حديث: رسول الله ﷺ يقنت شهرًا يدعو على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استشهاد القراء في بئر معونة في صفر سنة أربع

عن أنس بن مالك أن رعلًا وذكوان وعصية وبني لحيان استمدوا رسول الله ﷺ على عدو، فأمدهم بسبعين من الأنصار كنا نسميهم القراء في زمانهم، كانوا يحتطبون بالنهار، ويصلون بالليل، حتى كانوا ببئر معونة قتلوهم وغدروا بهم، فبلغ ذلك النبي ﷺ فقنت شهرًا يدعو في الصبح على أحياء العرب: على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان، قال أنس: فقرأنا عليهم قرآنا، ثم إن ذلك رفع: بلّغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا
فرضي عنا وأرضانا.
وعن قتادة عن أنس بن مالك حدثه أن نبي الله ﷺ قنت شهرًا في صلاة الصبح يدعو على أحياء العرب: على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان.

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤٠٩٠) عن عبد الأعلى بن حماد، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك فذكره.

عن أنس بن مالك أن رعلًا وذكوان وعصية وبني لحيان استمدوا رسول الله ﷺ على عدو، فأمدهم بسبعين من الأنصار كنا نسميهم القراء في زمانهم، كانوا يحتطبون بالنهار، ويصلون بالليل، حتى كانوا ببئر معونة قتلوهم وغدروا بهم، فبلغ ذلك النبي ﷺ فقنت شهرًا يدعو في الصبح على أحياء العرب: على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان، قال أنس: فقرأنا عليهم قرآنا، ثم إن ذلك رفع: بلّغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا
فرضي عنا وأرضانا.
وعن قتادة عن أنس بن مالك حدثه أن نبي الله ﷺ قنت شهرًا في صلاة الصبح يدعو على أحياء العرب: على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه يحكي قصة مؤلمة وقعت لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ودروساً عظيمة نستفيدها.

أولاً. شرح المفردات:


● استمدوا: طلبوا المدد والعون.
● القراء: هم حفظة القرآن والعلماء، سموا بذلك لكثرة قراءتهم وتلاوتهم للقرآن.
● يحتطبون: يجمعون الحطب ويبيعونه لأجل كسب الرزق.
● بئر معونة: مكان بين مكة والبصرة.
● قنت: دعا في الصلاة بعد الركوع في الركعة الأخيرة.
● يدعو على أحياء العرب: يدعو عليهم بالهلاك والعقوبة.
● بلغوا عنا قومنا: أخبروا عنا إخواننا المسلمين.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن قبائل من العرب (رعل وذكوان وعصية وبني لحيان) أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلبون منه أن يمدهم برجال ليقاتلوا بهم عدوهم، فاستجاب النبي صلى الله عليه وسلم لهم وأرسل معهم سبعين رجلاً من خيرة أصحابه، وكانوا من الأنصار، وكانوا يجمعون بين العبادة والعمل، فبالنهار يعملون في قطع الحطب وبيعه لتأمين قوتهم، وبالليل يصلون ويقرؤون القرآن.
ولكن هؤلاء القوم غدروا بهم، فبدلاً من أن يقاتلوا معهم عدوهم، تعاونوا مع العدو على قتل هؤلاء الصحابة عند بئر معونة، فقتلوهم جميعاً غدراً وخيانة.
فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم خبر مقتل أصحابه، حزن حزناً شديداً، وظهر أثر ذلك عليه، فدعا عليهم في صلاة الفجر整整 شهراً كاملاً، يدعو الله أن ينتقم من هذه القبائل الغادرة.
وفي رواية أخرى، أن هؤلاء الشهداء قالوا قبل استشهادهم: (بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا أَنَّا لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا) أي: أخبروا إخواننا المسلمين أننا قد متنا ولقينا الله، وهو راض عنا، ونحن راضون عنه وقبلنا كشهداء.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- خيانة الكفار وعدم الثقة بهم: فهؤلاء القبائل أظهروا الإسلام وطلبوا المعونة، ولكنهم في الحقيقة كانوا خونة وغدروا بالمسلمين. وهذا يعلمنا الحذر من أعداء الدين وعدم الثقة بهم.
2- فضل هؤلاء الصحابة: اجتمع فيهم صفتان عظيمتان: العمل للآخرة (بصلاتهم وقراءتهم) والعمل للدنيا (باحتطابهم وكسب رزقهم)، فهم قدوة في الجمع بين العبادة والعمل.
3- مكانة الدعاء والقنوت: بيان مشروعية القنوت والدعاء على الكفار عند النوازل، وأنه سنة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم.
4- الصبر والرضا بقضاء الله: موقف الشهداء ورضاهم بقضاء الله وفرحهم بلقاء الله درس عظيم في الإيمان والثبات.
5- عظم مصيبة قتل المسلمين غدراً: وأن ذلك مما يوجب الدعاء على المعتدين.

رابعاً. معلومات إضافية:


- وقعت حادثة بئر معونة في السنة الرابعة للهجرة.
- استشهاد هؤلاء السبعين كان مصيبة كبيرة على المسلمين.
- دعا النبي صلى الله عليه وسلم على هذه القبائل شهراً ثم ترك الدعاء عليهم، فأنزل الله تعالى: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾ [آل عمران: 128]، أي أن الأمر كله لله، فهو الذي يتوب عليهم أو يعذبهم.
أسأل الله أن يرزقنا الإيمان والثبات، وأن يجعلنا من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٠٩٠) عن عبد الأعلى بن حماد، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك فذكره.
وقوله: استمدوا رسول الله ﷺ على عدو: يظهر منه أنهم جاءوا إلى النبي ﷺ طلبا للنجدة على عدوهم، وهو يخالف السياق السابق. فيمكن الجمع بين السياقين أنهم جاءوا إلى النبي ﷺ وطلبوا منه الأمرين، التعليم ثم النجدة فبعث إليهم النبي ﷺ سبعين قراء للتعليم والنجدة معًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 382 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ يقنت شهرًا يدعو على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان

  • 📜 حديث: رسول الله ﷺ يقنت شهرًا يدعو على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ يقنت شهرًا يدعو على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ يقنت شهرًا يدعو على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ يقنت شهرًا يدعو على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب