حديث: خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يومًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أنّ اللَّه وكّل بالرّحم ملكًا يكتب عمل الإنسان

عن عبد اللَّه بن مسعود يقول: حدّثنا رسول اللَّه ﷺ وهو الصادق المصدوق: «إنّ خلق أحدكم يُجمع في بطن أمه أربعين يومًا وأربعين ليلةً، ثم يكون علقة مثله، ثم يكون مضغة مثله، ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات فيكتب: رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد، ثم ينفخ فيه الرّوح، فإنّ أحدَكم ليعملُ بعمل أهل الجنّة حتى لا يكون بينها وبينه إلّا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النّار فيدخل النار، وإنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النّار حتى ما يكون بينها وبينه إلّا ذراع فيسبق عليه الكتاب، فيعملُ عمل أهل الجنة فيدخلها».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٥٤)، ومسلم في كتاب القدر (٢٦٤٣) كلاهما من حديث شعبة، حدثنا الأعمش سمعتُ زيد بن وهب، سمعتُ عبد اللَّه بن مسعود، فذكر الحديث، واللّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم نحوه.

عن عبد اللَّه بن مسعود يقول: حدّثنا رسول اللَّه ﷺ وهو الصادق المصدوق: «إنّ خلق أحدكم يُجمع في بطن أمه أربعين يومًا وأربعين ليلةً، ثم يكون علقة مثله، ثم يكون مضغة مثله، ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات فيكتب: رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد، ثم ينفخ فيه الرّوح، فإنّ أحدَكم ليعملُ بعمل أهل الجنّة حتى لا يكون بينها وبينه إلّا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النّار فيدخل النار، وإنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النّار حتى ما يكون بينها وبينه إلّا ذراع فيسبق عليه الكتاب، فيعملُ عمل أهل الجنة فيدخلها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا من فضله. هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، يصف فيه مراحل خلق الإنسان ويقرر حقيقة القضاء والقدر والإيمان بالغيب.
شرح الحديث:
أولاً: شرح المفردات:
● الصادق المصدوق: الصادق في قوله، المصدوق من قبل الله تعالى بوحي يوحى إليه.
● يُجمع: أي تُجمع أجزاؤه ومركباته ويبدأ تكوينه.
● نُطفة: هي قطرة الماء (المني) التي تخرج من الرجل وتلقح البويضة.
● علقة: هي المرحلة الثانية، وهي كتلة دم غليظة متجمدة.
● مضغة: هي المرحلة الثالثة، وهي قطعة لحم صغيرة بقدر ما يمضغ.
● يسبق عليه الكتاب: أي يغلب حكم ما سبق في الكتاب (اللوح المحفوظ) فينفذ.
ثانياً: المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم - وهو الذي لا يقول إلا حقاً - عن مراحل خلق الإنسان في بطن أمه، التي تستمر مئة وعشرين يوماً (أربعين نطفة، وأربعين علقة، وأربعين مضغة). بعد اكتمال هذه المراحل الجسدية، يُرسل الله ملكاً موكلاً بالأرحام، فينفخ فيه الروح ويقوم بتسجيل أربعة أمور مقدّرة ومكتوبة في اللوح المحفوظ منذ الأزل: مقدار رزق هذا الإنسان، وموعد أجله، ونوع عمله الذي سيعمله، وما إذا كان من أهل السعادة أم الشقاوة.
ثم ينتقل الحديث إلى بيان حكمة عظيمة، وهي أن الخاتمة هي التي تحسم مصير الإنسان. فقد يعمل الشخص طوال عمره أعمالاً صالحة تقربه من الجنة، ولكن قد يختم له بعمل سوء في آخر لحظة من حياته فيموت على ذلك، فيدخل النار. والعكس صحيح، فقد يعيش الإنسان حياة مليئة بالمعاصي والذنوب، ولكن الله يوفقه للتوبة والعمل الصالح في نهاية عمره، فيموت على ذلك، فيدخل الجنة. وهذا كله بمشيئة الله وحكمته، وهو تحقيق لما سبق في علمه وكتبه.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- الإيمان بالقضاء والقدر: الحديث أصل عظيم من أصول الإيمان، وهو الإيمان بأن كل شيء بقدر الله، وعلمه السابق، ومشيئته النافذة.
2- عظمة خلق الله: في الحديث بيان لعظمة الله في خلقه، ودقة صنعه وتدبيره لمراحل خلق الإنسان.
3- الخاتمة الحسنة: الحديث يحث المسلم على دوام الخوف من الله، والاستعاذة من سوء الخاتمة، وسؤال الله الثبات على الدين حتى الممات. فلا يأمن الإنسان مكر الله، ولا يقنط من رحمة الله.
4- الاستمرار في العمل الصالح: يجب على المسلم أن يجتهد في الطاعة ويحاسب نفسه، ولا يعجب بعمله، فالعبرة بخواتيم الأعمال.
5- سعة رحمة الله: الحديث يبعث الأمل في نفوس العصاة، ويشجعهم على التوبة والرجوع إلى الله، فلعل الله أن يختم لهم بخير.
رابعاً: معلومات إضافية:
- هذا الحديث متفق عليه، أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يجعله في أعلى درجات الصحة.
- المراحل المذكورة (النطفة، العلقة، المضغة) تتوافق مع ما اكتشفه علم الأجنة الحديث، مما يعد من إعجاز النبي العلمي.
- الكتابة التي يقوم بها الملك هي كتابة توافقية وليست تأسيسية، أي توافق ما سبق في علم الله وكتبه في اللوح المحفوظ.
- العمل الذي يعمله الإنسان هو باختياره وكسبه، ولكن علم الله به سابق، وهو محيط بكل شيء.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإيمان، ويختم لنا بخير، ويجعلنا من أهل الجنة.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٥٤)، ومسلم في كتاب القدر (٢٦٤٣) كلاهما من حديث شعبة، حدثنا الأعمش سمعتُ زيد بن وهب، سمعتُ عبد اللَّه بن مسعود، فذكر الحديث، واللّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 509 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يومًا

  • 📜 حديث: خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يومًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يومًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يومًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يومًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب