التحذير من زهرة الدنيا والتنافس فيها - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب التحذير من زهرة الدنيا والتنافس فيها

قال اللَّه تعالى: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [الحديد: ٢٠]
عن عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة أخبره أن عمرو بن عوف -وهو حليف
لبني عامر بن لؤي كان شهد بدرًا مع رسول اللَّه ﷺ أخبره أن رسول اللَّه ﷺ بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول اللَّه ﷺ هو صالح أهل البحرين، وأمّر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدومه، فوافوا صلاة الفجر مع رسول اللَّه ﷺ، فلما صلى رسول اللَّه ﷺ انصرف، فتعرضوا له، فتبسم رسول اللَّه ﷺ حين رآهم وقال: «أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين؟» فقالوا: أجل يا رسول اللَّه، قال: «فأبشروا وأملوا ما يسركم، فواللَّه ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقائق (٦٤٢٥)، ومسلم في الزهد والرقاق (٢٩٦١) كلاهما من طرق عن الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره.
ورواه أحمد (١٨٩١٦) من طريق معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة قال: فذكر الحديث نحوه. وجعله من مسند المسور بن مخرمة.
فلعل أحد الرواة اقتصر في الإسناد فلم يذكر عمرو بن عوف.
عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، عن رسول اللَّه ﷺ أنه قال: «إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم؟» قال عبد الرحمن بن عوف: نقول كما أمرنا اللَّه، قال رسول اللَّه ﷺ: «أو غير ذلك، تتنافسون، ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون، ثم تتباغضون أو نحو ذلك، ثم تنطلقون في مساكين المهاجرين، فتجعلون بعضهم على رقاب بعض».

صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (٢٩٦٢) عن عمرو بن سواد العامري، أخبرنا عبد اللَّه ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن بكر بن سوادة حدثه أن يزيد بن رباح - هو أبو فراس مولى عبد اللَّه بن عمرو بن العاص حدثه عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، فذكره.
عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللَّه ﷺ قال: «أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج اللَّه لكم من زهرة الدنيا»، قالوا: وما زهرة الدنيا يا رسول اللَّه؟ قال: «بركات الأرض» قالوا: يا رسول اللَّه، وهل يأتي الخير بالشر؟ قال: «لا يأتي الخير إلا بالخير، لا يأتي الخير إلا بالخير، لا يأتي الخير إلا بالخير، إن كل ما أنبت الربيع يقتل أو يلم إلا آكلة الخضر، فإنها تأكل حتى إذا امتدت خاصرتاها، استقبلت الشمس، ثم اجترت، وبالت، وثلطت، ثم عادت فأكلت، إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بحقه ووضعه في حقه، فنعم المعونة هو، ومن أخذه بغير حقه كان
كالذي يأكل ولا يشبع».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٢٧)، ومسلم في الزكاة (١٠٥٢: ١٢٢) كلاهما من طريق مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
عن أبي سعيد الخدري قال: جلس رسول اللَّه ﷺ على المنبر، وجلسنا حوله، فقال: «إن مما أخاف عليكم بعدي، ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها». فقال رجل: أو يأتي الخير بالشر؟ يا رسول اللَّه! قال: فسكت عنه رسول اللَّه ﷺ. فقيل له: ما شأنك؟ تكلم رسول اللَّه ﷺ ولا يكلمك؟ قال: ورأينا أنه ينزل عليه، فأفاق يمسح عنه الرحضاء، وقال: «إن هذا السائل» (وكأنه حمده) فقال: «إنه لا يأتي الخير بالشر، وإن مما ينبت الربيع يقتل أو يلم إلا أكلة الخضر، فإنها أكلت، حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت، وإن هذا المال خضر حلو، ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل» (أو كما قال رسول اللَّه ﷺ) «وإنه من يأخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع، ويكون عليه شهيدًا يوم القيامة».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٤٦٥)، ومسلم في الزكاة (١٠٥٢: ١٢٣) كلاهما من طريق هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
عن عقبة بن عامر أن رسول اللَّه ﷺ خرج يوما، فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال: «إني فرطكم، وأنا شهيد عليكم، وإني واللَّه لأنظر إلى حوضي الآن، وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض -أو مفاتيح الأرض- وإني واللَّه ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٢٦)، ومسلم في الفضائل (٢٢٩٦: ٣٠) كلاهما عن قتيبة ابن سعيد، حدّثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، فذكره.
قوله: «وإني واللَّه ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي» قال النووي: «معناه أن أمته ﷺ لا ترتدّ جملةً». أي لا يقعون في الشرك باللَّه عامة.
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ما أخشى عليكم الفقر، ولكن أخشى عليكم التكاثر، وما أخشى عليكم الخطأ، ولكنْ أخشى عليكم العمدَ».

صحيح: رواه أحمد (٨٠٧٤)، وصحّحه ابن حبان (٣٢٢٢)، والحاكم (٢/ ٥٣٤) كلهم من طريق جعفر بن برقان، سمعت يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده صحيح.
وقال الهيثمي في المجمع (٣/ ١٢١): «رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح».
عن عوف بن مالك، عن النبي ﷺ أنه قام في أصحابه، فقال: «الفقر تخافون أو العوز، أو تهمكم الدنيا؟، إن اللَّه فاتح لكم فارس والروم، وتصب عليكم الدنيا صبًّا».

حسن: رواه البزار - كشف الأستار (٣٦١١)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٥٢) كلاهما من طريق بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عوف بن مالك، فذكره.
وإسناده حسن من أجل بقية بن الوليد وهو مدلس، وقد عنعن، لكن تقبل عنعنته إذا روى عن بحير بن سعد كما قال ابن عبد الهادي.
قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٢٤٥): «رواه الطبراني والبزار بنحوه، ورجاله وثقوا إلا أن بقية مدلس، وإن كان ثقة».
والمراد بـ «الروم» هي بلاد الشام، وهي الآن سوريا، والأردن، ولبنان، وفلسطين.
عن محمد بن كعب القرظي قال: دعي عبد اللَّه بن يزيد الخطمي إلى طعام، فلما جاء رأى البيت منجدًا، فقعد خارجا وبكى، قالوا: ما يبكيك؟ قال: كان رسول اللَّه ﷺ إذا شيع جيشا، فبلغ عقبة الوداع، قال: «أستودع اللَّه دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم»، فرأى رجلا ذات يوم قد رقع بردة له بقطعة فرو، قال: فاستقبل مطلع الشمس وقال بيده -وصف حماد ببطن الكفين ومد بيده-: «تطالعت عليكم الدنيا، تطالعت عليكم الدنيا». أي أقبلت حتى ظننا أن تقع علينا، ثم قال: «أنتم اليوم خير أم إذا غدت عليكم قصعة، وراحت أخرى، ويغدو أحدكم في حلة، ويروح في أخرى، وتستر بيوتكم كما تستر الكعبة».

صحيح: رواه أحمد في الزهد (١١٠٢) عن عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، أنبأنا أبو جعفر الخطمي، عن محمد بن كعب القرظي قال: فذكره. وإسناده صحيح.
وأبو جعفر الخطمي هو عمير بن يزيد بن عمير الأنصاري، وثّقه ابن مهدي وابن نمير وابن معين والنسائي وغيرهم.
قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٥٨١): «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي جعفر الخطمي وهو ثقة».
ولم أقف عليه في مطبوعة الطبراني لأنه لم يطبع كاملًا إلى الآن.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 41 من أصل 55 باباً

معلومات عن حديث: التحذير من زهرة الدنيا والتنافس فيها

  • 📜 حديث عن التحذير من زهرة الدنيا والتنافس فيها

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ التحذير من زهرة الدنيا والتنافس فيها من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث التحذير من زهرة الدنيا والتنافس فيها

    تحقق من درجة أحاديث التحذير من زهرة الدنيا والتنافس فيها (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث التحذير من زهرة الدنيا والتنافس فيها

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث التحذير من زهرة الدنيا والتنافس فيها ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن التحذير من زهرة الدنيا والتنافس فيها

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع التحذير من زهرة الدنيا والتنافس فيها.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب