حديث: خرجوا بفؤوسهم ومكاتلهم ومرورهم فقالوا: محمد، والخميس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في حجاب المرأة المسلمة

عن أنس قال: كنت ردف أبي طلحة يوم خيبر، وقدمي تمس قدم رسول اللَّه ﷺ. قال: فأتيناهم حين بزغت الشمس، وقد أخرجوا مواشيهم وخرجوا بفؤوسهم
ومكاتلهم ومرورهم. فقالوا: محمد، والخميس. قال: وقال رسول اللَّه ﷺ: «خربت خيبر! إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين» قال: وهزمهم اللَّه عز وجل. ووقعت في سهم دحية جارية جميلة، فاشتراها رسول اللَّه ﷺ بسبعة أرؤس. ثم دفعها إلى أم سليم تصنعها له وتهيئها. -قال: وأحسبه قال- وتعتد في بيتها، وهي صفية بنت حيي. قال: وجعل رسول اللَّه ﷺ وليمتها التمر والأقط والسمن، فحصت الأرض أفاحيص، وجيء بالأنطاع، فوضعت فيها، وجيء بالأقط والسمن فشبع الناس. قال: وقال الناس: لا ندري أتزوجها أم اتخذها أم ولد؟ قالوا: إن حجبها فهي امرأته، وإن لم يحجبها فهي أم ولد، فلما أراد أن يركب حجبها.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٠٠) ومسلم في النكاح (٨٧: ١٣٦٥) كلاهما من طريق ثابت، عن أنس قال: فذكره.

عن أنس قال: كنت ردف أبي طلحة يوم خيبر، وقدمي تمس قدم رسول اللَّه ﷺ. قال: فأتيناهم حين بزغت الشمس، وقد أخرجوا مواشيهم وخرجوا بفؤوسهم
ومكاتلهم ومرورهم. فقالوا: محمد، والخميس. قال: وقال رسول اللَّه ﷺ: «خربت خيبر! إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين» قال: وهزمهم اللَّه ﷿. ووقعت في سهم دحية جارية جميلة، فاشتراها رسول اللَّه ﷺ بسبعة أرؤس. ثم دفعها إلى أم سليم تصنعها له وتهيئها. -قال: وأحسبه قال- وتعتد في بيتها، وهي صفية بنت حيي. قال: وجعل رسول اللَّه ﷺ وليمتها التمر والأقط والسمن، فحصت الأرض أفاحيص، وجيء بالأنطاع، فوضعت فيها، وجيء بالأقط والسمن فشبع الناس. قال: وقال الناس: لا ندري أتزوجها أم اتخذها أم ولد؟ قالوا: إن حجبها فهي امرأته، وإن لم يحجبها فهي أم ولد، فلما أراد أن يركب حجبها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث السيرة النبوية، يرويه الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو خادم رسول الله ﷺ، ويحكي فيه أحداث غزوة خيبر وما جرى فيها من مواقف. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بحول الله وقوته.

أولاً. شرح المفردات:


● ردف أبي طلحة: أي كنت راكبًا خلف أبي طلحة على الدابة.
● خيبر: مكان معروف يبعد عن المدينة المنورة، كانت فيه حصون اليهود.
● بزغت الشمس: أي طلعت وارتفعت.
● فؤوسهم ومكاتلهم ومرورهم: الفؤوس: المعاول للحرث، والمكاتل: جمع مكتل وهو وعاء كبير من الخوص، والمرور: جمع مِرْو وهو السكين الكبيرة.
● محمد والخميس: الخميس: الجيش، وكان جيش المسلمين يسمى بالخميس.
● خربت خيبر: أي هلكت وخسرت.
● ساحة قوم: أي أرضهم وديارهم.
● فساء صباح المنذرين: أي بئس صباح القوم الذين أنذروا بالهلاك.
● وقعت في سهم دحية: أي صارت من الغنيمة التي أعطيت للصحابي دحية الكلبي.
● أم سليم: هي والدة أنس بن مالك، وزوجة أبي طلحة.
● تصنعها له وتهيئها: أي تعدها للزواج وتجهزها.
● وتعتد في بيتها: أي تتربص العدة وهي أربعة أشهر وعشرًا كما كان شرع الله لنساء أهل الكتاب.
● صفية بنت حيي: هي ابنة حيي بن أخطب، زعيم يهود بني النضير.
● وليمتها: طعام العرس.
● الأقط: اللبن المجفف.
● حصت الأرض أفاحيص: أي حفرت حفرًا صغيرة.
● الأنطاع: جمع نطع، وهو شيء يُبسط على الأرض مثل الجلد أو البساط.
● إن حجبها: أي جعل عليها حجابًا كالنساء الحرائر.
● أم ولد: هي الأمة التي تلد من سيدها.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان راكبًا خلف أبي طلحة (زوج أمه) في غزوة خيبر، وكانت قدمه تمس قدم رسول الله ﷺ، مما يدل على قرب موقعه منه. ولما وصلوا خيبر وقت طلوع الشمس، وجدوا اليهود قد خرجوا بمعداتهم للزراعة والعمل، غير متوقعين قدوم الجيش الإسلامي، فلما رأوهم قالوا: "محمد والخميس" أي جاء محمد بجيشه.
فقال رسول الله ﷺ: "خربت خيبر!" أي هلكت، ثم قال كلمته المشهورة: "إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين" أي إذا نزل الجيش الإسلامي بأرض قوم، فسيكون صباحهم سيئًا كما كان صباح ثمود وغيرهم من الأمم السابقة التي أنذرت ولم تنزجر.
ثم هزم الله اليهود، وانتصر المسلمون، وكان من الغنائم جارية جميلة هي صفية بنت حيي، وقعت في سهم دحية الكلبي رضي الله عنه، فاشتراها النبي ﷺ منه وأعتقها ثم تزوجها، وجعلها عند أم سليم لتهيئها للزواج وتعتد في بيتها (العدة الشرعية).
ثم أقام النبي ﷺ وليمة العرس وكانت بسيطة من التمر والأقط والسمن، ومع ذلك شبع الناس جميعًا، مما يدل على بركة الطعام ببركة النبي ﷺ.
وتساءل الناس: هل تزوجها النبي ﷺ أم هي أم ولد؟ ثم علموا أنه حين حجبها (أي جعل عليها الحجاب) أنها أصبحت زوجة له ﷺ.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- قرب الصحابة من النبي ﷺ وحرصهم على ملازمته: كما في قول أنس "قدمي تمس قدم رسول الله ﷺ".
2- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: خروج النبي ﷺ بالجيش في الوقت المناسب.
3- البشارة بالنصر مع التوجه إلى الله: كما في قوله ﷺ "خربت خيبر".
4- الرحمة حتى بالأعداء: لم يقتل النبي ﷺ صفية مع أن أباها كان من أشد أعدائه.
5- الزواج من نساء أهل الكتاب جائز: كما تزوج النبي ﷺ صفية وكانت يهودية ثم أسلمت.
6- البساطة في الحياة وعدم التكلف: كما في وليمة العرس البسيطة.
7- بركة الطعام مع التقوى والإيمان: حيث شبع الجمع الكثير من طعام قليل.
8- التمييز بين الزوجة وأم الولد بالحجاب: فالحجاب من علامات الزوجة الحرة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- غزوة خيبر كانت في السنة السابعة للهجرة.
- صفية بنت حيي رضي الله عنها كانت من ذوات العقل والفضل، وأسلمت وحسن إسلامها.
- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا فهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٠٠) ومسلم في النكاح (٨٧: ١٣٦٥) كلاهما من طريق ثابت، عن أنس قال: فذكره. والسياق لمسلم، وسياق البخاري مختصر. إلا أنه ذكره في مواضع كثيرة.
عن فاطمة بنت المنذر قالت: كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات، ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق.
رواه مالك في الحج (١٨) عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، فذكرته.
وفي معناه ما روي عن عائشة قالت: كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول اللَّه ﷺ محرمات، فإذا حاذوا بنا أسدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفنا.
رواه أبو داود (١٨٣٣)، وابن ماجه (٢٩٣٥)، وأحمد (٢٤٠٢١)، وابن خزيمة (٢٦٩١) كلهم من حديث يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن عائشة، فذكرته.
ويزيد بن أبي زياد الهاشمي لما كبر تغير فصار يتلقن، فضُعِّفَ من أجله.
وقد استدل شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ وغيره بقول النبي ﷺ: «لا تنتقب المرأة، ولا تلبس القفازين» أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يحرمن، وذلك يقتضي ستر وجوههن وأيديهن. ذكره في تفسير سورة النور.
قال الأعظمي: وعلى هذا فيحمل كل حديث فيه كشف عن وجه المرأة أن ذلك كان قبل نزول الحجاب.
وأما ما روي عن عائشة أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول اللَّه ﷺ وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها رسول اللَّه ﷺ وقال: «يا أسماء، إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا» وأشار إلى وجهه وكفيه. فهو ضعيف.
رواه أبو داود (٤١٠٤)، والبيهقي (٢/ ٢٢٦) كلاهما من حديث الوليد بن مسلم، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن خالد، عن ابن دريك، عن عائشة، فذكرته.
قال أبو داود: «هذا مرسل، خالد بن دريك لم يدرك عائشة، وسعيد بن بشير ليس بالقوي».
وفي نسخة: «لم يسمع خالد بن دريك من عائشة، ولا أدركها».
قال الأعظمي: وهو كما قال، وسعيد بن بشير هو الأزدي مولاهم، أبو عبد الرحمن الشامي ضعيف، ضعفه النسائي وأبو داود، وقال البخاري: «يتكلمون في حفظه وهو محتمل»، وقال ابن معين: «ليس بشيء»، وقال ابن حبان: «كان رديء الحفظ فاحش الخطأ».
وفيه أيضًا: الوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن.
وكذلك لا يصح ما رواه البيهقي (٧/ ٨٦) من حديث ابن لهيعة، عن عياض بن عبد اللَّه أنه سمع إبراهيم بن عبيد بن رفاعة الأنصاري، يخبر عن أبيه، أظنه عن أسماء بنت عميس أنها قالت: دخل رسول اللَّه ﷺ على عائشة بنت أبي بكر، وعندها أختها أسماء، وعليها ثياب شامية واسعة الأكمام، فلما نظر إليها رسول اللَّه ﷺ قام فخرج، فقالت لها عائشة: تنحي فقد رأى رسول اللَّه ﷺ أمرًا كرهه، فتنحت، فدخل رسول اللَّه ﷺ فسألته عائشة: لم قام؟ قال: «أولم تري إلى هيئتها إنه ليس للمرأة المسلمة أن يبدو منها إلا هكذا». وأخذ بكفيه، فغطى بهما ظهر كفيه حتى لم يبد من كفه إلا أصابعه، ثم نصب كفيه على صدغيه حتى لم يبد إلا وجهه. قال البيهقي: «إسناده ضعيف».
قال الأعظمي: ابن لهيعة فيه كلام معروف. وعياض بن عبد اللَّه الفهري المدني قال فيه ابن معين: «ضعيف الحديث»، وقال البخاري: «منكر الحديث»، وقال أبو حاتم: «ليس بالقوي».
ورواه أيضًا أبو داود في مراسيله (٤٢٤) عن محمد بن بشار، حدّثنا أبو داود، حدّثنا هشام، عن قتادة، أن رسول اللَّه ﷺ قال: «إن الجارية إذا حاضت لم يصلح أن يرى منها إلا وجهها ويداها إلى المفصل».
وهذا أيضًا مرسل.
وذكر البيهقي (٧/ ٨٦) حديث غبطة بنت عمرو المجاشعية قالت: حدثتني عمتي أم الحسن، عن جدتها، عن عائشة أن هند بنت عتبة قالت: يا نبي اللَّه، بايعني. قال: «لا أبايعك حتى تغيري كفيك كأنها كفي سبع».
وغبطة وأم الحسن مجهولتان.
ثم ذكر البيهقي حديث مطيع بن ميمون أبي سعيد قال: حدثتنا صفية بنت عصمة، عن عائشة قالت: جاءت امرأة وراء الستر بيدها كتاب إلى رسول اللَّه ﷺ فقبض النبي ﷺ يده وقال: «ما أدري أيد رجل أم يد امرأة؟». قالت: بل يد امرأة. قال: «لو كنت امرأة لغيرت أظفارك بالحناء».
ومطيع بن ميمون هذا ضعيف كما في الكاشف، وصفية بنت عصمة ذكرها الذهبي في فصل النسوة المجهولات.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 258 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خرجوا بفؤوسهم ومكاتلهم ومرورهم فقالوا: محمد، والخميس

  • 📜 حديث: خرجوا بفؤوسهم ومكاتلهم ومرورهم فقالوا: محمد، والخميس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خرجوا بفؤوسهم ومكاتلهم ومرورهم فقالوا: محمد، والخميس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خرجوا بفؤوسهم ومكاتلهم ومرورهم فقالوا: محمد، والخميس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خرجوا بفؤوسهم ومكاتلهم ومرورهم فقالوا: محمد، والخميس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب