حديث: إن الله فاتح لكم فارس والروم، وتصب عليكم الدنيا صبا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التحذير من زهرة الدنيا والتنافس فيها

عن عوف بن مالك، عن النبي ﷺ أنه قام في أصحابه، فقال: «الفقر تخافون أو العوز، أو تهمكم الدنيا؟، إن اللَّه فاتح لكم فارس والروم، وتصب عليكم الدنيا صبًّا».

حسن: رواه البزار - كشف الأستار (٣٦١١)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٥٢) كلاهما من طريق بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عوف بن مالك، فذكره.

عن عوف بن مالك، عن النبي ﷺ أنه قام في أصحابه، فقال: «الفقر تخافون أو العوز، أو تهمكم الدنيا؟، إن اللَّه فاتح لكم فارس والروم، وتصب عليكم الدنيا صبًّا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث البشارات النبوية، يرويه الصحابي الجليل عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● قام في أصحابه: خطب فيهم ووعظهم قائماً.
● الفقر تخافون: الفقر هو الحاجة وعدم وجود المال.
● أو العوز: العوز هو شدة الحاجة والفاقة، وهو أشد من الفقر.
● أو تهمكم الدنيا: تخشون فوتها وذهابها، أو تشغل قلوبكم همومها ومتاعبها.
● فاتح لكم: ميسر لكم فتحها وغلبكم عليها.
● فارس والروم: إمبراطوريتا ذلك الزمان العظيمتان (فارس = الدولة الساسانية، والروم = الإمبراطورية البيزنطية).
● تصب عليكم الدنيا صبًّا: تفيض عليكم وتغدق بخيراتها غدقاً شديداً، كالماء الذي يُصَبُّ صباً.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل عوف بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف يوماً بين أصحابه -وهم في حالة من الضعف وقلة العدد والعدة- ليبث فيهم الطمأنينة ويذهب عنهم الهم والقلق.
فخاطبهم صلى الله عليه وسلم بسؤال يستشف به ما في نفوسهم: أتخافون الفقر؟ أتخشون العوز والحاجة؟ أتشغل قلوبكم هموم المعيشة والرزق في هذه الدنيا؟
ثم بشرهم بشارة عظيمة تذهب ذلك الخوف كله، وهي أن الله تعالى سيفتح عليهم بلاد فارس والروم، وهما أعظم قوتين في العالم آنذاك، وسوف تفيض عليهم الدنيا وتغدق بخيراتها غدقاً شديداً، حتى أن الإنسان ليعجب من كثرة ما يأتيه من الرزق والمال.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الطمأنينة الإيمانية: الحديث يزرع في قلب المسلم الطمأنينة واليقين بأن الرزق بيد الله تعالى، وهو الذي يكفله لعباده، فلا داعي للقلق المذموم أو الخوف من الفقر الذي يشغل القلب عن الله.
2- صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم: هذا الحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر بأمر غيبي لا يعلمه إلا الله، ثم تحقق بعد سنوات قليلة، حيث فتح المسلمون بلاد فارس في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفتحوا بلاد الروم وقهروهم في معارك عظيمة.
3- التوازن في التعامل مع الدنيا: النبي صلى الله عليه وسلم لم يذم الدنيا في هذا الموقف، بل بشر بخيراتها التي سيهبها الله للمسلمين. الدرس هو ألا نجعل الدنيا همنا الأكبر، ولكن إذا أتتنا فنشكر الله ونستخدمها في طاعته.
4- البشارة في زمن الشدة: نزل هذا الحديث والمسلمون في ضعف وقلة، ليرفع معنوياتهم ويقوي عزائمهم، ويذكرهم أن النصر والتمكين آتٍ بحول الله.
5- أن النصر والرزق من عند الله: الفتح والغنى ليسا بقوة البشر فقط، بل بتيسير من الله تعالى، فهو الذي يفتح البلاد وهو الذي يصب الدنيا على عباده.

رابعاً. معلومات إضافية:


● مصدر الحديث: أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وقال محققوه: إسناده صحيح.
● تحقق الوعد: تحقق هذا الوعد النبوي العظيم في عهد الخلفاء الراشدين، خاصة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث فتحت بلاد فارس بعد معركة القادسية ونهاوند، وفتحت بلاد الشام ومصر من أملاك الروم.
● العبرة المعاصرة: يذكرنا هذا الحديث في زمننا هذا بأن نثق في نصر الله ووعده، وأن لا نغتر بالصعوبات أو قوة الأعداء، فالنصر من عند الله، وهو القائل: {وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات: 173].
أسأل الله أن يجعلنا من الشاكرين لنعمه، المستخدمين لها في طاعته، الواقفين عند حدوده.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار - كشف الأستار (٣٦١١)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٥٢) كلاهما من طريق بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عوف بن مالك، فذكره.
وإسناده حسن من أجل بقية بن الوليد وهو مدلس، وقد عنعن، لكن تقبل عنعنته إذا روى عن بحير بن سعد كما قال ابن عبد الهادي.
قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٢٤٥): «رواه الطبراني والبزار بنحوه، ورجاله وثقوا إلا أن بقية مدلس، وإن كان ثقة».
والمراد بـ «الروم» هي بلاد الشام، وهي الآن سوريا، والأردن، ولبنان، وفلسطين.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 167 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الله فاتح لكم فارس والروم، وتصب عليكم الدنيا صبا

  • 📜 حديث: إن الله فاتح لكم فارس والروم، وتصب عليكم الدنيا صبا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الله فاتح لكم فارس والروم، وتصب عليكم الدنيا صبا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الله فاتح لكم فارس والروم، وتصب عليكم الدنيا صبا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الله فاتح لكم فارس والروم، وتصب عليكم الدنيا صبا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب