حديث: عن أسامة بن زيد: كنت رديف النبي بعرفات فسقط خطام الناقة.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب رفع اليدين في الدعاء بعرفات

عن أسامة بن زيد قال: كنتُ رديف النبيّ ﷺ بعرفات، فرفع يديه يدعو، فمالت به ناقته فسقط خطامُها، فتناول الخطام بإحدى يديه، وهو رافع يده الأخرى.

حسن: رواه النسائيّ (٣٠١١) عن يعقوب بن إبراهيم، عن هُشيم، قال: حدثنا عبد الملك، عن عطاء، قال: قال أسامة، فذكره.

عن أسامة بن زيد قال: كنتُ رديف النبيّ ﷺ بعرفات، فرفع يديه يدعو، فمالت به ناقته فسقط خطامُها، فتناول الخطام بإحدى يديه، وهو رافع يده الأخرى.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحاً وافياً:

الحديث:


عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: كنتُ رديف النبيّ ﷺ بعرفات، فرفع يديه يدعو، فمالت به ناقته فسقط خطامُها، فتناول الخطام بإحدى يديه، وهو رافع يده الأخرى.
مصدر الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي، والحاكم، وصححه الألباني.


1. شرح المفردات:


● رديف: الراكب خلف الراكب على الدابة نفسها.
● بعرفات: في مكان عرفات، أثناء وقوف الحجاج فيه يوم عرفة.
● خطامها: الحبل الذي يقاد به البعير أو يُضبط به.
● تناول الخطام: أمسك الحبل وأخذه.


2. شرح الحديث:


يصف أسامة بن زيد رضي الله عنهما، وهو من أقرب الناس إلى النبي ﷺ وأحبهم إليه، موقفاً حدث أثناء وقوف النبي ﷺ في عرفات في حجة الوداع. كان أسامة رديفاً للنبي ﷺ على ناقته، أي كان يركب خلفه.
وفي هذا الموقف العظيم، وهو الوقوف بعرفة الذي هو ركن الحج الأعظم، كان النبي ﷺ يرفع يديه إلى الله تعالى داعياً مبتهلاً، مما يدل على شدة الاجتهاد في الدعاء والابتهال إلى الله في هذا المكان الكريم وفي هذا اليوم العظيم.
وبينما هو على هذه الحال من الدعاء ورفع اليدين، مالَت به ناقته (أي تحركت حركة غير متوقعة أو مالت إلى جانب) فسقط الخطام - وهو الحبل الذي يمسك به راكب الدابة ويقودها - من يد النبي ﷺ.
فما كان من النبي ﷺ إلا أن تناول الخطام وأمسكه بإحدى يديه فقط، بينما بقيَ رافعاً يده الأخرى إلى السماء، مستمراً في دعائه ومناجاته لربه، غير منقطع عنه.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- بيان هدي النبي ﷺ في الدعاء ورفع اليدين: الحديث دليل على مشروعية رفع اليدين في الدعاء، خاصة في المواطن العظيمة مثل عرفة. وقد جاءت الأحاديث الكثيرة ببيان أن رفع اليدين من أسباب إجابة الدعاء.
2- الجمع بين الدعاء والأخذ بالأسباب: النبي ﷺ لم يهمل أمر ناقته تماماً توكلاً، بل أخذ بالسبب المناسب وهو إمساك الخطام بيده ليقودها ويتحكم بها، لكنه لم ينقطع عن دعاء ربه، جمعاً بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب. وهذا من كمال عقله وحكمته ﷺ.
3- الاستمرار في الطاعة وعدم الانقطاع عنها لأجل أمور الدنيا: الموقف يعلم المسلم أن يكون قلبه معلقاً بالله حتى وهو يتعامل مع أمور دنياه الضرورية. فلم ينقطع النبي ﷺ عن الدعاء لأجل إمساك الخطام، بل جمع بين الأمرين.
4- بيان شدة اجتهاد النبي ﷺ في الدعاء والمناجاة: حرصه على عدم إنزال يده الثانية دليل على شدة رغبته في الدعاء وثقته بأن ربه سيستجيب له. وهو الموقف الذي يربي في المسلم روح الالتجاء إلى الله والإلحاح عليه.
5- فضل يوم عرفة واستحباب الإكثار من الدعاء فيه: الوقوف بعرفة هو ركن الحج العظيم، وقد قال النبي ﷺ: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ».


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أحاديث فضائل أسامة بن زيد رضي الله عنه، وحبه للنبي ﷺ وقربه منه.
- الموقف يدل على السماحة واليسر في الإسلام، فلم يشق النبي ﷺ على نفسه بترك قياد الناقة تماماً، بل جمع بين مصلحة الدعاء ومصلحة التحكم بالدابة.
- يستفاد منه أيضاً أدب الرحلة والسفر وآداب ركوب الدواب.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائيّ (٣٠١١) عن يعقوب بن إبراهيم، عن هُشيم، قال: حدثنا عبد الملك، عن عطاء، قال: قال أسامة، فذكره.
والكلام عليه مبسوط في كتاب الحج.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 359 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن أسامة بن زيد: كنت رديف النبي بعرفات فسقط خطام الناقة.

  • 📜 حديث: عن أسامة بن زيد: كنت رديف النبي بعرفات فسقط خطام الناقة.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن أسامة بن زيد: كنت رديف النبي بعرفات فسقط خطام الناقة.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن أسامة بن زيد: كنت رديف النبي بعرفات فسقط خطام الناقة.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن أسامة بن زيد: كنت رديف النبي بعرفات فسقط خطام الناقة.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب