اللَّهم لك الحمدُ أنت قَيِّمُ السماوات والأرض ومن فيهن

حديث: اللَّهم لك الحمدُ أنت قَيِّمُ السماوات والأرض ومن فيهن

عن ابن عباس قال: كان النبي ﷺ إذا قام من الليل يتهجد قال: «اللَّهم! لك الحمدُ أنت قَيِّمُ السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمدُ لك ملكُ السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمدُ أنت نورُ السماوات والأرضِ، ولك الحمدُ أنت مالك السماوات والأرض، ولك الحمدُ أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاءُك حق، وقولك حق، والجنة حق والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق، والساعة حق. اللَّهم لك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وعليك توكلتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمتُ، وإليك حاكمتُ، فاغفر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسررتُ، وما أعلنتُ، أنت المقَدِّم، وأنت المؤخِّر لا إله إلا أنتَ لا إله غيرك».
قال سفيان: وزاد عبد الكريم أبو أمية: «ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ».

متفق عليه: رواه البخاري في التهجد (١١٢٠)، ومسلم في صلاة المسافرين (٧٦٩) كلاهما من حديث سفيان، عن سليمان بن أبي مسلم الأحول، عن طاوسٍ، سمع ابن عباس فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الدعاء والتهجد الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يداوم عليه في قيام الليل، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بحسب ما ورد في كتب أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:

● يتهجد: يقوم الليل للصلاة والدعاء.
● قَيِّمُ: القائم على تدبير شؤونها وحفظها.
● نور السماوات والأرض: الهادي إلى الحق في السماوات والأرض.
● أنبتُ: رجعتُ وتبتُ.
● خاصمتُ: جادلتُ وحاججتُ.
● حاكمتُ: احتكمتُ إليك في جميع أموري.

ثانيًا. شرح الحديث:

هذا الدعاء كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح به تهجده، وهو يجمع بين التحميد لله تعالى والإقرار بأسمائه وصفاته، والإيمان بوعوده، والاعتراف بالعبودية والتوكل، ثم يختم بالاستغفار.
1- التحميد والثناء على الله تعالى:
- "اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض": أي أنت القائم على خلقه بالتدبير والرعاية.
- "ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض": الإقرار بأن الملك المطلق له وحده.
- "ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض": فهو الذي أنارها بالشمس والقمر والهداية الإلهية.
- "ولك الحمد أنت مالك السماوات والأرض": تأكيد للملك والتصرف.
- "ولك الحمد أنت الحق": فهو الثابت الذي لا يتغير، ووعوده حق، ولقاؤه حق، وكلمته حق.
2- الإيمان بالغيب:
- "والجنة حق والنار حق": الإيمان بالدار الآخرة وما فيها.
- "والنبيون حق": التصديق بجميع الرسل.
- "ومحمد حق": الإيمان بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
- "والساعة حق": الإيمان بيوم القيامة.
3- الاعتراف بالعبودية:
- "اللهم لك أسلمتُ": استسلمت لك بالطاعة.
- "وبك آمنتُ": صدقت بك وبرسلك.
- "وعليك توكلتُ": اعتمدت في أموري كلها عليك.
- "وإليك أنبتُ": رجعتُ وتُبتُ.
- "وبك خاصمتُ": جادلتُ المخالفين بحججك.
- "وإليك حاكمتُ": جعلتك الحكم في كل شيء.
4- الاستغفار:
- "فاغفر لي ما قدمتُ وما أخَّرتُ": أي ما فعلته في الماضي وما أفعله في المستقبل.
- "وما أسررتُ وما أعلنتُ": الذنوب الخفية والظاهرة.
- "أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر": أنت الذي تقدم من تشاء وتؤخر من تشاء.
5- ختم بالتوحيد:
- "لا إله إلا أنت لا إله غيرك": إثبات الألوهية له وحده.
- وما زاده عبد الكريم أبو أمية: "ولا حول ولا قوة إلا بالله": أي لا قدرة على الطاعة ولا عصمة عن المعصية إلا بعون الله.

ثالثًا. الدروس المستفادة:

1- أهمية الدعاء في التهجد: فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يبدأ تهجده بهذا الدعاء العظيم.
2- التوحيد والإيمان: الدعاء يشمل توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
3- التوكل والاستغفار: جمع بين الاعتماد على الله وطلب المغفرة.
4- الإقرار بالذنب: حتى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب المغفرة، فكيف بنا؟
5- الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم: فيأخذ المسلم هذا الدعاء ويحفظه ويقولها في قيام الليل.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الدعاء ثابت في الصحيحين، وهو من أذكار الصباح والمساء أيضًا.
- يستحب أن يختم المسلم قيام الليل بهذا الدعاء، أو يفتتح به.
- فيه تعليم للأمة كيف تدعو وتتهجد.
أسأل الله أن يجعلنا من المقبولين، والمستغفرين المتهجدين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التهجد (١١٢٠)، ومسلم في صلاة المسافرين (٧٦٩) كلاهما من حديث سفيان، عن سليمان بن أبي مسلم الأحول، عن طاوسٍ، سمع ابن عباس فذكره.
ورواه مالك في القرآن (٣٤) عن أبي الزبير المكي، عن طاوسٍ اليماني، عن عبد الله بن عباس أن رسول الله ﷺ كان إذا قام إلى الصّلاة من جوفِ الليل يقول فذكر مثله، وفيه «أنت قيَّامُ السماوات والأرض»بدل من «قيّم السماوات ...»، وقال في آخر الحديث: «أنت إلهي لا إله إلا أنت».
ورواه مسلم (٧٦٩) عن قتيبة بن سعيد، عن مالك.
وفي رواية قال ابن عباس: إنَّ رسول الله ﷺ كان في التهجد يقول بعد ما يقول: الله أكبر.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 291 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللَّهم لك الحمدُ أنت قَيِّمُ السماوات والأرض ومن فيهن

📜 حديث: اللَّهم لك الحمدُ أنت قَيِّمُ السماوات والأرض ومن فيهن

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اللَّهم لك الحمدُ أنت قَيِّمُ السماوات والأرض ومن فيهن

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اللَّهم لك الحمدُ أنت قَيِّمُ السماوات والأرض ومن فيهن

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اللَّهم لك الحمدُ أنت قَيِّمُ السماوات والأرض ومن فيهن

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية