ملك يقول: يا رب نطفة، يا رب علقة، يا رب مضغة

حديث: ملك يقول: يا رب نطفة، يا رب علقة، يا رب مضغة

عن أنس بن مالك، عن النبيّ ﷺ: «إنّ اللَّه عز وجل وكَّل بالرّحم ملكًا يقول: يا ربّ نطفة، با ربّ عَلَقة، يا ربّ مُضغة، فإذا أراد يقضي خَلْقَه قال الملك: أذكر أم أنثى؟ شقيّ أم سعيد؟ فما الرّزق؟ فما الأجلُ؟ فَيُكْتب في بطن أمِّه».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحيض (٣١٨)، ومسلم في القدر (٢٦٤٦) كلاهما من حديث حماد بن زيد، حدثنا عبيد اللَّه بن أبي بكر، عن أنس بن مالك، فذكر الحديث، ولفظهما قريب.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أنس بن مالك، عن النبيّ ﷺ: «إنّ اللَّه ﷿ وكَّل بالرّحم ملكًا يقول: يا ربّ نطفة، با ربّ عَلَقة، يا ربّ مُضغة، فإذا أراد يقضي خَلْقَه قال الملك: أذكر أم أنثى؟ شقيّ أم سعيد؟ فما الرّزق؟ فما الأجلُ؟ فَيُكْتب في بطن أمِّه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
الحديث الشريف: عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبيّ ﷺ قال: «إِنَّ اللَّهَ ﷻ وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا يَقُولُ: يَا رَبِّ نُطْفَةٌ، يَا رَبِّ عَلَقَةٌ، يَا رَبِّ مُضْغَةٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهُ قَالَ الْمَلَكُ: أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَمَا الرِّزْقُ؟ فَمَا الْأَجَلُ؟ فَيُكْتَبُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ».
هذا حديث صحيح، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.

1. شرح المفردات:

* وَكَّلَ: أَعْطَى الْوِكَالَةَ، وَأَسْنَدَ الْأَمْرَ إِلَيْهِ وَجَعَلَهُ قَائِمًا عَلَيْهِ.
* الرَّحِمِ: هُوَ مَوْضِعُ الْجَنِينِ فِي بَطْنِ الْأُمِّ.
* نُطْفَةٌ: هِيَ الْقَطْرَةُ مِنْ الْمَاءِ (مَاءُ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ) الَّتِي يَخْلُقُ مِنْهَا الْإِنْسَانُ.
* عَلَقَةٌ: هِيَ الدَّمُ الْغَلِيظُ الْعَالِقُ بِجدار الرَّحِمِ الَّذِي تَتَحَوَّلُ إِلَيْهِ النُّطْفَةُ.
* مُضْغَةٌ: قِطْعَةٌ صَغِيرَةٌ مِنَ اللَّحْمِ بِقَدْرِ مَا يُمْضَغُ، وَهِيَ المرحلة التي تلي العلقة.
* يَقْضِيَ خَلْقَهُ: يَبْلُغَ فِي الْخَلْقِ حَدَّ التَّمَامِ وَالتَّصْوِيرِ (أي عندما يُنفخ فيه الروح بعد الأربعين يومًا الثانية).
* شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ: هَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ وَالنَّارِ أَمْ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ وَالْجَنَّةِ؟ (هذا بمشيئة الله وعلمه السابق).
* الرِّزْقُ: مَقَادِيرُ الْأَرْزَاقِ الَّتِي سَتَكُونُ لَهُ فِي دُنْيَاهُ.
* الْأَجَلُ: مُدَّةُ عُمُرِهِ وَوَقْتُ وَفَاتِهِ.
* فَيُكْتَبُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ: أَيْ: يُمْلَى عَلَى الْمَلَكِ وَيُثْبَتُ فِي صَحِيفَةِ أَعْمَالِ هَذَا الْجَنِينِ.

2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا النبي ﷺ أن الله تعالى جعل ملكاً من ملائكته الكرام موكلاً ومختصاً بالرحم، يراقب مراحل تخلق الجنين منذ كونه نطفة، ثم علقة، ثم مضغة. وفي كل مرحلة ينادي الملك ربه مُعلِماً لهذا التحول، إظهاراً لعظمة الخالق ودقة صنعه.
ثم إذا بلغت مدة الأربعين يوماً الثانية (أي عند تمام 120 يوماً)، وأراد الله تعالى أن ينفخ فيه الروح ويُتم خلقه، يسأل الملكُ ربَّه عن المقادير التي سبق بها علمه تعالى لهذا المخلوق: ما جنسه؟ وما مصيره في الآخرة؟ وما مقدار رزقه وعمره؟ فيأمره الله تعالى بكتابة ذلك كله، فيصبح مكتوباً ومقدراً ولا يتغير.

3. الدروس المستفادة منه:

1- إثبات قدرة الله تعالى وعلمه المحيط: الحديث دليل واضح على سعة علم الله وإحاطته بكل شيء، فكل تفصيلة من حياة الإنسان مكتوبة قبل أن يولد بأشهر.
2- الإيمان بقضاء الله وقدره: الحديث أصل من أصول الإيمان الستة، وهو الإيمان بالقدر خيره وشره. فمصير الإنسان وسعادته وشقاوته، ورزقه وأجله، كلها بأمر الله وكتابته.
3- عظمة خلق الإنسان: يبين الحديث مراحل الخلق التي ذكرها الله في القرآن (النطفة، العلقة، المضغة) بشكل عملي، مما يزيد المؤمن يقيناً بصدق القرآن والحديث.
4- اهتمام الله تعالى بالإنسان: تكليف ملك خاص لمراقبة خلق الإنسان دليل على العناية الإلهية بهذا المخلوق المكرم.
5- بيان حكمة الله: كتابة هذه المقادير وهي في بطن الأم تمنع الإنسان من الاعتراض على قضاء الله وقدره، لأنه كُتب وهو في أحشاء أمه قبل أن يعمل عملاً.
6- التسليم لله والرضا بقضائه: يستحب للمؤمن أن يرضى بما قسم الله له، فلا يحسد أحداً على رزق أو عمر، فالأمر كله بيد الله وقد قُسم قبل الولادة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* تجمع هذه المراحل (النطفة، العلقة، المضغة) في مدة أربعين يوماً، كما في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «إِذَا مَرَّ بِالنُّطْفَةِ ثِنْتَانِ وَأَرْبَعُونَ لَيْلَةً، بَعَثَ اللَّ

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحيض (٣١٨)، ومسلم في القدر (٢٦٤٦) كلاهما من حديث حماد بن زيد، حدثنا عبيد اللَّه بن أبي بكر، عن أنس بن مالك، فذكر الحديث، ولفظهما قريب.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 511 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ملك يقول: يا رب نطفة، يا رب علقة، يا رب مضغة

📜 حديث: ملك يقول: يا رب نطفة، يا رب علقة، يا رب مضغة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ملك يقول: يا رب نطفة، يا رب علقة، يا رب مضغة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ملك يقول: يا رب نطفة، يا رب علقة، يا رب مضغة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ملك يقول: يا رب نطفة، يا رب علقة، يا رب مضغة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية