حديث: فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التحذير من زهرة الدنيا والتنافس فيها

عن عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة أخبره أن عمرو بن عوف -وهو حليف
لبني عامر بن لؤي كان شهد بدرًا مع رسول اللَّه ﷺ أخبره أن رسول اللَّه ﷺ بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول اللَّه ﷺ هو صالح أهل البحرين، وأمّر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدومه، فوافوا صلاة الفجر مع رسول اللَّه ﷺ، فلما صلى رسول اللَّه ﷺ انصرف، فتعرضوا له، فتبسم رسول اللَّه ﷺ حين رآهم وقال: «أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين؟» فقالوا: أجل يا رسول اللَّه، قال: «فأبشروا وأملوا ما يسركم، فواللَّه ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقائق (٦٤٢٥)، ومسلم في الزهد والرقاق (٢٩٦١) كلاهما من طرق عن الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره.

عن عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة أخبره أن عمرو بن عوف -وهو حليف
لبني عامر بن لؤي كان شهد بدرًا مع رسول اللَّه ﷺ أخبره أن رسول اللَّه ﷺ بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول اللَّه ﷺ هو صالح أهل البحرين، وأمّر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدومه، فوافوا صلاة الفجر مع رسول اللَّه ﷺ، فلما صلى رسول اللَّه ﷺ انصرف، فتعرضوا له، فتبسم رسول اللَّه ﷺ حين رآهم وقال: «أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين؟» فقالوا: أجل يا رسول اللَّه، قال: «فأبشروا وأملوا ما يسركم، فواللَّه ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:

الحديث:


عن عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة أخبره أن عمرو بن عوف -وهو حليف لبني عامر بن لؤي كان شهد بدرًا مع رسول اللَّه ﷺ أخبره أن رسول اللَّه ﷺ بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول اللَّه ﷺ هو صالح أهل البحرين، وأمّر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدومه، فوافوا صلاة الفجر مع رسول اللَّه ﷺ، فلما صلى رسول اللَّه ﷺ انصرف، فتعرضوا له، فتبسم رسول اللَّه ﷺ حين رآهم وقال: «أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين؟» فقالوا: أجل يا رسول اللَّه، قال: «فأبشروا وأملوا ما يسركم، فواللَّه ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم».

1. شرح المفردات:


● حليف: أي تابع ومنضم لقبيلة بني عامر بن لؤي بحلف.
● بدر: أول معركة كبرى بين المسلمين والمشركين.
● البحرين: منطقة تاريخية تشمل اليوم البحرين وأجزاء من شرق السعودية.
● جزيتها: المال الذي يدفعه أهل الذمة مقابل حماية المسلمين لهم.
● صالح أهل البحرين: عقد معاهدة صلح معهم.
● أمّر عليهم: جعل العلاء بن الحضرمي واليًا عليهم.
● تعرضوا له: وقفوا في طريقه بعد الصلاة.
● تبسم: ضحك قليلاً مما يعرف في نفوسهم.
● أبشروا: افْرَحوا وتَوقَّعوا الخير.
● يبسط الدنيا: تتوسع وتكثر خيراتها.
● تنافسوها: يتسابقون إليها ويتبارون في جمعها.
● تهلككم: تُفْنِيكم وتُهْلِكُ قِيَمَكُم وإيمانكم.

2. شرح الحديث:


يُخبر الحديث أن النبي ﷺ أرسل أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين لجمع الجزية بعد الصلح مع أهلها، وقد وفد أبو عبيدة بمال كثير. فلما سمع الأنصار بقدوم المال، اجتمعوا في مسجد رسول الله ﷺ بعد صلاة الفجر، فتقدم النبي ﷺ نحوهم وهو يبتسم، لعلمه بما في نفوسهم من فرح وترقب، فسألهم إن كانوا سمعوا بقدوم أبي عبيدة بالمال، فأكدوا ذلك. فبشرهم النبي ﷺ بالخير، ثم نبههم إلى خطر حقيقي لا وهو خطر الدنيا وزينتها، لا خطر الفقر، لأن الله قد تكفل برزقهم. وخشي عليهم أن تنفتح عليهم الدنيا كما انفتحت على الأمم السابقة، فيتنافسوا فيها ويغفلوا عن الآخرة، مما يؤدي إلى هلاكهم الأخلاقي والديني كما أهلكت من قبلهم.

3. الدروس المستفادة:


● البشرى بالرزق والمال الحلال: لا حرج في الفرح بالمال الحلال الذي يأتي من طرق مشروعة كالجزية والغنائم.
● التحذير من فتنة المال: المال قد يكون فتنة إذا أصبح همّ الإنسان الأول، فينسى الآخرة ويترك الواجبات.
● خطر التنافس على الدنيا: التنافس على الدنيا يؤدي إلى الحسد والطمع والانشغال عن الله.
● سنة الله في الأمم: الأمم السابقة هلكت حين انشغلت بالدنيا ونسيت الدين، والمسلمون معرّضون لنفس الفتنة.
● حكمة النبي ﷺ وشفقته: كان النبي ﷺ حريصًا على إصلاح نفوس أصحابه، يبشرهم ويحذرهم في الوقت نفسه.
● الاعتبار بقصص السابقين: يجب على المسلم أن يتعظ بما حدث للأمم قبلنا.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في التحذير من فتنة المال والثراء، وهو متفق على صحته.
- الوالي المذكور (العلاء بن الحضرمي) كان من كبار الصحابة وأمناء النبي ﷺ.
- الجزية كانت تؤخذ من غير المسلمين مقابل حمايتهم وعدم تكليفهم بالجهاد.
- يستفاد من الحديث أن النبي ﷺ كان يوزع الأموال على المسلمين حسب الحاجة والمصلحة، لا بشكل عشوائي.
- ينبه الحديث إلى أن الغنى ليس شرًا في ذاته، ولكن الشر في جعله غاية لا وسيلة لطاعة الله.
نسأل الله أن يعيذنا من فتنة الدنيا، وأن يجعلنا من الذين يستعملون المال في طاعته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقائق (٦٤٢٥)، ومسلم في الزهد والرقاق (٢٩٦١) كلاهما من طرق عن الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره.
ورواه أحمد (١٨٩١٦) من طريق معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة قال: فذكر الحديث نحوه. وجعله من مسند المسور بن مخرمة.
فلعل أحد الرواة اقتصر في الإسناد فلم يذكر عمرو بن عوف.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 161 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم

  • 📜 حديث: فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب