تفسير القرآن | باقة من أهم تفاسير القرآن الكريم المختصرة و الموجزة التي تعطي الوصف الشامل لمعنى الآيات الكريمات : سبعة تفاسير معتبرة لكل آية من كتاب الله تعالى , [ البقرة: 18] .
﴿ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾
﴿ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾
[ سورة البقرة: 18]
القول في تفسير قوله تعالى : صم بكم عمي فهم لا يرجعون ..
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
التفسير الميسر : صم بكم عمي فهم لا يرجعون
هم صُمٌّ عن سماع الحق سماع تدبر، بُكْم عن النطق به، عُمْي عن إبصار نور الهداية؛ لذلك لا يستطيعون الرجوع إلى الإيمان الذي تركوه، واستعاضوا عنه بالضلال.
المختصر في التفسير : شرح المعنى باختصار
فهم صمٌّ لا يسمعون الحق سماع قبول، بُكْمٌ لا ينطقون به، عمي عن إبصاره، فلا يرجعون عن ضلالهم.
تفسير الجلالين : معنى و تأويل الآية 18
هم «صمٌّ» عن الحق فلا يسمعونه سماع قبول «بكم» خرس عن الخير فلا يقولونه «عميٌ» عن طريق الهدى فلا يرونه «فهم لا يرجعون» عن الضلالة.
تفسير السعدي : صم بكم عمي فهم لا يرجعون
فلهذا قال تعالى [عنهم]: { صُمٌّ }- أي: عن سماع الخير، { بُكْمٌ } [أي]: عن النطق به، { عُمْيٌ } عن رؤية الحق، { فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ } لأنهم تركوا الحق بعد أن عرفوه, فلا يرجعون إليه، بخلاف من ترك الحق عن جهل وضلال, فإنه لا يعقل, وهو أقرب رجوعا منهم.
تفسير البغوي : مضمون الآية 18 من سورة البقرة
صُمٌ أي هم صم عن الحق لا يقبلونه وإذا لم يقبلوا فكأنهم لم يسمعوا.بُكْمٌ خُرْس عن الحق لا يقولونه، أو أنهم لما أبطنوا خلاف ما أظهروا فكأنهم لم ينطقوا بالحق.عُمْي أي لا بصائر لهم؛ ومن لا بصيرة له كمن لا بصر له.فهم لا يرجعون عن الضلالة إلى الحق.
التفسير الوسيط : ويستفاد من هذه الآية
ثم قال - تعالى - : { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } .قال القرطبي : والصمم في كلام العرب : الانسداد ، يقال : قناة صماء إذا لم تكن مجوفة ، وصممت القارورة إذا سددتها ، فالأصم من انسدت خروق مسامعه . والأبكم الذي لا ينطق ولا يفهم ، والعمى ذهاب البصر . وليس الغرض مما ذكرناه نفي الإِدراكات عن حواسهم جملة ، وإنما الغرض نفيها من جهة ما .والآية الكريمة خبر لضمير مقدر يعود على المنافقين ، أي : هم صم بكم عمي .ووصف المنافقون بهذه الصفات لأنهم وإن كانت لهم آذان تسمع ، وألسنة تنطق ، وأعين تبصر ، إلا أنهم لا يسمعون خيراً . ولا يتكلمون بما ينفعهم ولا يبصرون سملكا من مسالك الهداية ، ومن كان كذلك كان هو ومن فقد حواسه سواء ، فقد صرف الله عنهم عنايته ووكلهم إلى أنفسهم .ووردت هذه الصفات مجردة من حرف العطف ، فلم يقل : صم وبكم وعمي ، لما عرف من استعمالات البلغاء . أن تجريد أمثال هذه الأوصاف من حرف العطف يفيد تأكيدها ، حيث إن المتكلم قد قصد إلى تقرير كل صفة منها على حدة .ومعنى { فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } لا يعودون إلى الهدى بعد أن باعوه ، أو لا يرجعون عن الضلالة بعد أن اشتروها .والفاء في قوله - تعالى - { فَهُمْ } للتفريع أو التسبيب ، لأنها توحى بأن عدم رجوعهم عما هم فيه من النفاق متفرع على تلك الآفات ، ومسبب عن هذه العاهات .
صم بكم عمي فهم لا يرجعون: تفسير ابن كثير
وهم مع ذلك { صم } لا يسمعون خيرا { بكم } لا يتكلمون بما ينفعهم { عمي } في ضلالة وعماية البصيرة ، كما قال تعالى : { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } [ الحج : 46 ] فلهذا لا يرجعون إلى ما كانوا عليه من الهداية التي باعوها بالضلالة .
ذكر أقوال المفسرين من السلف بنحو ما ذكرناه :
قال السدي في تفسيره ، عن أبي مالك وعن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرة ، عن ابن مسعود ، وعن ناس من الصحابة ، في قوله تعالى : { فلما أضاءت ما حوله } زعم أن ناسا دخلوا في الإسلام مقدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، ثم إنهم نافقوا ، فكان مثلهم كمثل رجل كان في ظلمة ، فأوقد نارا ، فأضاءت ما حوله من قذى ، أو أذى ، فأبصره حتى عرف ما يتقي منه فبينا هو كذلك إذ طفئت ناره ، فأقبل لا يدري ما يتقي من أذى ، فكذلك المنافق : كان في ظلمة الشرك فأسلم ، فعرف الحلال والحرام ، و [ عرف ] الخير والشر ، فبينا هو كذلك إذ كفر ، فصار لا يعرف الحلال من الحرام ، ولا الخير من الشر .
وقال مجاهد : { فلما أضاءت ما حوله } أما إضاءة النار فإقبالهم إلى المؤمنين والهدى .
وقال عطاء الخراساني في قوله : { مثلهم كمثل الذي استوقد نارا } قال : هذا مثل المنافق ، يبصر أحيانا ويعرف أحيانا ، ثم يدركه عمى القلب .
وقال ابن أبي حاتم : وروي عن عكرمة ، والحسن والسدي ، والربيع بن أنس نحو قول عطاء الخراساني .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، في قوله تعالى : { مثلهم كمثل الذي استوقد نارا } إلى آخر الآية ، قال : هذه صفة المنافقين . كانوا قد آمنوا حتى أضاء الإيمان في قلوبهم ، كما أضاءت النار لهؤلاء الذين استوقدوا ثم كفروا فذهب الله بنورهم فانتزعه ، كما ذهب بضوء هذه النار فتركهم في ظلمات لا يبصرون .
وقال العوفي ، عن ابن عباس ، في هذه الآية ، قال : أما النور : فهو إيمانهم الذي كانوا يتكلمون به ، وأما الظلمة : فهي ضلالتهم وكفرهم الذي كانوا يتكلمون به ، وهم قوم كانوا على هدى ، ثم نزع منهم ، فعتوا بعد ذلك .
وأما قول ابن جرير فيشبه ما رواه علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله تعالى : { مثلهم كمثل الذي استوقد نارا } قال : هذا مثل ضربه الله للمنافقين أنهم كانوا يعتزون بالإسلام ، فيناكحهم المسلمون ويوارثونهم ويقاسمونهم الفيء ، فلما ماتوا سلبهم الله ذلك العز ، كما سلب صاحب النار ضوءه .
وقال أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية : { مثلهم كمثل الذي استوقد نارا } فإنما ضوء النار ما أوقدتها ، فإذا خمدت ذهب نورها ، وكذلك المنافق ، كلما تكلم بكلمة الإخلاص ، بلا إله إلا الله ، أضاء له ، فإذا شك وقع في الظلمة .
وقال الضحاك [ في قوله ] { ذهب الله بنورهم } أما نورهم فهو إيمانهم الذي تكلموا به .
وقال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة : { مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله } فهي لا إله إلا الله ؛ أضاءت لهم فأكلوا بها وشربوا وأمنوا في الدنيا ، ونكحوا النساء ، وحقنوا دماءهم ، حتى إذا ماتوا ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون .
وقال سعيد ، عن قتادة في هذه الآية : إن المعنى : أن المنافق تكلم بلا إله إلا الله فأضاءت له الدنيا ، فناكح بها المسلمين ، وغازاهم بها ، ووارثهم بها ، وحقن بها دمه وماله ، فلما كان عند الموت ، سلبها المنافق ؛ لأنه لم يكن لها أصل في قلبه ، ولا حقيقة في عمله .
{ وتركهم في ظلمات } قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : { وتركهم في ظلمات } يقول : في عذاب إذا ماتوا .
وقال محمد بن إسحاق ، عن محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة ، أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : { وتركهم في ظلمات } أي يبصرون الحق ويقولون به ، حتى إذا خرجوا من ظلمة الكفر أطفئوه بكفرهم ونفاقهم فيه ، فتركهم الله في ظلمات الكفر ، فهم لا يبصرون هدى ، ولا يستقيمون على حق .
وقال السدي في تفسيره بسنده : { وتركهم في ظلمات } فكانت الظلمة نفاقهم .
وقال الحسن البصري : { وتركهم في ظلمات لا يبصرون } فذلك حين يموت المنافق ، فيظلم عليه عمله عمل السوء ، فلا يجد له عملا من خير عمل به يصدق به قول : لا إله إلا الله .
{ صم بكم عمي } قال السدي بسنده : { صم بكم عمي } فهم خرس عمي .
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : { صم بكم عمي } يقول : لا يسمعون الهدى ولا يبصرونه ولا يعقلونه ، وكذا قال أبو العالية ، وقتادة بن دعامة .
{ فهم لا يرجعون } قال ابن عباس : أي لا يرجعون إلى هدى ، وكذلك قال الربيع بن أنس .
وقال السدي بسنده : { صم بكم عمي فهم لا يرجعون } إلى الإسلام .
وقال قتادة : { فهم لا يرجعون } أي لا يتوبون ولا هم يذكرون .
تفسير القرطبي : معنى الآية 18 من سورة البقرة
قوله تعالى : صم بكم عمي فهم لا يرجعونقوله تعالى : صم بكم عمي صم أي هم صم ، فهو خبر ابتداء مضمر . وفي قراءة عبد الله بن مسعود وحفصة : " صما بكما عميا " ، فيجوز النصب على الذم ، كما قال تعالى : ملعونين أينما ثقفوا ، وكما قال : وامرأته حمالة الحطب ، وكما قال الشاعر :سقوني الخمر ثم تكنفوني عداة الله من كذب وزورفنصب " عداة الله " على الذم . فالوقف على يبصرون على هذا المذهب صواب حسن . ويجوز أن ينصب صما ب " تركهم " ، كأنه قال : وتركهم صما بكما عميا ، فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقف على يبصرون . والصمم في كلام العرب : الانسداد ، يقال : قناة صماء إذا لم تكن مجوفة . وصممت القارورة إذا سددتها . فالأصم : من انسدت خروق مسامعه . والأبكم : الذي لا ينطق ولا يفهم ، فإذا فهم فهو الأخرس . وقيل : الأخرس والأبكم واحد . ويقال : رجل أبكم وبكيم ، أي أخرس بين الخرس والبكم ، قال :فليت لساني كان نصفين منهما بكيم ونصف عند مجرى الكواكبوالعمى : ذهاب البصر ، وقد عمي فهو أعمى ، وقوم عمي ، وأعماه الله . وتعامى الرجل : أرى ذلك من نفسه . وعمي عليه الأمر إذا التبس ، ومنه قوله تعالى : فعميت عليهم الأنباء يومئذ . وليس الغرض مما ذكرناه نفي الإدراكات عن حواسهم جملة ، وإنما الغرض نفيها من جهة ما ، تقول : فلان أصم عن الخنا . ولقد أحسن الشاعر حيث قال :أصم عما ساءه سميعوقال آخر :وعوراء الكلام صممت عنها ولو أني أشاء بها سميعوقال الدارمي :أعمى إذا ما جارتي خرجت حتى يواري جارتي الجدروقال بعضهم في وصاته لرجل يكثر الدخول على الملوك :ادخل إذا ما دخلت أعمى واخرج إذا ما خرجت أخرسوقال قتادة : صم عن استماع الحق ، بكم عن التكلم به ، عمي عن الإبصار له . قلت : وهذا المعنى هو المراد في وصف النبي صلى الله عليه وسلم ولاة آخر الزمان في حديث جبريل وإذا رأيت الحفاة العراة الصم البكم ملوك الأرض فذاك من أشراطها . والله أعلم .قوله تعالى : فهم لا يرجعون أي إلى الحق لسابق علم الله تعالى فيهم . يقال : رجع بنفسه رجوعا ، ورجعه غيره ، وهذيل تقول : أرجعه غيره . وقوله تعالى : يرجع بعضهم إلى بعض القول أي يتلاومون فيما بينهم ، حسب ما بينه التنزيل في سورة " سبأ " .
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
تفسير آيات من القرآن الكريم
- تفسير: فليدع ناديه
- تفسير: ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك
- تفسير: واتل عليهم نبأ إبراهيم
- تفسير: عن اليمين وعن الشمال عزين
- تفسير: وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم
- تفسير: كلا والقمر
- تفسير: أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت
- تفسير: وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا
- تفسير: استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من
- تفسير: وإن لوطا لمن المرسلين
تحميل سورة البقرة mp3 :
سورة البقرة mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة البقرة
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب