أترون هذا القصر الأبيض؟ هذا مسجد أحمد

حديث: أترون هذا القصر الأبيض؟ هذا مسجد أحمد

عن محجن بن الأدْرع، أنّ رسول اللَّه ﷺ خطب النّاس فقال: «يومُ الخلاص وما يومُ الخلاص. يوم الخلاص وما يوم الخلاص». ثلاثًا. فقيل له: وما يومُ الخلاص؛ قال: «يجيءُ الدّجّال فيصعدُ أحدًا فينظر إلى المدينة فيقول لأصحابه: أترون هذا القصر الأبيض؟ هذا مسجد أحمد، ثم يأتي المدينة فيجد بكلّ نقْب منها ملكًا مصلْتًا، فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقَه، ثم ترجف المدينة ثلاث رَجَفات، فلا يبقى منافق ولا منافقة، ولا فاسق ولا فاسقة إلّا خرج إليه. فذلك يومُ الخلاص».

صحيح: رواه الإمام أحمد (١٨٩٧٥) عن يونس، حدثنا حماد -يعني ابن سلمة- عن سعيد الجُريريّ، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن مِحْجن بن الأدرع، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:

1. شرح المفردات:

● يوم الخلاص: اليوم الذي تتخلص فيه المدينة المنورة من المنافقين والفاسقين.
● الدجال: هو المسيح الدجال، أعظم فتنة على وجه الأرض في آخر الزمان.
● أحد: جبل أحد المطل على المدينة المنورة.
● القصر الأبيض: كناية عن جمال وبهاء مسجد النبي ﷺ.
● مسجد أحمد: هو مسجد النبي ﷺ، وأحمد من أسمائه الشريفة.
● نقب: الثغرة أو المدخل أو الطريق المؤدي إلى المدينة.
● ملكًا مصلتًا: ملكًا حاملاً سيفه جاهزًا للقتال.
● سبخة الجرف: مكان منخفض بقرب المدينة (شرقها) فيه ملح وتربة سبخة.
● رواقه: خيمته أو معسكره الذي ينصبها.
● ترجف: تهتز و تضطرب.
● المنافق والمنافقة: الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر.
● الفاسق والفاسقة: الذين يرتكبون الكبائر ويصرون عليها.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث عن حدث عظيم سيقع في آخر الزمان، عندما يظهر الدجال ويقترب من المدينة المنورة، فيصعد جبل أحد لينظر إليها، ثم يخبر أتباعه أن المسجد النبوي هو مسجد النبي محمد ﷺ. وعندما يحاول دخول المدينة، يجد أن الله تعالى قد حمى المدينة بحراسة ملائكية على كل مدخل لها، فينصرف إلى مكان قريب يسمى "سبخة الجرف" لينزل فيه. عندها تهتز المدينة اهتزازات قوية تخرج منها كل نفس منافقة أو فاسقة لتنضم إلى الدجال، فتصبح المدينة طاهرة مطهرة من أهل النفاق والفسق، وذلك هو "يوم الخلاص".

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- عصمة المدينة المنورة من الدجال: من فضائل المدينة أنها محمية بحفظ الله تعالى، فلا يستطيع الدجال دخولها.
2- تمييز الصفوف واختبار القلوب: الفتنة كاشفة لحقيقة الناس، فتنة الدجال تخرج كل من في قلبه نفاق أو فسق.
3- طهارة المدينة من المنافقين: من رحمة الله بأهل الإيمان في المدينة أن ينقيهم من أهل النفاق والفسوق في ذلك اليوم.
4- عظمة المسجد النبوي: وصفه بـ "القصر الأبيض" و"مسجد أحمد" يدل على شرفه ومكانته.
5- التحذير من الفتن: الحديث يحذر من فتنة الدجال التي تكون سببًا في خروج الكثيرين من الدين.
6- اليقين بحماية الله لأهل الإيمان: حراسة الملائكة للمدينة دليل على عناية الله بأهل الإيمان.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث من أشراط الساعة الكبرى، حيث يظهر الدجال كأعظم فتنة.
- رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن في صحيح الجامع.
- المدينة المنورة لها فضائل عظيمة، منها أنها لا يدخلها الطاعون ولا الدجال، كما في الأحاديث الصحيحة.
- يستحب للمسلم أن يكثر من الدعاء بالتحصن من فتنة الدجال، خاصة في الصلوات.
نسأل الله تعالى أن يعيذنا من فتنة الدجال، وأن يثبتنا على الإيمان، وأن يحفظ بلاد الحرمين وأهلها من كل سوء.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٨٩٧٥) عن يونس، حدثنا حماد -يعني ابن سلمة- عن سعيد الجُريريّ، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن مِحْجن بن الأدرع، فذكره.
وإسناده صحيح. وعبد اللَّه بن شقيق روى عن الخلفاء الأربعة عدا أبي بكر، ولم أقف من نصَّ على أنه لم يسمع محجَن بن الأدرع كما أنه لم يعرف بالتدليس، فالأصل في عنعنته أنّها تحمل على السّماع، وقد صحّحه الحاكم (٤/ ٥٤٣) على شرط مسلم، إلّا أنّ فيه حمّاد بن سلمة يرويه عن خالد الحذّاء. وهذه متابعة للجريريّ لأنه اختلط بآخره، لكن رواية حماد بن سلمة عنه قبل اختلاطه.
وقال الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٣٠٨): «رواه أحمد، ورجاله رجال الصّحيح».
ولا يعكّر على هذا ما رواه الإمام أحمد (١٨٩٧٦، ١٨٩٧٧) من أوجه عن شعبة، عن أبي بشر، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن رجاء بن أبي رجاء، قال: كان بريدة على باب المسجد، فمرّ محجنٌ عليه، فذكر بعض لفظ الحديث كسابقه وفيه: «فيجد على كلّ باب من أبوابها ملكًا مصلتًا بجناحه فلا يدخلها».
فأدخل بين عبد اللَّه بن شقيق وبين محجن «رجاء بن أبي رجاء» فلعلّ هذا من المزيد في متصل الأسانيد.
وأبو بشر هو: جعفر بن إياس أبو بشر بن أبي وَحْشيّة ثقة، روى له الجماعة إلّا أنّ شعبة كان يتكلّم فيه، فلعلّه وهم فأدخل الواسطة بين عبد اللَّه بن شقيق وبين محجن في حين أن رجاء بن أبي رجاء «مقبول» لأنّه لم يوثقه غير ابن حبان.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 525 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أترون هذا القصر الأبيض؟ هذا مسجد أحمد

📜 حديث: أترون هذا القصر الأبيض؟ هذا مسجد أحمد

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أترون هذا القصر الأبيض؟ هذا مسجد أحمد

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أترون هذا القصر الأبيض؟ هذا مسجد أحمد

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أترون هذا القصر الأبيض؟ هذا مسجد أحمد

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية