كيف كان عيش النبي ﷺ - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب كيف كان عيش النبي ﷺ-

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «اللهم اجعل رزق آل محمد قوتًا». وفي رواية: «كفافا».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٤٨٣٦)، ومسلم في الزهد والرقائق (١٠٥٥: ١٨ - ٢٠) كلاهما من طرق عن عمارة بن القعقعاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، فذكره. والرواية الثانية لمسلم.
عن أبي هريرة قال: والذي نفسي بيده ما شبع نبي اللَّه ﷺ وأهله ثلاثة أيام تباعا من خبز حنطة حتى فارق الدنيا.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأطعمة (٥٣٧٤)، ومسلم في الزهد والرقاق (٢٩٧٦) كلاهما من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره، واللفظ لمسلم.
عن عائشة قالت: ما شبع آل محمد ﷺ منذ قدم المدينة من طعام برّ ثلاث ليال تباعًا حتى قبض.
وفي رواية عنها قالت: ما شبع آل محمد ﷺ من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض رسول اللَّه ﷺ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٥٤)، ومسلم في الزهد والرقاق (٢٠: ٢٩٧٠) كلاهما من طريق جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، فذكرته. ورواه مسلم (٢٢: ٢٩٧٠) من طريق عبد الرحمن بن يزيد، صت الأسود، عن عائشة باللفظ الثاني.
عن عائشة قالت: ما شبعَ آلُ محمد ﷺ من خبزِ بُرٍّ فوقَ ثلاثٍ.

صحيح: رواه مسلم في الزهد (٢٣: ٢٩٧٠) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
عن عائشة قالت: ما أكل آل محمد ﷺ أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر.
وفي رواية عنها قالت: ما شبع آل محمد ﷺ يومين من خبز برّ إلا وأحدهما تمر.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٥٥)، من طريق إسحاق الأزرق، عن مسعر بن كدام، عن هلال (هو ابن حميد)، عن عروة، عن عائشة، فذكرته. باللفظ الأول.
ورواه مسلم في الزهد (٢٩٧١) من طريق وكيع عن مسعر به باللفظ الثاني.
عن عائشة زوج النبي ﷺ قالت: لقد مات رسول اللَّه ﷺ وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين.

صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقاق (٢٩٧٤) من طرق عن عبد اللَّه بن وهب، أخبرني أبو صخر، عن يزيد بن عبد اللَّه بن قسيط، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته.
عن عائشة قالت: توفّي رسول اللَّه ﷺ وقد شبعنا من الأسودين: التمر والماء. وفي رواية: وما شبعنا من الأسودين.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأطعمة (٥٤٤٢)، فقال: قال محمد بن يوسف، عن سفيان، عن منصور بن صفية، حدثتني أمي، عن عائشة، فذكرته.
ورواه مسلم في الزهد والرقائق (٣١: ٢٩٧٥) من طريق عبد الرحمن (وهو ابن مهدي)، عن سفيان به، مثله.
ورواه مسلم (٣١: ٢٩٧٥) من طريق الأشجعي وأبي أحمد كلاهما عن سفيان بهذا الإسناد غير أن في حديثهما عن سفيان: وما شبعنا من الأسودين.
عن عائشة قالت: توفّي رسول اللَّه ﷺ حين شبع الناس من الأسودين: التمر والماء.

صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (٣٠: ٢٩٧٥) من طرق عن داود بن عبد الرحمن العطار، حدثني منصور بن عبد الرحمن الحجبي، عن أمه صفية، عن عائشة، فذكرته.
عن عائشة قالت: كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه نارًا، إنما هو التمر والماء إلا أن نؤتى باللُحيم.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٥٨) واللفظ له، ومسلم في الزهد (٢٩٢٧) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
عن عائشة أنها كانت تقول: واللَّه يا ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلّة في شهرين، وما أوقد في أبيات رسول اللَّه ﷺ نارٌ، قال: قلت: يا خالة، فما كان يُعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء إلا أنه قد كان لرسول اللَّه ﷺ جيران من الأنصار، وكانت لهم منائح، فكانوا يرسلون إلى رسول اللَّه ﷺ من ألبانها، فيسقيناه.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٥٩)، ومسلم في الزهد والرقائق (٢٨: ٢٩٧٢) كلاهما من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة، فذكرته. واللفظ لمسلم.
عن عائشة قالت: توفي رسول اللَّه ﷺ وما في رفّي من شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير، في رفّ لي، فأكلت منه حتى طال علي، فكِلتُه ففني.

متفق عليه: رواه البخاريّ في فرض الخمس (٣٠٩٧)، ومسلم في الزهد (٢٩٧٣) كلاهما من طريق أبي أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
عن عائشة قالت: إنما كان فراش رسول اللَّه ﷺ الذي ينام عليها أدما، حشوه ليف.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقائق (٦٤٥٦)، ومسلم في اللباس (٣٨: ٢٠٨٢) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
عن عائشة قالت: كان وسادة رسول اللَّه ﷺ التي يتكئ عليها من أدم حشوها ليف.

صحيح: رواه مسلم في اللباس والزينة (٣٧: ٢٠٨٢) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
عن عائشة أنها قالت: يا ابن أختي، كان شعر رسول اللَّه ﷺ فوق الوفْرة ودون الجُمّة، وايم اللَّه يا ابن أختي، إن كان ليمُرّ على آل محمد ﷺ الشهر ما يوقد في بيت رسول اللَّه ﷺ من نار إلا أن يكون اللحيم، وما هو إلا الأسودان. الماء والتمر، إلا أن حولنا أهل دور من الأنصار -جزاهم اللَّه خيرًا في الحديث والقديم- فكل يوم يبعثون إلى رسول اللَّه ﷺ بغزيرة شاتهم -يعني: فينال رسول اللَّه ﷺ من ذلك اللبن-
ولقد توفّي رسول اللَّه ﷺ وما في رفّي من طعام يأكله ذو كبد إلا قريب من شطْر شعير، فأكلت منه حتى طال علي لا يفنى، فكِلته ففَني، فليتني لم أكن كِلته، وايم اللَّه لئن كان ضِجاعه من أدم حشوه ليف.

حسن: رواه أحمد (٢٤٧٦٨) عن سُريج، حدّثنا ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد فإنه حسن الحديث.
وأكثر فقرات الحديث في الصحيحين لكن لا يوجد بهذا السياق الطويل.
عن عائشة قالت: لقد كان يأتي على آل محمد الشهر، ما يرى في بيتٍ من بيوته الدّخان، قلت: يا أمّهْ، وما كان طعامهم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، غير أنه كان له جيران صدْق من الأنصار، وكان لهم ربائب، فكانوا يبعثون إليه من ألبانها.

حسن: رواه ابن ماجه (٤١٤٥)، وأحمد (٢٥٤٩١) كلاهما من طريق يزيد بن هارون، حدّثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة، فذكرته.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو وهو ابن علقمة فإنه حسن الحديث.
قوله: «وكان لهم ربائب»: واحدها: ربيبة وهي الغنم التي تكون في البيت وليست بسائمة. وفي معناه ما روي عن أبي هريرة قال: كان يمرّ بآل الرسول ﷺ هلال، ثم هلال، لا يوقد في شيء من بيوتهم النار، لا لخبز، ولا لطبيخ، فقالوا: بأيّ شيء كانوا يعيشون با أبا هريرة؟ قال: الأسودان: التمر والماء، وكان لهم جيران من الأنصار، جزاهم اللَّه خيرًا، لهم منائح، يُرسلون إليهم شيئًا من لبن.
رواه أحمد (٩٢٤٩) عن خلف (هو ابن الوليد)، حدّثنا أبو معشر، عن سعيد (هو ابن أبي سعيد المقبري)، عن أبي هريرة قال: فذكره.
وأبو معشر هو: نجيح بن عبد الرحمن السندي ضعيف الحديث. والمعروف أن الحديث حديث عائشة فلعل الخطأ من أبي معشر فإنه أسن واختلط.
عن عُليّ بن رباح قال: سمعت عمرو بن العاص يقول: لقد أصبحتم وأمسيتم ترغبون فيما كان رسول اللَّه ﷺ يَزهد فيه: أصبحتم ترغبون في الدنيا، وكان رسول اللَّه ﷺ يزهد فيها، واللَّه ما أتت على رسول اللَّه ﷺ ليلة من دهره إلا كان الذي عليه أكثر ممّا له، قال: فقال له بعض أصحاب رسول اللَّه ﷺ: قد رأينا رسول اللَّه ﷺ يستسلف.

صحيح: رواه أحمد (١٧٨١٧) عن يحيى بن إسحاق -هو السيلحيني-، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عُليّ بن رباح قال: فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه أحمد (١٧٧٧٣) عن عبد اللَّه بن يزيد قال: حدّثنا موسى (هو ابن عُليّ بن رباح) قال: سمعت أبي يقول: سمعت عمرو بن العاص يخطب الناس بمصر يقول: ما أبْعَد هَدْيكم من هَدْي نبيّكم ﷺ، أما هو فكان أزهد الناس في الدنيا، وأما أنتم فأرغب الناس فيها. وإسناده صحيح.
عن عُليّ بن رباح قال: كنت عند عمرو بن العاص بالإسكَنْدريّة، فذكروا ما هم فيه من العيش، فقال رجل من الصحابة: لقد توفي رسول اللَّه ﷺ وما شبع أهله من الخبز الغَليث.
قال موسى: يعني الشعير والسُّلت إذا خلطا.

صحيح: رواه أحمد (١٧٧٧٢) عن عبد اللَّه بن يزيد قال: حدّثنا موسى -هو ابن عُليّ بن رباح- قال: سمعت أبي يقول: فذكره. وإسناده صحيح.
عن أمّ سلمة قالت: أكثر ما علمت أُتيَ به نبيّ اللَّه من المال لخريطةٌ، فيها ثمان مئة درهم.

حسن: رواه أحمد (٢٦٥٧٣)، والطبراني في الكبير (٢٣/ ٢٩٩) كلاهما من طريق بكر بن مضر، حدّثنا موسى بن جبير، عن عبد اللَّه بن رافع مولى أم سلمة، عن أم سلمة، فذكرته.
وإسناده حسن من أجل موسى بن جبير الأنصاري، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في ثقاته وعرفه أبو سعيد بن يونس.
ورواه الطبراني في الكبير (٢٣/ ٤١٤ - ٤١٥) من طريق عمرو بن الحارث، عن موسى بن جبير به. وزاد فيه قصةً، إلا أن في بعض ألفاظها غرابة.
عن النعمان بن بشير قال: ألستم في طعام وشراب ما شئتم؟ لقد رأيت نبيكم ﷺ وما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه.
زاد في رواية: وما ترضون دون ألوان التمر والزبد.

صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (٢٩٧٧) من طرق عن أبي الأحوص، عن سماك، عن النعمان بن بشير، فذكره.
ورواه من طريق زهير، عن سماك عنه نحوه، وزاد الزيادة المذكورة.
وقوله: «الدقل» التمر الرديء.
عن سماك بن حرب قال: سمعت النعمان يخطب قال: ذكر عمر ما أصاب الناس من الدنيا، فقال: لقد رأيت رسول اللَّه ﷺ يظل اليوم يلتوي ما يجد دقلا يملأ به بطنه.

صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقاق (٢٩٧٨) من طرق عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سماك بن حرب، فذكره.
عن قتادة قال: كنا نأتي أنس بن مالك، وخبازه قائم وقال: كلوا فما أعلم النبي ﷺ رأى رغيفا مرققا حتى لحق باللَّه، ولا رأى شاة سميطا بعينه قط.

صحيح: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٥٧) عن هدبة بن خالد، حدّثنا همام بن يحيى، حدّثنا قتادة، فذكره.
عن أنس قال: لم يأكل النبي ﷺ على خوانٍ حتى مات، وما أكل خبزًا مرققا حتى مات.

صحيح: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٥٠) عن أبي معمر، حدّثنا عبد الوارث، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، فذكره.
عن أنس، أن فاطمة جاءت بكسرة خبز إلى النبي ﷺ فقال: «ما هذه الكسرة يا فاطمة؟» قالت: قرص خبزتهن فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة، فقال: «أما إنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام».

حسن: رواه ابن سعد في الطبقات (١/ ٤٠٠)، والطبراني في الكبير (١/ ٢٣٢) كلاهما من طريق هشام بن عبد الملك أبي الوليد الطيالسي، أخبرنا أبو هاشم صاحب الزعفران، أخبرنا محمد ابن عبد اللَّه أن أنس بن مالك حدثه، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي هاشم -واسمه: عمار بن عمارة- ومحمد بن عبد اللَّه بن أبي سليم فإنهما حسنا الحديث.
ورواه أحمد (١٣٢٢٣) عن عبد الصمد (هو ابن عبد الوارث)، حدّثنا عمار أبو هاشم صاحب الزعفران، عن أنس بن مالك، فذكر نحوه.
وإسناده منقطع لأن عمار بن عمارة لم يسمع من أنس.
عن أبي حازم قال: سألت سهل بن سعد فقلت: هل أكل رسول اللَّه ﷺ النقيَّ؟ فقال سهل: ما رأى رسول اللَّه ﷺ النقيّ من حين ابتعثه اللَّه عز وجل حتى قبضه اللَّه. قال: فقلت: هل كانت لكم في عهد رسول اللَّه ﷺ مناخل؟ قال: ما رأى رسول اللَّه ﷺ منخلًا من حين ابتعثه اللَّه حتى قبضه. قال: قلت: كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال: كنا نطحنه وننفخه فيطيرُ ما طار، وما بقي ثرّيناه فأكلناه.

صحيح: رواه البخاريّ في الأطعمة (٥٤١٣) عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا يعقوب، عن أبي حازم قال: فذكره.
قوله: «النقي» أي خبز الدقيق النظيف الأبيض.
وقوله: «مناخل» جمع منخل وهي أداة يغربل ويصفى فيها البر والشعير ونحوهما، والشيء
المتبقي بعد التنقية والتصفية هو النُّخالة.
عن أبي أمامة قال: ما كان يفضل عن أهل بيت النبي ﷺ خبز الشعير.

صحيح: رواه الترمذيّ في جامعه (٢٣٥٩)، وفي الشمائل (١٤٤)، وأحمد (٢٢٢٤٤) كلاهما من طريق حريز بن عثمان (هو الرحبي)، عن سليم بن عامر قال: سمعت أبا أمامة يقول: فذكره. وإسناده صحيح.
قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه».
عن أنس قال: كان رسول اللَّه ﷺ لم يدّخر شيئًا لغدٍ.

حسن: رواه الترمذيّ (٢٣٦٢)، وابن حبان (٦٣٥٦)، والبيهقي في شعب الإيمان (١٣٩١) كلهم من طريق قتيبة بن سعيد، حدّثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل جعفر بن سليمان هو الضبعي فإنه حسن الحديث.
وأما الترمذيّ فقد أعله بالإرسال فقال: «هذا حديث غريب، وقد روي هذا الحديث عن جعفر ابن سليمان، عن ثابت، عن النبي ﷺ مرسلا» اهـ
قال الأعظمي: وهذا الإرسال لا يضر لأن قتيبة بن سعيد الثقفي من الثقات الأثبات، وقد توبع على الوصل.
رواه أبو الشيخ في أخلاق النبي ﷺ (٨٢٤) من طريق قيس بن حفص، حدّثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس مثله.
وقيس بن حفص هو التميمي الدارمي وهو أيضًا من الثقات، فهذا يقوّي جانب الوصل.
ولم أقف على الإسناد المرسل، ولم يذكره الترمذيّ أيضًا فالحكم للوصل.
ولا تعارض بين هذا الحديث وبين الحديث الذي رواه البخاري (٢٩٠٤)، ومسلم في الجهاد (١٧٥٧: ٤٨) وفيه: «أن أموال بني النضير كانت لرسول اللَّه ﷺ خاصة، وكان ينفق على أهله نفقة سنته، ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع عدة في سبيل اللَّه».
لأن قول أنس كان قبل الفتوحات وكان للمسلمين حاجة إلى الأكل والشرب، فكان النبي ﷺ ينفق عليهم ما كان في يده، ولا يدّخر منه شيئًا، وأما بعد الفتوحات فاستغنى المسلمون ووسّع اللَّهُ عليهم من الدنيا فجعل النبي ﷺ يدّخر قوت أزواجه ما يكفيهم لمدة سنة.
عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب قال: في حديث اعتزال النبي ﷺ نساءه -الطويل-: وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، وإن عند رجليه قرظا مضبورًا، وعند رأسه أهبًا معلقة، فرأيت أثر الحصير في جنب رسول اللَّه ﷺ، فبكيت فقال: «ما يبكيك؟». فقلت: يا رسول اللَّه، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول اللَّه؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «أما ترضى أن تكون
لهما الدنيا ولك الآخرة».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٩١٣) ومسلم في الطلاق (١٤٧٩: ٣١) كلاهما من طريق سليمان بن بلال، عن يحيى، أخبرني عبيد بن حنين، أنه سمع عبد اللَّه بن عباس، يحدِّث، قال: فذكره، والسياق لمسلم. والحديث بطوله مذكور في تفسير سورة التحريم.
قوله: «من أدم» هو جلد مدبوغ جمع أديم.
وقوله: «مضبورًا» مجموعا.
وقوله: «أهبا معلقة» أهب جمع إهاب هو الجلد قبل الدباغ. وقيل: الجلد مطلقا.
عن أنس بن مالك قال: دخلت على رسول اللَّه ﷺ، وهو مضطجع على سرير مرمل بشريط، وتحت رأسه وسادة من أدم، حشوها ليف، فدخل عليه نفر من أصحابه، ودخل عمر فانحرف رسول اللَّه ﷺ انحرافة، فلم ير عمر بين جنبه وبين الشريط ثوبا، وقد أثر الشريط بجنب النبي ﷺ، فبكى عمر، فقال له النبي ﷺ: «ما يبكيك يا عمر؟» قال: واللَّه ما أبكي إلا أن أكون أعلم أنك أكرم على اللَّه من كسرى، وقيصر، وهما يعيثان في الدنيا فيما يعيثان فيه، وأنت يا رسول اللَّه، بالمكان الذي أرى. فقال النبي ﷺ: «أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟» قال عمر: بلى، قال: «فإنه كذاك»

حسن: رواه أحمد (١٢٤١٧)، وابن حبان (٦٣٦٢)، والبخاري في الأدب المفرد (١١٦٣) كلهم من طريق مبارك بن فضالة، حدّثنا الحسن (هو البصري)، حدّثنا أنس بن مالك، فذكره.
وإسناده حسن من أجل مبارك بن فضالة فإنه حسن الحديث إذا صرّحَ.
وتصريح مبارك بن فضالة والحسن جاء عند البخاري في الأدب المفرد.
عن أنس بن مالك أن رسول اللَّه ﷺ لم يجتمع له غداء ولا عشاء من خبز ولحم إلا على ضفف.

صحيح: رواه الترمذيّ في الشمائل (١٣٩)، وأحمد (١٣٨٥٩)، وأبو يعلى (٣١٠٨)، وصحّحه ابن حبان (٦٣٥٩) كلهم من طريق عفان بن مسلم، حدّثنا أبان بن يزيد، حدّثنا قتادة، عن أنس قال: فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الهيثمي في المجمع (٥/ ١٥): «رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح».
قوله: «ضفف» بفتح الضاد والفاء: الضيق والشدة.
وقيل: اجتماع الناس أي مع الضيوف.
عن أبي طلحة قال: شكونا إلى رسول اللَّه ﷺ الجوعَ، ورفعنا عن بطوننا عن
حجرٍ حجرٍ، فرفع رسول اللَّه ﷺ عن بطنه حجرين.

حسن: رواه الترمذيّ في الجامع (٢٣٧١)، وفي الشمائل (١٣٤)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي ﷺ (٢٢٣) كلاهما من طريق عبد اللَّه بن أبي زياد، قال: حدّثنا سيار بن حاتم، عن سهل بن أسلم، عن يزيد بن أبي منصور، عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة قال: فذكره.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه». وقال في الشمائل: «هذا حديث غريب من حديث أبي طلحة، لا نعرفه إلا من هذا الوجه».
وهو كما قال، فإني لم أجدْ لحديث أبي طلحة إسنادًا آخر، وإسناده حسن من أجل سيار بن حاتم فإنه مختلف فيه غير أنه صدوق في نفسه، أُخِذَ عليه رواية بعض أحاديث الرقاق وقعتْ فيها مناكير، وأما الحديث المذكور فأصله ثابت من حديث جابر في صحيح البخاري (٤١٠١) وهو مخرج في غزوة الخندق.
عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ما أصبح في آل محمد إلا مدٌّ من طعام». أو «ما أصبح في آل محمد مدٌّ من طعام».

حسن: رواه ابن ماجه (٤١٤٨) عن محمد بن يحيى، حدّثنا أبو المغيرة (هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني)، حدّثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه المسعودي، عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة، عن عبد اللَّه، فذكره.
والمسعودي صدوق لكنه اختلط في آخر عمره، ولا يُعرف متى سمع أبو المغيرة منه، لكن المسعودي توبع.
رواه ابن الأعرابي في معجمه (٩٧٨)، والحاكم (١/ ٥٤٣)، والبيهقي في الدلائل (٦/ ١٠٦) كلهم من طريق مسعر بن كدام، عن علي بن بذيمة به، نحوه.
وأبو عبيدة هو: ابن عبد اللَّه بن مسعود مشهور بكنيته، والراجح أنه لم يسمع من أبيه شيئًا، لكنْ حديثه هذا له أصول صحيحة فيحمل على أنه سمع بعض أهل بيته، عن ابن مسعود.
عن أنس قال: لقد سمدت رسول اللَّه ﷺ يقول: «مما أمسى عند آل محمد ﷺ صاعُ برٍّ، ولا صاعُ حبّ»، وإنّ عنده لتسع نسوةٍ.
وفي لفظ: «ما أصبح لآل محمد ﷺ إلا صاع ولا أمسى» وإنهم لتسعة أبيات.

صحيح: رواه البخاريّ في البيوع (٢٠٦٩) من طرق عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أنس، فذكره.
واللفظ الثاني: رواه في الرهن (٢٥٠٨) من طريق هشام، حدّثنا قتادة، به.
وفي الباب ما روي عن أبي صالح قال: دعي النبي ﷺ إلى طعام فلما فرغ -وقال مرة-: فلما
أكلَ، حَمِدَ اللَّهَ، ثم قال: «ما ملأتُ بطني بطعام سخن منذ كذا وكذا».
رواه أحمد في الزهد (٢٠) عن وكيع، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح (هو ذكوان السمان)، فذكره. وهذا مرسل.
ووصله ابن ماجه (٤١٥٠) عن سويد بن سعيد، حدّثنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
وسويد بن سعيد هو الحدثاني ضعيف، قال البخاري: «سويد بن سعيد فيه نظر، كان أعمى فيلقن ما ليس بحديثه». التاريخ الأوسط (٢/ ٢٦٢) ومع ذلك حسّن إسناده ابن حجر في الفتح (١١/ ٢٩٣)، ولعله حسّنه من أجل شواهده.
عن أبي سعيد الخدري، قال: جاء أعرابي إلى النبي ﷺ يتقاضاه دينا كان عليه، فاشتد عليه، حتى قال له: أحرج عليك إلا قضيتني، فانتهره أصحابه، وقالوا: ويحك تدري من تكلم؟ قال: إني أطلب حقي، فقال النبي ﷺ: «هلا مع صاحب الحق كنتم؟» ثم أرسل إلى خولة بنت قيس فقال لها: «إن كان عندك تمر فأقرضينا حتى يأتينا تمر فنقضيك»، فقالت: نعم، بأبي أنت يا رسول اللَّه، قال: فأقرضته، فقضى الأعرابي وأطعمه، فقال: أوفيت، أوفى اللَّه لك، فقال: «أولئك خيار الناس، إنه لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع».

صحيح: رواه ابن ماجه (٢٤٢٦) واللفظ له، وابن أبي شيبة (٢٢٥٤٣) وعنه أبو يعلى (١٠٩١) من طريق محمد بن أبي عبيدة قال: حدثني أبي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره. وإسناده صحيح.
وقال المنذري في الترغيب (٢/ ٦١١): «رواه أبو يعلى ورواته رواة الصحيح».
ومحمد بن أبي عبيدة هو: محمد بن أبي عبيدة بن معن المسعودي، واسم أبي عبيدة: عبد الملك، وكلاهما ثقتان.
وقوله: «غير مُتعْتَعٍ» أي من غير أن يصيبه أذى يقلقه أو يزعجه.
عن أنس بن مالك أن أم سليم بعثتْه إلى رسول اللَّه ﷺ بقناع عليه رطب، فجعل يقبض قبضة فيبعث بها إلى بعض أزواجه، ثم يقبض القبضة فيبعث بها إلى بعض أزواجه، ثم جلس فأكل بقيته أكْلَ رجل يُعلم أنه يشتهيه.

صحيح: رواه أحمد (١٢٢٦٧)، وأبو يعلى (٢٨٩٦)، وابن حبان (٦٩٥) كلهم من طرق عن همام (هو ابن يحيى العوذي)، حدّثنا قتادة، عن أنس، فذكره. وإسناده صحيح.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 32 من أصل 55 باباً

معلومات عن حديث: كيف كان عيش النبي ﷺ

  • 📜 حديث عن كيف كان عيش النبي ﷺ

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ كيف كان عيش النبي ﷺ من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث كيف كان عيش النبي ﷺ

    تحقق من درجة أحاديث كيف كان عيش النبي ﷺ (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث كيف كان عيش النبي ﷺ

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث كيف كان عيش النبي ﷺ ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن كيف كان عيش النبي ﷺ

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع كيف كان عيش النبي ﷺ.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 24, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب