حديث: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ربُّ الملائكة والرّوح

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من أسماء جبريل»الروح«

عن عائشة، أنّ النّبيَّ ﷺ كان يقول في ركوعه وسجوده: «سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ربُّ الملائكة والرّوح».

صحيح: رواه مسلم في الصّلاة (٤٨٧) من طرق عن قتادة، عن مطرف بن عبد اللَّه بن الشّخير، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة، أنّ النّبيَّ ﷺ كان يقول في ركوعه وسجوده: «سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ربُّ الملائكة والرّوح».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من أذكار الركوع والسجود التي كان يداوم عليها النبي ﷺ.

شرح الحديث:


1. شرح المفردات:
* سُبُّوحٌ: من التسبيح، وهو تنزيه الله تعالى عن كل نقص وعيب. فكلمة "سبوح" تعني المُنَزَّه عن كل ما لا يليق به سبحانه.
* قُدُّوسٌ: من القدس، وهو الطهارة والبُعد عن كل دَنَس. فكلمة "قدوس" تعني الطاهر المُطَهَّر من كل عيب ونقص، وهو الذي تقدست ذاته عن كل شر.
* رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ: "الروح" هنا قيل في تفسيره عدة أقوال لأهل العلم، وأشهرها:
* أنه جبريل عليه السلام، فيكون المعنى: رب الملائكة كلهم وجبريل منهم، وهو أمين الوحي وأشرفهم.
* أنه خلق عظيم آخر غير الملائكة، أعظم منهم.
* أنه روح بني آدم. وأصح هذه الأقوال هو الأول.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
كان النبي ﷺ يداوم على قول هذا الذكر العظيم في ركوعه وسجوده، وهو يتضمن تنزيهاً كاملاً لله تعالى وتقديساً لذاته سبحانه، مع الإقرار بربوبيته لجميع خلقه، وخاصة لأشرف مخلوقاته وهم الملائكة ومن بينهم جبريل عليه السلام.
فكأن المصلي يقول في خشوعه وانحنائه لله: "أنت يا الله المنزه عن كل عيب، المطهر من كل نقص، أنت رب ومالك كل شيء، ورب الملائكة المقربين ورب جبريل عليه السلام".
3. الدروس المستفادة منه:
* استحباب الإكثار من ذكر الله في الركوع والسجود، لأنهما من أعظم مواطن الخشوع والمناجاة، حيث يكون العبد أقرب ما يكون إلى ربه.
* التسبيح والتهليل من أجلّ العبادات، فهو غاية الخلق التي من أجلها خُلِقوا، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.
* التنويع في الأذكار والأدعية في الصلاة، وعدم الاقتصار على نوع واحد، اقتداءً بالنبي ﷺ.
* إثبات صفات الكمال لله تعالى من خلال تنزيهه (سُبُّوح) وتقديسه (قُدُّوس)، ونفي كل نقص عنه.
* إثبات ربوبية الله تعالى لجميع خلقه وتوحيده في العبادة، فهو رب الجميع وخالقهم.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* هذا الذكر مستحب وليس واجباً، فمن قاله فله أجر كبير، ومن قال غيره من أذكار الركوع والسجود الواردة (مثل: "سبحان ربي العظيم" في الركوع، و"سبحان ربي الأعلى" في السجود) فقد أصاب السنة وحصل على الأجر.
* يجوز للمصلي أن يجمع بين هذا الذكر والذكر المشهور ("سبحان ربي العظيم/الأعلى") فينوع بينهما في صلواته.
* في هذا الحديث بيان لعظمة خلق الله، فالملائكة خلق عظيم وكريم، وهم خلق كثير لا يحصيهم إلا الله، وربهم هو الله وحده.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصلاة والأعمال، وأن يجعلنا من المسبحين المُقَدِّسين له في كل أحوالنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصّلاة (٤٨٧) من طرق عن قتادة، عن مطرف بن عبد اللَّه بن الشّخير، عن عائشة، فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 586 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ربُّ الملائكة والرّوح

  • 📜 حديث: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ربُّ الملائكة والرّوح

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ربُّ الملائكة والرّوح

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ربُّ الملائكة والرّوح

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ربُّ الملائكة والرّوح

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب