حديث: إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب الإيمان

باب أنّ اللَّه وكّل بالرّحم ملكًا يكتب عمل الإنسان

عن حذيفة بن أَسيد الغفاريّ قال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «إذا مرَّ بالنّطفة ثنتان وأربعون ليلة، بعث اللَّه إليها ملكًا فصوَّرها، وخلق سمعها وبصرَها وجلدها ولحمها وعظامها. ثم قال: يا ربّ أذَكرٌ أمْ أنْثى؟ فيقضي ربُّك ما شاء. ويكتبُ الملكُ، ثم يقول: يا ربّ أجلُه، فيقول ربّك ما شاء. ويكتبُ الملكُ، ثم يقول: يا ربّ رزقُه، فيقضي ربُّك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يخرج الملك بالصّحيفة في يده فلا يزيد ما أمر ولا ينقص».
وفي رواية: «إنّ النّطفة تقعُ في الرَّحِم أربعين ليلة، ثم يتصوّر عليها الملك«قال زهير: حسبته قال: الذي يخلقها: «فيقول: يا ربّ أذكر أو أنثى؟ فيجعله اللَّه ذكرًا أو أنني. ثم يقول: يا ربّ أسوي أو غير سوي، فيجعله اللَّه سويًّا أو غير سوي. ثم يقول: يا ربّ ما رزقه، ما أجلُه، ما خُلُقُه، ثم يجعله اللَّه شقيًّا أو سعيدًا».
صحيح: رواه مسلم في القدر (٢٦٤٥) من حديث عمرو بن الحارث، عن أبي الزّبير المكيّ، أن عامر بن واثلة حدّثه، أنّه سمع عبد اللَّه بن مسعود يقول: «الشّقي من شقي في بطن أمِّه، والسَّعيد من وُعظ بغيره».

عن حذيفة بن أَسيد الغفاريّ قال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «إذا مرَّ بالنّطفة ثنتان وأربعون ليلة، بعث اللَّه إليها ملكًا فصوَّرها، وخلق سمعها وبصرَها وجلدها ولحمها وعظامها. ثم قال: يا ربّ أذَكرٌ أمْ أنْثى؟ فيقضي ربُّك ما شاء. ويكتبُ الملكُ، ثم يقول: يا ربّ أجلُه، فيقول ربّك ما شاء. ويكتبُ الملكُ، ثم يقول: يا ربّ رزقُه، فيقضي ربُّك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يخرج الملك بالصّحيفة في يده فلا يزيد ما أمر ولا ينقص». وفي رواية: «إنّ النّطفة تقعُ في الرَّحِم أربعين ليلة، ثم يتصوّر عليها الملك«قال زهير: حسبته قال: الذي يخلقها: «فيقول: يا ربّ أذكر أو أنثى؟ فيجعله اللَّه ذكرًا أو أنني. ثم يقول: يا ربّ أسوي أو غير سوي، فيجعله اللَّه سويًّا أو غير سوي. ثم يقول: يا ربّ ما رزقه، ما أجلُه، ما خُلُقُه، ثم يجعله اللَّه شقيًّا أو سعيدًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر هو حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يصف مراحل خلق الإنسان وتقدير أرزاقه وآجاله وأحواله، وهو من الأحاديث التي تُثبت قدر الله تعالى المحكم وعلمه السابق وإرادته النافذة في خلقه. رواه الإمام مسلم في صحيحه.

أولاً. شرح المفردات:


● النطفة: هي قطرة الماء (المني) التي تخرج من الرجل وتقع في رحم المرأة، وهي أصل خلق الإنسان.
● ثنتان وأربعون ليلة: أي مضي 42 ليلة (أو 40 ليلة في الرواية الأخرى) على استقرار النطفة في الرحم.
● بعث الله إليها ملكًا: يبعث الله ملكًا موكلًا بتصوير الخلق وتدوين الأقدار.
● فصوَّرها: أي أعطى هذا الكيان الخلقي شكله الآدمي المحدد.
● يَقْضِي رَبُّكَ مَا شَاء: أي يحكم ويمضي ما سبق في علمه تعالى.
● أَجَلُهُ: مدة عمره في الدنيا.
● رِزْقُهُ: ما سيأكله ويشربه ويتمتع به من أرزاق الله في دنياه.
● شَقِيًّا أَوْ سَعِيدًا: أي هل هو من أهل السعادة في الآخرة أم من أهل الشقاء، بناءً على ما سبق في علم الله.
● فلا يزيد على ما أُمِرَ ولا ينقص: تأكيد على دقة وثبات وقوع ما كتبه الملك بأمر الله، فلا يتغير.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن مرحلة خفية من مراحل تخلق الجنين في بطن أمه، حيث:
1. بعد مرور أربعين أو اثنتين وأربعين ليلة على استقرار النطفة في الرحم، يأمر الله تعالى ملكًا من ملائكته الكرام.
2. فيقوم هذا الملك بتصوير الجنين وتشكيله، فيخلق سمعه وبصره وجلده ولحمه وعظامه، أي يُكمّل خلق أعضائه.
3. ثم يبدأ الملك باستفتاء رب العالمين عن أمور قدّرها الله وقضاها في الأزل، فيسأل:
● يا رب، أذكر أم أنثى؟ فيجعله الله ذكرًا أو أنثى.
● يا رب، أسوي أم غير سوي؟ (في الرواية الثانية) فيجعله الله سليم الخلقة أو به عيب.
● يا رب، ما أجله؟ فيخبره الله بمدة عمره.
● يا رب، ما رزقه؟ فيخبره الله بما سيرزقه في دنياه.
● يا رب، ما خلقه؟ (وفي الرواية: شقي أم سعيد؟) فيخبره الله بحاله في الآخرة، أمن أهل السعادة أم الشقاء.
4. فيكتب الملك كل ذلك في صحيفة بأمر الله.
5. ثم تؤكد خاتمة الحديث على حتمية وقوع هذا القضاء، فلا يزيد ما كتبه الملك ولا ينقص عما أمره الله به.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- إثبات القدر: الحديث من أعظم الأدلة على مراتب الإيمان بالقدر، وهي: العلم، والكتابة، والمشيئة، والخلق. فالله تعالى علم كل شيء وكتبه ثم شاء وقدره ثم خلقه.
2- عظمة الخالق وإحكام خلقه: بيان الإعجاز في خلق الإنسان وتدرجه في النشأة، مما يزيد المؤمن يقينًا بعظمة الله وقدرته.
3- سعة علم الله تعالى: علم الله محيط بكل شيء، كبيرها وصغيرها، قبل وجودها، فهو يعلم جنس المخلوق وعمره ورزقه وعاقبته.
4- الرد على منكري القدر: الحديث حجة قاطعة على بطلان قول من ينكر القدر زاعمًا أن الإنسان يخلق نفسه أو أنه مسير بلا مشيئة لله.
5- التسليم والرضا بقضاء الله: علم الإنسان أن كل شيء مقدر يدفعه إلى الرضا بما قسم الله له، وعدم الحزن على ما فاته أو الخوف مما هو آت، مع الأخذ بالأسباب المشروعة.
6- الحث على العمل الصالح: مع أن الأمر مكتوب، إلا أن على المسلم أن يجتهد في العمل بما يؤدي إلى سعادته، فإن الله يعلم وهو في بطن أمه أنه سيعمل بأسباب السعادة فيكتبه سعيدًا، أو العكس. فليس القضاء والقدر حجة للتقاعس، بل هو حافز للعمل والاجتهاد.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يؤيد ما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا} [الحديد: 22].
- الفرق بين الروايتين (40 و 42 ليلة) يمكن جمعه بأن الأربعين هي بداية التصوير والتخليق، والاثنتان والأربعون هي اكتمال خلق الأعضاء الأساسية كالسمع والبصر، والله أعلم.
- هذا التقدير لا ينافي الأخذ بالأسباب. فالله قدر الأشياء وأسبابها معًا. فمن قدر له رزقًا واسعًا، قدّر له أسباب كسبه، ومن قدر له عمرًا طويلًا، قدّر له أسباب المحافظة على صحته.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن التسليم لقضائه، والرضا بتقديره، والعمل بما يرضيه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في القدر (٢٦٤٥) من حديث عمرو بن الحارث، عن أبي الزّبير المكيّ، أن عامر بن واثلة حدّثه، أنّه سمع عبد اللَّه بن مسعود يقول: «الشّقي من شقي في بطن أمِّه، والسَّعيد من وُعظ بغيره». فأتى رجلًا من أصحاب رسول اللَّه ﷺ يقال له: حذيفة بن أَسيد الغفاريّ فحدَّثه بذلك من قول ابن مسعود فقال: وكيف يشقى رجل بغير عمل؟ فقال له الرّجلُ: أتعجبُ من ذلك فإنّي سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول (فذكر الحديث).
والرّواية الثانية رواها أيضًا مسلمٌ من وجه آخر عن أبي الطّفيل قال: «دخلتُ على أبي سَريحة حذيفة بن أسيد الغفاريّ، فقال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ بأُذُني هاتين يقول (فذكر الحديث).
قال العلماء: طريق الجمع بين هذه الروايات أن للملك ملازمة ومراعاة لحال النطفة، وأنه يقول: يا رب هذه علقة، هذه مضغة، في أوقاتها، فكل وقت يقول فيه ما صارت إليه بأمر اللَّه تعالى، وهو أعلم سبحانه، ولكلام الملك وتصرفه أوقات، قاله النووي، انظر للتفصيل: شرح النووي لصحيح مسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 510 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا

  • 📜 حديث: إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم
سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب