حجاب المرأة المسلمة - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما جاء في حجاب المرأة المسلمة
في الآية الكريمة ذكر اللَّه ﷾ جملة المحارم الذين يجوز لهم إبداء الزينة إلا أنهم جميعا ليسوا على مرتبة واحدة.
قال القرطبي في تفسيره: «لما ذكر اللَّه تعالى الأزواج وبدأ بهم، ثنى بذوي المحارم وسوى بينهم في إبداء الزينة، ولكن تختلف مراتبهم بحسب ما في نفوس البشر. فلا مرية أن كشف الأب والأخ على المرأة أحوط من كشف ولد زوجها. وتختلف مراتب ما يبدى لهم؛ فيبدى للأب ما لا يجوز إبداؤه لولد الزوج».
صحيح: رواه الترمذيّ (١١٧٣)، وابن خزيمة (١٦٨٥)، وابن حبان (٥٥٩٨) كلهم من حديث عمرو بن عاصم، قال: حدّثنا همام، عن قتادة، عن مورِّق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه، فذكره. واللفظ للترمذي. وإسناده صحيح.
وزاد ابن خزيمة: «وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها».
وقد روي عن علي، عن النبي ﷺ قال: «عورة الرجل على الرجل كعورة المرأة على الرجل، وعورة المرأة على المرأة كعورة المرأة على الرجل».
رواه الحاكم (٤/ ١٨٠) عن علي بن حمشاذ العدل، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي وعلي بن الصقر السكري قالا: ثنا إبراهيم بن حمزة الزهري، ثنا إبراهيم بن علي الرافعي، حدثني علي بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، فذكره.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد» وتعقبه الذهبي فقال: الرافعي ضعفّوه.
قال الأعظمي: وهو كما قال، والرافعي هو إبراهيم بن علي بن حسن بن أبي رافع المدني ضعّفه الدارقطني وابن حبان وغيرهما، ومشّاه ابن معين وقال أبو حاتم: «شيخ».
وأما قوله تعالى: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ فقد اختلفت أقوال الصحابة في تعيين هذه الزينة.
فقال ابن مسعود: كالرداء والثياب.
وروي عنه أنه قال: الزينة زينتان: زينة لا يراها إلا الزوج، الخاتم والسوار، وزينة يراها الأجانب وهي الظاهر من الثياب.
وقال ابن عباس: الكف ورقعة الوجه. أخرجه ابن أبي شيبة (١٧٢٨١) عن زياد بن الربيع، عن صالح الدهان، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن، صالح الدهان هو: صالح بن إبراهيم أبو نوح وثّقه ابن معين وقال أبو حاتم: «ليس به بأس». الجرح والتعديل (٤/ ٣٩٣).
كما روي عنه أيضًا أنه قال: الكحل والخاتم. ذكره البيهقي (٢/ ٢٢٥).
وروى ابن جرير في تفسيره (١٧/ ٢٥٩) بإسناده عن ابن عباس قال: «الزينة الظاهرة: الوجه، وكحل العين، وخضاب الكف، والخاتم. فهذه تظهر في بيتها لمن دخل من الناس عليها». أي من المحارم.
وجمع بعض أهل العلم قولي ابن عباس فقالوا: قوله: الوجه والكفان قبل نزول الحجاب، والكحل والعين وخضاب الكف والخاتم بعد الحجاب لأن وضع المرأة اختلف بعد نزول الحجاب كما قالت عائشة، وعليه يدل الأحاديث والآثار الآتية.
وقد كانت المرأة قبل نزول الحجاب تبرز للرجال فمنعها اللَّه عن ذلك فقال عز وجل: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ [الأحزاب: ٣٣]
وكانت آية الحجاب نزلت بناء على طلب عمر بن الخطاب.
صحيح: رواه البخاري (٤٧٩٠) عن مسدد، عن يحيى بن أيوب، عن حميد، عن أنس، فذكره.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الصلاة (٤٠٢) عن عمرو بن عون، قال: حدّثنا هشيم، عن حميد، عن أنس، فذكر الحديث بطوله وهو مخرج في موضعه.
ورواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٣٩٩) من وجه آخر عن ابن عمر، عن عمر مختصرًا.
إلا أن النبي ﷺ الذي كان أعلم من عمر وأغير منه لم يفعل ذلك حتى نزل الوحي، كما في سورة الأحزاب في قصة زينب بنت جحش الآتية.
والخطأ في هذا من ظنَّ أن عمر طلب من النبي ﷺ احتجاب أمهات المؤمنين فأنزل اللَّه عز وجل آية الحجاب مباشرة.
فخرج رسول اللَّه ﷺ واتبعته، فجعل يتتبع حجر نسائه يسلم عليهن، ويقلن: يا رسول اللَّه، كيف وجدت أهلك؟ قال: فما أدري أنا أخبرته أن القوم قد خرجوا أو أخبرني، قال: فانطلق حتى دخل البيت، فذهبت أدخل معه، فألقى الستر بيني وبينه، ونزل الحجاب، قال: ووعظ القوم بما وعظوا به، زاد ابن رافع في حديثه: ﴿لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ﴾ إلى قوله: ﴿وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ﴾ [سورة الأحزاب: ٥٣].
صحيح: رواه مسلم في النكاح (١٤٢٨) من طرق عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، فذكره.
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٧٥٠)، ومسلم في التوبة (٢٧٧٠) كلاهما من حديث يونس بن يزيد، عن الزهري، قال: أخبرني عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص، وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود، عن حديث عائشة، فذكرته.
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٧٩٥)، ومسلم في السلام (٢١٧٠) كلاهما من حديث أبي أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
قوله: «لا تخفى على من يعرفها» أي من ضخامة جسمها لا من وجهها.
حسن: رواه أبو داود (٤١٠١) عن محمد بن عبيد، حدّثنا ابن ثور، عن معمر، عن ابن خثيم، عن صفية بنت شيبة، عن أم سلمة، فذكرته.
وإسناده حسن من أجل ابن خثيم وهو عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم القاري المكي فإنه حسن الحديث.
ومكاتلهم ومرورهم. فقالوا: محمد، والخميس. قال: وقال رسول اللَّه ﷺ: «خربت خيبر! إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين» قال: وهزمهم اللَّه عز وجل. ووقعت في سهم دحية جارية جميلة، فاشتراها رسول اللَّه ﷺ بسبعة أرؤس. ثم دفعها إلى أم سليم تصنعها له وتهيئها. -قال: وأحسبه قال- وتعتد في بيتها، وهي صفية بنت حيي. قال: وجعل رسول اللَّه ﷺ وليمتها التمر والأقط والسمن، فحصت الأرض أفاحيص، وجيء بالأنطاع، فوضعت فيها، وجيء بالأقط والسمن فشبع الناس. قال: وقال الناس: لا ندري أتزوجها أم اتخذها أم ولد؟ قالوا: إن حجبها فهي امرأته، وإن لم يحجبها فهي أم ولد، فلما أراد أن يركب حجبها.
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٠٠) ومسلم في النكاح (٨٧: ١٣٦٥) كلاهما من طريق ثابت، عن أنس قال: فذكره. والسياق لمسلم، وسياق البخاري مختصر. إلا أنه ذكره في مواضع كثيرة.
عن فاطمة بنت المنذر قالت: كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات، ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق.
رواه مالك في الحج (١٨) عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، فذكرته.
وفي معناه ما روي عن عائشة قالت: كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول اللَّه ﷺ محرمات، فإذا حاذوا بنا أسدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفنا.
رواه أبو داود (١٨٣٣)، وابن ماجه (٢٩٣٥)، وأحمد (٢٤٠٢١)، وابن خزيمة (٢٦٩١) كلهم من حديث يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن عائشة، فذكرته.
ويزيد بن أبي زياد الهاشمي لما كبر تغير فصار يتلقن، فضُعِّفَ من أجله.
وقد استدل شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ وغيره بقول النبي ﷺ: «لا تنتقب المرأة، ولا تلبس القفازين» أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يحرمن، وذلك يقتضي ستر وجوههن وأيديهن. ذكره في تفسير سورة النور.
قال الأعظمي: وعلى هذا فيحمل كل حديث فيه كشف عن وجه المرأة أن ذلك كان قبل نزول الحجاب.
وأما ما روي عن عائشة أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول اللَّه ﷺ وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها رسول اللَّه ﷺ وقال: «يا أسماء، إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا» وأشار إلى وجهه وكفيه. فهو ضعيف.
رواه أبو داود (٤١٠٤)، والبيهقي (٢/ ٢٢٦) كلاهما من حديث الوليد بن مسلم، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن خالد، عن ابن دريك، عن عائشة، فذكرته.
قال أبو داود: «هذا مرسل، خالد بن دريك لم يدرك عائشة، وسعيد بن بشير ليس بالقوي».
وفي نسخة: «لم يسمع خالد بن دريك من عائشة، ولا أدركها».
قال الأعظمي: وهو كما قال، وسعيد بن بشير هو الأزدي مولاهم، أبو عبد الرحمن الشامي ضعيف، ضعفه النسائي وأبو داود، وقال البخاري: «يتكلمون في حفظه وهو محتمل»، وقال ابن معين: «ليس بشيء»، وقال ابن حبان: «كان رديء الحفظ فاحش الخطأ».
وفيه أيضًا: الوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن.
وكذلك لا يصح ما رواه البيهقي (٧/ ٨٦) من حديث ابن لهيعة، عن عياض بن عبد اللَّه أنه سمع إبراهيم بن عبيد بن رفاعة الأنصاري، يخبر عن أبيه، أظنه عن أسماء بنت عميس أنها قالت: دخل رسول اللَّه ﷺ على عائشة بنت أبي بكر، وعندها أختها أسماء، وعليها ثياب شامية واسعة الأكمام، فلما نظر إليها رسول اللَّه ﷺ قام فخرج، فقالت لها عائشة: تنحي فقد رأى رسول اللَّه ﷺ أمرًا كرهه، فتنحت، فدخل رسول اللَّه ﷺ فسألته عائشة: لم قام؟ قال: «أولم تري إلى هيئتها إنه ليس للمرأة المسلمة أن يبدو منها إلا هكذا». وأخذ بكفيه، فغطى بهما ظهر كفيه حتى لم يبد من كفه إلا أصابعه، ثم نصب كفيه على صدغيه حتى لم يبد إلا وجهه. قال البيهقي: «إسناده ضعيف».
قال الأعظمي: ابن لهيعة فيه كلام معروف. وعياض بن عبد اللَّه الفهري المدني قال فيه ابن معين: «ضعيف الحديث»، وقال البخاري: «منكر الحديث»، وقال أبو حاتم: «ليس بالقوي».
ورواه أيضًا أبو داود في مراسيله (٤٢٤) عن محمد بن بشار، حدّثنا أبو داود، حدّثنا هشام، عن قتادة، أن رسول اللَّه ﷺ قال: «إن الجارية إذا حاضت لم يصلح أن يرى منها إلا وجهها ويداها إلى المفصل».
وهذا أيضًا مرسل.
وذكر البيهقي (٧/ ٨٦) حديث غبطة بنت عمرو المجاشعية قالت: حدثتني عمتي أم الحسن، عن جدتها، عن عائشة أن هند بنت عتبة قالت: يا نبي اللَّه، بايعني. قال: «لا أبايعك حتى تغيري كفيك كأنها كفي سبع».
وغبطة وأم الحسن مجهولتان.
ثم ذكر البيهقي حديث مطيع بن ميمون أبي سعيد قال: حدثتنا صفية بنت عصمة، عن عائشة قالت: جاءت امرأة وراء الستر بيدها كتاب إلى رسول اللَّه ﷺ فقبض النبي ﷺ يده وقال: «ما أدري أيد رجل أم يد امرأة؟». قالت: بل يد امرأة. قال: «لو كنت امرأة لغيرت أظفارك بالحناء».
ومطيع بن ميمون هذا ضعيف كما في الكاشف، وصفية بنت عصمة ذكرها الذهبي في فصل النسوة المجهولات.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 62 من أصل 92 باباً
- 37 باب إعفاء اللحية، وقص الشارب
- 38 باب التوقيت في قص الشارب، وسائر خصال الفطرة
- 39 باب النهي عن عقد اللحية
- 40 باب كراهة نتف الشيب
- 41 باب ما جاء في الخضاب، وتغيير الشيب
- 42 باب التلبيد
- 43 باب ما جاء في فرق شعر الرأس
- 44 باب في اتخاذ ذؤابة من شعر الرأس
- 45 باب كراهية تطويل الشعر بدون تهذيب
- 46 باب حلق الشعر كله، والنهي عن القزع
- 47 باب ما جاء في الطيب
- 48 باب كراهية ردّ الطيب
- 49 باب الفصل بين طيب الرجال وطيب النساء
- 50 باب النهي عن الخلوق للرجال
- 51 باب تحريم الحرير على الرجال دون النساء
- 52 باب القدر الذي يجوز فيه استعمال الحرير للرجال
- 53 باب قبول هدية الحرير دون لبسه بعد التحريم للرجال
- 54 باب الرخصة في لبس الحرير عند الضرورة للرجال
- 55 باب تحريم استعمال الذهب
- 56 باب بقي الحظر على الرجال دون النساء
- 57 باب جواز ربط الأنف والأسنان بالذهب
- 58 باب ذم المتشبّهين بالنساء والمتشبّهات بالرجال
- 59 باب النهي عن الوصل والوشم وغيرها
- 60 باب النهي عن التبرج
- 61 باب الاختمار
- 62 باب ما جاء في حجاب المرأة المسلمة
- 63 باب قوله تعالى: ﴿أَوْ نِسَائِهِنَّ﴾
- 64 باب عورة الأمة
- 65 باب جواز النظر إلى شعر المرأة للغلام الذي لم يحتلم
- 66 باب يجوز للعبد النظرُ إلى شعر مولاته
- 67 باب ما جاء في النهي عن إسبال المرأة ثوبها أكثر من ذراع
- 68 باب النهي عن التزوير في اللباس وغيره والمتشبع بما لم يعط
- 69 باب ما يحرم من الثياب على النساء
- 70 باب التحذير من خروج المرأة متطيّبةً
- 71 باب جواز جزّ المرأة شعرها والنهي عن حلقه
- 72 باب خضاب النساء
- 73 باب اتخاذ النبي ﷺ خاتما من فضة لختم الرسائل إلى الملوك
- 74 باب اتخاذ النبي ﷺ خاتما من ورق نقشه: «محمد رسول اللَّه»
- 75 باب النهي عن نقش الخاتم على نقش خاتم رسول اللَّه ﷺ-
- 76 باب ما جاء في فص خاتم النبي ﷺ-
- 77 باب لبس الخاتم في اليد اليمنى
- 78 باب جواز لبس الخاتم في اليد اليسرى
- 79 باب التختم في الخنصر من اليد اليسرى
- 80 باب النهي عن التختم في الوسطى والتي تليها للرجال دون النساء
- 81 باب ما جاء في اتخاذ الخاتم من حديد
- 82 باب اتخاذ الخاتم من فضة وكراهية اتخاذه من حديد
- 83 باب جعل فص الخاتم في باطن الكف
- 84 باب ما جاء من الوعيد للمصورين
- 85 باب أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صور
- 86 باب جواز التصاوير التي ليس فيها روح
معلومات عن حديث: حجاب المرأة المسلمة
📜 حديث عن حجاب المرأة المسلمة
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ حجاب المرأة المسلمة من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث حجاب المرأة المسلمة
تحقق من درجة أحاديث حجاب المرأة المسلمة (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث حجاب المرأة المسلمة
تخريج علمي لأسانيد أحاديث حجاب المرأة المسلمة ومصادرها.
📚 أحاديث عن حجاب المرأة المسلمة
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع حجاب المرأة المسلمة.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Sunday, August 24, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب