حديث: إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التحذير من زهرة الدنيا والتنافس فيها

عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، عن رسول اللَّه ﷺ أنه قال: «إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم؟» قال عبد الرحمن بن عوف: نقول كما أمرنا اللَّه، قال رسول اللَّه ﷺ: «أو غير ذلك، تتنافسون، ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون، ثم تتباغضون أو نحو ذلك، ثم تنطلقون في مساكين المهاجرين، فتجعلون بعضهم على رقاب بعض».

صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (٢٩٦٢) عن عمرو بن سواد العامري، أخبرنا عبد اللَّه ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن بكر بن سوادة حدثه أن يزيد بن رباح - هو أبو فراس مولى عبد اللَّه بن عمرو بن العاص حدثه عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، فذكره.

عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، عن رسول اللَّه ﷺ أنه قال: «إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم؟» قال عبد الرحمن بن عوف: نقول كما أمرنا اللَّه، قال رسول اللَّه ﷺ: «أو غير ذلك، تتنافسون، ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون، ثم تتباغضون أو نحو ذلك، ثم تنطلقون في مساكين المهاجرين، فتجعلون بعضهم على رقاب بعض».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما ندرس من سنة نبينا محمد ﷺ.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو يحمل تحذيراً نبويّاً بليغاً للأمة من فتنة المال والسلطة بعد الفتوحات، وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح المفردات:


● فُتِحَتْ عَلَيْكُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ: المقصود بالفتح هنا هو الانتصار العسكري وتمكن المسلمين من دولتي الفرس (الإمبراطورية الساسانية) والروم (الإمبراطورية البيزنطية)، وهما أعظم قوتين في ذلك الزمان.
● تتنافسون: أي يتسابق كل منكم على حطام الدنيا وزينتها من أموال ومناصب.
● تتحاسدون: يحدث الحسد بينكم، أي يتمنى بعضكم زوال النعمة عن الآخر.
● تتدابرون: أي يعطي بعضكم لبعض ظهره، ويتهاربون كما يتهارب الحمير (من الدبر)، وهو كناية عن قطيعة الأرحام وفساد العلاقات.
● تتباغضون: أي يحصل البغض والشحناء بينكم بعد أن كنتم إخوة متحابين.
● مَسَاكِينِ الْمُهَاجِرِينَ: هم فقراء الصحابة الذين تركوا ديارهم وأموالهم في سبيل الله. والمسكين هنا هو من لا يجد ما يكفيه.
● فَتَجْعَلُونَ بَعْضَهُمْ عَلَى رِقَابِ بَعْضٍ: كناية عن الاستعلاء والتجبر، حيث يستخدم الغني سلطته وماله ليستعبد الفقير ويذله، فيصبح الفقير تحت سيطرة الغني كأنه على رقبته.


ثانياً. شرح الحديث:


يصور لنا النبي ﷺ في هذا الحديث مشهداً مستقبلياً بعد أن يمنَّ الله على الأمة بالفتح والغنى، فيسألهم استنكاراً وتعجيباً: «أيُّ قوم أنتم؟» أي: أي حال ستصيرون إليه بعد هذه النعمة العظيمة؟ وكيف ستكون أخلاقكم وسلوككم؟
فأجاب الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه – وكان من الأغنياء – إجابةً تعبر عن الإيمان والاستعداد النفسي: «نقول كما أمرنا الله»، أي نشكر الله على نعمته ونصرفها في طاعته، كما أمرنا في قوله تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}.
فبين النبي ﷺ أن الواقع سيكون «أو غير ذلك»، أي أن الأمر سيسير على خلاف ما تتوقعون وتأملون. ثم شرع ﷺ في ذكر سلسلة من الآفات الاجتماعية التي ستنتشر بسبب المال والسلطة، وهي سلسلة متدرجة في السوء:
1- التنافس: وهو البداية، حيث يتحول القلب من التنافس في الخيرات إلى التنافس على الدنيا وحطامها.
2- الحسد: وهو ثمرة التنافس السيء، حيث لا يرضى الإنسان بنعمة الله على أخيه.
3- التدابر: وهو فساد في العلاقات الاجتماعية، حيث تقطع الأواصر وتفسد ذات البين.
4- التباغض: وهي النتيجة الحتمية للمراحل السابقة، حيث يحل الحقد والكراهية محل المحبة والأخوة.
ثم يذكر النبي ﷺ النتيجة المأساوية لهذه الآفات، وهي الاستعلاء في الأرض وظلم الضعفاء، حيث ينطلق الأغنياء والمتسلطون إلى فقراء المهاجرين – الذين هم أحق الناس بالرعاية والاحترام – فيستعبدونهم ويذلونهم باستخدام القوة والمال.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- النبوة المحمدية: الحديث من أعظم الأدلة على صدق نبوة محمد ﷺ، حيث أخبر عن أمور غيبية وقعت exactly كما قال، فقد حصلت الفتوحات بعد وفاته، وظهرت كثير من هذه الآفات في عصور متلاحقة.
2. ‏التحذير من فتنة المال والسلطة: الدنيا زينة وغرارة، والمال والسلطة من أخطر ما يفتن به الإنسان، وقد يقودان إلى الكفر والظلم إذا لم يُشكرا ويوظفا في طاعة الله.
3. ‏سقوط الأخلاق تدريجياً: الانحراف لا يحدث فجأة، بل يبدأ بخطوات صغيرة (التنافس) ثم يتفاقم (الحسد) ثم يصل إلى القطيعة (التدابر) ثم الكراهية (التباغض) ثم الظلم والاستكبار.
4. ‏وجوب شكر نعم الله: النعمة تستدعي الشكر، والشكر يكون بالقلب (الاعتراف بأنها من الله) واللسان (الثناء على الله) والجوارح (صرفها في طاعته).
5. ‏الحث على الأخوة والتكافل: ذم النبي ﷺ التباغض والتدابر، مما يؤكد على وجوب维护 روابط الأخوة الإسلامية والتكافل بين الغني والفقير.
6. ‏العدل مع الضعفاء: الحديث تحذير صريح من ظلم الضعفاء والاستئسار عليهم، وهم أحق بالرعاية والإحسان.


رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث جزء من مجموعة أحاديث تُعرف ب "أشراط الساعة" أو علاماتها الصغرى، التي تخبر عن حال الأمة في آخر الزمان.
- ينبغي للمسلم أن يتعظ بهذا الحديث، فيحذر من الوقوع في هذه الآفات، ويحرص على أن يكون ماله وسلطته وسيلة للخير ونصرة الإسلام وإغاثة الملهوف، لا أداة للفساد في الأرض.
- من تطبيقات
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزهد والرقائق (٢٩٦٢) عن عمرو بن سواد العامري، أخبرنا عبد اللَّه ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن بكر بن سوادة حدثه أن يزيد بن رباح - هو أبو فراس مولى عبد اللَّه بن عمرو بن العاص حدثه عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 162 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم

  • 📜 حديث: إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب