حديث: فضل سبحان الله وبحمده

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل التهليل والتسبيح والتحميد والتكبير

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم».

متفق عليه: رواه البخاري في الدعوات (٦٤٠٦)، ومسلم في الذكر والدعاء (٢٦٩٤) كلاهما من طريق ابن فضيل، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يجعلنا وإياك من الذاكرين الله كثيراً.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يرشدنا فيه إلى كنز من كنوز الجنة، وعمل يسير فيه أجر عظيم.

الحديث بلفظه:


عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ».
(متفق عليه: أخرجه البخاري في صحيحه رقم (6406)، ومسلم في صحيحه رقم (2694))


أولاً. شرح المفردات:


● خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ: يعني أن نطقهما سهلٌ على الإنسان، لا يتطلب جهداً كبيراً ولا وقتاً طويلاً.
● ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ: أي أن ثوابهما ووزرهما عند الله يوم القيامة عظيم جداً، فيرجح بهما ميزان الحسنات.
● حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: أي أن هاتين الكلمتين محبوبتان جداً عند الله سبحانه وتعالى، وهو الرحمن ذو الرحمة الواسعة.
● سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ: تنزيه الله تعالى عن كل نقص وعيب، مع الثناء عليه بصفات الكمال والجلال.
● سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ: تنزيه الله تعالى عن كل سوء، مع إثبات عظمته وجلاله.


ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن فضل ذكرين عظيمين، هما:
1- "سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ": وهذا جمع بين التسبيح (وهو تنزيه الله عن كل نقص) والحمد (وهو الثناء على الله بصفات الكمال). فهو إقرار من العبد بأن الله منزه عن كل عيب، ومستحق لكل حمد.
2- "سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ": وهذا تنزيه لله مقروناً بوصفه بالعظمة، فهو سبحانه العظيم في ذاته وصفاته وأفعاله.
ويبين النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أوصاف لهاتين الكلمتين:
1- "خفيفتان على اللسان": فليس فيهما مشقة، ولا تكلف، يستطيع الكبير والصغير، القوي والضعيف أن يقولهما في أي وقت وأي مكان.
2- "ثقيلتان في الميزان": على الرغم من خفتهما على اللسان، إلا أن ثقلهما في ميزان الحسنات يوم القيامة كبير جداً. وهذا من فضل الله تعالى وكرمه، أن يغدق على عبده الأجر الجزيل على العمل اليسير.
3- "حبيبتان إلى الرحمن": فهما من الأذكار التي يحبها الله تعالى ويرضاها، لأنها تتضمن تنزيهه وتعظيمه، وهذا غاية محبة العبد لربه.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة فضل الله وكرمه: حيث يجزل العطاء للأجر على العمل القليل، تشجيعاً للعباد على الطاعة والذكر.
2- التيسير في الطاعة: الإسلام دين يسر، فقد جعل الله أبواب الخير مفتوحة وسهلة، فليس شرطاً أن تكون العبادة شاقةً حتى تقبل أو يُثاب عليها.
3- الحرص على الأذكار: يحثنا الحديث على المداومة على الأذكار والأوراد، خاصة التي ورد فيها فضل عظيم مثل هاتين الكلمتين.
4- استغلال الأوقات: يمكن للعبد أن يذكر الله بهاتين الكلمتين في كل حال: وهو يمشي، أو يعمل، أو يقود سيارته، ليغتنم أوقاته ويحصد الحسنات.
5- تهذيب اللسان:引导 اللسان على الذكر يحميه من الغيبة والنميمة والكلام الباطل، ويجعله دائماً رطباً بذكر الله.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● متى تقال؟: ليس لهذين الذكرين وقت محدد، بل يشرع قولهما في كل وقت، ولكن يزداد الفضل عند بعض الأحوال كبعد الصلوات، وعند النوم، وفي الصباح والمساء.
● كم مرة؟: ورد الحث على تكرارها، ففي رواية أخرى لأبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ» (رواه مسلم). ولو قالها الإنسان مئة مرة في اليوم فذلك خير عظيم.
● ثمراتهما في الدنيا والآخرة: يغفران الذنوب، ويزيدان الحسنات، ويثقلا الميزان، وهما سبب لمحبة الله للعبد، وسبب للطمأنينة والسكينة في القلب.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذاكرين الشاكرين، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الدعوات (٦٤٠٦)، ومسلم في الذكر والدعاء (٢٦٩٤) كلاهما من طريق ابن فضيل، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 41 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فضل سبحان الله وبحمده

  • 📜 حديث: فضل سبحان الله وبحمده

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فضل سبحان الله وبحمده

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فضل سبحان الله وبحمده

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فضل سبحان الله وبحمده

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب