقبة، وهو عمل مادي كبير التكلفة.
4- الحث على العتق: فيه حث غير مباشر على عتق الرقاب والإحسان إلى العبيد، حيث جعل الله أجر الطواف الخاشع معادلاً له.
5- استشعار قيمة الوقت في الحرم: يجب على المعتمر والحاج أن يغتنم وقته في بيت الله الحرام بما ينفعه من الذكر والطاعة، ويجتنب إضاعته في ما لا فائدة فيه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم الحديث: هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، والترمذي، وحسنه بعض أهل العلم.
● الطواف يكون حول الكعبة فقط، ولا يصح الطواف حول أي شيء آخر.
- يستحب في الطواف أن يذكر الله ويدعوه، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويقرأ القرآن إن تيسر له ذلك.
- هذا الفضل العظيم (كأجر عتق رقبة) يختص بالطواف حول الكعبة في المسجد الحرام، ولا يقال مثله في الطواف في غيرها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبرانيّ في «الكبير» (٢٠/ ٣٦٠) وعنه أبو نعيم في «معرفة الصحابة» (٥/ ٢٦٠١) في ترجمة المنكدر بن عبد الله بن الهدير القرشيّ التيميّ.
وأخرجه أيضًا الحاكم (٣/ ٤٥٧) كلّهم من طريق علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا حريث بن السائب، ثنا محمد بن المنكدر، عن أبيه، فذكره.
قال أبو نعيم: «ورواه شعبة عن محمد بن المنكدر نحوه».
ثمّ رواه من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، عن محمد بن المنكدر، عن أبيه بلفظ: «من طاف بالبيت كان كعتق رقبة».
وذكره المنذريّ في «الترغيب والترهيب» (١٧٨٤) وعزاه إلى الطبراني وقال: «رواته ثقات» وكذلك قال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٢٤٥) وكذلك قال الحافظ في «مختصر الترغيب والترهيب» (٩٩ - ١٠٩). وأبو نعيم هو الفضل بن دكين من كبار شيوخ البخاريّ.
وإسناده حسن من أجل حريث بن السائب فإنه حسن الحديث وقد توبع.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 249 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من طاف حول البيت أسبوعًا لا يلغو فيه كان كعدل رقبة

  • 📜 حديث: من طاف حول البيت أسبوعًا لا يلغو فيه كان كعدل رقبة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من طاف حول البيت أسبوعًا لا يلغو فيه كان كعدل رقبة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من طاف حول البيت أسبوعًا لا يلغو فيه كان كعدل رقبة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من طاف حول البيت أسبوعًا لا يلغو فيه كان كعدل رقبة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب