حديث: غفرانك: دعاء النبي ﷺ عند الخروج من الغائط

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يقول: إذا خرج من الخلاء

عن عائشة قالت: إن النبي ﷺ كان إذا خرج من الغائط قال: «غفرانك».

حسن: رواه أبو داود (٣٠)، والترمذي (٧)، وابن ماجه (٣٠٠)، وصحّحه ابن خزيمة (٩٠)،
وابن حبان (١٤٤٤)، والحاكم (١/ ١٥٨) كلهم من طريق إسرائيل بن يونس، عن يوسف بن أبي بردة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة قالت: إن النبي ﷺ كان إذا خرج من الغائط قال: «غفرانك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث السيدة عائشة رضي الله عنها، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن النبي ﷺ كان إذا خرج من الغائط قال: «غُفْرَانَكَ».
(رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني)


أولاً. شرح المفردات:


● الغائط: هو مكان قضاء الحاجة، ويقصد به هنا الخلاء أو المرحاض. وأصله من الأرض المنخفضة التي يتغوط فيها الناس.
● غُفْرَانَكَ: هي كلمة مناجاة لله تعالى، وتعني: "أسألك المغفرة" أو "اللهم اغفر لي". وهي صيغة دعاء تختصر المعنى وتدل على التضرع والافتقار إلى الله.


ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا هذا الحديث العظيم عن هدي النبي ﷺ وأدبه مع ربه، حتى في أبسط وأخفى أمور حياته. فكان صلى الله عليه وسلم، بعد أن يقضي حاجته ويخرج من مكان قضاء الحاجة، يوجه كلماته إلى الله قائلاً: «غُفْرَانَكَ».
المعنى والإطار الشرعي:
1- التذلل والافتقار الدائم: هذا الدعاء ليس اعترافًا بذنب معين ارتكبه الإنسان أثناء قضاء حاجته، لأن قضاء الحاجة أمر فطري مباح. وإنما هو تعبير عن معنى العبودية الخالصة لله، وإظهار للافتقار الدائم إليه سبحانه. فالعبد لا يزال في حالة ذل وحاجة إلى مغفرة ربه ورحمته في كل وقت وحين، حتى بعد الانتهاء من أمر مباح.
2- شكر النعمة والتخلص من الأذى: خروج الأذى من البدن نعمة عظيمة من نعم الله، فكان النبي ﷺ يشكر الله على هذه النعمة بأبلغ صور الشكر، وهو سؤال المغفرة، لأن شكر النعمة يكون بطاعة المنعم.
3- استباق الخير والبركة: الخروج من مكان قضاء الحاجة (الغائط) يعني العودة إلى حال الطهارة والعبادة. فكأن النبي ﷺ يستفتح عودته إلى ذكر الله وطاعته بطلب المغفرة، ليكون أهلاً لتقبل العبادة، وليمحو ما قد يكون حصل من غفلة أو تقصير.
4- أدب المناجاة: اختيار كلمة «غُفْرَانَكَ» بالذات فيها أدب رفيع مع الله، فهي ليست أمرًا بل هي استعطاف وتضرع، وكأن العبد يقول: "إلهي، أنا مقصر ولا أستحق أن أعود إلى مناجاتك إلا بمغفرتك ورحمتك".


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- استحضار الله في كل الأحوال: النبي ﷺ يعلمنا أن نذكر الله في كل حال، في السراء والضراء، في العبادة وفي الأمور المباحة، مما يجعل حياتنا كلها لله وبالله.
2- كمال أدب النبي ﷺ مع ربه: فما ترك حالة إلا وكان لها ذكر خاص يدل على كمال عبوديته وتواضعه لله تعالى.
3- الاستغفار دائمًا: الاستغفار هو زاد المؤمن الذي لا يفارقه، فهو يطهر القلب ويجدد الإيمان ويُرضي الرحمن.
4- غرس معنى المراقبة: هذا الذكر في مكان خفي لا يراه أحد إلا الله، يغرس في نفس المسلم معنى مراقبة الله في كل صغيرة وكبيرة.


رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم هذا الذكر: هو سنة مستحبة وليس واجبًا، فمن قاله فله الأجر والاقتداء بالنبي ﷺ، ومن تركه فلا إثم عليه.
● ما يقال عند الدخول والخروج من الخلاء: هناك أذكار أخرى ثابتة عن النبي ﷺ، مثل:
* عند الدخول: «بِسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ» (أي من الذكور والإناث من الشياطين).
* عند الخروج: «غُفْرَانَكَ» كما في هذا الحديث، أو يُقال أيضًا: «الحمد لله الذي أذاقني لذته، وأبقى في قوته، وأذهب عني أذاه» (حديث ضعيف، ولكن يستحب الحمد لله على هذه النعمة بأي صيغة).
● الفقهاء والعلماء ذكروا أن حكمة هذا الدعاء أن العبد يشكر الله على إخراج ما فيه من أذى ويطلب المغفرة عما قد يقع منه من غفلة أثناء قضاء الحاجة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٠)، والترمذي (٧)، وابن ماجه (٣٠٠)، وصحّحه ابن خزيمة (٩٠)،
وابن حبان (١٤٤٤)، والحاكم (١/ ١٥٨) كلهم من طريق إسرائيل بن يونس، عن يوسف بن أبي بردة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
وقال الترمذي: «حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة».
وقال أيضًا: «ولا نعرف في هذا الباب إلا حديث عائشة عن النبي ﷺ».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح؛ فإن يوسف بن أبي بردة من ثقات آل أبي موسى، ولم نجد أحدًا يطعن فيه، وقد ذكر سماع أبيه من عائشة».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل يوسف بن أبي بردة، فقد وثّقه العجلي وابن حبان والحاكم، ولم يعرف فيه جرح فمثله يحسن حديثه.
والكلام عليه مبسوط في كتاب الطهارة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 206 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: غفرانك: دعاء النبي ﷺ عند الخروج من الغائط

  • 📜 حديث: غفرانك: دعاء النبي ﷺ عند الخروج من الغائط

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: غفرانك: دعاء النبي ﷺ عند الخروج من الغائط

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: غفرانك: دعاء النبي ﷺ عند الخروج من الغائط

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: غفرانك: دعاء النبي ﷺ عند الخروج من الغائط

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب