حديث: بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل التهليل والتسبيح والتحميد والتكبير

عن أبي ذر، أن ناسا من أصحاب النبي ﷺ قالوا للنبي ﷺ: يا رسول الله! ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم قال: «أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله! أياتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرا».

صحيح: رواه مسلم في الزكاة (١٠٠٦) عن عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي، ثنا مهدي بن ميمون، حدثنا واصل مولى أبي عيينة، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الديلي، عن أبي ذر فذكره.

عن أبي ذر، أن ناسا من أصحاب النبي ﷺ قالوا للنبي ﷺ: يا رسول الله! ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم قال: «أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله! أياتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يبين فيه أن أبواب الخير والصدقة ليست مقصورة على الأغنياء وأهل الأموال، بل هي متاحة للجميع. وإليك الشرح المفصل:

الحديث بلفظ آخر:


عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم". قال: "أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ؟ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٍ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةً، وَنَهْيٍ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةً، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةً". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: "أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرًا".
(رواه مسلم)


1. شرح المفردات:


* أهل الدثور: جمع "دَثْر"، وهو المال الكثير والغنى الوافر. أي الأغنياء أصحاب الأموال.
* بفضول أموالهم: بما يزيد عن حاجتهم من الأموال.
* تَصَّدَّقُونَ: هنا بمعنى "ما تتقربون به إلى الله من أعمال الخير"، وليس仅限于 إخراج المال.
* تَسْبِيحَةٍ: قول "سُبْحَانَ اللهِ".
* تَكْبِيرَةٍ: قول "اللهُ أَكْبَرُ".
* تَحْمِيدَةٍ: قول "الْحَمْدُ لِلَّهِ".
* تَهْلِيلَةٍ: قول "لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ".
* بُضْعِ أَحَدِكُمْ: كناية عن الجماع والعلاقة الحميمة بين الزوجين.


2. شرح الحديث:


* السياق والشكوى: جاء نفر من الصحابة رضي الله عنهم -وكانوا من فقراء المسلمين- إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكون من تفوق الأغنياء في نيل الأجور؛ لأنهم يؤدون العبادات نفسها من صلاة وصيام، ويتصدقون además بمالهم الكثير، وهو ما لا يستطيع الفقراء فعله. وهذا يدل على حرصهم الشديد على الخير والمنافسة فيه.
* الرد النبوي الحكيم: لم يبطل النبي صلى الله عليه وسلم فضل الصدقة المالية، ولكنه فتح لهم –ولجميع المسلمين– أبواباً أخرى عظيمة للصدقة والأجر لم يدركوها. لقد بين صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قد جعل لهم أنواعاً من الصدقات يستطيعون بها مسايرة الأغنياء بل والتغلب عليهم في كسب الحسنات.
* أنواع الصدقات المعنوية:
1- الذكر باللسان: جعل الله كل كلمة طيبة صدقة، فالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، كلها أعمال يسيرة على اللسان لكن أجرها عظيم عند الله، وهي متاحة للغني والفقير.
2- الدعوة إلى الخير: جعل الله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صدقة، لأنه إصلاح للمجتمع ونشر للخير ودرء للشر، وهو من أعظم القربات.
3- إتيان الشهوة في الحلال: وهو الأمر الذي استغربه الصحابة، وهو الجماع بين الزوجين.
* تفصيل مسألة الأجر في الجماع: استنكر الصحابة أن يكون في إشباع الرغبة الجنسية مع الزوجة أجر، فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم بالقاعدة الذهبية: "أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرًا". أي أن مجرد الامتناع عن الحرام والالتزام بالحلال فيه أجر عظيم، فكيف إذا اقترن ذلك بنية صالحة كإعفاف النفس والزوجة، وإنجاب الذرية الصالحة، وإدامة المودة والرحمة التي أمر الله بها.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة رحمة الله تعالى: فلم يحصر أبواب الخير على نوع واحد، بل جعلها متعددة ومتنوعة لينال كل عبد بحسب استطاعته وهمته.
2- العدل الإلهي: فكل إنسان قادر على المنافسة في الخيرات والمسارعة إلى الطاعات، بغض النظر عن وضعه المادي أو الاجتماعي.
3- تنمية الوازع الداخلي: الحديث يحفز المسلم على استشعار الأجر في كل عمل صالح، حتى في الأمور المباحة التي يفعلها بنية صالحة.
4- الحث على الذكر: وأنه من easiest وأيسر الطاعات التي يغفل عنها الكثيرون مع عظم أجرها.
5.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزكاة (١٠٠٦) عن عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي، ثنا مهدي بن ميمون، حدثنا واصل مولى أبي عيينة، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الديلي، عن أبي ذر فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 54 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة

  • 📜 حديث: بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب