حديث: النبي ﷺ يقول لأبي بكر: «أشعرت أنه قد أذن لي في الخروج»
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب استشهاد القراء في بئر معونة في صفر سنة أربع
وعن أبي أسامة قال: قال هشام بن عروة: فأخبرني أبي قال: لما قتل الذين ببئر معونة، وأسر عمرو بن أمية الضمري، قال له عامر بن الطفيل: من هذا؟ فأشار إلى قتيل، فقال له عمرو بن أمية: هذا عامر بن فهيرة، فقال: لقد رأيته بعدما قتل رفع إلى السماء، حتى إني لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض، ثم وضع، فأتى النبي ﷺ خبرهم فنعاهم، فقال: «إن أصحابكم قد أصيبوا، وإنهم قد سألوا ربهم، فقالوا: ربنا أخبر عنا إخواننا بما رضينا عنك ورضيت عنا، فأخبرهم عنهم» وأصيب يومئذ فيهم عروة بن أسماء بن الصلت فسمي عروة به، ومنذر بن عمرو سمي به منذرًا.
صحيح: رواه البخاري (٤٠٩٣) عن عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من سنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث العظيم، الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، يروي قصة هجرة النبي ﷺ من مكة إلى المدينة، وهي من أعظم الأحداث في تاريخ الإسلام، ويتجلى فيه مواقف عظيمة من الإيمان والثبات والتضحية.
أولاً. شرح المفردات:
● استأذن: طلب الإذن والإجازة.
● اشتد عليه الأذى: زاد وتفاقم تعذيبه وإيذاء كفار قريش له.
● أتطمع أن يؤذن لك: هل تتوقع ويأمل أن يُسمح لك بالخروج (أي بالهجرة)؟
● كنمت: ادَّخَرتُ وهيَّأتُ.
● الجدعاء: الناقة التي قُطِع جزء من أذنها.
● الغار: الكهف في الجبل.
● ثور: اسم جبل معروف جنوب مكة.
● منحة: قطيع من الغنم أو الإبل للحليب.
● يروح بها ويغدو: يذهب بها في المساء ويأتي بها في الصباح للرعي.
● يدلج: يسير في آخر الليل.
● يعقبانه: يسيران خلفهما ليحمياه من أن يتبعها أحد.
● بئر معونة: مكان وقعت فيه غزوة، واستشهد فيها عدد من الصحابة.
ثانياً. شرح الحديث:
يصف الحديث بداية رحلة الهجرة النبوية، والتي كانت نقطة تحول كبرى في تاريخ الدعوة الإسلامية.
1- طلب أبو بكر الإذن بالهجرة: كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يتعرض للأذى الشديد من كفار قريش، فطلب من النبي ﷺ الإذن له بالهجرة إلى المدينة للخلاص من هذا الأذى. لكن النبي ﷺ أمره بالبقاء في مكة وقال له: «أقم»، لأنه كان يترقب هو نفسه الإذن بالهجرة من الله تعالى.
2- رجاء النبي ﷺ وأمل أبو بكر: عندما سأله أبو بكر: «أتطمع أن يؤذن لك؟» كانت إجابة النبي ﷺ «إني لأرجو ذلك» توحي بثقة عظيمة بوعد الله، وصبر على البلاء حتى يأتي الفرج. وهذا درس في التوكل على الله واليقين بنصره.
3- بشرى الهجرة واختيار الصحبة: عندما جاء النبي ﷺ إلى بيت أبي بكر في وقت الظهيرة (وهو وقت خلوة الناس في بيوتهم) وأخبره أن الله قد أذن له بالهجرة، كان رد فعل أبي بكر الفوري هو طلب شرف الصحبة في هذه الرحلة العظيمة، قائلاً: «يا رسول الله! الصحبة!». فرد عليه النبي ﷺ بالموافقة «الصحبة». وهذا يدل على شدة حب أبي بكر للنبي ﷺ وحرصه على أن يكون معه في السراء والضراء.
4- التضحية والإعداد: كان أبو بكر رضي الله عنه قد أعدّ لكل طارئ، فقد كان لديه ناقتان مهيأتان لهذه الرحلة، فوهب إحداهما، وهي الجدعاء، للنبي ﷺ ليركبها. وهذا يدل على حكمته وبُعد نظره، وعلى سخائه وتفضيله للنبي ﷺ على نفسه.
5- الاختباء في غار ثور: اتجه النبي ﷺ وأبو بكر إلى غار في جبل ثور، واختبآ فيه ثلاثة أيام. واختارا هذا المكان لأنه غير متوقع ومعروف بتوعره وصعوبته، مما يضمن لهما الأمان من مطاردة قريش.
6- دور عامر بن فهيرة: كان عامر بن فهيرة رضي الله عنه عبداً لأبي بكر فأعتقه، وكان يرعى غنمه. وكان يأتي بالغنم إلى الغار كل يوم ليشربا من لبنها، وفي نفس الوقت يمحو آثار أقدامهما بأقدام الغنم حتى لا يتبعهم أحد. ثم كان يسير خلفهما في الطريق إلى المدينة ليرفع من درجة الأمان ويحميهما من الخلف. وقد استشهد هذا الصحابي الجليل لاحقاً في غزوة بئر معونة.
7- كرامة عامر بن فهيرة بعد استشهاده: الجزء الأخير من الحديث يذكر كرامة لهذا الصحابي، حيث شهد الأسير عمرو بن أمية أنه رأى جثة عامر بن فهيرة بعد استشهاده تُرفع إلى السماء ثم تُوضع، وهي من الكرامات التي يكرم الله بها شهداءه. ثم بلغ النبي ﷺ خبر استشهادهم، فبشرهم بأنهم قد رضوا عن ربهم ورضي عنهم، وسألوا الله أن يخبر إخوانهم في الدنيا بمنزلتهم، فأخبرهم النبي ﷺ بذلك.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- الصبر على الأذى في سبيل الله: تحمل النبي ﷺ وأصحابه أشد أنواع الأذى، وكان صبرهم سبباً في نصر الله لهم.
2- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي ﷺ كان يتوكل على الله حق توكله، ولكنه في نفس الوقت أخذ بكل الأسباب المادية المتاحة: الاختباء في الغار، محو الآثار، اختيار الرفيق الأمين، ووجود الدليل.
3- مكانة أبي بكر الصديق: يظهر الحديث منزلة أبي بكر رضي الله عنه وفضله، فهو الصاحب في الهجرة، والمواسي بالنفس والمال، وكان أحب الناس إلى النبي ﷺ.
4- قيمة الصحبة الصالحة: اختيار الرفيق في السفر والأمر كله مهم، وكان أبو بكر خير صاحب.
5- التضحية والفداء: تضحيات أبي بكر (بماله) وعامر بن فهيرة (بجهده ووقته ثم بحياته) تظهر معنى الفداء الحقيقي في سبيل الله ونصرة دينه.
6.
تخريج الحديث
وقوله: وعن أبي أسامة قال: قال هشام بن عروة، فأخبرني أبي قال ... هكذا ذكره مرسلًا عن عروة بن الزبير ولكن إدراج هذا المرسل في قصة الهجرة الموصولة عن عائشة يشير إلى أنها موصولة أيضًا بذكر عائشة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 385 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 360 ارم فداك أبي وأمي
- 361 لم يبق مع رسول الله في بعض تلك الأيام غير...
- 362 صحبت عبد الرحمن بن عوف وطلحة والمقداد وسعدًا
- 363 يد طلحة شلاء وقى بها النبي ﷺ يوم أحد
- 364 من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة
- 365 من للقوم قال طلحة أنا فقال رسول الله كما أنت
- 366 أم سليط كانت تزفر لنا القرب يوم أحد
- 367 يوم أحد وانهزام الناس عن النبي ﷺ وأبو طلحة يجوب...
- 368 اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيّه
- 369 اشتد غضب الله على قوم هشموا البيضة على رأس نبيهم
- 370 معنى اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
- 371 اشتد غضب الله على من قتله النبي في سبيل الله
- 372 اشتد غضب الله على من أدمى وجه رسول الله
- 373 فاطمة تغسل جرح النبي وعلي يسكب الماء
- 374 لما أصاب رسول الله ﷺ ما أصاب يوم أحد انصرف...
- 375 شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله؟
- 376 قدمه في اللحد وقال: «أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة»
- 377 اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت
- 378 انتدب منهم سبعون رجلا قال: كان فيهم أبو بكر والزبير
- 379 بعث النبي سرية عينًا وأمّر عليهم عاصم بن ثابت
- 380 إذا رأيته وجدت له إقشعراريرة
- 381 بعث النبي ﷺ سبعين رجلا يقال لهم القراء فقتلوهم
- 382 رسول الله ﷺ يقنت شهرًا يدعو على رعل وذكوان وعصية...
- 383 بعث النبي خاله في سبعين راكبًا إلى رئيس المشركين عامر...
- 384 فزت ورب الكعبة
- 385 النبي ﷺ يقول لأبي بكر: «أشعرت أنه قد أذن لي...
- 386 دعا النبي على قتلة أصحاب بئر معونة ثلاثين صباحًا
- 387 قنت رسول الله ﷺ بعد الركوع شهرًا يدعو عليهم
- 388 قنت رسول الله شهرًا يدعو على رعل وذكوان وعصية
- 389 النبي ﷺ يعطي أم أيمن عشرة أمثال ما سألت
- 390 المهاجرون يردون منائحهم إلى الأنصار بعد فتح خيبر.
- 391 أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم...
- 392 أجلى يهود المدينة كلهم بني قينقاع ويهود بني حارثة.
- 393 تحريق النبي ﷺ نخل بني النضير وقطع البويرة
- 394 حريق نخل بني النضير
- 395 ما تركه النبي صدقة لا يورث
- 396 كفار قريش يهددون المسلمين ويخططون للغدر
- 397 الدعاء قبل القتال كان في أول الإسلام.
- 398 ما عليكم أن لا تفعلوا ما من نسمة كائنة إلى...
- 399 رسول الله ﷺ إذا أراد سفرًا أقرع بين أزواجه
- 400 فخرت عائشة مغشيا عليها لما سمعت حديث الإفك.
- 401 حسان بن ثابت ينشد عائشة شعرًا ويشبب بأبيات له
- 402 عنوان الحديث: "استأذن النبي في هجاء المشركين كيف بنسبي"
- 403 تزويج النبي ﷺ جويرية بنت الحارث وأثرها في إعتاق قومها.
- 404 العنوان: زينب بنت جحش عصمها الله بدينها فلم تقل إلا...
- 405 لما نزل عذري قام النبي على المنبر فذكر ذلك
- 406 علي كان مسلما في شأن عائشة
- 407 عرضه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة فلم يجزه
- 408 أول يوم شهدته يوم الخندق.
- 409 الحق فإنهم ينتظرونك وأخشى أن يكون في احتباسك عنهم فرقة
معلومات عن حديث: النبي ﷺ يقول لأبي بكر: «أشعرت أنه قد أذن لي في الخروج»
📜 حديث: النبي ﷺ يقول لأبي بكر: «أشعرت أنه قد أذن لي في الخروج»
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: النبي ﷺ يقول لأبي بكر: «أشعرت أنه قد أذن لي في الخروج»
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: النبي ﷺ يقول لأبي بكر: «أشعرت أنه قد أذن لي في الخروج»
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: النبي ﷺ يقول لأبي بكر: «أشعرت أنه قد أذن لي في الخروج»
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








