إقامة الجماعة مرتين في المساجد - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب ما جاء في إقامة الجماعة مرتين في المساجد

عن عثمان بن عفّان قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «من توضَّأ للصَّلاة فأسبغ الوضوء، ثمّ مشى إلى الصّلاة المكتوبة، فصلاها مع الناس، أو مع الجماعة، أو في المسجد غفر الله له ذنوبه».

صحيح: رواه مسلم في الطهارة (٢٣٢: ١٣) من طرق عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، أنَّ الحكم بن عبد الله القرشي حدَّثه، أنَّ نافع بن جبير وعبد الله بن أبي سلمة حدَّثاه أنَّ معاذ بن عبد الرحمن حدثهما عن حمران مولى عثمان بن عفّان، عن عثمان، فذكره.
وانفرد مسلم بهذا اللّفظ، وقد مضى حديث عثمان في الطهارة.
عن أبي سعيد الخدريّ قال: جاء رجل وقد صَلَّى رسولُ الله ﷺ فقال:
«أيكم يتجر على هذا؟» فقام رجل فصلى معه.
وفي رواية: «ألا من يتصدق على هذا فيصلي معه».
وفي رواية: فتصدق عليه أبو بكر فصلى معه.

حسن: رواه أبو داود (٥٧٤)، والتِّرمذيّ (٢٢٠) واللّفظ له، كلاهما من طريق سليمان الأسود الناجي البصريّ، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد فذكر مثله.
قال الترمذيّ: حديث حسن وهو قول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النَّبِيّ ﷺ وغيرهم من التابعين قالوا: لا بأس أن يصلي القوم جماعة في مسجد قد صلَّى فيه جماعةٌ، وبه يقول أحمد وإسحاق، وقال آخرون من أهل العلم: يصلون فرادى. وبه يقول سفيان وابن المبارك ومالك والشافعيّ، يختارون الصّلاة فرادى، وسليمان الناجي بصريّ، ويقال: سليمان بن الأسود، وأبو المتوكل اسمه «عليّ بن داود» انتهى قول الترمذيّ.
والحديث حسن كما قال الترمذيّ، فإن سليمان بن الأسود الناجي «صدوق» وثَّقه ابن معين وابن حبان. وأبو المتوكل المشهور بكنيته أيضًا الناجي واسمه: عليّ بن داود ويقال: ابن دُؤاد - بضم الدال، تابعي ثقة.
والحديث أخرجه ابن خزيمة (١٦٣٢)، وابن حبان (١١٠١٩)، والحاكم (١/ ٢٠٩) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وسليمان الأسود هذا هو: سليمان بن سُحيم قد احتج مسلم به وبأبي المتوكل. وهذا الحديث أصل في إقامة الجماعة في المساجد مرتين. انتهى.
وسليمان، ليس هو ابن سُحيم أبو أيوب المدني الذي روى له مسلم، وإنما هو سليمان الأسود الناجي من رجال أبي داود والتِّرمذيّ.
وأورده الحافظ الهيثميّ في «مجمع الزوائد» (٢١٨٥) وعزاه إلى أحمد وهذا لفظه: عن أبي سعيد الخدريّ قال: صلى رسولُ الله ﷺ بأصحابه الظهر. قال: فدخل رجل من أصحابه فقال له النَّبِيّ ﷺ: «ما حسبك يا فلان عن الصّلاة؟» قال: فذكر شيئًا اعتل به، قال: فقام يُصَلِّي، فقال رسول الله ﷺ: «ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه» فقام رجل فصلى معه.
قال الهيثميّ: رواه أحمد، وروى أبو داود والتِّرمذيّ بعضه، ورجاله رجال الصَّحيح. انتهى.
قال الأعظمي: رواه الإمام أحمد (١١٨٠٨) عن عليّ بن عاصم، أخبرنا سليمان الناجي به بهذا اللّفظ كما رواه أيضًا عن محمد بن أبي عديّ، عن سعيد - يعني ابن أبي عروبة (١١٠١٩) وعن محمد بن جعفر، حَدَّثَنَا سعيد (١١٤٠٨) وعن عفّان، حَدَّثَنَا وهيب (١١٦١٣) كل هؤلاء - أعني عليّ بن عاصم وسعيد بن أبي عروبة ووهيب وهو ابن خالد الباهلي. رووه عن سليمان الأسود، وقد سبق أن بينا أنه ليس من رجال مسلم. كما فيه أيضًا عليّ بن عاصم لم يرو عنه شيخان شيئًا. وفي حديثه من الزيادة وهي قول النَّبِيّ ﷺ: «ما حبسك يا فلان عن الصّلاة»؟ فقال: ... فإنه لم يتابع عليها.
وعلي بن عاصم الواسطي التميمي مولاهم قال فيه عليّ بن المديني: كان كثير الغلط، وقال العقيلي: نعرفه بالكذب، وقال البخاريّ: ليس بالقويّ، ووثَّقه العجلي.
وأمّا الرّجل الذي صلى معه فهو أبو بكر الصديق كما رواه ابن أبي شيبة (٢/ ٢٧٧) مرسلًا عن الحسن.
عن أنس أن رجلًا جاء، وقد صلَّى رسول الله ﷺ فقام يُصَلِّي وحده، فقال رسول الله ﷺ: «من يتجر على هذا فليصل معه».

حسن: رواه الدَّارقطنيّ (١/ ٢٧٦) عن يحيى بن محمد بن صاعد، ثنا عمر بن محمد بن الحسن الأسديّ، ثنا أبيّ، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس فذكره.
ورواه الطبرانيّ في الأوسط (٧٢٨٢) من طريق عمر بن محمد بن الحسن به مثله.
وأبدى الحافظ الهيثميّ في «مجمع الزوائد» (٢١٨٤) احتمالًا إن كان محمد بن الحسن هو ابن زبالة فهو ضعيف.
قال الأعظمي: يزيل هذا الإشكال لما في رواية الدَّارقطنيّ بأنه الأسدي وهو وأبوه صدوقان. ولذا قال الزيلعي في «نصب الراية» (٢/ ٥٨): سنده قوي.
قال الأعظمي: وهو شاهد قوي لحديث أبي سعيد.
وقد ثبت عن أنس أنه أعاد صلاة الجماعة في المسجد، عن الجعد أبي عثمان اليشكري قال: صلينا الغداة في مسجد بني رفاعة. وجلسنا فجاء أنس بن مالك في نحو من عشرين من فتيانه فقال: أصليم؟ قلنا: نعم، فأمر بعض فتيانه فأذَّن، وأقام، ثمّ تقدّم فصلَّى بهم.
رواه أبو يعلى (٤٣٣٨ بتحقيق الأثري) عن أبي الربيع الزهرانيّ، حَدَّثَنَا حمّاد، عن الجعد أبي عثمان فذكره، ورواه البيهقيّ (٣/ ٧٠) من طريق الحميديّ، ثنا أبو عبد الصمد العميّ، ثنا الجعد به واللّفظ له، وإسناده صحيح، وعلَّقه البخاريّ. انظر «الفتح» (٢/ ١٣١).
وفي الباب أحاديث أخرى وهي لا تخلو من مقال.
منها: حديث أبي أمامة أن النَّبِيّ ﷺ رأى رجلًا يصلي فقال: ألا رجلٌ يتصدق على هذا، يُصلي معه«فقام رجل، فصلى معه، فقال رسول الله ﷺ: «هذان جماعة«رواه أحمد (٢٢١٨٩) وأبو يعلى»إتحاف الخيرة (١٧٤٦)، والطَّبرانيّ في الكبير (٧٨٥٧) كلّهم من طريق ابن المبارك، حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن زَحْر، عن عليّ بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة فذكره.
وعبيد الله بن زَحْر - بفتح الزاي وسكون المهملة، الضمري مولاهم الإفريقيّ، قال عثمان الدَّارميّ: كل حديثه عندي ضعيف.
وقال ابن عدي: يقع في أحاديثه ما لا يتابع عليه، وقال ابن حبان: يَروي الموضوعات عن الأثبات. وضعَّفه الدَّارقطنيّ. ولكن نقل الترمذيّ عن البخاريّ في العلل أنه وثَّقه. وقال النسائيّ: ليس به بأس.
وقال الذّهبيّ في المغني (٣٩٢٢): المختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب، ضعَّفه أحمد بن حنبل، وقال النسائيّ: لا بأس به» انتهى.
وفيه أيضًا شيخه عليّ بن يزيد وهو: ابن أبي زياد الألهاني صاحب القاسم بن عبد الرحمن قال فيه الدَّارقطنيّ: متروك، وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث. وقال النسائيّ: ليس بثقة، وأطلق عليه الحافظ كلمة: «ضعيف».
ولذا قال البوصيري في الاتحاف: «هذا إسناد ضعيف، قال ابن معين: عليّ بن يزيد الألهاني عن القاسم، وعنه عبيد الله هي ضعفاء كلها».
ومنها حديث عصمة بن مالك قال: كان رسولُ الله ﷺ قد صلَّى الظهر، وقعد في المسجد، إذ دخل رجل يُصَلِّي، فقال رسول الله ﷺ: «ألا رجل يقوم فيتصدق على هذا فيُصَلِّي معه؟» رواه الدَّارقطنيّ (١/ ٢٧٧) من طريق الفضل بن المختار، عن عبيد الله بن موهب، عن عصمة بن مالك فذكره.
قال الزيلعي في «نصب الراية» (٣/ ٥٨): «وهو ضعيف بالفضل بن المختار، قال ابن عدي: الفضل بن المختار أحاديثه منكرة، وقال أبو حاتم الرازي: هو مجهول، وأحاديثه منكرة يحدث بالأباطيل، قاله ابن الجوزي في التحقيق». انتهى.
ومنها حديث سلمان أن رجلًا دخل المسجد، والنبي ﷺ قد صَلَّى. فقال: «ألا رجل يتصدق على هذا فيُصَلِّي معه» رواه الطبرانيّ في الكبير، وفيه محمد بن عبد الملك أبو جابر قال أبو حاتم: أدركه وليس بالقوي في الحديث. ورواه البزّار وفيه الحسن بن الحسن الأشقر وهو ضعيف جدًّا، وقد وثَّقه ابن حبان. انتهى. انظر «مجمع» الزوائد (٢١٨٢).
وبهذا قال جماعة من الصّحابة منهم ابن مسعود، وجماعة من التابعين وغيرهم، وهو مذهب الإمام أحمد بأنه لا يكره إعادة الجماعة في المسجد إذا صلى إمام الحي وحضر جماعة أخرى، وأمّا في مساجد الأسواق والممرات فلا خلاف في إعادة الجماعة فيها.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 184 من أصل 423 باباً

معلومات عن حديث: إقامة الجماعة مرتين في المساجد

  • 📜 حديث عن إقامة الجماعة مرتين في المساجد

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ إقامة الجماعة مرتين في المساجد من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث إقامة الجماعة مرتين في المساجد

    تحقق من درجة أحاديث إقامة الجماعة مرتين في المساجد (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث إقامة الجماعة مرتين في المساجد

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث إقامة الجماعة مرتين في المساجد ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن إقامة الجماعة مرتين في المساجد

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع إقامة الجماعة مرتين في المساجد.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب