حديث: ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل التهليل والتسبيح والتحميد والتكبير

عن أبي ذر أن رسول الله ﷺ سئل: أي الكلام أفضل؟ قال: «ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده».

صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٧٣١) عن زهير بن حرب، حدثنا حبان بن هلال، حدثنا وهيب، حدثنا الجريري، عن أبي عبد الله الجسري، عن ابن الصامت (هو عبد الله)، عن أبي ذر فذكره.

عن أبي ذر أن رسول الله ﷺ سئل: أي الكلام أفضل؟ قال: «ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديث عظيم في بيان فضل ذكر الله تعالى، وخاصة التسبيح بحمده. سأشرحه لك وفق النقاط المطلوبة بعون الله وتوفيقه.

الحديث بلفظه:


عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ سئل: أي الكلام أفضل؟ قال: «مَا اصْطَفَى اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ أَوْ لِعِبَادِهِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ».
أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.


1. شرح المفردات:


● أي الكلام أفضل: أي: أيُّ أنواع الكلام وأجله وأرفعه عند الله تعالى.
● اصطفى: اختار واجتبى وفضَّل. والاصطفاء: الانتخاب والاختيار لأفضل شيء.
● لِمَلَائِكَتِهِ: للمخلوقات المكرمة العابدين لله تعالى الذين لا يعصون الله ما أمرهم.
● أو لعباده: الواو هنا بمعنى "و" العاطفة، والمقصود: لملائكته وعباده المؤمنين. وقيل: "أو" للشك من الراوي، أي أن النبي ﷺ قال أحد اللفظين.
● سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ: كلمة جامعة للتسبيح (تنزيه الله عن كل نقص) والتحميد (الثناء على الله بصفات الكمال). ومعناها: أُنزِّه الله تعالى عن كل سوء وأعبده، وأثني عليه بجميع محامده.


2. شرح الحديث:


سأل الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه النبي ﷺ عن أفضل الكلام وأعظمه أجراً عند الله تعالى. فأجابه النبي ﷺ بأن أفضل الكلام هو الكلام الذي اختاره الله واجتباه لملائكته المقربين وعباده الصالحين، وهو قول: "سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ".
وهذا اللفظ "سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ" هو من أجمع أذكار التسبيح والثناء، فهو يجمَع بين التنزيه المطلق لله تعالى عن كل عيب ونقص، والإثبات لما له من صفات الكمال والجلال، مع الاعتراف لله بالحمد والثناء على نعمه وآلائه.
وفي رواية أخرى في الصحيحين: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ». مما يؤكد على عظم مكانة هذه الكلمة وثقلها في ميزان حسنات العبد يوم القيامة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- فضل الذكر عموماً وفضل هذا الذكر خصوصاً: الحديث يدل على أن ذكر الله من أفضل الأعمال وأجلّها، وأن "سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ" هي من أفضلها على الإطلاق.
2- حرص الصحابة على معرفة أفضل الأعمال: يسألون النبي ﷺ عن أفضل الأمور ليعملوا بها ويحرصوا عليها، وهذا من فقههم رضي الله عنهم.
3- سهولة العمل مع عظيم الأجر: هذه الكلمة "خفيفة على اللسان" يسيرة النطق، لكنها "ثقيلة في الميزان" عظيمة الأجر عند الله، مما يظهر فضل الله ورحمته بعباده.
4- اقتداء المسلم بالملائكة والصالحين: فالله اصطفى هذا القول لهم، فإذا قاله المسلم كان متبعاً لطريقهم سالكاً مسلكهم في عبادة الله.
5- الجمع بين التسبيح والتحميد: فالتسبيح وحده تنزيه، والتحميد وحده ثناء، والجمع بينهما كمال في العبادة والذكر.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● ثواب هذا الذكر: ورد في حديث آخر أن من قال: "سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ" مائة مرة في يوم، غُفِرَتْ ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر. (متفق عليه).
● المحافظة على الأذكار: ينبغي للمسلم أن يحافظ على هذا الذكر العظيم في أطراف النهار، وبعد الصلوات، وفي كل حال، ليكون له قرة عين وذخراً للآخرة.
● معنى الكمال في الذكر: هذا الذكر يقتضي إثبات جميع صفات الكمال لله تعالى (بالحمد) ونفي جميع صفات النقص عنه (بالتسبيح)، فهو كمال في المعنى.
● القدوة في الذكر: الملائكة هم القدوة في العبادة والذكر، فاختيار الله هذا الذكر لهم يدل على منزلته وشرفه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذاكرين الله كثيراً، والذاكرات، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٧٣١) عن زهير بن حرب، حدثنا حبان بن هلال، حدثنا وهيب، حدثنا الجريري، عن أبي عبد الله الجسري، عن ابن الصامت (هو عبد الله)، عن أبي ذر فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 43 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده

  • 📜 حديث: ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب