حديث: غُرٌّ محجّلون من السجود والوضوء يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الغُرِّ المحجّلين من آثار الوضوء

عن عبد الله بن بُسر، عن النبيّ ﷺ قال: «أُمّتي يوم القيامة غُرٌّ من السجود، محجّلون من الوضوء».

صحيح: رواه الترمذي (٦٠٧) عن أبي الوليد أحمد بن بكار الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم قال: قال صفوان بن عمرو، أخبرني يزيد بن خُمير، عن عبد الله بن بُسر فذكر مثله.

عن عبد الله بن بُسر، عن النبيّ ﷺ قال: «أُمّتي يوم القيامة غُرٌّ من السجود، محجّلون من الوضوء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فبإذن الله تعالى سأقوم بشرح هذا الحديث الشريف شرحاً وافياً، معتمداً على كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن عبد الله بن بُسر رضي الله عنه، عن النبيّ ﷺ قال: «أُمّتي يوم القيامة غُرٌّ من السجود، محجّلون من الوضوء».

تخريج الحديث:


هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام مسلم في صحيحه، والإمام النسائي، وغيرهم. وهو حديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

1. شرح المفردات:


● غُرٌّ: جمع "أغر"، وهو الذي في وجهه بياض ونضارة وحسن. ويأتي من "الغرة" وهي البياض الذي يكون في جبهة الفرس، فشبه به نور وجمال وجه المؤمن يوم القيامة.
● محجّلون: جمع "مُحَجَّل"، من "التحجيل" وهو بياض يكون في قوائم الفرس غير لونها الأصلي. وشبه به نور وجمال أطراف المؤمن (اليدين والرجلين) يوم القيامة.
● من السجود: بسبب السجود لله تعالى وكثرة الصلاة.
● من الوضوء: بسبب المحافظة على الوضوء وإسباغه.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمة الإسلام ستميز يوم القيامة بعلامات النور والبهاء على وجوههم وأيديهم وأرجلهم، بسبب أعمالهم الصالحة في الدنيا. فبياض الوجوه ونضارتها جاء من أثر السجود لله تعالى وملازمة الصلاة، وبياض الأيدي والأرجل جاء من أثر الوضوء والمحافظة عليه. وهذه العلامات ستكون شاهداً لهم على إيمانهم وطاعتهم لربهم، وسيميزهم الله بها عن سائر الأمم في الموقف العظيم.

3. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل الصلاة والسجود: الحديث показывает المكانة العظيمة للصلاة، وأن السجود لله يترك أثراً حسناً ونوراً على وجه العبد يوم القيامة، مما يجعله مميزاً بين الخلائق.
2- فضل الوضوء وإسباغه: الحث على العناية بالوضوء، وإتمامه على الوجه الأكمل، فإن له أجراً عظيماً يتجلى يوم القيامة بنور في الأطراف.
3- تميز الأمة المحمدية: الأمة الإسلامية أمة مكرمة، جعل الله لها علامات تدل على طاعتها وعبادتها لربها، مما يوجب على أفرادها الشعور بالفخر بانتمائها لهذه الأمة، والسعي للاستحقاق هذه المكانة.
4- جزاء الحسنة الحسنة: الأعمال الصالحة في الدنيا لا تضيع عند الله، بل يجزى عليها المؤمن بأنوار وكرامات يوم القيامة، فهي من آثار الطاعة التي تبقى لصاحبها.
5- البشرى والأمل: الحديث بشرى للمؤمنين المحافظين على الصلاة والوضوء، بأنهم سيكونون في أحسن صورة وأجمل هيئة يوم القيامة، مما يبعث على التفاؤل والحرص على هذه العبادات.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- قال العلماء: "معنى «غُرٌّ»: بيض الوجوه، و«مُحَجَّلُونَ»: بيض الأيدي والأرجل... وسبب ذلك ما يكون من أثر السجود والوضوء".
- هذه الغرة والتحجيل هي علامات حقيقية ونورٌ يُرى يوم القيامة، يميز الله به المؤمنين، وهي من أنواع التكريم الإلهي.
- ينبغي للمسلم أن يستحضر هذا المعنى العظيم وهو يصلي ويتوضأ، ليكون دافعاً له للإتقان والإخلاص في عبادته.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين غُرَّت وجوههم من السجود، وحُجّلت أطرافهم من الوضوء، وأن يحشرنا في زمرة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٦٠٧) عن أبي الوليد أحمد بن بكار الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم قال: قال صفوان بن عمرو، أخبرني يزيد بن خُمير، عن عبد الله بن بُسر فذكر مثله.
قال الترمذي: «حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث عبد الله بن بسر».
ورواه الإمام أحمد (١٧٦٩٣) والطبراني في «مسند الشاميين» (٩٩٥) أتمّ من هذا عن أبي المغيرة قال: حدَّثنا صفوان قال: حدّثني يزيد بن خُمير الرحبي، عن عبد الله بن بسر المازني، عن رسول الله ﷺ أنّه قال: «ما من أمّتي من أحد إلَّا أنا أعرفه يوم القيامة» قالوا: وكيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق؟ قال: «أرأيت لو دخلت صُبْرةً فيها خيل دُهم بُهم، وفيها فرس أَغَرُّ محجَّل، أما كنت تعرفه منها؟» قال: بلى. قال: «فإنَّ أُمّتي يومئذٍ غرٌّ من السجود محجَّلون من الوضوء». وهذا إسناد صحيح.
أبو المغيرة هو: عبد القدوس بن حجّاج الخولاني.
قوله: «بهم» - بضمّ الباء وسكون الهاء - خالصة المواد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 34 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: غُرٌّ محجّلون من السجود والوضوء يوم القيامة

  • 📜 حديث: غُرٌّ محجّلون من السجود والوضوء يوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: غُرٌّ محجّلون من السجود والوضوء يوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: غُرٌّ محجّلون من السجود والوضوء يوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: غُرٌّ محجّلون من السجود والوضوء يوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب