حديث: يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل التهليل والتسبيح والتحميد والتكبير

عن سعد بن أبي وقاص قال: كنا عند رسول الله ﷺ فقال: «أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة».

صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٦٩٨) من طريق موسى الجهني، عن مصعب بن سعد، عن أبيه فذكره.

عن سعد بن أبي وقاص قال: كنا عند رسول الله ﷺ فقال: «أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يرشدنا إلى أبواب عظيمة من الخير، ويبين لنا سبلًا سهلة لكسب الحسنات وتكفير السيئات.

الحديث بلفظه كاملًا:


عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟» فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: «يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ».
(رواه مسلم في صحيحه)


أولاً. شرح المفردات:


● يَعْجِزُ: يقصر ولا يقدر على الشيء، أي هل يستصعب أحدكم هذا الأمر أو يضعف عن تحقيقه؟
● يَكْسِبَ: يحصل ويجمع.
● حَسَنَةٍ: هي الوحدة من الثواب والأجر عند الله تعالى.
● يُسَبِّحُ: يقول: سبحان الله.
● يُحَطُّ: يُمحى ويزال.


ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنهم كانوا في مجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجه لهم هذا السؤال الاستنكاري التربوي: «أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟».
والاستفهام هنا (أيعجز) ليس للشك في قدرتهم، ولكن للتحفيز والتشويق، وكأنه يقول: إن هذا أمر هين سهل، لا ينبغي لعاقل أن يعجز عنه أو يفرط فيه.
فاستفهم أحد الحاضرين، متعجبًا من هذا المكسب العظيم، وسأل: «كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟»، لأن الألف عدد كبير، وكسبها في يوم واحد يحتاج غالبًا إلى عمل كبير.
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بالطريق الميسر والسهل جدًا لتحقيق هذا الأجر الضخم، وهو: «يسبح مائة تسبيحة» أي يقول (سبحان الله) مائة مرة.
والنتيجة العظيمة هي: «فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة».
وهنا نجد أن العمل القليل (مائة كلمة) يؤجر عليه المسلم بأجر كبير (ألف حسنة)، أو يُكفَّر عنه به ألف خطيئة. والواو في الحديث (أو) ليست للتخيير، بل للتنويع، بمعنى أنه قد يحصل له هذا الأجر، أو يحصل له ذلك التكفير، أو يجمع بينهما، فضلًا من الله ونعمة.


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة فضل الله تعالى وكرمه: فالله جل وعلا يضاعف الحسنات لأهل طاعته، فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وهنا جعل التسبيحة الواحدة بعشر حسنات.
2- تيسير أبواب الخير: فالإسلام دين يسر، وقد جعل الله للمسلم طرقًا سهلة وقصيرة لكسب الأجور العظيمة وتكفير الذنوب.
3- الحث على الذكر والدوام عليه: خاصة الأذكار المطلقة، مثل التسبيح (سبحان الله)، والتحميد (الحمد لله)، والتهليل (لا إله إلا الله)، والتكبير (الله أكبر). فهي غراس الجنة، وسبب لنيل الرحمة والمغفرة.
4- الترغيب في التنافس في الخير: يحفزنا النبي صلى الله عليه وسلم على أن لا نكون عاجزين متكاسلين، بل أن ننتهز هذه الفرص الذهبية.
5- أهمية مجالس العلم والذكر: حيث كان هذا الدرس العظيم في مجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم، فمجالس الذكر من أعظم المجالس.


رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


● متى يقال هذا الذكر؟: يمكن للمسلم أن يقول (سبحان الله) في أي وقت، في الصباح والمساء، وبعد الصلوات، وأثناء السير، وفي كل حال. ويمكن أن يسبحها متفرقة أو متتالية.
● فضل التسبيح: قال تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} [الروم: 17]. وهو تنزيه لله تعالى عن كل نقص وعيب.
● أذكار أخرى لها فضل عظيم: مثل:
- من قال: (سبحان الله وبحمده) مائة مرة، حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر. (متفق عليه)
- كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: (سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم). (متفق عليه)
فاحرص أخي المسلم على هذه الكنوز والهبات الربانية، ولا تكن ممن يعجزون عن كسب ألف حسنة في يوم وليلة، وهي بين يديك لا تكلفك جهدًا ولا وقتًا طويلاً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٦٩٨) من طريق موسى الجهني، عن مصعب بن سعد، عن أبيه فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 46 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة

  • 📜 حديث: يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب