الغر المحجلين من آثار الوضوء - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب الغُرِّ المحجّلين من آثار الوضوء
متفق عليه: رواه البخاري في الوضوء (١٣٦) واللفظ له، ومسلم في الطهارة (٢٤٦) كلاهما من طريق سعيد بن أبي هلال، عن نُعيم بن عبد الله المُجْمِر قال: رقيتُ مع أبي هريرة على ظهر المسجد، فتوضأ فقال: إنِّي سمعت رسول الله ﷺ يقول، فذكر الحديث. وفي رواية مسلم من طريق عُمارة بن غَزِيَّة الأنصاري، عن نعيم بن عبد الله المُجْمِر قال: رأيت أبا هريرة يتوضأ، فغسل وجهه فأسبغ الوضوء، ثم غسل يده اليمنى حتَّى أشرع في العَضُد، ثم يده اليسرى حتَّى أشرع في العَضُد، ثم مسح رأسه، ثم غسل رِجله اليُمنى حتَّى أشرع في الساق، ثم غسل رجله اليُسرى حتَّى أشرع في الساق، ثم قال: هكذا رأيتُ رسول الله ﷺ يتوضأ، ثم قال، فذكره.
وفي رواية سعيد بن أبي هلال، عن نعيم بن عبد الله: فغسل وجهه ويديه حتَّى كاد يبلُغ المنكبين.
ولكن أبدى نُعيم بن عبد الله الشك في قوله: «من استطاع أن يُطيل غرته فليفعل» من قول رسول الله ﷺ أو من قول أبي هريرة.
رواه الإمام أحمد (٨٤١٣ و١٠٧٧٨) من طريق فُلَيح بن سليمان، عنه.
وقال الحافظ في الفتح (١/ ٢٣٦): «ولم أر هذه الجملة في رواية أحد ممن روى هذا الحديث من الصحابة وهم عشرة، ولا ممن رواه عن أبي هريرة غير رواية نُعيم هذه».
وقال الحافظ المنذريّ في الترغيب والترهيب (٢٨٦): «وقد قيل: إنّ قوله: «من استطاع ... إلخ«إنما هو مدرج من كلام أبي هريرة موقوف عليه، ذكره غير واحد من الحفّاظ، والله أعلم».
وذكر نحوه الحافظ ابن القيم في حادي الأرواح (١/ ٣١٦)، ثم نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية أنه كان يقول: «هذه اللّفظة لا يمكن أن تكون من كلام رسول الله ﷺ، فإنّ الغرّة لا تكون في اليد، لا تكون إلّا في الوجه، وإطالتُه غير ممكنة، إذ تدخل في الرأس فلا تسمّى تلك غرّة» اهـ.
ولكن اختيار الشيخين رواية سعيد بن أبي هلال، عن نُعيم بن عبد الله دليل على صحة هذه الزيادة عندهما، وتابعه على ذلك عُمارة بن غَزِيَّة الأنصاري عند مسلم، ورواه الإمام أحمد (٢/ ٣٦٢) من طريق ليث بن أبي سُليم، عن كعب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «أنتم الغر المحجَّلُون يوم القيامة من آثار الوضوء والطهور، فمن استطاع منكم أن يُطيل غُرَّتَه فليفعل» إلَّا أن ليث بن أبي سليم ضعيف وكعب هو: أبو عامر المديني فإنه لم يوثقه إلَّا ابن حبان ورواه الطبراني في «الأوسط» من طريق ابن الحُوَيْرِث، عن نعيم بدون شك.
ونُعيم نفسه تردد فروى مرة باليقين، وأُخرى بالشك، فيؤخذ بقول مَن روى عنه باليقين وهم سعيد بن أبي هلال، وعُمارة بن غَزِيَّة، وليث بن سليم، وابن الحُوَيْرِث.
وعليه فإن صحّت هذه الزّيادة، فالغرّة يحتاج إلى تأويل فراجع في ذلك ما ذكره الحافظ في الفتح.
وقوله في الحديث (غُرًّا مُحَجَّلين) الغُرّة والتحجيل: بياض في وجه الفرس وقوائمه، وذلك مما يحسنه ويزيّنه، فاستعاره للإنسان، وجعل أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين، كالبياض الذي هو للفرس، ولذلك قال بإسباغ الوضوء؛ فإنه يزيد التحجيل ويطيله.
وتطويل الغرة والتحجيل المقصود منه القدر الزائد على الجزء الذي يجب غسله.
قال ابن القيم في زاد المعاد ١/ ١٩٦: «وأما حديث أبي هريرة في صفة وضوء النبيّ ﷺ أنه غسل يديه حتى أشرع في السّاقين، فهو إنّما يدل على إدخال المرفقين والكعبين في الوضوء، ولا يدل على مسألة الإطالة».
علمتُ أنكم ههنا ما توضأتُ هذا الوضوء، سمعت خليلي ﷺ يقول: «تبلغُ الحِليةُ من المؤمن حيث يبلغ الوضوء».
صحيح: رواه مسلم في الطهارة (٢٥٠) عن قُتيبة بن سعيد، حدَّثنا خَلف، عن أبي مالكٍ الأشجعي، عن أبي حازمٍ. . فذكره.
صحيح: رواه مالك في الطهارة (٢٨) عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكر الحديث، واللفظ له، ومسلم في الطهارة (٢٤٩) من طريق مالك وغيره، عن العلاء بن عبد الرحمن به مثله.
صحيح: رواه مسلم في الطهارة (٢٤٨) عن عثمان بن أبي شيبة: ثنا علي بن مُسهر، عن سعد بن طارق، عن رِبعي بن خِراش، عن حذيفة فذكره.
صحيح: رواه الترمذي (٦٠٧) عن أبي الوليد أحمد بن بكار الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم قال: قال صفوان بن عمرو، أخبرني يزيد بن خُمير، عن عبد الله بن بُسر فذكر مثله.
قال الترمذي: «حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث عبد الله بن بسر».
ورواه الإمام أحمد (١٧٦٩٣) والطبراني في «مسند الشاميين» (٩٩٥) أتمّ من هذا عن أبي المغيرة قال: حدَّثنا صفوان قال: حدّثني يزيد بن خُمير الرحبي، عن عبد الله بن بسر المازني، عن رسول الله ﷺ أنّه قال: «ما من أمّتي من أحد إلَّا أنا أعرفه يوم القيامة» قالوا: وكيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق؟ قال: «أرأيت لو دخلت صُبْرةً فيها خيل دُهم بُهم، وفيها فرس أَغَرُّ محجَّل، أما كنت تعرفه منها؟» قال: بلى. قال: «فإنَّ أُمّتي يومئذٍ غرٌّ من السجود محجَّلون من الوضوء». وهذا إسناد صحيح.
أبو المغيرة هو: عبد القدوس بن حجّاج الخولاني.
قوله: «بهم» - بضمّ الباء وسكون الهاء - خالصة المواد.
حسن: رواه ابن ماجه (٢٨٤) حدَّثنا محمد بن يحيى النيسابوري، قال: حدَّثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، قال: حدَّثنا حماد، عن عاصم، عن زِرِّ بن حُبَيش، أن عبد الله بن مسعود قال: فذكره.
وإسناده حسن للكلام في عاصم وهو: ابن أبي النجود. وكذا حسنه أيضًا البوصيري في زوائد ابن ماجه.
وأخرجه أيضًا ابن حبان في صحيحه (١٠٤٧) من طريق حماد - وهو ابن سلمة به مثله.
وفي الباب عن أبي أُمامة قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من أمّتي أحد إلَّا وأنا أعرفه يوم القيامة» قالوا: يا رسول الله! من رأيت ومن لم تر؟ قال: «من رأيتُ ومن لم أر، غُرًّا مُحَجَّلين من آثار الطهور». رواه الإمام أحمد (٢٢٢٥٧) والطبراني في الكبير (٧٥٠٩) كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن أبي عتبة الكندي، عن أبي أُمامة فذكر مثله.
وأبو عتبة الكندي لم يرو عنه إلَّا معاوية بن صالح، ولم يوثقه أحد، وإنّما ذكره ابن حبّان في «الثقات» (٥/ ٥٧٠).
وعن جابر قال: قيل: يا رسول الله! كيف تعرف من لم تر من أمّتك؟ قال: «غُرًّا - أحسبه قال -: محجَّلون من آثار الوضوء».
رواه البزّار - كشف الأستار - (٢٥٤) وفيه يحيى بن يمان العجلي الكوفي ضعّفه يحيى بن معين والنسائيّ.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظة، وهو في نفسه لا يتعمَّد الكذب إلَّا أنّه يخطئ ويشبَّه عليه. «الكامل» (٧/ ٢٦٩١) ولم يذكره ابن حبان في ثقاته مع تساهله، ومع ذلك قال الحافظ الهيثمي في «المجمع» (١/ ٢٢٥): إسناده حسن. فلعلّه قال ذلك لكثرة شواهده.
وقوله في الحديث: «بُلْقٌ»: مِن بَلِقَ الفرَس بَلَقًا، وبُلْقةً: إذا كان فيه سواد وبياض.
أبواب الكتاب
- 1 باب إيجاب النية للوضوء
- 2 باب التسمية في الوضوء
- 3 باب وجوب الطهارة للصلاة
- 4 باب ما جاء في ثواب الطهور
- 5 باب ما جاء في فضل الوضوء والصلاة عقبه
- 6 باب ما جاء في المحافظة على الوضوء
- 7 باب الغُرِّ المحجّلين من آثار الوضوء
- 8 باب التيمُّن في الطُّهور وغيره
- 9 باب ما جاء في صفة وضوء النبي ﷺ -
- 10 باب صفة وضوء النبي ﷺ من غير حدث
- 11 باب ما روي عن النبي ﷺ: «الأذنان من الرأس»
- 12 باب استحباب تخليل اللحية في الوضوء
- 13 باب ما جاء في تخليل الأصابع
- 14 باب المضمضة والاستنشاق
- 15 باب النهي عن الإسراف في الماء
- 16 باب وجوب استيعاب جميع أجزاء محل الطهارة
- 17 باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره
- 18 باب ما جاء في الوضوء لكل صلاة
- 19 باب جواز الصلوات بوضوء واحد
- 20 باب ما يقول الرجل إذا توضّأ
- 21 باب استحباب الوضوء للجنب إذا أراد النوم والأكل
- 22 باب جواز النوم للجنب بدون وضوء
- 23 باب استحباب الوضوء للجنب إذا أراد أن يعود
- 24 باب نقض الوضوء من لحوم الإبل
- 25 باب الوضوء مما مسته النار
- 26 باب ترك الوضوء مما مسته النار
- 27 باب المضمضمة من شرب اللّبن
- 28 باب أن النوم ليس حَدَثًا بل مَظِنَّةٌ للحدث
- 29 باب من لم يتوضأ من الغشي إلَّا إذا كان مُثْقِلًا
- 30 باب الوضوء من مسّ الفرج
- 31 باب ترك الوضوء من مسّ الذكر
- 32 باب إذا شكّ في الحَدَثِ
- 33 باب ما جاء في نقض الوضوء من خروج الصوت من الدبر
- 34 باب من يرى الوضوء من القيء
- 35 باب ما روي أن خروج الدم من غير السبيلين لا يوجب الوضوء
- 36 باب الوضوء من المذي، والنضح بعدَه
- 37 باب ما رُوي من ترك الوضوء من القُبلة
- 38 باب ترك الوضوء من مسّ اللحم النيئ
- 39 باب ترك الوضوء من بَعدِ الغسلِ
- 40 باب ما جاء في جواز أكل الطعام للمحدث وأنه لا كراهة في ذلك
- 41 باب الوضوء لردّ السلام
- 42 باب المسح على الخفين والعمامة والناصية
- 43 باب ما جاء في التوقيت في المسح على الخفين
- 44 باب ما جاء في المسح على الجوربين والنعلين
- 45 باب غسل الرجلين في النعلين وأنَّه لا يمسح عليهما
- 46 باب المسح على ظاهر الخفين
معلومات عن حديث: الغر المحجلين من آثار الوضوء
📜 حديث عن الغر المحجلين من آثار الوضوء
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ الغر المحجلين من آثار الوضوء من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث الغر المحجلين من آثار الوضوء
تحقق من درجة أحاديث الغر المحجلين من آثار الوضوء (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث الغر المحجلين من آثار الوضوء
تخريج علمي لأسانيد أحاديث الغر المحجلين من آثار الوضوء ومصادرها.
📚 أحاديث عن الغر المحجلين من آثار الوضوء
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع الغر المحجلين من آثار الوضوء.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Sunday, August 24, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب