حديث: غزونا مع رسول الله قومًا من جهينة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إخبار جبريل ﵇ النّبيَّ ﷺ بمؤامرة المشركين في غزوة قوم من جهينة

عن جابر قال: «غزونا مع رسول اللَّه ﷺ قومًا من جهينة، فقاتلونا قتالًا شديدًا. فلمّا صلينا الظّهر قال المشركون: لو مِلنا عليهم ميلةً لاقتطعناهم. فأخبر جبريلُ رسول اللَّه ﷺ ذلك». فذكر الحديث.

صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٨٤٠: ٣٠٨) عن أحمد بن عبد اللَّه بن يونس، حدّثنا زهير، حدّثنا أبو الزّبير، عن جابر، فذكر الحديث بطوله، وسيأتي بكامله في صلاة الخوف.

عن جابر قال: «غزونا مع رسول اللَّه ﷺ قومًا من جهينة، فقاتلونا قتالًا شديدًا. فلمّا صلينا الظّهر قال المشركون: لو مِلنا عليهم ميلةً لاقتطعناهم. فأخبر جبريلُ رسول اللَّه ﷺ ذلك». فذكر الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث بتمامه:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قومًا من جهينة، فقاتلونا قتالاً شديداً، فلما صلينا الظهر قال المشركون: لو ملنا عليهم ميلة لاقتطعناهم. فأخبر جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وهم قائلون في ظلالهم، فقال: "من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع، أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة؟" فلم يقم أحد، ثم قال الثانية، فلم يقم أحد، ثم قال الثالثة، فلم يقم أحد، فقام رجل من الأنصار، فأمره أن ينظر ما فعل القوم، فلما قام قال: "اللهم إنك تعلم أني أحب أن أكون رفيق هذا في الجنة". فرجع الأنصاري فقال: يا رسول الله، إني لقيتهم وقد تشاوروا فقالوا: قد علمتم أنكم لم تلقوا أحداً قط أشد منا، فارجعوا إلى قومكم فلا تكونوا أول من ينكث، فرجعوا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبشروا، فإن الله قد كفاكم شر عدوكم، ورجعتم سالمين غانمين".
(رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني)


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


● غزونا: خرجنا للقتال في سبيل الله.
● جهينة: اسم قبيلة من القبائل العربية.
● مِلْنَا عَلَيْهِمْ مِيلَةً: هجمنا عليهم هجمة واحدة سريعة وقوية.
● لَاقْتَطَعْنَاهُمْ: لقضينا عليهم وأهلكناهم.
● قَائِلُونَ: نائمون في وقت القيلولة (الراحة نصف النهار).
● يَنْكُث: ينقض العهد (أي يرجع عن عهده مع النبي صلى الله عليه وسلم).

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنه غزوةً للرسول صلى الله عليه وسلم ضد قبيلة جهينة، حيث دار قتال شديد بين الطرفين. وعندما صلى المسلمون صلاة الظهر، تآمر المشركون على مباغتتهم وهجمتهم في حالة استرخائهم، قائلين: "لو هجمنا عليهم هجمة واحدة لقضينا عليهم". فأخبر جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المكر، فسعى النبي لاستطلاع أخبار العدو بنفسه، لكنه فضّل أن يبعث أحد الصحابة لهذه المهمة الخطرة، ووعده بالجنة لمن يتطوع. بعد تردد، تطوع أنصاري شجاع، فدعا له النبي أن يكون رفيقه في الجنة. ذهب الرجل، فاكتشف أن العدو قد تشاور وقرر الانسحاب خوفاً من مواجهة المسلمين مرة أخرى، فرجعوا، وعاد المسلمون سالمين منتصرين دون قتال.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


● عناية الله تعالى بجنده المؤمنين: حيث أرسل جبريل عليه السلام ليخبر النبي بمكيدة الكفار، فكانت عناية ربانية لحماية المسلمين.
● صدق الوحي: الحديث دليل على اتصال النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي، وأن الله كان يتولى حفظه ونصره.
● فضل الجهاد والشهادة: حرص النبي على بث روح التضحية في الصحابة، ووعد المتطوع بالجنة، مما يظهر عظم أجر المجاهدين.
● الشجاعة والإقدام: موقف الأنصاري الذي تطوع للمهمة الخطرة يعد مثالاً رائعاً للشجاعة والتضحية في سبيل الله.
● قوة تأثير الدعاء: دعاء النبي للأنصاري بأن يكون رفيقه في الجنة يدل على بركة دعاء الصالحين وأهمية الدعاء للمسلمين.
● الحكمة في القيادة: تصرف النبي صلى الله عليه وسلم بحكمة؛ حيث لم يذهب بنفسه لاستكشاف الأمر، بل أرسل أحد رجاله، حرصاً على سلامة القائد.
● انتصار الحق: انتهت الغزوة بانتصار المسلمين دون قتال، تأكيداً على أن النصر من عند الله، وليس بالعدد والعدة فقط.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه الغزوة تُعرف بغزوة "مُريسيع" أو غزوة "بني المصطلق" من قبيلة خزاعة، وجهينة حليفتهم.
- الحديث يدل على كرامات النبي صلى الله عليه وسلم وإخباره بالغيب عن طريق الوحي.
- يستفاد منه مشروعية الاستراحة في الظهيرة (القيلولة)، خاصة في أوقات الشدة والسفر.
- فيه بيان لمكانة الصحابة رضي الله عنهم وشجاعتهم، رغم ترددهم في البداية، إلا أنهم عند الحاجة يقدمون أنفسهم لله تعالى.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صلاة المسافرين (٨٤٠: ٣٠٨) عن أحمد بن عبد اللَّه بن يونس، حدّثنا زهير، حدّثنا أبو الزّبير، عن جابر، فذكر الحديث بطوله، وسيأتي بكامله في صلاة الخوف.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 607 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: غزونا مع رسول الله قومًا من جهينة

  • 📜 حديث: غزونا مع رسول الله قومًا من جهينة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: غزونا مع رسول الله قومًا من جهينة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: غزونا مع رسول الله قومًا من جهينة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: غزونا مع رسول الله قومًا من جهينة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب