حديث: أُرْسِلْتُ إلى الناس كلهم عامة وكان مَنْ قبلي إنّما يُرْسَلُ إلى قومه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب الإيمان بالخصال التي فُضِّل بها النّبيّ ﷺ على غيره
حسن: رواه الإمام أحمد (٧٠٦٨) عن قتيبة بن سعيد: حدّثنا بكر بن مُضر، عن ابن الهاد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا من فضله، ويوفقنا لصالح القول والعمل.
هذا حديث عظيم من الأحاديث التي بينت فضل النبي ﷺ وخصائصه التي تميز بها عن سائر الأنبياء والمرسلين، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، وصححه الألباني.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث على النحو المطلوب:
1. شرح المفردات:
* عام غزوة تبوك: أي في السنة التاسعة للهجرة، أثناء تجهيز الجيش لغزوة تبوك.
* يُحَرِّسُونَه: يحرسونه ويحموه من أي خطر أو كمين.
* أُعْطِيتُ اللَّيْلَةَ خَمْسًا: منحني الله تعالى في هذه الليلة خمس خصال وفضائل.
* عَامَّةً: للناس جميعاً، بخلاف الأنبياء السابقين.
* نُصِرْتُ عَلَى الْعَدُوِّ بِالرُّعْبِ: جعل الله هيبة وقوة في قلوب أعدائي، فيخافوني ويخافون جيشي من مسافة بعيدة.
* مَسِيرَةُ شَهْرٍ: مسافة تُقطع في شهر كامل.
* أُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ: أباح الله لي وأمتي أخذ أموال الكفار المنهوبة في الحرب والانتفاع بها.
* يُعَظِّمُونَ أَكْلَهَا: كانوا يعتبرون أكلها أو الانتفاع بها أمراً محرماً أو غير لائق.
* يُحْرِقُونَهَا: كانوا يحرقون الغنائم ولا يأكلونها تعبداً وتقرباً.
* جُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسَاجِدَ وَطَهُورًا: صارت كل الأرض مكاناً جائزاً لأداء الصلاة، وصرت التراب مطهراً للتيمم عند عدم وجود الماء.
* كَنَائِسِهِمْ وَبِيَعِهِمْ: كنائس النصارى وبيع اليهود (أي معابدهم الخاصة).
* هِيَ مَا هِيَ: كناية عن عظمتها وشرفها، وهي الشفاعة الكبرى.
* أَخَّرْتُ مَسْأَلَتِي: أجلت طلبي من ربي وادخرته.
* لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ: أي لكل مؤمن موحد.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قام في ليلة من ليالي غزوة تبوك ليصلي، فقام بعض أصحابه خلفه يحرسونه من خطر العدو. فلما انتهى من صلاته، التفت إليهم وأخبرهم أن الله تعالى قد منحه في تلك الليلة خمس خصائص عظيمة لم يُعطها نبياً قبله، مبيناً فضل أمته وشمول رسالته، ومبشراً إياهم بأنه قد ادخر شفاعته العظمى لهم ولجميع المؤمنين إلى يوم القيامة.
3. الدروس المستفادة منه:
* فضل النبي ﷺ وعلو منزلته: الحديث يعدد خصائص النبي ﷺ التي تميز بها، مما يدل على علو قدره ومنزلته عند ربه.
* عموم رسالة الإسلام: رسالة النبي محمد ﷺ هي الرسالة الخاتمة والشاملة لكل الناس، في كل زمان ومكان، بخلاف الرسالات السابقة التي كانت لقوم خاص أو زمن محدد.
* نصرة الله لأوليائه: من أعظم صور النصرة أن يلقى الله الرعب في قلوب الأعداء، فينصر الله المؤمنين وهم في أماكنهم.
* التيسير ورفع الحرج في الشريعة الإسلامية: من رحمة الله بهذه الأمة أن أباح لها الغنائم وجعل الأرض كلها مسجداً وطهوراً، تخفيفاً عنها ورفعاً للحرج والمشقة، بخلاف الأمم السابقة التي كانت تشدد على أنفسها.
* عظم منزلة الشفاعة الكبرى: وهي خاصة بنبينا محمد ﷺ، حيث يؤخر سؤال ربه لها إلى يوم القيامة ليشفع لأمته وأهل التوحيد.
* الأمل والتفاؤل لأهل التوحيد: الشفاعة العظمى هي لكل من شهد أن لا إله إلا الله، مما يبعث الأمل والطمأنينة في قلوب المؤمنين.
* حرص الصحابة على النبي ﷺ: حرص الصحابة على حراسة النبي ﷺ وحمايته يدل على محبتهم الفائقة له وتضحيتهم من أجله.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* الخصائص الخمس المذكورة: هي من خصائص النبي ﷺ التي اتفق عليها العلماء، وقد وردت في أحاديث أخرى بصيغ مختلفة.
* الرعب الذي يلقى في قلوب الأعداء: هذا وعد من الله بنصرة المؤمنين، وقد تحقق في غزوة بدر وغيرها، حيث هزم المسلمون أعداءهم وهم قلة.
* حكم الغنائم: أحلت لهذه الأمة تقسيم الغنائم والانتفاع بها، وهي من الحِكَم التي فيها تقوية للمسلمين المقاتلين وتضعيف للكفار.
* التيمم: هو الرخصة العظيمة التي أباحت للمسلم التطهر بالتراب الطاهر عند عدم وجود الماء أو العجز عن استعماله، مما يظهر يسر الإسلام وسماحته.
* الشفاعة الكبرى (المقام المحمود): هي الشفاعة التي يتأخر عنها الأولون والآخرون، فيأتي النبي ﷺ ليشفع عند الله لبدء الحساب و
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب، فإنّه حسن الحديث.
وقال الهيثمي في «المجمع» (١٠/ ٣٦٧): «رواه أحمد ورجاله ثقات».
وفي الباب أيضًا عن أبي موسى مرفوعًا: «أُعطيتُ خمسًا بعثتُ إلى الأحمر والأسود، وجعلتْ لي الأرض طهورًا ومسجدًا، وأحلتْ لي الغنائم، ولم تحل لمن كان قبلي، ونصرتُ بالرّعب شهرًا، وأعطيتُ الشّفاعة، وليس من نبيّ إلا وقد سأل الشّفاعة، وإنّي اختبأتُ شفاعتي، ثم جعلتها لمن مات من أمّتي لم يشرك باللَّه شيئًا».
رواه الإمام أحمد (١٩٧٣٥) عن حسين بن محمد، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعريّ.
وأبو إسحاق مدلّس ومختلط، وإسرائيل سمع منه بعد الاختلاط كما قال الإمام أحمد، ولذا اضطرب في رفعه ووقفه، فقد رواه الإمام أحمد (١٩٧٦٣) من وجه آخر عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، مرسلًا، ولم يذكر أبا موسى فلعلّه عائد إلى اختلاطه فلم يتميّز من الرّفع والإرسال، أيهما أرجح، مع أنّ القاعدة أنّ زيادة الثقة مقبولة، ولكن هنا أبو إسحاق وإن كان ثقة
إلّا أنّه اختلط في آخر حياته.
وكذلك في الباب أيضًا عن عوف بن مالك مرفوعًا: «أُعطيتُ أرْبعًا لم يُعطهنّ أحدٌ كان قبلنا، وسألتُ ربّي الخامسة فأعطانيها، كان النّبيُّ يبعث إلى قريته ولا يعدوها، وبُعثت كافة إلى الناس، وأُرهب منا عدوُّنا مسيرة شهر، وجُعلت لي الأرض طهورًا ومساجد، وأحل لنا الخمسُ ولم يحل لأحد كان قبلنا، وسألتُ ربّي الخامسة، فسألته أن لا يلقاه عبد من أمّتي يوحِّده إلّا أدخله الجنّة فأعطانيها».
رواه ابن حبان في«صحيحه» (٦٣٩٩) عن أبي يعلى، حدّثنا هارون بن عبد اللَّه الحمّال، حدّثنا ابن أبي فديك، عن عبيد اللَّه بن عبد الرّحمن بن موهب، عن عباس بن عبد الرحمن بن ميناء الأشجعيّ، عن عوف بن مالك، فذكره.
وعباس بن عبد الرحمن بن ميناء الأشجعيّ لم يوثقه أحدٌ وإنّما ذكره ابن حبان في كتابه «الثقات»، وأخرج عنه في صحيحه، ولذا قال فيه الحافظ: «مقبول». أي إذا تُوبع، ولم يتابع فهو لين الحديث.
والرّاوي عنه عبيد اللَّه بن عبد الرحمن بن موهب، قال فيه النسائي: ليس بالقوي، والتقى به الحافظ بقول النسائيّ مع أنّ ابن عدي قال: حسن الحديث كتب حديثه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 769 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 744 ذهبتِ النبوهُ فلا نبوة بعدي إلا المبشرات
- 745 الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له
- 746 الجمل الذي عرف النبي وبرك بين يديه
- 747 إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث
- 748 فَرَجَ سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري
- 749 صعد النبي على الصفا ينذر عشيرته الأقربين
- 750 إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني
- 751 فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو فليتركها
- 752 اللهم إنما أنا بشر فأيما رجل من المسلمين سببته
- 753 من لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرًا
- 754 أي عبد من المسلمين سببته أو شتمته فليكون ذلك له...
- 755 دعوة النبي على اليتيمة ليست بأهل فتجعل طهورًا وزكاة
- 756 صلى حتى انتفختْ قدماه! أفلا أكون عبدا شكورا
- 757 لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم
- 758 قولوا: عبد الله ورسوله! لا تطروني كما أطرت النصارى ابن...
- 759 يا سيدنا وابن سيدنا، فقال: قولوا بقولكم ولا يستجركم الشيطان
- 760 السيد الله
- 761 إنك لست من أهل النار ولكن من أهل الجنة
- 762 كنت أرفع صوتي عند رسول اللَّه ﷺ وأنا أخشى أن...
- 763 رسالة النبي ﷺ إلى هرقل عظيم الروم
- 764 ثلاث أصناف يؤجرون مرتين في الاسلام
- 765 أُعطيتُ خمسا لم يُعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نُصرتُ بالرُّعب...
- 766 أُعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم
- 767 جُعلت لي الأرض مسجدا وطهورا
- 768 جُعلت لنا الأرض كلها مسجدًا وتربتها طهورًا
- 769 أُرْسِلْتُ إلى الناس كلهم عامة وكان مَنْ قبلي إنّما يُرْسَلُ...
- 770 آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح
- 771 بُعثتُ بجوامع الكلم ونصرتُ بالرّعب
- 772 نهر الكوثر شاطئاه عليه در مجوف
- 773 أتيتُ على نهر حافتاه قِباب اللؤلؤ مجوفا! هذا الكوثر
- 774 هذا الكوثر الذي أعطاك ربك فإذا طينُه مسك أذفر
- 775 هذا الكوثر الذي خبأ لك ربك
- 776 الكوثر: نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير
- 777 أعطيت الكوثر فإذا هو نهر يجري ولم يشق شقا
- 778 هذا الكوثر الذي أعطاكه الله
- 779 نهر الكوثر في الجنة أشد بياضًا من اللبن وأحلى من...
- 780 الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر...
- 781 هو نهر في الجنة حافتاه من ذهب يجري على الدر...
- 782 لا تدري ما أحدثوا بعدك
- 783 إن قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن
- 784 ما بين ناحيتي حوضي كما بين صنعاء والمدينة
- 785 أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء
- 786 والذي نفسي بيده لأذودن رجالا عن حوضي
- 787 يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيجْلَوْنَ عن الحوض
- 788 ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى
- 789 إخواننا الذين لم يأتوا بعد يأتون غرا محجلين من الوضوء
- 790 حوضي أبعد من أيلة من عدن
- 791 إن أمامكم حوضًا كما بين جربا وأذرح
- 792 من ورد الحوض فشرب منه لم يظمأ بعدها أبدًا
- 793 حوضه ما بين صنعاء والمدينة
معلومات عن حديث: أُرْسِلْتُ إلى الناس كلهم عامة وكان مَنْ قبلي إنّما يُرْسَلُ إلى قومه
📜 حديث: أُرْسِلْتُ إلى الناس كلهم عامة وكان مَنْ قبلي إنّما يُرْسَلُ إلى قومه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أُرْسِلْتُ إلى الناس كلهم عامة وكان مَنْ قبلي إنّما يُرْسَلُ إلى قومه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أُرْسِلْتُ إلى الناس كلهم عامة وكان مَنْ قبلي إنّما يُرْسَلُ إلى قومه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أُرْسِلْتُ إلى الناس كلهم عامة وكان مَنْ قبلي إنّما يُرْسَلُ إلى قومه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








