قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن وسوسة الشيطان في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [البقرة: 34]
أمر الله الملائكةَ بالسجود لآدم؛ طاعةً له سبحانه وتعظيما، وتشريفًا لأبينا وتكريما، فمَن طلب الرفعةَ بغير طاعة الله واتِّباع أمره ذلَّ وهان. خلَّتان شيطانيَّتان: العصيان والاستكبار، فإيَّاك أن يجري منهما شيءٌ في عروقك مهما قلَّ. |
﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ ﴾ [البقرة: 36]
تيقَّظ أيها الإنسان، فأنت في هذه الدنيا جنديٌّ في المَيدان، فإمَّا غنيمةٌ ونصر، وإمَّا خزيٌ وخُسران. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ حَلَٰلٗا طَيِّبٗا وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٌ ﴾ [البقرة: 168]
لا ينقضي العجب ممَّن يتعدَّى ما أحلَّ الله له من الطيِّبات إلى ما حرَّم عليه من الخبائث، أولئك يستبدلون الذي أدنى بالذي هو خير، أجارنا الله من مسلكهم، وكفانا بحلاله عن حرامه. إنه الشيطان فاتَّخذه عدوًّا؛ وهل تطمعُ ممَّن كان للرحمن عصيًّا أن يدلَّك على خير، أو يهديَك إلى بِرّ؟! ﴿ومَن يكُنِ الشَّيطانُ له قَرينًا فساء قَرينًا﴾ . ﴿الشَّيطان يَعِدُكمُ الفقرَ ويأمرُكم بالفَحشاء، والله يَعِدُكم مَغفِرةً منه وفضلًا﴾ ، فحَذارِ أن تخطُوا خطوةً في طريق الشيطان، فإنها ستجرُّكم إلى خطواتٍ وخطوات! |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱدۡخُلُواْ فِي ٱلسِّلۡمِ كَآفَّةٗ وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ ﴾ [البقرة: 208]
على المؤمن أن يدخلَ في الإسلام بكليَّته، ولا يقتصر منه على بعضه، بل يلتزم به في ظاهره وباطنه، ويستسلم لله تعالى في جميع أمره. ليس كلُّ عدوٍّ يكشف لك عن حقيقة عداوته، فانظر إلى ما يسوقُك إليه، لتعلمَ ما يريده منك وما يرجوه لك. |
﴿ٱلشَّيۡطَٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلۡفَقۡرَ وَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغۡفِرَةٗ مِّنۡهُ وَفَضۡلٗاۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ ﴾ [البقرة: 268]
لا تظنَّنَّ الشيطان يخوِّفُ المنفقَ بالفقر شفقةً عليه، فإنه لا شيءَ أحبُّ إليه من فقره وحاجته، وإنما يريد منه أن يُسيءَ الظنَّ بربِّه، ويتركَ ما يحبُّه من الإنفاق لوجهه، فيبوءَ بخِزي الدنيا والآخرة. كلُّ صوتٍ يخوِّفك من النقص بعد الصدقة، ويُنذرك الفقرَ بعد البذل، هو صوتٌ شيطانيٌّ لا تُرعِه سمعَك. هكذا هو الشيطان؛ يدعو المرءَ في أبواب الخير إلى الإحجام ويخوِّفه من الفقر إذا أنفق، ويدعوه في أبواب الشرِّ إلى الإقدام ويزيِّن له الفحشاءَ والمنكر. ذاك وعدُ الله وهذا وعدُ الشيطان، فلينظُر المرء أيَّ الوعدَين أوثق، وإلى أيِّهما يطمئنُّ. سبحانه؛ يعطي هذا بفضله، ويمنع ذاك بعدله، فلنرضَ بقضائه وقدَره. |
﴿وَٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۗ وَمَن يَكُنِ ٱلشَّيۡطَٰنُ لَهُۥ قَرِينٗا فَسَآءَ قَرِينٗا ﴾ [النساء: 38]
مَن يبخلُ بالإحسان شُحًّا، ومَن يجودُ به رياء، هما سِيَّان؛ فكلاهما وإن اختلف مذهبُهما في البذل والعطاء، قد اتَّفَقا على تقديم حظِّ النفس على حقِّ الله بالبذل الخالص لوجهه سبحانه. الشيطان واعظُ سوء؛ فإمَّا أن يعظَ بإمساك المال، وإمَّا أن ينصحَ بإنفاقه رياءً وسمعة، فيَحرِم المرءَ في الأولى أجرَ البذل، ويجمع له في الثانية خسارةَ المال والثواب. |
﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزۡعُمُونَ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓاْ إِلَى ٱلطَّٰغُوتِ وَقَدۡ أُمِرُوٓاْ أَن يَكۡفُرُواْ بِهِۦۖ وَيُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُضِلَّهُمۡ ضَلَٰلَۢا بَعِيدٗا ﴾ [النساء: 60]
الدَّعاوى تفتقر إلى البيِّنات، فإذا كذَّبتها الأعمال كانت ضلالًا لا يستحقُّ أن يُلقى له بال. إذا كانت إرادةُ التحاكُم إلى الطاغوت ضلالًا بعيدًا عن سبيل الإيمان، فكيف بالتحاكُم إليه فعلًا؟! لا يكفي لتحقيق الإيمان التحاكمُ إلى الكتاب حتى يجتمعَ إليه الكفرُ بكلِّ ما يخالفه؛ إذ لا بدَّ من التخلية مع التحلية. الشيطان هو أكثرُ المنتفعين بعدم تطبيق الأحكام؛ فإنه إذا صالَ بين المؤمنين، ولا شِرعةَ تحكمُهم، وجد في القوانين الأرضيَّة ما يُغري الناسَ بالانتقال من سماع وساوسه إلى اتِّباعها. |
﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱلطَّٰغُوتِ فَقَٰتِلُوٓاْ أَوۡلِيَآءَ ٱلشَّيۡطَٰنِۖ إِنَّ كَيۡدَ ٱلشَّيۡطَٰنِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 76]
الجهاد الشرعيُّ لا يقوم براياتٍ عِمِّيَّة، وأهواء قوميَّة، وإنما برايةٍ في سبيل الله مرفوعة، و«مَن قاتلَ لتكونَ كلمةُ الله هي العليا فهو في سبيل الله». أهل الباطل يُضحُّون ويبذلون أغلى ما يملكون في سبيل البغي والإفساد، مع تعدُّد راياتهم واختلاف أهوائهم، أفلا يكون أهلُ الحقِّ أَولى منهم في كثرة البذل في سبيل الحق؟! شعور المجاهد بولاية الله القويِّ له يدفعه إلى الثبات والمصابرة، ويقينُه بأن عدوَّه يتولَّاه عبدٌ ضعيف مثله يحثُّه على الإقدام والمبادرة. |
﴿إِن يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦٓ إِلَّآ إِنَٰثٗا وَإِن يَدۡعُونَ إِلَّا شَيۡطَٰنٗا مَّرِيدٗا ﴾ [النساء: 117]
مـــن ألاعيـــب الشيطــان بالمشركين أن جعلهم يُخضِعون وجوهَهم لأوثانٍ مؤنثة، وقد كانت تلك الوجوه تسوَدُّ إذا ما بُشِّرت بمولودٍ أنثى! الدعاء هو العبادة، ولهذا عبَّر عن العبادة هنا بالدعاء، وجعل طاعتَهم أمرَ الشيطان عبادةً له، وهكذا كلُّ طاعةٍ على سبيل التذلُّل والتعظيم، هي عبادةٌ للآمر بها. |
﴿يَعِدُهُمۡ وَيُمَنِّيهِمۡۖ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ [النساء: 120]
لا يزال الرجلُ يجري وراء شهَواته حريصًا عليها، والشيطانُ من خلفه يُمنِّيه النجاةَ من عواقبها ويُطمئِنه إليها، حتى يُهلكَه بها. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ﴾ [المائدة: 90]
لو تأمَّلتَ الاقترانَ بين هذه المحرَّمات التي لا يقارفُها مؤمن، لتبَدّى لك عظيمُ خطَرها. لا تحرِّمُ الشريعةُ إلا كلَّ قذِرٍ نجِسٍ، حسيٍّ أو معنوي؛ فإنها تريد للمؤمن أن يكونَ طاهرًا كلَّ الطهارة، منزَّهًا عن كلِّ رِجس. انظر إلى علل الأحكام تعرِف بها عظمةَ الإسلام؛ فإنه لا يُجيزُ ضياعَ العقل بالخمر، ولا ضياعَ المال بالمَيسِر، ولا ضياعَ العزَّة بالتذلُّل للأنصاب، ولا ضياعَ العلم بالجهل بالثَّمن والمثمَّن. حسبُ المؤمن أن يعلمَ عن عملٍ ما أنه من الشيطان حتى يَنفِرَ منه حسُّه، وتشمئزَّ منه نفسُه، ويُعرضَ عنه كِيانُه، وتتنزَّهَ عنه أركانُه. الفلاح مرهونٌ بترك المحرَّمات، ولا سيَّما هذه المنكرات؛ إذ ما أكثرَ مفاسدَها الداعية إلى اجتنابها لمَن كان له عقلٌ ناهٍ وقلبٌ حي! |
﴿إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴾ [المائدة: 91]
أعدى أعداءِ الإنسان هو الشيطان، فاحذر مصايدَه؛ فإن فيها العداوةَ والهلاك. ساء نظرُ مَن يرى في هذه المعاصي أُنسًا وخيرًا، وهي التي تثير العداوةَ والبغضاء بين القُرناء، وتستجلب سخطَ ربِّ الأرض والسماء. للمؤمن في ذكر الله تعالى وإقامة الصلاة رَوحٌ ورَيحان، وسعادةٌ واطمئنان، فما يصدُّ عنهما فهو سوءٌ يُجتنَب، وشرٌّ لا يُرتكَب. لقد رَفَقَ بك مولاك الكريمُ فيما نهاك عنه، فارفُق بنفسك ولا تفعله؛ فإن في فعله فسادَ العاجلة والآجلة. |
﴿فَلَوۡلَآ إِذۡ جَآءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَٰكِن قَسَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 43]
قال قَتادةُ رحمه الله: (تضَعضَعوا لعقوبةِ الله بارك الله فيكم، ولا تَعرَّضوا لعقوبةِ اللهِ بالقَسوة؛ فإنه عابَ ذلك على قومٍ قبلكم). كم يُغري الشيطان الإنسانَ بمَساوي الأخلاقِ والأعمال حتى يعملَها! ثم يزيِّنُها له حتى يقسوَ قلبُه فيُطبَعَ عليها، فيصعُبَ عليه مفارقتُها. |
﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ ﴾ [الأنعام: 112]
أهل الباطلِ مع ما بينهم من العداوات، تراهم متعاونين في عَداء الحقِّ وأهله، وليس ذلك في الإنس فحسب، بل يشاركهم فيه شِرار الجنِّ. العدوُّ المبين ليس من شَرطِه أن يبارزَ بالعداوة ويجاهر، بل قد يتلطَّفُ بالقول الهيِّن الليِّن، والعاقلُ مَن ميَّز ذلك، وأخذ للأمر أُهبتَه. تدبَّر حِكمةَ الله ممَّا يجري في كونه، فما من شيءٍ منه خارجٌ عن سُلطانه. مشهد التجمُّع على خُطَّة الشياطين جديرٌ بأن يسترعيَ وعيَ أهل الحقِّ لمعرفة طبيعتها، ومشهدُ إحاطةِ مشيئة الله بها جديرٌ بأن يُطَمئنَ القلب. |
﴿وَلَا تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ وَإِنَّهُۥ لَفِسۡقٞۗ وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِهِمۡ لِيُجَٰدِلُوكُمۡۖ وَإِنۡ أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ ﴾ [الأنعام: 121]
المؤمن يعمل على قانون التحرِّي في مأكله ومَشرَبه، فما حرَّم اللهُ ورسولُه اجتنبَه ونأى عنه؛ لئلَّا يخرُجَ عن طاعة ربِّه، ولا يخالفَ أحكامَ شريعته. كيف يطيبُ للمجادل بالباطل - إن كان ذا لبٍّ - أن ينطِقَ بحجَّة الشيطان، ويجعلَه عنه وكيلًا؟ لا تدَع الشيطانَ يحضُر مجالسَك؛ فإنه يسوِّغ الباطلَ ويزيِّنُه، ويُعينُ على الجدال فيه، ولكن اطرُده بكثرة الذِّكر. من ضروب الشِّرك: المنافحةُ عن الباطل، وتهوينُ المحرَّمات، والمناداة بحِلِّها، وتسويغُها في المجتمعات. |
﴿وَمِنَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ حَمُولَةٗ وَفَرۡشٗاۚ كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ ﴾ [الأنعام: 142]
الأنعامُ كلُّها على اختلاف أحوالها ومنافعِها هي من فضلِ الله، فكيف يُطاع فيها عدوُّ الله؟! تحريمُ ما أحلَّ الله وتحليلُ ما حرَّم الله من تَتبُّعِ خطوات الشيطان، وهو معلوم العداوة للإنسان، فالعاقل من عصاه، ولم يتتبع خطاه. لِينظر المرءُ في حركاتِه أين يضعُ خطواتِه، حتى لا يطأ موطئًا سبقَه إليه إبليس؛ فإنه إذا وقع في شِراكه فقد سقطَ في هلاكه، بحسب إيغالِه في اتباعه. |
﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَٰكُمۡ ثُمَّ صَوَّرۡنَٰكُمۡ ثُمَّ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ لَمۡ يَكُن مِّنَ ٱلسَّٰجِدِينَ ﴾ [الأعراف: 11]
تذكير الناس بنعمة التكوين والإيجاد، بعد نعمة التمكين والإمداد؛ ليَشكُروا الربَّ الكريم الجواد، الذي أوجدهم من عدَم، وأمدَّهم بوافر النِّعَم. تاريخ العداوةِ الطويل، الذي بقيَ على وتيرةٍ واحدة جيلًا بعد جيل؛ يربِّي العقلاءَ على أخذ الحيطةِ والحذرِ من الشيطان الرجيم. |
﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]
إن لم يغفر اللهُ لعبده سيِّئاتِه، هلك في آثارها وعقابها، وإذا لم يرحمه بإيجادِ ما يُصلح نفسَه من العلم والعمل وقعَ في الخُسران المبين. قبيحٌ في مَعرِض الذَّنب التعلُّلُ بذرائعه، وشرحُ أسبابه؛ واللائقُ هو بثُّ عبارات الإقرار، وسكبُ دموع التوبةِ والاستغفار. ابتلى اللهُ الأنبياءَ بصغائر الذنوب؛ رفعًا لدرجاتهم، وتبليغًا لهم إلى محبَّته وفرحِه بتوبتهم منها؛ فإن الله يحبُّ التوَّابين المنيبين. كُن كأبيـك آدمَ توبـةً وندمًا؛ إذ نـال مغفرةً وقُربًا، واحذر أن تكونَ كإبليسَ الذي أصرَّ واحتجَّ بالقدر على المعصية، فنال كُرهًا وبُعدًا. |
﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ لَا يَفۡتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ كَمَآ أَخۡرَجَ أَبَوَيۡكُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ يَنزِعُ عَنۡهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوۡءَٰتِهِمَآۚ إِنَّهُۥ يَرَىٰكُمۡ هُوَ وَقَبِيلُهُۥ مِنۡ حَيۡثُ لَا تَرَوۡنَهُمۡۗ إِنَّا جَعَلۡنَا ٱلشَّيَٰطِينَ أَوۡلِيَآءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 27]
لا يزال إبليسُ يغري النساءَ بالعُريِ ونزع الألبسة الساترة، حتى يُبعدَهنَّ عن رضوان الله. للشيطانِ وسائلُ خفيَّةٌ تحتاجُ من العبد إلى دوام اليقظة؛ كي لا يأخذَه على غِرَّة، فيوقعَه في المَضَرَّة. إذا كان الشيطانُ يراك ولا تراه، فاجعل مَفزعَك إلى الله وحدَه الذي يراك ويراه. يتسلَّط الشيطانُ على أوليائه فحسب، أمَّا أولياءُ الله فلا سلطانَ ولا قدرةَ له عليهم. |
﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأعراف: 200]
الاستعاذة بالله تعالى حِصنٌ من الغوائل، ومَخلَصٌ من شرور النوازل. سبحان مَن يسمعُ استعاذتَك فيُجيب، ويعلمُ ما يُصلِح أمرَك فيُحسِنُ لك التدبير! |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ إِذَا مَسَّهُمۡ طَٰٓئِفٞ مِّنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبۡصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 201]
إذا ما خطر في بالك من الشيطان خاطر، فسارع إلى ربِّك؛ فإن الخواطر إذا أُمهِلت استحكمت، ثم تصير عزمًا ثم عملًا. مسُّ الشيطان ظلماتٌ بعضُها فوق بعض، وتذكُّر الله وتقواه نورٌ يبدِّد تلك الظلمات الداجية. المؤمن صعبُ القياد لوساوس الشيطان، فإن مسَّه بشيءٍ تذكَّر ربَّه، فنجا من مسِّه. |
﴿وَإِخۡوَٰنُهُمۡ يَمُدُّونَهُمۡ فِي ٱلۡغَيِّ ثُمَّ لَا يُقۡصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 202]
يغزو الشيطان قلوبَ الكافرين والجاهلين؛ لسلاسة قيادهم، فيُغريهم بكلِّ ضلال ويُغويهم، ويزيدُهم من الحقِّ بُعدًا. |
﴿وَإِذۡ زَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ ٱلۡيَوۡمَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَإِنِّي جَارٞ لَّكُمۡۖ فَلَمَّا تَرَآءَتِ ٱلۡفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّنكُمۡ إِنِّيٓ أَرَىٰ مَا لَا تَرَوۡنَ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَۚ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ﴾ [الأنفال: 48]
لولا أن الفِطرَ السويَّة لا تستجيبُ لما هو ظاهرُ البطلان لَما سعى الشيطانُ إلى تزيينه. لا تغترَّ بتزيين الشيطان المعصيةَ فإنه سَرْعانَ ما يتلاشى تزيينُه لها، ويتخلَّى عن فاعلها، ويشمَتُ به بعد أن يقعَ فيها، وتنالَه مضارُّها. لن يكتفيَ إبليسُ بالتخلِّي عن أتباعه بعد أن أوردَهم المهالك، بل سيعلنُ البراءةَ منهم لينجوَ برأسه، وهيهات أن ينجو. إذا أيَّد الله أهلَ الإيمان بقوَّة من لدُنه خارت أمامها كلُّ القوى، فلا يدفعها حينئذٍ بأسٌ ولا شدَّة، ولا عددٌ ولا عُدَّة. |
﴿قَالَ يَٰبُنَيَّ لَا تَقۡصُصۡ رُءۡيَاكَ عَلَىٰٓ إِخۡوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيۡدًاۖ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لِلۡإِنسَٰنِ عَدُوّٞ مُّبِينٞ ﴾ [يوسف: 5]
لا تَقصُص رؤياك الحسنةَ إلا على ناصحٍ لك، محسنٍ تأويلَ ما رأيت، ولا تحدِّث بها حاسدًا أو معاديًا أو جاهلًا، ولو كان قريبًا. في النفسِ البشرية حبُّ الاستئثار بالمنافع، ومعاداةُ من فاتته للذي نالها؛ لذا فبعضُ النِّعم تحتاجُ إلى أن تُحاطَ بسياج من الكِتمان حتى يُظهرها الله، خوفًا عليها من صِيالة العُداة والحُساد. الوالدُ الصالحُ هو مَن يسعى إلى قطعِ أسباب العداوة بين أولاده، ومنعِ ما يؤجِّجُ الصراعَ بينهم. إن الشيطانَ ليُشعل فتيلَ العداوات، ويُذكي نيرانَ الخلافات، فمَن وجد بينه وبين أخيه شيئًا فليعلم أن الشيطان قد قدَح على الزِّناد؛ ألا فلنحفَظ أخوَّتنا ولنستعِذ بالله من شرِّه. |
﴿فَسَجَدَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ كُلُّهُمۡ أَجۡمَعُونَ ﴾ [الحجر: 30]
على المسلم سرعةُ المبادرةِ إلى تنفيذ أمر الله من غير تخلف أو تأخر، فهذه حقيقةُ العبوديةِ والانقياد لربِّ العباد. |
﴿إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٌ إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ ﴾ [الحجر: 42]
بقدر تحقيقك لعبودية الله يضعُف سلطان الشيطان عليك. إذا شئت الخلاصَ من إغواء الشيطان، والنجاةَ من نار الجحيم، فأخلص لله على طريق العبودية، واستقم له في اتباع أمره، فهو الحافظ وهو النصير، وإليه المرجع وإليه المصير. الغاوون صنوفٌ ودرجاتٌ، والغَوايةُ أشكالٌ وألوان، ولكل غاوٍ وغَواية ما يُناسبُ من الجزاء. |
﴿تَٱللَّهِ لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰٓ أُمَمٖ مِّن قَبۡلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ ٱلۡيَوۡمَ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ﴾ [النحل: 63]
مَن نظرَ فيما ابتُلي به الأنبياء، وما تعرَّضوا له من الأذى والعناء، صبرَ واحتمل، وزالَ عنه الغمُّ والأسى. من أطاعَ الشيطانَ فقد والاه، وما والاه عبدٌ إلا انقطعت عنه أسبابُ هذه الوَلايةِ يوم القيامة، واستحالت عداوةً وتلاعُنًا. |
﴿فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ ﴾ [النحل: 98]
طيِّب فمَك استعدادًا لتلقِّي كلام الله، مستعيذًا ومستعينًا به، معترفًا بالعجز بين يديه، لائذًا بجنابه من كلِّ صارفٍ لك عنه. ما شُرِعَت الاستعاذةُ عند قراءة القرآن، دون غيرها من كثير من الأعمال الصالحة؛ إلا لأهميَّة إقبالِ القارئ عليها بقلبه، والتحرُّز من الصوارف عند تلاوته. |
﴿إِنَّهُۥ لَيۡسَ لَهُۥ سُلۡطَٰنٌ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [النحل: 99]
يا له من وعدٍ كريم بإعاذة المؤمنين المتوكِّلين، يكفُلُه لهم الله ربُّ العالمين. كلُّ شيء بثمن، فعلى العبد السعيُ في تحقيق إيمانه، ودوام توكُّله على ربِّه؛ حتى تحصُلَ كفايتُه، وعصمتُه من كيد الشيطان وتسلُّطِه. |
﴿إِنَّمَا سُلۡطَٰنُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوۡنَهُۥ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِۦ مُشۡرِكُونَ ﴾ [النحل: 100]
لا يتمكَّنُ الشيطان إلا من عبدٍ أعانه على نفسه، بطاعته له، وتسليم زِمامه إليه، ومَن لم يتولَّه الله برعايته، أسقطَه الشيطانُ في حَبائله. |
﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ يَنزَغُ بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ كَانَ لِلۡإِنسَٰنِ عَدُوّٗا مُّبِينٗا ﴾ [الإسراء: 53]
الشيطان متربِّصٌ بالبشر، يريد أن يوقعَ بينهم العداوةَ والبغضاء، وأن يجعلَ من النزاع التافه عِراكًا داميًا، ولا يسدُّ الطريق أمامه مثلُ القول الجميل. قد ينزَغُ الشيطانُ في الكلمة الحسنة إذا أمكن التخاطب بالأحسنَ منها، فانتَقِ أحسنَ ما تعرفه من الكلمات. القولُ الحسنُ داعٍ لكل خُلق جميل، وعملٍ صالح، فإن مَن ملكَ جارحةَ لسانه ذلَّت له جميع جوارحه، وملك جميعَ أمره. |
﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ قَالَ ءَأَسۡجُدُ لِمَنۡ خَلَقۡتَ طِينٗا ﴾ [الإسراء: 61]
الإعراض عن الحقِّ طغيانًا وكِبرًا، داءٌ قديم، بدأه إبليسُ وسار على نهجه أتباعُه إلى اليوم. |
﴿إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٞۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلٗا ﴾ [الإسراء: 65]
يا من تقاوم غرورَ الشيطان وخداعه وإغواءه، أبشِر بدخولك في جملة عباد الله الطائعين المكرَّمين. مَن رأى للشيطان غلبةً على نفسه، فليراجع عبوديَّتَه لربِّه، وليتحقَّق من عَلاقته به؛ فإن إغواء الشيطان دليلُ ضعف العَلاقة بالرحمن. من أعظم العواصم من الشيطان وما يجُرُّه على العبد لزومُ القلب في الاعتماد على الله تعالى والتوكُّل عليه. |
﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦٓۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّيَّتَهُۥٓ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِي وَهُمۡ لَكُمۡ عَدُوُّۢۚ بِئۡسَ لِلظَّٰلِمِينَ بَدَلٗا ﴾ [الكهف: 50]
أُمر الملائكةُ بالسجود لآدم فسجدوا، ولم يتأخَّروا أو يتعلَّلوا، وهكذا ينبغي للعبد مع أوامر الشرع الحنيف أن يبادرَ إليها من غير إعراض ولا تريُّث. مَن والى أعداءَ الملِك كان هو وأعداؤه عنده سواء، فكيف لو كان عدوُّ الملك هو عدوَّ العبد كذلك؟ أليس من الظلم بعد كلِّ العداوة تلك أن يتولَّاه، ويُغضبَ سيِّدَه ومولاه؟! أعظم الجُرم الخروجُ عن أمر مَن تجب طاعتُه، باتِّباع مَن تجب معصيتُه، ﴿ومَن يكنِ الشيطانُ له قرينًا فساء قرينًا﴾ . كيف يسعى عاقلٌ في طاعة عدوِّه، الذي يعلمُ أنه يورده مواردَ هلكته؟! |
﴿۞ مَّآ أَشۡهَدتُّهُمۡ خَلۡقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَا خَلۡقَ أَنفُسِهِمۡ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلۡمُضِلِّينَ عَضُدٗا ﴾ [الكهف: 51]
المخلوق مربوبٌ ضعيفُ التدبير، قليل الحيلة، مفتقرٌ إلى خالقه، فكيف يصِحُّ أن يُتخذ وليًّا من دون الله؟ ما ينبغي لمفتقرٍ عاقل أن يتَّخذَ صاحبَ الضلال نصيرًا، أفيتَّخذُه مَن كان غنيًّا قديرًا؟! |
﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ ﴾ [طه: 116]
إذا كان إبليسُ قد أبى أن تكون الكرامةُ والرفعة لآدم وذريته من بعده، فهل يُنتظر منه بعد ذلك إلا الكيد والضرر والإيذاء؟ |
﴿فَوَسۡوَسَ إِلَيۡهِ ٱلشَّيۡطَٰنُ قَالَ يَٰٓـَٔادَمُ هَلۡ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلۡخُلۡدِ وَمُلۡكٖ لَّا يَبۡلَىٰ ﴾ [طه: 120]
إياك أن تنجذب للمعصية التي تتزين لك؛ فإنما زينها الشيطان ليوقعك فيها؛ ألا ترى كيف زيَّن الشيطان الشجرة التي نُهي عنها آدمُ في اسمها ووصفها، وبالغ في إطرائها! النعيم الدائم وبقاء الملك نافذتان تسللَ منهما إبليس إلى نفس آدم، وهما مما يفتقر الإنسان إليهما، فليُحذَر من هذين المدخلين. |
﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٖ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّآ إِذَا تَمَنَّىٰٓ أَلۡقَى ٱلشَّيۡطَٰنُ فِيٓ أُمۡنِيَّتِهِۦ فَيَنسَخُ ٱللَّهُ مَا يُلۡقِي ٱلشَّيۡطَٰنُ ثُمَّ يُحۡكِمُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ ﴾ [الحج: 52]
من رحمة الله برسوله محمَّد ﷺ أنه يسلِّيه بما جرى لإخوانه من الرسُل، مبيِّنًا له أنه لم يسلم أحدٌ منهم من محاولة الشيطان أن يفسد بعضَ ما يحاولونه من هدي الأمم. لقد حفظ الله رسُله من دسَّ الماكرين، وتلقين المعاندين الذين يحاولون تشويه الحقيقة، بعد أن عجَزوا عن إخفاء نورها بأيِّ طريقة. |
﴿لِّيَجۡعَلَ مَا يُلۡقِي ٱلشَّيۡطَٰنُ فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ وَٱلۡقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمۡۗ وَإِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ لَفِي شِقَاقِۭ بَعِيدٖ ﴾ [الحج: 53]
لا تثبت صورةُ الحقِّ في القلب المريض، ولا تنطبع على القلب القاسي، فلا غَروَ أن هذين القلبين لا يزالان يعذَّبان ويَشقَيان. حين يكونُ القلب مريضًا بالشكوك فإن أقلَّ شيء يَريبه ويؤثِّر فيه حتى يفتتن به، وإن لم يكن للالتفات أهلًا، ولا يستحق الاهتمام. الظلمُ والكفر وعناد الحقِّ علل تجعل صاحبها في شقاق بعيد، فما أبعدَ الظالمين عن الاهتداء. |
﴿وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنۡ هَمَزَٰتِ ٱلشَّيَٰطِينِ ﴾ [المؤمنون: 97]
الشيطان مسيء أبدًا؛ فحضوره هلكة، وبعده عن المسلم بركة؛ لأن ذلك العدو مطبوع على الفساد، فلا تفيد معه المداراة ولا المدافعة بالتي هي أحسن، بل أحسن ما يدفع به أن يستعاذ بالله تعالى منه. |
﴿۞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ وَمَن يَتَّبِعۡ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَإِنَّهُۥ يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۚ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنۡ أَحَدٍ أَبَدٗا وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ ﴾ [النور: 21]
لو تفكَّر المؤمن في طبيعة المعصية، وأنها اتباعٌ لخُطا عدوِّه الشيطان لنفرَ منها طبعُه، وارتجف وِجدانه، واقشعرَّ خياله. الشيطان يتربَّص بالمؤمن حتى يوقعَه في شَرَكه خطوةً خطوة، فيوشك مَن خطا أُولى الخطوات أن يصلَ إلى آخرها، فاقطع عن نفسك طريقَ الشيطان إليك من أُولى الخطوات إليه. مهما بدا للمرء أن ما يدعو إليه الشيطان يسير، أو ليس في فعله ضررٌ كبير، فليعلم أن مآل تتبُّعه الوقوعُ في حبال الفحشاء أو المنكر. ومَن ذا الذي يُغرِّر بنفسه بعد هذه الآيات ثقةً بعلمه وتديُّنِه وصبره دون أن ينظرَ إلى فضل الله عليه ورحمته؟! سَلِ الله من فضله دون أن يَعزُبَ عنك أن أعظم فضلٍ عليك طهارةُ قلبك وزكاة نفسك. إن السميع للهمَسات، العليمَ بالفعـــال والخطَـــرات، المزكي للأنفس، يجب أن يُقدرَ حقَّ قدره، ويُرجى منه فضله ورحمته. |
﴿لَّقَدۡ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكۡرِ بَعۡدَ إِذۡ جَآءَنِيۗ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِلۡإِنسَٰنِ خَذُولٗا ﴾ [الفرقان: 29]
أيُّ حال من الندامة سيكون عليها مَن عرَف القرآن فأغواه خليله عنه، حتى تمكن الضلالُ من قلبه؟! يبالغ الشيطان في خِذلان مَن يواليه؛ إذ يدَعه أحوجَ ما يكون إلى نصرته، وهو الذي كان قد حمله على مخالفة ربَّه! مَن لم يعتبر بالخبر في الدنيا عن خذلان الشيطان، سيعتبر في الآخرة بالعيان، ولكنه اعتبار غير نافع، لفوات محله وذهاب وقته. |
﴿هَلۡ أُنَبِّئُكُمۡ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ ﴾ [الشعراء: 221]
الشياطين محلُّ الإفك المبين، ولا يتنزَّلون إلا على أمثالهم من الكذَّابين، ولا عجَب، فشِبهُ الشيء منجذبٌ إليه. |
﴿تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ﴾ [الشعراء: 222]
الشياطين محلُّ الإفك المبين، ولا يتنزَّلون إلا على أمثالهم من الكذَّابين، ولا عجَب، فشِبهُ الشيء منجذبٌ إليه. |
﴿يُلۡقُونَ ٱلسَّمۡعَ وَأَكۡثَرُهُمۡ كَٰذِبُونَ ﴾ [الشعراء: 223]
أخبار السماء التي تلقيها الشياطين على آذان الكهنة الخبثاء جُلها كذب وافتراء، فلا يصِح الإقبال عليها والجزم بصدقها. |
﴿وَدَخَلَ ٱلۡمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفۡلَةٖ مِّنۡ أَهۡلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيۡنِ يَقۡتَتِلَانِ هَٰذَا مِن شِيعَتِهِۦ وَهَٰذَا مِنۡ عَدُوِّهِۦۖ فَٱسۡتَغَٰثَهُ ٱلَّذِي مِن شِيعَتِهِۦ عَلَى ٱلَّذِي مِنۡ عَدُوِّهِۦ فَوَكَزَهُۥ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيۡهِۖ قَالَ هَٰذَا مِنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِۖ إِنَّهُۥ عَدُوّٞ مُّضِلّٞ مُّبِينٞ ﴾ [القصص: 15]
نصرة المظلوم دين أوجبه الله تعالى على كل الأمم، وفرضه في جميع الشرائع. الأصل في النفس الإنسانيَّة هو الخير، وتلك هي الفِطرة التي فطر الله الناسَ عليها، فمَن انحرف عنها فذاك من نَزْغ الشيطان في نفسه. |
﴿وَعَادٗا وَثَمُودَاْ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَٰكِنِهِمۡۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَكَانُواْ مُسۡتَبۡصِرِينَ ﴾ [العنكبوت: 38]
تلك مساكنُ القوم عادٍ وثمودَ بعدما أصابهم العذاب ينطِق صمتها بالموعظة، ويرسُم خواؤها العِبرةَ وهي دارسةٌ بعد فناء أهلها. لا عذرَ لأمَّةٍ إن سلكت سبيل الغَيِّ والضلال، بعد أن حذَّرتها رسُل الله وأنذرتها، وأوضحت لها مَحجَّة سلامتها وحسن عاقبتها. قد يكون للرجل عقلٌ ينتفع به، وبين يديه دلائل هدًى ترشده، ولكن الشيطان يأتيه فيستهويه، ويجعله يغترُّ بعمله وماله، وقوته ومتاعه، حتى يَضِل ويَهلِك. |
﴿۞ وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ مِنَّا فَضۡلٗاۖ يَٰجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُۥ وَٱلطَّيۡرَۖ وَأَلَنَّا لَهُ ٱلۡحَدِيدَ ﴾ [سبأ: 10]
كلُّ نعمة إنما هي فضلٌ من الله سبحانه وتعالى، فليُدرك العبد مصدرها، تعظُم في عينيه. الجبال والطير وكل ما خلق الله تعالى من الخلق منقادٌ لأمر ربه، لا يسعه إلا تنفيذ ما أمر به. |
﴿وَمَا كَانَ لَهُۥ عَلَيۡهِم مِّن سُلۡطَٰنٍ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يُؤۡمِنُ بِٱلۡأٓخِرَةِ مِمَّنۡ هُوَ مِنۡهَا فِي شَكّٖۗ وَرَبُّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَفِيظٞ ﴾ [سبأ: 21]
ما سلَّ الشيطان على أتباعه من سيف ولا ضربهم بسوط، وإنما وعدهم ومنَّاهم فاغتروا، كما قال الحسن رحمه الله تعالى. يحفظ الله تعالى على العبد عمله حتى يوافيه، فيجازيه به دون أن يفوت منه صغير أو كبير. |
﴿إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمۡ عَدُوّٞ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ إِنَّمَا يَدۡعُواْ حِزۡبَهُۥ لِيَكُونُواْ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6]
مَن أخبر الله تعالى بأنه عدوٌّ، والواجب معاداته، فأي عاقل يوالي ذلك العدو ويطيعه بعد هذا؟! سلوك طريق الضلال الذي ينتهي بأهله إلى نار موقَدة هي غايةُ الشيطان من دعوة الإنسان، فليحذر الإنسان الاستجابةَ لدعوة عدوِّه. |
﴿۞ أَلَمۡ أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ ﴾ [يس: 60]
أولى بك يا بنَ آدم أن تعصيَ الشيطان وأن تتَّخذَه عدوًّا، فإن من تمام عبوديَّتك لربِّك أن تكفرَ بالشيطان وشركه، ولا يجتمع في قلبٍ تعظيمُ الله وتعظيم عدوِّه! |
﴿وَأَنِ ٱعۡبُدُونِيۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ ﴾ [يس: 61]
أمرنا الله بالتزام صراطه المستقيم، وأقسم الشيطان أن يُضلَّ عنه الخلقَ أجمعين، فاختر لنفسك ما تكون؛ وليًّا للرحمن أو عبدًا للشيطان! |
﴿وَلَقَدۡ أَضَلَّ مِنكُمۡ جِبِلّٗا كَثِيرًاۖ أَفَلَمۡ تَكُونُواْ تَعۡقِلُونَ ﴾ [يس: 62]
عداوة الشيطان للإنسان عداوةٌ ظاهرة واضحة وضوحَ الحقِّ والصراط القويم، فاعجَب لمَن يُقبل عليه بالطاعة، أليس لديه ذرَّة عقل؟! |
﴿فَسَجَدَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ كُلُّهُمۡ أَجۡمَعُونَ ﴾ [ص: 73]
حاز الملائكةُ أرفعَ درجات القُرب بما امتازوا به من امتثالهم أمرَ الله، واجتماع كلمتهم واتحاد صفوفهم في طلب رضاه. |
﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغۡوِيَنَّهُمۡ أَجۡمَعِينَ ﴾ [ص: 82]
المعركة مع إبليسَ مستمرَّة إلى قيام الساعة، فإنه ما طلب الإفساحَ في أجَله إلا لمزيدٍ من إغـواء الخلق وإضلال العباد؛ ﴿إنَّ الشيطان لكم عدوٌّ فاتَّخِذُوه عدُوًّا﴾ . الفطرة تُقرُّ بعزَّة الله وعظمته ووَحدانيَّته، ولكنَّ المستكبرين يأبَون إلا أن يخالفوا عنها، ويتنكَّبوا صراطها. طريق النجاة من كيد الشيطان محفوفٌ بالعقبات، من شبُهات وشهَوات، فمَن قهرها بالإيمان واليقين، وإخلاص العبادة لربِّ العالمين، فقد فاز وأنجح. |
﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ﴾ [فصلت: 36]
حظُّ الشيطان من ابن آدمَ إمَّا صدٌّ عن خير، وإمَّا إيقاعٌ في شر، فأمرَ الله عباده أن يستعيذوا به من الشيطان؛ فهو الملجأ سبحانه من تربُّص الشياطين، وهو السميع لدعاء المستجيرين، العليمُ بإخلاص المعتصمين. إن الذي خلق هذا القلبَ هو أعلم بما يُصلحه وما يُفسده، ولهذا أرشد عبادَه إلى الاستعاذة من الشَّيطان حين يطرق قلوبَهم. |
﴿وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ ﴾ [الزخرف: 62]
أغفَلُ الغافلين هو الذي علم عداوةَ الشيطان له، ومع هذا تراه يتَّبعه، ويتَّخذه وليًّا من دون الله بطاعته فيما يوسوس ويزيِّن. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَى ٱلشَّيۡطَٰنُ سَوَّلَ لَهُمۡ وَأَمۡلَىٰ لَهُمۡ ﴾ [محمد: 25]
زيَّن لهم الشيطان سُبل الفساد، وجــمَّل لهم طرُق الشهَوات، ففَتَرت عزائمهم، وخارت قُواهم من أن يَثبُتوا على طريق الحقِّ والهداية. مَن أطاع الشيطانَ زيَّن له الباطل، ومنَّاه بطول العمر، ومَن أمَّل بطول البقاء كان ذلك من أعظم أسباب ارتكاب الكفر والمعاصي. |
﴿إِنَّمَا ٱلنَّجۡوَىٰ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ لِيَحۡزُنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَيۡسَ بِضَآرِّهِمۡ شَيۡـًٔا إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ﴾ [المجادلة: 10]
اتِّباعُ شياطين الجنِّ والإنس مآلُه إلى الهموم والأحزان، في العاجل والآجـــل، ومَــن رامَ الطُّمَأنيـنةَ والسَّكينةَ التمسها في مخالفتهم. المسلم الحقُّ يراعي مشاعرَ إخوانه، فلا يأتي من الأفعال ما يُحزنهم أو يُدخل في نفوسهم الرِّيبةَ والتوجُّس. الحزنُ من العِلَل المُوهنة للعزيمة والمانعة من النهوض والتشمير، ومن ثَمَّ لم يكن شيءٌ أحبَّ إلى الشيطان من إدخال الحزن في قلوب المؤمنين. من توكَّل على الله حقَّ التوكُّل لم يخيِّب أملَه، ولم يُبطل سعيَه، وكفاه شرَّ الشيطان، وحفظه من وساوسه وكيده. إن انتابكَ شعورٌ بالضِّيق والحُزن فاعلم أنه من الشيطان، فاستعِن بالله وتوكَّل عليه، واستعِذ به من الهمِّ والحزَن. |
﴿ٱسۡتَحۡوَذَ عَلَيۡهِمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَأَنسَىٰهُمۡ ذِكۡرَ ٱللَّهِۚ أُوْلَٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱلشَّيۡطَٰنِ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ﴾ [المجادلة: 19]
إذا ما غفَلَ القلب عن ذكر الله حتَّى نسيَه، فسَدَ وماتَ وتمحَّضَ للشرِّ الخالص. فلنحيِ قلوبنا بدوام الذِّكر والشُّكر. مَن استغنى عن ربِّه وأطاع شيطانه وهواه، استغنى الله عنه وحرمَه من أعظم نِعَمه؛ نعمة الطاعة والذِّكر، وصلاح القلب والفِكر. أدركَ الشيطانُ بخُبثه أن من أعظم الخِذلان، غفلةَ العبد وطولَ النسيان، فأنسى أتباعَه ذكرَ الله، فهاموا في متاهات الحرمان. أول ما يصيب الإنسانَ من قيود الشيطان، تقييدُ لسانه عن الذِّكر والشُّكران، فإذا ما قُيِّد اللسان استسلم الجَنان، وتبعته سائر الأركان. هما حزبان ورايتان؛ فإمَّا أن تكونَ من حزب الله وتمضي تحت رايته، وإمَّا أن تكونَ من حزب الشيطان وتنقادَ لرايته، فاختَر لنفسك. |
﴿كَمَثَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ إِذۡ قَالَ لِلۡإِنسَٰنِ ٱكۡفُرۡ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّنكَ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [الحشر: 16]
إيَّاك أن تلقيَ بسمعك للمُبطلين المفسدين، فإنهم يزيِّنون لك الباطلَ ويغرونك به، ثم لا يلبثون أن يخذلوكَ ويدَعوك تواجه مصيرَك البائس وحدَك. استوى التابعُ والمتبوعُ في الخيبة والعذاب، فلا تنفع اعتذاراتُ التابعين؛ جزاءَ ما عطَّلوا من عقولهم وأسلموا من قيادهم لأهل الفجور. |
﴿فَكَانَ عَٰقِبَتَهُمَآ أَنَّهُمَا فِي ٱلنَّارِ خَٰلِدَيۡنِ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَٰٓؤُاْ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [الحشر: 17]
إيَّاك أن تلقيَ بسمعك للمُبطلين المفسدين، فإنهم يزيِّنون لك الباطلَ ويغرونك به، ثم لا يلبثون أن يخذلوكَ ويدَعوك تواجه مصيرَك البائس وحدَك. استوى التابعُ والمتبوعُ في الخيبة والعذاب، فلا تنفع اعتذاراتُ التابعين؛ جزاءَ ما عطَّلوا من عقولهم وأسلموا من قيادهم لأهل الفجور. |
﴿قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ ﴾ [الناس: 1]
مِن الناس مَن إذا أصابتهم نازلةٌ لجؤوا إلى أكابرهم وذَوي السَّطوة فيهم؛ طلبًا للحماية والمعونة، أفلا نتوجَّه إلى ملِك الملوك بطلب العَوذ والملجأ؟ لا يستهيننَّ أحدُكم بوساوس النفس، فكم من وَسوَسة انتهت بالمرء إلى أبعد الضَّلال، وذلك يقتضي الاستعاذةَ منها؛ تحصُّنًا بالله واعتصامًا به. |
﴿مَلِكِ ٱلنَّاسِ ﴾ [الناس: 2]
مِن الناس مَن إذا أصابتهم نازلةٌ لجؤوا إلى أكابرهم وذَوي السَّطوة فيهم؛ طلبًا للحماية والمعونة، أفلا نتوجَّه إلى ملِك الملوك بطلب العَوذ والملجأ؟ لا يستهيننَّ أحدُكم بوساوس النفس، فكم من وَسوَسة انتهت بالمرء إلى أبعد الضَّلال، وذلك يقتضي الاستعاذةَ منها؛ تحصُّنًا بالله واعتصامًا به. |
﴿إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ ﴾ [الناس: 3]
مِن الناس مَن إذا أصابتهم نازلةٌ لجؤوا إلى أكابرهم وذَوي السَّطوة فيهم؛ طلبًا للحماية والمعونة، أفلا نتوجَّه إلى ملِك الملوك بطلب العَوذ والملجأ؟ لا يستهيننَّ أحدُكم بوساوس النفس، فكم من وَسوَسة انتهت بالمرء إلى أبعد الضَّلال، وذلك يقتضي الاستعاذةَ منها؛ تحصُّنًا بالله واعتصامًا به. |
﴿مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ ﴾ [الناس: 4]
رُوي أن الشيطان جاثمٌ على قلب ابن آدمَ؛ فإذا ذكَر اللهَ خنَسَ، وإذا غفَلَ وَسوَسَ، فحريٌّ بنا أن نلزمَ الذِّكرَ باللسان والجَنان. إن الشيطان لا يمَلُّ ولا يسأم من الوسوسة والإفساد، فوجب على العبد ألَّا يفتُرَ لسانُه عن ذكر الله؛ وقايةً لنفسه من شروره. من مداخل الشيطان على بني الإنسان أنه لا يزالُ يوسوسُ في صدورهم بإثارة الشُّبُهات وتحريك الشكوك حتى يجنَحوا عن الإيمان، إلى درَكات الكُفران. ليس الخطر في الوَسواس بذاته، فإنَّ الشيطان لا يعدو في وسوسته الصُّدور، ولكن إن استقرَّ الوسواس في القلب أودى بصاحبه. |
﴿ٱلَّذِي يُوَسۡوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ ﴾ [الناس: 5]
رُوي أن الشيطان جاثمٌ على قلب ابن آدمَ؛ فإذا ذكَر اللهَ خنَسَ، وإذا غفَلَ وَسوَسَ، فحريٌّ بنا أن نلزمَ الذِّكرَ باللسان والجَنان. إن الشيطان لا يمَلُّ ولا يسأم من الوسوسة والإفساد، فوجب على العبد ألَّا يفتُرَ لسانُه عن ذكر الله؛ وقايةً لنفسه من شروره. من مداخل الشيطان على بني الإنسان أنه لا يزالُ يوسوسُ في صدورهم بإثارة الشُّبُهات وتحريك الشكوك حتى يجنَحوا عن الإيمان، إلى درَكات الكُفران. ليس الخطر في الوَسواس بذاته، فإنَّ الشيطان لا يعدو في وسوسته الصُّدور، ولكن إن استقرَّ الوسواس في القلب أودى بصاحبه. |
﴿مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ ﴾ [الناس: 6]
من أبناء جنسنا من البشَر مَن هم شرٌّ مكانًا ووَسوسةً من شياطين الجنِّ، ألَّا فاحذروا رِفاقَ السوء فإنهم أسُّ البلاء. قال قَتادة: (إنَّ من الجنِّ شياطين، وإن من الإنس شياطين، فتعوَّذ بالله من شياطين الإنس والجنِّ). |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
الأخوة الركوع جزاء السيئة بمثلها الزراعة أموال اليتامى التوكل على الله انتصار الروم على الفرس تواضع النبي للمؤمنين واجب الدولة في العمل على تحرير الأرقاء بالمال بئس الوِردُ المورود
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, December 27, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب