حديث: كان رسول الله ﷺ في شعبان أكثر صيامًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في شهر شعبان

عن عائشة زوج النبي ﷺ أنها قالت: كان رسول الله ﷺ يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، وما رأيت رسول الله ﷺ استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان.

متفق عليه: رواه مالك في الصيام (٥٨) عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة زوج النبي ﷺ أنها قالت: كان رسول الله ﷺ يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، وما رأيت رسول الله ﷺ استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، وهو حديث صحيح رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، يحمل في طياته دروساً عظيمة وعبراً جليلة في هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العبادة، وخاصة في الصيام.

أولاً. شرح المفردات:


● يصوم حتى نقول: لا يفطر: أي يستمر في الصيام أياماً متتالية حتى نظن أنه لن يفطر.
● يفطر حتى نقول: لا يصوم: أي يفطر أياماً متتالية حتى نظن أنه لن يصوم.
● استكمل صيام شهر: أي صام الشهر كاملاً غير رمضان.
● شعبان: هو الشهر الثامن من السنة الهجرية، الذي يسبق شهر رمضان المبارك.

ثانياً. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث النبوي الشريف هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صيام النوافل، ويتلخص في عدة نقاط:
1- عدم المداومة على صيام نفل معين باستمرار: كان صلى الله عليه وسلم يداوم على الصيام في أوقات، ثم يتركه في أوقات أخرى. هذا الفعل الحكيم له حكم عديدة، منها:
* التيسير على الأمة وعدم المشقة عليها: لئلا يظن الناس أن صيام هذه الأيام واجب، فيشق عليهم.
* إراحة البدن وعدم إتعابه: فالجسد له حق، والعبادة المستمرة بلا انقطاع قد تسبب مللاً أو إرهاقاً.
* مجاهدة النفس وتعويدها على عدم الرتابة: فالنفس قد تمل من العبادة إذا كانت رتيبة، فتنوع الأساليب والعبادات يجدد النشاط.
2- أنه لم يستكمل صيام شهر كامل غير رمضان: وهذا تأكيد على أن صيام الشهر كاملاً (كصيام شهر شعبان كله) ليس بسنة مؤكدة، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله، وإنما كان يكثر الصيام في شعبان دون أن يصومه كله. وهذا رد على من يعتقد وجوب أو استحباب صيام شعبان كاملاً.
3- الإكثار من الصيام في شعبان: وهذا من خصائص هذا الشهر. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام فيه لعدة حكم، منها:
* رفع الدرجات وتكفير السيئات: الصيام من أفضل القربات.
* الاستعداد لاستقبال رمضان: كالتمرين والتعويد للنفس على الصيام قبل دخول الشهر الفضيل.
* أنه شهر تُرفع فيه الأعمال إلى الله تعالى: كما في الحديث (ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ). فكان يحب أن يرفع عمله وهو في حالة طاعة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الوسطية والاعتدال في العبادة: الإسلام دين يسر لا عسر، وهو يرفض الغلو والتطرف حتى في العبادات. فخير الأمور أوسطها.
2- اتباع السنة النبوية وعدم الابتداع في الدين: الحديث يبين لنا الهدي النبوي في الصيام، فيجب علينا اتباعه وعدم إحداث صيام لم يشرعه الله أو رسوله.
3- استغلال أوقات الخير: الإكثار من الصيام في شعبان يدل على فضل هذا الشهر ويحثنا على استغلاله بالطاعات.
4- مراعاة حال النفس والبدن: لا ينبغي للمسلم أن يرهق نفسه في العبادة حتى يملها أو يتركها، بل يكون حكيماً في تدريجها وتنويعها.
5- النظر في حكم التشريع: فعل النبي صلى الله عليه وسلم (الصيام ثم الإفطار) لئلا يفرض على الأمة، يعلمنا أن ننظر في الحكمة من وراء العبادات والأحكام.

رابعاً. معلومات إضافية:


- يستحب للمسلم أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في الإكثار من الصيام في شعبان، ولكن دون صيامه كاملاً. والأفضل أن يصوم معظمه أو أياماً كثيرة منه، مع ترك بعض الأيام افطاراً اتباعاً للسنة.
- من السنن الثابتة صيام أيام البيض (13، 14، 15) من كل شهر هجري، وصيام الاثنين والخميس.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، المعتددين في عبادتهم، الواقفين عند حدود شرعه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الصيام (٥٨) عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة فذكرته.
ورواه البخاري في الصوم (١٩٦٩)، ومسلم في الصيام (١١٥٦: ١٧٥) كلاهما من طريق مالك به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 5 من أصل 62 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله ﷺ في شعبان أكثر صيامًا

  • 📜 حديث: كان رسول الله ﷺ في شعبان أكثر صيامًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رسول الله ﷺ في شعبان أكثر صيامًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رسول الله ﷺ في شعبان أكثر صيامًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رسول الله ﷺ في شعبان أكثر صيامًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب