حديث: من كبّر الله وحمد الله وهلّل الله وسبّح الله واستغفر الله وعزل حجرًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل التهليل والتسبيح والتحميد والتكبير

عن عائشة قالت: إن رسول الله ﷺ قال: «إنه خُلِقَ كلُّ إنسانِ من بني آدم على ستين وثلاثمائة مَفْصِل، فمن كبَّرَ اللهَ، وحمدَ اللهَ، وهلّل اللهَ، وسبّح اللهَ، واستغفر اللهَ، وعزلَ حجرا عن طريق الناس أو شوكةً أو عظمًا من طريق الناس، وأمرَ بمعروف، أو نهَى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى، فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار».

صحيح: رواه مسلم في الزكاة (١٠٠٧) عن حسن بن علي الحلواني، حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، حدثنا معاوية يعني ابن سلام، عن زيد، أنه سمع أبا سلام يقول: حدثني عبد الله بن فروخ، أنه سمع عائشة تقول فذكرته.

عن عائشة قالت: إن رسول الله ﷺ قال: «إنه خُلِقَ كلُّ إنسانِ من بني آدم على ستين وثلاثمائة مَفْصِل، فمن كبَّرَ اللهَ، وحمدَ اللهَ، وهلّل اللهَ، وسبّح اللهَ، واستغفر اللهَ، وعزلَ حجرا عن طريق الناس أو شوكةً أو عظمًا من طريق الناس، وأمرَ بمعروف، أو نهَى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى، فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يبين لنا كيف يمكن للإنسان أن يستثمر جسده الذي خلقه الله عليه في طاعة ربه، لينجو من عذاب النار. وها هو الشرح المفصل:
### أولاً. تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب "الزكاة"، كما رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيرهما. وهو حديث صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
### ثانياً. شرح المفردات
● خُلِقَ كلُّ إنسانِ: أي جُعلت طبيعة تكوينه البدني.
● على ستين وثلاثمائة مَفْصِل: (المفصل) هو العظم الذي فيه مفصل، كالركبة والكوع والأصابع، وعددها (360) مفصلًا.
● فَمَنْ كَبَّرَ اللهَ: قال: الله أكبر.
● وَحَمِدَ اللهَ: قال: الحمد لله.
● وَهَلَّلَ اللهَ: قال: لا إله إلا الله.
● وَسَبَّحَ اللهَ: قال: سبحان الله.
● وَاسْتَغْفَرَ اللهَ: قال: أستغفر الله.
● وَعَزَلَ حَجَرًا: أي أزال وأبعد حجرًا مؤذيًا.
● أَوْ شَوْكَةً: ما يؤذي من الشوك.
● أَوْ عَظْمًا: ما يلقى في الطريق من بقايا الطعام مما قد يؤذي الناس أو الحيوانات.
● مِنْ طَرِيقِ النَّاسِ: عن الطريق الذي يسلكونه.
● وَأَمَرَ بِمَعْرُوفٍ: دعا إلى فعل الخير.
● أَوْ نَهَى عَنْ مُنْكَرٍ: زجر عن فعل الشر.
● عَدَدَ تِلْكَ السِّتِّينَ وَالثَّلَاثِمِائَةِ السُّلَامَى: (السلامى) جمع سلامية، وهي عظام الأصابع والمفاصل الصغيرة. أي قام بأعمال صالحة بعدد مفاصل جسده.
● فَإِنَّهُ يَمْشِي يَوْمَئِذٍ: أي يوم القيامة.
● وَقَدْ زَحْزَحَ نَفْسَهُ عَنِ النَّارِ: أي بَعُدَ بها وأنجاها من عذابها.
### ثالثاً. شرح الحديث
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن حكمة عظيمة من خلق الإنسان، وهي أن جسده مكون من (360) مفصلًا، وكل مفصل من هذه المفاصل يحتاج إلى شكر الله على نعمته، وذلك بأن يُستعمل في طاعة الله.
وليس المقصود حصر العبادات بعدد المفاصل بدقة، بل المقصود الحث على كثرة الأعمال الصالحة التي تشمل كل جوانب حياة المسلم، وتستوعب كل طاقاته الجسدية.
ثم يعدد النبي صلى الله عليه وسلم أمثلة لهذه الأعمال، والتي تنقسم إلى نوعين:
1- عبادات قولية قلبية: وهي الأذكار المذكورة (التكبير، التحميد، التهليل، التسبيح، الاستغفار). وهي غذاء للروح وسبب لقرب العبد من ربه.
2- عبادات عملية بدنية: وهي إماطة الأذى عن الطريق، وهو من شعب الإيمان.
3- عبادات اجتماعية: وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي من أعظم الواجبات التي تقام بها مصالح المجتمع.
فمن أكثر من هذه الأعمال جميعًا، وكأنه أدى حق كل مفصل من مفاصله بشكر الله، فإن جزاءه أن يمشي يوم القيامة وقد أمن من النار، ونجا من عذابها.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- سعة رحمة الله تعالى: حيث جعل أبواب الخير والطاعة كثيرة ومتنوعة، تسهل على المسلم تكفير ذنوبه وزيادة حسناته.
2- شكر نعمة الجوارح: فالجسد نعمة عظيمة، وشكرها يكون باستعمالها في ما يرضي الله، وليس في معصيته.
3- العبادة شاملة لكل الحياة: الإسلام لا يفصل بين العبادة والحياة، فإماطة الأذى عن الطريق عبادة، والأمر بالمعروف عبادة، كما أن التسبيح عبادة.
4- سهولة تحصيل الأجر: فالأعمال المذكورة يسيرة على المسلم، لكن أجرها عظيم عند الله، مما يشجع على المداومة عليها.
5- الحرص على النجاة من النار: يجب أن يكون هذا هو الهاجس الأول للمسلم، وأن يسعى لهذا الهدف بكل جوارحه.
6- اهتمام الإسلام بنظافة المجتمع وسلامته: جعل إماطة الأذى عن الطريق سببًا من أسباب النجاة، مما يدل على عنايته بالبيئة والمجال العام.

خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
- يستحب للإنسان أن يحافظ على الأذكار الواردة بعد الصلوات، وفي الصباح والمساء، وعند أذكار المناسبات، لتكون هذه المفاصل مشغولة بطاعة الله.
- ليس المقصود أن تعد التسبيحات وغيرها بعدد المفاصل كل يوم، بل المقصود المداومة على هذه الأذكار والأعمال، بحيث يصير مجموع ما يفعله المسلم في يومه كثيرًا قريبًا من هذا العدد، مما يضمن له الأجر العظيم.
- هذا الحديث يظهر تكاملية الإسلام، حيث جمع بين حق الله (بالأذكار) وحق الخلق (بإماطة الأذى والأمر بالمعروف).
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يمشينا يوم القيامة وقد زحزحنا عن النار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزكاة (١٠٠٧) عن حسن بن علي الحلواني، حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، حدثنا معاوية يعني ابن سلام، عن زيد، أنه سمع أبا سلام يقول: حدثني عبد الله بن فروخ، أنه سمع عائشة تقول فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 55 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كبّر الله وحمد الله وهلّل الله وسبّح الله واستغفر الله وعزل حجرًا

  • 📜 حديث: من كبّر الله وحمد الله وهلّل الله وسبّح الله واستغفر الله وعزل حجرًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من كبّر الله وحمد الله وهلّل الله وسبّح الله واستغفر الله وعزل حجرًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من كبّر الله وحمد الله وهلّل الله وسبّح الله واستغفر الله وعزل حجرًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من كبّر الله وحمد الله وهلّل الله وسبّح الله واستغفر الله وعزل حجرًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب