حديث: ما الذي حرم إسرائيل (يعقوب) على نفسه قبل نزول التوراة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في أنّ جبريل كان وليًّا للنبيّ ﷺ وولي جميع الأنبياء

عن عبد اللَّه بن عباس: «حضرتْ عصابةٌ من اليهود نبي اللَّه ﷺ يومًا فقالوا: يا أبا القاسم، حدِّثْنا عن خلال نسألُكَ عنهن لا يعلمهنّ إلَّا نبيٌّ قال: «سَلُوني عمّا شِئْتُم، ولكنِ اجعلوا لي ذمّة اللَّه وما أخذ يعقوب عليه السلام على بنيه لئن حدّثتكم شيئًا فعرفتموه لتتابعني على الإسلام». قالوا فذلك لك. قال: «فسلوني عمّا شئتم». قالوا: أخبرنا عن أربع خلال نسألك عنهنّ: أخبرنا أيّ الطعام حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التّوراة؟ وأخبرنا كيف ماء المرأة وماء الرجل كيف يكون الذّكر منه؟ وأخبرنا كيف هذا النّبي الأمي في النّوم ومن وليه من الملائكة؟ قال: «فعليكم عهد اللَّه وميثاقه لئن أنا أخبرتكم لتتابعني». قال: فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق. قال: فأنشدكم بالذي أنزل التوراة علي موسى ﷺ هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب عليه السلام مرض مرضًا شديدًا وطال سقمه فنذر للَّه نذرًا لئن شفاه اللَّه تعالى من سقمه ليحرمنّ أحبَّ الشّراب إليه وأحبَّ الطّعام إليه وكان أحبّ الطّعام إليه لحمان الإبل، وأحبّ الشّراب إليه ألبانها؟». قالوا: اللهم نعم. قال: «اللهم اشهد عليهم. فأنشدكم باللَّه الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة علي موسى هل تعلمون أنّ ماء الرّجل أبيض غليظ وأن ماء المرأة أصفر رقيق فأيّهما علا كان له الولد والشبه بإذن اللَّه، إن علا ماء الرجل على ماء المرأة كان ذكرًا بإذن اللَّه، وإن علا ماء المرأة على ماء الرّجل كان أنثى بإذن اللَّه؟». قالوا: اللهم نعم. قال: «اللهم اشهد عليهم، فأنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أنّ هذا النّبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه؟». قالوا: اللهم نعم. قال: اللهم اشهد». قالوا: وأنت الآن فحدّثنا من وليُّك من الملائكة فعندها نجامعك أو نفارقك؟ قال: «فإنّ ولييَ جبريل عليه السلام ولم يبعث اللَّه نبيًّا قطّ إلا وهو وليُّه». قالوا: فعندها نفارقك لو كان وليُّك سواه من الملائكة لتابعناك وصدّقناك. قال: «فما يمنعكم من أن تصدّقوه؟». قالوا: إنّه عدوُّنا. قال: فعند ذلك قال اللَّه عز وجل: ﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ إلى قوله عز وجل: ﴿كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾. [سورة البقرة: ٩٧ - ١٠١]، فعند ذلك ﴿فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ﴾ [سورة البقرة: ٩٠].

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٥١٤) عن هاشم بن القاسم، حدّثنا عبد الحميد، حدّثنا شهر، قال ابن عباس: فذكر مثله.

عن عبد اللَّه بن عباس: «حضرتْ عصابةٌ من اليهود نبي اللَّه ﷺ يومًا فقالوا: يا أبا القاسم، حدِّثْنا عن خلال نسألُكَ عنهن لا يعلمهنّ إلَّا نبيٌّ قال: «سَلُوني عمّا شِئْتُم، ولكنِ اجعلوا لي ذمّة اللَّه وما أخذ يعقوب ﵇ على بنيه لئن حدّثتكم شيئًا فعرفتموه لتتابعني على الإسلام». قالوا فذلك لك. قال: «فسلوني عمّا شئتم». قالوا: أخبرنا عن أربع خلال نسألك عنهنّ: أخبرنا أيّ الطعام حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التّوراة؟ وأخبرنا كيف ماء المرأة وماء الرجل كيف يكون الذّكر منه؟ وأخبرنا كيف هذا النّبي الأمي في النّوم ومن وليه من الملائكة؟ قال: «فعليكم عهد اللَّه وميثاقه لئن أنا أخبرتكم لتتابعني». قال: فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق. قال: فأنشدكم بالذي أنزل التوراة علي موسى ﷺ هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب ﵇ مرض مرضًا شديدًا وطال سقمه فنذر للَّه نذرًا لئن شفاه اللَّه تعالى من سقمه ليحرمنّ أحبَّ الشّراب إليه وأحبَّ الطّعام إليه وكان أحبّ الطّعام إليه لحمان الإبل، وأحبّ الشّراب إليه ألبانها؟». قالوا: اللهم نعم. قال: «اللهم اشهد عليهم. فأنشدكم باللَّه الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة علي موسى هل تعلمون أنّ ماء الرّجل أبيض غليظ وأن ماء المرأة أصفر رقيق فأيّهما علا كان له الولد والشبه بإذن اللَّه، إن علا ماء الرجل على ماء المرأة كان ذكرًا بإذن اللَّه، وإن علا ماء المرأة على ماء الرّجل كان أنثى بإذن اللَّه؟». قالوا: اللهم نعم. قال: «اللهم اشهد عليهم، فأنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أنّ هذا النّبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه؟». قالوا: اللهم نعم. قال: اللهم اشهد». قالوا: وأنت الآن فحدّثنا من وليُّك من الملائكة فعندها نجامعك أو نفارقك؟ قال: «فإنّ ولييَ جبريل ﵇ ولم يبعث اللَّه نبيًّا قطّ إلا وهو وليُّه». قالوا: فعندها نفارقك لو كان وليُّك سواه من الملائكة لتابعناك وصدّقناك. قال: «فما يمنعكم من أن تصدّقوه؟». قالوا: إنّه عدوُّنا. قال: فعند ذلك قال اللَّه ﷿: ﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ إلى قوله ﷿: ﴿كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾. [سورة البقرة: ٩٧ - ١٠١]، فعند ذلك ﴿فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ﴾ [سورة البقرة: ٩٠].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وصححه الألباني، وفيه من الفوائد والعبر ما ينبغي الوقوف عنده، وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح المفردات:


● عصابة: جماعة من الناس.
● ذمَّة الله: عهد الله وضمانته.
● ما أخذ يعقوب على بنيه: إشارة إلى الميثاق الذي أخذه يعقوب -عليه السلام- على بنيه كما في قوله تعالى: {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون} [البقرة: 133].
● ماء الرجل وماء المرأة: المني الخاص بكل منهما.
● النبي الأمي: النبي محمد ﷺ الذي لم يكن يقرأ ولا يكتب.
● تنام عيناه ولا ينام قلبه: أن جفنيه يغلقان في النوم ولكن قلبه يقظ لا يغفل عن ذكر الله.
● وليي: صاحبي والقائم بأمري من الملائكة.
● فباءوا بغضب على غضب: رجعوا مغضوبًا عليهم بعد غضب سابق.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا ابن عباس -رضي الله عنهما- أن جماعة من اليهود جاءوا إلى النبي ﷺ ليمتحنوه بأسئلة يعتقدون أن لا يعلمها إلا نبي، فطلب منهم أن يعطوه عهدًا وميثاقًا بأنهم إذا أخبرهم بالصواب أن يتبعوه، فسألوه عن ثلاثة أمور:
1. ما الذي حرم إسرائيل (يعقوب) على نفسه قبل نزول التوراة؟ «أن إسرائيل يعقوب عليه السلام مرض مرضًا شديدًا وطال سقمه فنذر للَّه نذرًا لئن شفاه اللَّه تعالى من سقمه ليحرمنّ أحبَّ الشّراب إليه وأحبَّ الطّعام إليه وكان أحبّ الطّعام إليه لحمان الإبل، وأحبّ الشّراب إليه ألبانها؟»
2. كيف يكون ماء الرجل وماء المرأة وكيف يتحدد جنس المولود؟ «أنّ ماء الرّجل أبيض غليظ وأن ماء المرأة أصفر رقيق فأيّهما علا كان له الولد والشبه بإذن اللَّه، إن علا ماء الرجل على ماء المرأة كان ذكرًا بإذن اللَّه، وإن علا ماء المرأة على ماء الرّجل كان أنثى بإذن اللَّه؟»
3. كيف تكون نومة النبي الأمي ﷺ ومن وليه من الملائكة؟ «أنّ هذا النّبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه؟» ووليه جبريل
فأجابهم النبي ﷺ عن كل سؤال بدقة، وشهدوا بصحة ما قال، إلا أنهم عندما أخبرهم أن وليه هو جبريل -عليه السلام- امتنعوا عن اتباعه بحجة أن جبريل عدو لهم، فأنزل الله تعالى الآيات تبين حقيقتهم.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- إعجاز النبي ﷺ العلمي: حيث أخبر بأمور غيبية لم يكن يعلمها إلا الأنبياء، مما يدل على صدق نبوته.
2- حكمة النبي ﷺ في الدعوة: حيث اشترط عليهم العهد والميثاق قبل الإجابة ليكون ذلك حجة عليهم.
3- معرفة عداوة اليهود للحق: حيث شهدوا بالصحة ثم أعرضوا عن اتباعه لتعصبهم وحسدهم.
4- بيان عدالة الملائكة: وخاصة جبريل -عليه السلام- الذي هو روح القدس وناقل الوحي، وعداوة اليهود له تكشف عن حقدهم على الإسلام.
5- إثبات علم الغيب لله تعالى: وأنه يختص به من يشاء من أنبيائه.
6- بيان بعض الحقائق الطبية: في كيفية تكوين الجنين والتي أثبتها العلم الحديث.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث يدل على أن يعقوب -عليه السلام- حرم على نفسه أحب الطعام والشراب إليه شكرًا لله على الشفاء، وهذا من النذر المشروع.
- قوله ﷺ: "إن علا ماء الرجل على ماء المرأة كان ذكرًا بإذن الله، وإن علا ماء المرأة على ماء الرجل كان أنثى بإذن الله" موافق لما اكتشفه العلم الحديث من أن الحيوان المنوي هو الذي يحدد جنس الجنين.
- نوم النبي ﷺ كانت عيناه تنامان ولكن قلبه لا ينام، مما يجعله على اتصال دائم بالوحي، وهذا من خصائصه.
- الآيات التي نزلت في شأنهم من سورة البقرة (97-101) تفضح موقفهم وتكشف عن حقدهم على الإسلام وملائكة الله.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من يتبع الحق، وأن يعيذنا من زيغ القلوب وتعصب الأهواء، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٥١٤) عن هاشم بن القاسم، حدّثنا عبد الحميد، حدّثنا شهر، قال ابن عباس: فذكر مثله.
عبد الحميد هو ابن بهرام الفزاريّ، صاحب شهر بن حوشب، وهو صدوق.
وشهر هو ابن حوشب مختلف فيه.
وقد تُوبع بالجملة في رواية رواها الإمام أحمد (٢٤٨٣) من وجه آخر عن عبد اللَّه بن الوليد، عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكر مثله. وزاد فيه السّؤال الخامس وهو قول اليهود: «أَخْبِرْنا ما هذا الرّعد؟ قال:
«ملك من ملائكة اللَّه عز وجل موكّل بالسحاب بيده - أو في يده مخراق من نار يزجر به السّحاب يسوقه حيث أمر اللَّه». قالوا: فما هذا الصّوتُ الذي نسمع؟ قال: «صوتُه».
ورواه الترمذيّ (٣١١٧) من هذا الوجه إلّا أنه اقتصر على الرّعد واللّحوم وقال: «حسن غريب».
قال الأعظمي: فيه بكير بن شهاب الكوفي لم يوثقه غير ابن حبان ولذا قال فيه الحافظ: «مقبول» أي عند المتابعة، وقد توبع في الجملة إلّا في قصة الرّعد، فيتوقف من قبول هذه الزيادة، واللَّه تعالى أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 595 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما الذي حرم إسرائيل (يعقوب) على نفسه قبل نزول التوراة

  • 📜 حديث: ما الذي حرم إسرائيل (يعقوب) على نفسه قبل نزول التوراة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما الذي حرم إسرائيل (يعقوب) على نفسه قبل نزول التوراة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما الذي حرم إسرائيل (يعقوب) على نفسه قبل نزول التوراة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما الذي حرم إسرائيل (يعقوب) على نفسه قبل نزول التوراة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب