حديث: خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب الإيمان

باب ما جاء في أن جبريل كان يخبر النبيّ ﷺ بالجواب إذا سئل

عن أنس، قال: «سمع عبد اللَّه بن سلام بقدوم رسول اللَّه ﷺ وهو في أرضٍ يخْترف فأتى النَّبي ﷺ فقال: «إنّي سائلُك عن ثلاث لا يعلمهُنّ إلّا نَبيٌّ: فما أوّل أشراط السّاعة؟ وما أوّل طعام أهل الجنة؟ وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: أخبرني بِهنّ جبريل آنفا. قال جبريل؟ ! قال: نعم. قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة فقرأ هذه الآية ﴿مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ﴾ [سورة البقرة: ٩٧].
أمّا أوّل أشراط السّاعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب. وأمّا أوّل طعام أهل الجنّة فزيادة كبد حوتٍ، وإذا سبق ماءُ الرّجل ماء المرأة نزع الولد، وإذا سبق ماءُ المرأة نزعت». قال: أشهدُ أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أنّك رسول اللَّه. يا رسول اللَّه، إنّ اليهود قومٌ بُهْتٌ وإنّهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم يبهتوني. فجاءت اليهودُ فقال النبيُّ ﷺ: «أيُّ رجل عبد اللَّه فيكم؟ قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وسيّدنا وابن سيدنا. قال: «أرأيتُمْ إنْ أسلم عبد اللَّه بن سلام؟». فقالوا: أعاذه اللَّه من ذلك. فخرج عبد اللَّه، فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأنّ محمّدًا رسول اللَّه. فقالوا: شرّنا وابن شرنا وانتقصوه. قال: فهذا الذي كنتُ أخاف يا رسول اللَّه».
صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٤٨٠) عن عبد اللَّه بن منير، سمع عبد اللَّه بن بكر، حدّثنا حميد، عن أنس، فذكره.

عن أنس، قال: «سمع عبد اللَّه بن سلام بقدوم رسول اللَّه ﷺ وهو في أرضٍ يخْترف فأتى النَّبي ﷺ فقال: «إنّي سائلُك عن ثلاث لا يعلمهُنّ إلّا نَبيٌّ: فما أوّل أشراط السّاعة؟ وما أوّل طعام أهل الجنة؟ وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: أخبرني بِهنّ جبريل آنفا. قال جبريل؟ ! قال: نعم. قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة فقرأ هذه الآية ﴿مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ﴾ [سورة البقرة: ٩٧]. أمّا أوّل أشراط السّاعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب. وأمّا أوّل طعام أهل الجنّة فزيادة كبد حوتٍ، وإذا سبق ماءُ الرّجل ماء المرأة نزع الولد، وإذا سبق ماءُ المرأة نزعت». قال: أشهدُ أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أنّك رسول اللَّه. يا رسول اللَّه، إنّ اليهود قومٌ بُهْتٌ وإنّهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم يبهتوني. فجاءت اليهودُ فقال النبيُّ ﷺ: «أيُّ رجل عبد اللَّه فيكم؟ قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وسيّدنا وابن سيدنا. قال: «أرأيتُمْ إنْ أسلم عبد اللَّه بن سلام؟». فقالوا: أعاذه اللَّه من ذلك. فخرج عبد اللَّه، فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأنّ محمّدًا رسول اللَّه. فقالوا: شرّنا وابن شرنا وانتقصوه. قال: فهذا الذي كنتُ أخاف يا رسول اللَّه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الشريف الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عن عبد الله بن سلام، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:

أولاً. شرح المفردات:


● يَخْتَرِف: أي يجني الثمار من الشجر.
● أشراط الساعة: علامات القيامة وأماراتها.
● نزع الولد: يشبه بأحد والديه في الصفات الوراثية.
● بُهْت: أي أهل افتراء وكذب.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يحكي الحديث قصة إسلام الصحابي الجليل عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وكان من أحبار اليهود وعلمائهم في المدينة. فلما بلغه مقدم النبي صلى الله عليه وسلم، أسرع إليه ليختبر نبوته بأسئلة يعتقد أنها لا يعلمها إلا نبي. فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأن جبريل عليه السلام قد أخبره للتو بتلك الإجابات. فتعجب عبد الله من ذكر جبريل لأنه كان عدواً في عقيدة اليهود، فبين له النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة جبريل وأنه نزل بالوحي. ثم بعد إجابته عن الأسئلة، أسلم عبد الله وشهد الشهادتين، وطلب من النبي أن يستخبر اليهود عنه قبل أن يعلموا بإسلامه، فلما سألهم النبي ووصفوه بالخير، ثم أخبرهم بإسلامه، انقلبوا عليه وذموه، confirming ما كان يخشاه.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع أهل الكتاب: حيث استخدم الحوار والإقناع بالبرهان.
2- معجزة النبي صلى الله عليه وسلم العلمية: بإخباره بأمور غيبية لم يكن يعلمها إلا بوحي من الله.
3- بيان طبيعة بعض اليهود في الغدر والكذب: كما ظهر في موقفهم من عبد الله بن سلام بعد إسلامه.
4- إثبات نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق جبريل عليه السلام: وردّ شبهة اليهود حوله.
5- علامة من أشراط الساعة: وهي النار التي تحشر الناس، وهي من العلامات الكبرى.
6- إعجاز علمي في الحديث عن العوامل الوراثية: حيث بين الحديث العوامل التي تحدد شبه الولد بأبويه.
7- فضل عبد الله بن سلام: حيث كان صادقاً في بحثه عن الحق، فهداه الله إلى الإسلام.

رابعاً. معلومات إضافية:


● عبد الله بن سلام: هو صحابي جليل، كان من أحبار اليهود، وأسلم وحسن إسلامه، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث.
● الآية المشار إليها: (قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ) [البقرة:97]، وهي رد على اليهود الذين كانوا يعادون جبريل عليه السلام.
● الحديث يظهر جانباً من الإعجاز العلمي: في بيان دور ماء الرجل والمرأة في تحديد الصفات الوراثية، وهو ما أكده العلم الحديث.
هذا والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٤٨٠) عن عبد اللَّه بن منير، سمع عبد اللَّه بن بكر، حدّثنا حميد، عن أنس، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 594 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا

  • 📜 حديث: خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم
سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب