حديث: أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الإيمان في إثبات حوض النّبيّ ﷺ وصفاته، ومَن يردُ عليه ومن يُذاد عنه مِن أمّته

عن أنس، قال: قال النبيّ ﷺ: «تُرى فيه أباريق الذّهب والفضّة كعدد نجوم السّماء».

صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٣٠٣: ٤٣) من طرق عن خالد بن الحارث، عن سعيد، عن قتادة، قال: قال أنس، فذكره.

عن أنس، قال: قال النبيّ ﷺ: «تُرى فيه أباريق الذّهب والفضّة كعدد نجوم السّماء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث الذي ذكر جزء من حديث طويل رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، يصف فيه النبي ﷺ نهر الكوثر الذي أعطاه الله تعالى في الجنة. وإليك الشرح المفصل:

نص الحديث كاملاً كما ورد في الصحيحين:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بينما رسول الله ﷺ ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسماً، فقال: «أُنزلت عليَّ آنفاً سورة» فقرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ...} حتى ختمها. ثم قال: «أتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ، هُوَ حَوْضٌ تَرِدُهُ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ، فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ، فَأَقُولُ: رَبِّ إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي، فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَ بَعْدَكَ».
وفي رواية: «تُرَى فِيهِ أَبَارِيقُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ».


1. شرح المفردات:


● تُرَى: يُرى ويُشاهد.
● أباريق: جمع إبريق، وهو إناء له عروة (يد) وفُتْحة (فم) يصب منه الماء، يشبه الإبريق الذي نعرفه لكنه أعظم وأجمل.
● الذهب والفضة: هذان المعدنان النفيسان يصفان مادة هذه الأباريق في الجنة، مما يدل على نفاستها وجمالها، وهي من أنواع النعيم الذي لا يعلم كنهه إلا الله.
● كعدد نجوم السماء: تشبيه لكثرتها التي لا تُعد ولا تُحصى، فكما أن النجوم في السماء لا يحصيها إلا الله، فكذلك آنية الحوض لا يعلم عددها إلا هو سبحانه.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي ﷺ عن أحد مظاهر نعيم الحوض الذي أكرمه الله به في الجنة، وهو نهر الكوثر. ويصف أن على هذا الحوض (أو النهر) آنيةً (أكواباً وأباريق) للشرب مصنوعة من الذهب والفضة، لا كذهب الدنيا وفضتها، بل هي أعلى وأجلّ، وهي كثيرة جداً لا يُعلم عددها إلا الله، تشبيهاً بعدد النجوم في السماء التي لا تُحصى.
وهذا الوصف يدل على:
● سعة نعيم الله لأمة محمد ﷺ: فكثرة الأباريق تدل على سعة الحوض وكثرة الواردين عليه من أمة محمد.
● شرف هذه الأمة ومنزلتها عند الله: حيث جعل آنية شربهم في ذلك الموقف العصيب من أ noble المعادن وأثمنها.
● تفضيل النبي ﷺ: فإن هذا النهر والعطاء الخاص به دليل على مكانته عند ربه.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- اليقين بالبعث والجزاء: الحديث يذكر مشهداً من مشاهد يوم القيامة (ورود الحوض) مما يعزز الإيمان باليوم الآخر وما فيه من النعيم للمؤمنين.
2- فضل الأمة المحمدية: أن الله قد خص أمة محمد ﷺ بهذا الحوض العظيم، وهو شرف عظيم لها.
3- كمال نعيم الجنة: حتى آنية الشرب فيها من الذهب والفضة، مما يدل على أن نعيمها خارج عن تصورات البشر وماديات الدنيا.
4- التحذير من الابتداع في الدين: ففي تتمة الحديث تحذير من الابتداع في الدين بعد النبي ﷺ، حيث يرد عليه أناس ثم يُختلجون (يُجذبون ويُمنعون) عنه لأنهم أحدثوا في الدين ما ليس منه.
5- التعلق برسول الله ﷺ والشوق لرؤيته: فالمؤمن يشتاق إلى أن يرد هذا الحوض ويشرب منه، ويلقى نبيه ﷺ.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● مصدر الحديث: أخرجه الإمام البخاري (رقم 6578) ومسلم (رقم 400) في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد القرآن.
● حوض الكوثر: هو حوض عظيم في عرصات القيامة، ماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً. وهو خاص بنبينا محمد ﷺ ترده أمته.
● المنفيون من الحوض: كما في تتمة الحديث، يُحرم من هذا الحوض طوائف من المنتسبين إلى الإسلام ممن غيروا وبدلوا في الدين بعد النبي ﷺ، كالمرتدين والمبتدعة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يرد حوض نبيه ﷺ ويشرب منه شربة لا نظمأ بعدها أبداً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفضائل (٢٣٠٣: ٤٣) من طرق عن خالد بن الحارث، عن سعيد، عن قتادة، قال: قال أنس، فذكره.
ورواه شيبان، عن قتادة، قال: حدّثنا أنس بن مالك، أنّ نبيّ اللَّه ﷺ قال: مثله، وزاد: «أو أكثر من عدد نجوم السّماء».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 785 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء

  • 📜 حديث: أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب