إكمال النقص في الفرائض بالتطوع يوم القيامة - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما جاء في إكمال النقص في الفرائض بالتطوع يوم القيامة
صحيح: رواه ابن ماجه (١٤٢٦) عن أحمد بن سعيد الدارمي، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن زرارة بن أوفى، عن تميم الدارمي فذكر مثله.
ورجاله ثقات وإسناده صحيح. ورواه أيضًا أبو داود (٨٦٦) عن موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد به وأحال على لفظ أبي هريرة الذي سيأتي. وأخرجه الحاكم في المستدرك (١/ ٢٦٢، ٢٦٣)
من طريق موسى بن إسماعيل به مثله. وقال: «هو شاهد صحيح على شرط مسلم».
وأما ما روي عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «إن أول ما يُحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم: الصلاة، قال: يقول ربنا جلَّ وعلا لملائكته - وهو أعلم - انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها؟ فإن كانت تامة كتبتْ له تامةٌ، وإن كان انتقص منها شِئًا قال: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فإن كان له تطوع قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذُ الأعمال على ذاكم».
فإسناده مضطرب: رواه أبو داود (٨٦٤) عن يعقوب بن إبراهيم حدثنا إسماعيل، حدثنا يونس، عن الحسن، عن أنس بن حكيم الضبي قال: خاف من زياد، أو ابن زياد، فأتي المدينة، فلقي أبا هريرة قال: فنسَبني فانتسبت له، فقال: يا فتى! ألا أحدثك حديثًا؟ قال: قلت: بلى رحمك الله. قال يونس: وأحسبه ذكره عن النبي ﷺ فذكر الحديث. قال النووي في «الخلاصة» (١٧٧٧) إسناده ضعيف.
قال الأعظمي: فيه من العلل:
العلّة الأولى: الشك في الرفع.
العلّة الثانية: أنس بن حكيم الضبي شيخ الحسن «مجهول» كما قال ابن القطان وغيره. وفي التقريب: «مستور».
والحسن مدلس وقد عنعن، وتابعه علي بن زيد، عن أنس بن حكيم الضبي: رواه ابن ماجه (١٤٢٥) عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا يزيد بن هارون، عن سفيان بن حسين، عن علي بن زيد عنه.
وعلي بن زيد هو: ابن جدعان ضعيف.
والعلّة الثالثة: الاختلاف على الحسن، فقيل عنه عن حُريث بن قبيصة رواه النسائي (٤٦٥)، والترمذي (٤١٣) من طريق همام، عن قتادة، عن الحسن، عن حريث بن قبيصة قال: قدمتُ المدينة قال: قلت: اللهم! يَسِّر لي جليسًا صالحًا، فجلستُ إلى أبي هريرة قال: فقلتُ: إني دعوتُ الله عز وجل أن يُيسر لي جليسًا صالحًا فحدثني بحديث سمعته من رسول الله ﷺ لعل الله أن ينفعني به قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «إن أول ما يحاسب به العبدُ بصلاته، فإن صلحتْ فقد أفلح وأنجح، وإن فسدتُ فقد خاب وخسر» قال همام: لا أدري هذا من كلام قتادة، أو من الرواية؟ «فإن انتقص من فريضته شيء قال: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمَّل به ما نقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على نحو ذلك» واللفظ للنسائي.
وقال الترمذي: «حسن غريب من هذا الوجه».
قال الأعظمي: حريث بن قبيصة، أو قبيصة بن حريث قال فيه الحافظ: جهَّلَه ابن القطان. وقال النسائي: لا يصح حديثه. وذكر أبو العرب التميمي أن أبا الحسن العجلي قال: قبيصة بن حريث تابعي ثقة. وأفرط ابن حزم فقال: ضعيف مطروح».
قال النسائي: وخالفه أبو العوام ثم روى من طريقه، عن قتادة، عن الحسن بن زياد، عن أبي رافع، عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال فذكر الحديث، ثم رواه بإسناد آخر عن حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن يحيى بن يعمر، عن أبي هريرة عن النبي ﷺ فذكر الحديث.
ورواه الإمام أحمد (١٦٦١٤) في ترجمة رجل (غير أبي هريرة) عن حسن بن موسى قال: حدثنا حماد بن سلمة، به مثله. قال الهيثمي في «المجمع» (١/ ٢٩١)، «روى النسائي عن يحيى بن يعمر، عن أبي هريرة مثل هذا، فلا أدري أهو هذا أم لا؟ وقد ذكره الإمام أحمد في ترجمة رجل غير أبي هريرة ورجاله رجال الصحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فرجال أحمد ثقات، ولكن حماد بن سلمة قد تغير في آخر عمره، فلعل هذا الخلاف في الإسناد يعود إليه.
وأبو العوام اسمه: عمران بن داوَر مختلف فيه، فضعَّفه ابن معين وأبو داود والنسائي، وقال الدارقطني: كثير المخالفة، وليّنَ القولَ فيه أحمد والبخاري والترمذي والخلاصة فيه: «أنه صدوق بهم» كما في التقريب.
فرواية قتادة أرجح منه إلا أن فيه عنعنة قتادة والحسن وكلاهما مدلسان مع اختلاف في شيخ الحسن.
قال الحافظ في ترجمة أنس بن حكيم الضبي في «التهذيب»: «حديث مضطرب، اختلف فيه على الحسن فقيل: عنه هكذا، وقيل: عنه عن حريث بن قبيصة، وقيل: عنه عن صعصعة عم الأحنف، وقيل: عنه عن رجل من بني سليط، وقيل عنه غير ذلك».
قال الأعظمي: حديث رجل من بني سليط أخرجه أبو داود (٨٦٥) عن موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، عن حميد، عن الحسن، عن رجل من بني سليط، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ نحوه.
وحديث صعصعة بن معاوية: رواه المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (١٨٣) عن الحسن بن عيسى، ثنا ابن المبارك، أنا إسماعيل المكي، عن الحسن، عن صعصعة بن معاوية قال: لقيت أبا هريرة فقال: ممن أنت؟ فقلت: من أهل العراق، فقال: ألا أحدثك حديثًا ينفع من بعدك؟ فذكر مثله.
وقول الحافظ: وقيل عنه غير ذلك - لعله يشير إلى أنَّ هذا الحديث رُوِيَ عن أبي هريرة موقوفًا أيضًا. فقد رواه عبد الوارث بن سعيد، عن يُونس بن عُبيد، عن الحسن سمع أنس بن حكيم، سمع أبا هريرة ولم يرفعه. ورواه أبو نعيم، عن علي بن علي الرفاعي، عن الحسن، عن أبي هريرة قوله.
ورواه مبارك بن فضالة، عن رجل من أهل البصرة - كان يجالس أبا هريرة - عن أبي هريرة قوله.
ذكره المزي في الاستدراكات «تحفة الأشراف» (٩/ ٢٩٩).
ومثل هذا لا يحكم عليه بالحسن فضلًا عن الصحة، ويغني عنه حديث تميم الداري، فلا تغترن بتصحيح الحاكم في المستدرك (١/ ٢٦٢) على أن بعض أهل العلم يقبلون مثل هذا في الشواهد.
وكذلك ما روي عن أنس بلفظ: «أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحتْ
صلح له سائر عمله، وإن فسدتْ فسد له سائر عمله».
رواه الطبراني في الأوسط «مجمع البحرين» (٥٣٢) من طريق إسماعيل بن عيسى الواسطي، ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، ثنا القاسم بن عثمان، عن أنس مرفوعًا. وفيه القاسم بن عثمان ضعّفه البخاري والدارقطني وغيرهما.
ورواه أيضًا من طريق روح بن عبد الواحد القرشي، ثنا خليد بن دعلج، عن قتادة، عن أنس مرفوعًا ولفظه: «أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة ينظر في صلاته، فإن صلحت فقد أفلح، وإن فسدت فقد خاب وخسر».
وفيه روح بن عبد الواحد ضعيف، غمزه ابن عدي، وقال العقيلي: لا يتابع عليه. وخليد بن دعلج السدوسي البصري ضعيف أيضًا ضعَّفه ابن معين وأحمد وأبو داود وغيرهم.
وكذلك ما رُوِي عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا: «أول ما يسأل العبد عنه ويحاسب به صلاته، فإن قبلتْ منه قبل سائر عمله، وإن ردت عليه رد عليه سائر عمله». أخرجه السلفي في «الطيوريات» كما قال الشيخ الألباني ﵀، وفيه عطية العوفي وهو ضعيف.
معنى الحديث:
قال أبو بكر بن العربي في «عارضة الأحوذي»: يحتمل أن يكون يكمل له ما نقص من فرض الصلاة وأعدادها بفضل التطوع، ويحتمل ما نقصه من الخشوع، والأول عندي أظهر لقوله - ثم الزكاة كذلك، وسائر الأعمال، وليس في الزكاة إلا فرض، أو فضل، فكما يكمل فرض الزكاة بفضلها كذلك الصلاة، وفضل الله أوسع، ووعده أنفذ، وعزمه أعم وأتم».
وقال العراقي: «يحتمل أن يراد به ما انتقصه من السنن والهيئات المشروعة فيها من الخشوع والأذكار والأدعية، وأنه يحصل له ثواب ذلك في الفريضة، وإن لم يفعله فيها، وإنما فعله في التطوع، ويحتمل أن يراد به ما انتقص أيضًا من فروضها وشروطها، ويحتمل أن يراد ما ترك من الفرائض رأسًا فلم يصله فيعوض عنه من التطوع. والله سبحانه وتعالى يقبل من التطوعات الصحيحة عوضًا عن الصلوات المفروضة«»تحفة الأحوذي (٢/ ٤١٣ - ٤٦٤).
وأما ما رُوِي: ولا تُقبل نافلة المصلِّي حتى يُؤدي الفريضة» فهو ضعيف كما ذكره الشيخ المباركفوري صاحب «التحفة» (٢/ ٤٦٤).
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 217 من أصل 423 باباً
- 192 باب ما يكره من الصلاة عند الإقامة
- 193 باب ما جاء في أداء الصلوات الفائتة بالجماعة
- 194 باب ما جاء في نقصان الصلاة
- 195 باب خروج النساء لحضور الجماعات في المساجد
- 196 باب النّهي للمرأة أن تشهد الصّلاة إذا أصابتْ من البخور
- 197 باب صلاة المرأة في بيتها أفضل
- 198 باب ما جاء في فضل النوافل
- 199 باب ما جاء في فضل صلاة التطوع في البيت
- 200 باب ما جاء في المحافظة على سنن الرواتب قبل الصلوات المفروضة وبعدها
- 201 باب ما جاء من تطوع النبي ﷺ بالنهار
- 202 باب ما جاء في تأكيد ركعتي الفجر
- 203 باب ما جاء في القراءة في ركعتي الفجر
- 204 باب ما جاء في تخفيف القراءة في ركعتي الفجر
- 205 باب وقت ركعتي الفجر
- 206 باب ما جاء في كراهية الاشتغال بركعتي الفجر إذا أقيم الصلاة
- 207 باب ما جاء فيمن فاتته ركعتا الفجر متي يقضيهما
- 208 باب ما جاء في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر
- 209 باب من تحدث بعد ركعتي الفجر ولم يضطجع
- 210 باب ما جاء في الأربع قبل الظهر وبعدها
- 211 باب تأكيد أربع ركعات قبل الظهر، وركعتين قبل الفجر
- 212 باب استحباب أربع ركعات بعد الزوال قبل الظهر
- 213 باب ما جاء في سنة العصر
- 214 باب ما جاء في ركعتين قبل المغرب
- 215 باب ما جاء بين كل أذانين صلاة
- 216 باب التطوع بين المغرب والعشاء
- 217 باب ما جاء في إكمال النقص في الفرائض بالتطوع يوم القيامة
- 218 باب استحباب الانتقال للتطوع من مكان الفريضة، أو الفصل بالكلام
- 219 باب ما جاء في سجدتي السهو والبناء على اليقين
- 220 باب ما جاء في سجود السّهو بعد التسليم
- 221 باب ما جاء في سجود السهو قبل التسليم وأنه لا تشهد فيه
- 222 باب من قام من الركعتين فإن استوى فلْيَمْضِ وإلا فيجلس
- 223 باب الإقامة لمن نسي ركعة من الصلاة
- 224 باب ثلاث ساعات كان النبي ﷺ ينهى عن الصلاة فيها
- 225 باب النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر
- 226 باب النهي عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها
- 227 باب صلاة النبي ﷺ ركعتين بعد العصر
- 228 باب الرخصة في الصلاة بعد العصر إذا كانت الشّمس مرتفعة
- 229 باب ما جاء في الرخصة في الصلاة بمكة في كل وقت
- 230 باب من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها ولو كان الوقت مكروهًا
- 231 باب ما جاء في تحري الصّلاة إلى سترة كالأسطوانة ونحوها
- 232 باب ما يقطع الصلاة
- 233 باب من قال: المرأة لا تقطع الصلاة
- 234 باب الصلاة خلف النائم
- 235 بابُ كراهية الصلاة خلف النائم
- 236 باب سترة الإمام سترة من خلفه
- 237 باب منعُ المارِّ بين يدي المصلِّي
- 238 باب إِثمُ المارِّ بين يدي المصلِّي
- 239 باب قدر كم ينبغي أن يكون بين المصلي والسترة؟
- 240 باب السترة بمكة وغيرها
- 241 باب ما جاء في الصّلاة في ثوب واحد وصفة لبسه
معلومات عن حديث: إكمال النقص في الفرائض بالتطوع يوم القيامة
📜 حديث عن إكمال النقص في الفرائض بالتطوع يوم القيامة
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ إكمال النقص في الفرائض بالتطوع يوم القيامة من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث إكمال النقص في الفرائض بالتطوع يوم القيامة
تحقق من درجة أحاديث إكمال النقص في الفرائض بالتطوع يوم القيامة (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث إكمال النقص في الفرائض بالتطوع يوم القيامة
تخريج علمي لأسانيد أحاديث إكمال النقص في الفرائض بالتطوع يوم القيامة ومصادرها.
📚 أحاديث عن إكمال النقص في الفرائض بالتطوع يوم القيامة
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع إكمال النقص في الفرائض بالتطوع يوم القيامة.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب