﴿ ۞ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ﴾
[ الزخرف: 57]

سورة : الزخرف - Az-Zukhruf  - الجزء : ( 25 )  -  الصفحة: ( 493 )

And when the son of Maryam (Mary) is quoted as an example [i.e. 'Iesa (Jesus) is worshipped like their idols), behold! Your people cry aloud (laugh out at the example).


منه يصدّون : من أجله يضجّون و يصيحونَ فرَحا و جَذلاً

ولما ضرب المشركون عيسى ابن مريم مثلا حين خاصموا محمدا صلى الله عليه وسلم، وحاجُّوه بعبادة النصارى إياه، إذا قومك من ذلك ولأجله يرتفع لهم جَلَبة وضجيج فرحًا وسرورًا، وذلك عندما نزل قوله تعالى {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (21:98)}، وقال المشركون: رضينا أن تكون آلهتنا بمنزلة عيسى، فأنزل الله قوله: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (21:101)}، فالذي يُلْقى في النار من آلهة المشركين من رضي بعبادتهم إياه.

ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون - تفسير السعدي

يقول تعالى: { وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا }- أي: نهي عن عبادته، وجعلت عبادته بمنزلة عبادة الأصنام والأنداد.
{ إِذَا قَوْمُكَ } المكذبون لك { مِنْهُ }- أي: من أجل هذا المثل المضروب، { يَصِدُّونَ }- أي: يستلجون في خصومتهم لك، ويصيحون، ويزعمون أنهم قد غلبوا في حجتهم، وأفلجوا.

تفسير الآية 57 - سورة الزخرف

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك : الآية رقم 57 من سورة الزخرف

 سورة الزخرف الآية رقم 57

ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون - مكتوبة

الآية 57 من سورة الزخرف بالرسم العثماني


﴿ ۞ وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبۡنُ مَرۡيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوۡمُكَ مِنۡهُ يَصِدُّونَ  ﴾ [ الزخرف: 57]


﴿ ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون ﴾ [ الزخرف: 57]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الزخرف Az-Zukhruf الآية رقم 57 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 57 من الزخرف صوت mp3


تدبر الآية: ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون

لا يفرحنَّ المبطلون بالشبُهات الواهية التي يوردونها على الحقِّ، فإنما يُضلُّون بها أنفسَهم، ولا يهتدون بها إلى سبيل نجاة.

ذكر المفسرون في سبب نزول قوله-تبارك وتعالى-: وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا ...
روايات منها: أنه لما نزل قوله-تبارك وتعالى-: وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا ...
تعلق المشركون بأمر عيسى وقالوا: ما يريد محمد صلّى الله عليه وسلّم إلا أن نتخذه إلها، كما اتخذت النصارى عيسى ابن مريم فأنزل الله-تبارك وتعالى- وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا....وقال الواحدي: أكثر المفسرين على أن هذه الآية، نزلت في مجادلة ابن الزبعرى- قبل أن يسلم- مع النبي صلّى الله عليه وسلّم فإنه لما نزل قوله-تبارك وتعالى-: إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ....قال ابن الزبعرى خصمتك- يا محمد- ورب الكعبة.
أليست النصارى يعبدون المسيح، واليهود يعبدون عزيرا، وبنو مليح يعبدون الملائكة؟ فإن كان هؤلاء في النار، فقد رضينا أن نكون نحن وآلهتنا في النار؟.
فقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: «ما أجهلك بلغة قومك؟ أما فهمت أن ما لما لا يعقل» ؟.
وفي رواية أنه صلّى الله عليه وسلّم قال له: «إنهم يعبدون الشيطان» وأنزل الله-تبارك وتعالى-: وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ.. .
وكلمة يَصِدُّونَ قرأها الجمهور بكسر الصاد.
وقرأها ابن عامر والكسائي بضم الصاد.
وهما بمعنى واحد.
ومعناهما: يضجون ويصيحون فرحا.
يقال: صد يصد- بكسر الصاد وضمها- بمعنى ضج- كعكف- بضم الكاف وكسرها.
ويرى بعضهم أن يَصِدُّونَ- بكسر الصاد- بمعنى: يضجون ويصيحون ويضحكون ...
وأن يَصِدُّونَ- بضم الصاد- بمعنى يعرضون.
من الصد بمعنى الإعراض عن الحق.
والمعنى: وحين ضرب ابن الزبعرى، عيسى ابن مريم مثلا، وحاجك بعبادة النصارى له، فاجأك قومك- كفار قريش- بسبب هذه المحاجة، بالصياح والضجيج والضحك، فرحا منهم بما قاله ابن الزبعرى، وظنا منهم أنه قد انتصر عليك في الخصومة والمجادلة.
فمن في قوله مِنْهُ الظاهر أنها للسببية، كما في قوله-تبارك وتعالى-: مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً....والمراد بالمثل هنا: الحجة والبرهان.
قال الآلوسى: والحجة لما كانت تسير مسير الأمثال شهرة، قيل لها مثل.
أو المثل بمعنى المثال.
أى: جعله مقياسا وشاهدا على إبطال قوله صلّى الله عليه وسلّم: إن آلهتهم من حصب جهنم، وجعل عيسى- عليه السلام- نفسه مثلا من باب: الحج عرفة .
قوله تعالى : ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون .
لما قال تعالى : واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون تعلق المشركون بأمر عيسى وقالوا : ما يريد محمد إلا أن نتخذه إلها كما اتخذت النصارى عيسى ابن مريم إلها ، قال قتادة .
ونحوه عن مجاهد قال : إن قريشا قالت : إن محمدا يريد أن نعبده كما عبد قوم عيسى عيسى ، فأنزل الله هذه الآية .
وقال ابن عباس : أراد به مناظرة عبد الله بن الزبعرى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في شأن عيسى ، وأن الضارب لهذا المثل هو عبد الله بن الزبعرى السهمي حالة كفره لما قالت له قريش إن محمدا يتلو : إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم الآية ، فقال : لو حضرته لرددت عليه ، قالوا : وما كنت تقول له ؟ قال : كنت أقول له هذا المسيح تعبده النصارى ، واليهود تعبد عزيرا ، أفهما من حصب جهنم ؟ فعجبت قريش من مقالته ورأوا أنه قد خصم ، وذلك معنى قوله : يصدون فأنزل الله تعالى : إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون .
ولو تأمل ابن الزبعرى الآية ما اعترض عليها ; لأنه قال : وما تعبدون ولم يقل ومن تعبدون وإنما أراد الأصنام ونحوها مما لا يعقل ، ولم يرد المسيح ولا الملائكة وإن كانوا معبودين .
وقد مضى هذا في آخر سورة ( الأنبياء ) وروى ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لقريش : يا معشر قريش لا خير في أحد يعبد من دون الله .
قالوا : أليس تزعم أن عيسى كان عبدا نبيا وعبدا صالحا ، فإن كان كما تزعم فقد كان يعبد من دون الله! .
فأنزل الله تعالى : ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون أي : يضجون كضجيج الإبل عند حمل الأثقال .
وقرأ نافع وابن عامر والكسائي ( يصدون ) ( بضم الصاد ) ومعناه يعرضون ، قاله النخعي ، وكسر الباقون .
قال الكسائي : هما لغتان ، مثل يعرشون ويعرشون وينمون وينمون ، ومعناه يضجون .
قال الجوهري : وصد يصد صديدا ، أي : ضج .
وقيل : إنه بالضم من الصدود وهو الإعراض ، وبالكسر من الضجيج ، قاله قطرب .
قال أبو عبيد : لو كانت من الصدود عن الحق لكانت : إذا قومك عنه يصدون .
الفراء : هما سواء ، منه وعنه .
ابن المسيب : يصدون يضجون .
الضحاك يعجون .
ابن عباس : يضحكون .
أبو عبيدة : من ضم فمعناه يعدلون ، فيكون المعنى : من أجل الميل يعدلون .
ولا يعدى ( يصدون ) بمن ، ومن كسر فمعناه يضجون ، ف ( من ) متصلة ب ( يصدون ) والمعنى يضجون منه .


شرح المفردات و معاني الكلمات : ضرب , ابن , مريم , مثلا , قومك , يصدون ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا
  2. إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون
  3. واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون
  4. ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما
  5. ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله
  6. وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون
  7. ياأهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون
  8. وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع
  9. ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون
  10. والذين هم بآيات ربهم يؤمنون

تحميل سورة الزخرف mp3 :

سورة الزخرف mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الزخرف

سورة الزخرف بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الزخرف بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الزخرف بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الزخرف بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الزخرف بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الزخرف بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الزخرف بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الزخرف بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الزخرف بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الزخرف بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, April 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب