قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن جزاء المؤمنين في الدنيا والآخرة في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنۡهَا مِن ثَمَرَةٖ رِّزۡقٗا قَالُواْ هَٰذَا ٱلَّذِي رُزِقۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَأُتُواْ بِهِۦ مُتَشَٰبِهٗاۖ وَلَهُمۡ فِيهَآ أَزۡوَٰجٞ مُّطَهَّرَةٞۖ وَهُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [البقرة: 25]
كثيرًا ما تعقُب آياتُ الوعد والتبشير، آياتِ الوعيد والتحذير، ليحلِّقَ المؤمنُ إلى رضا مولاه القدير، بجناحَي الرغبة والرهبة. أيها الداعيةُ، احمِل إلى المستجيبين للحقِّ عبيرَ البُشرَيات، ونسيمَ العاقبة الحسنة للإيمان والصالحات. جنَّة جمعت كلَّ اللذائذ؛ من مسكنٍ ومطعمٍ ومَنكح، وكان الخلود فيها تمامَ نعيمها، والأمانَ من زوال سُرورها، ألا تستحقُّ التشمير لها؟! |
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [البقرة: 82]
الجنَّة، ما الجنَّة؟ إنها دار المؤمنين المتَّقين، العاملين في رضا ربِّ العالمين، يخلدون فيها بسلام، ويتقلَّبون في نُعماها بأمان. |
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمۡ عَذَابٗا شَدِيدٗا فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّٰصِرِينَ ﴾ [آل عمران: 56]
ويلٌ لمَن أُقيمت عليه الحُجَّة ولم يقبل الحقَّ، ويلٌ له في الدنيا بما سيُصيبه بأيدي المؤمنين أو بقوارع الدهر ومصائبه، وويلٌ له في الآخرة بالعذاب الشديد. |
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ لَّهُمۡ فِيهَآ أَزۡوَٰجٞ مُّطَهَّرَةٞۖ وَنُدۡخِلُهُمۡ ظِلّٗا ظَلِيلًا ﴾ [النساء: 57]
لا تستهِن بجُرمٍ يعاقب الله عليه بنارٍ كلَّما التهمَت مكامنَ الإحساس تجدَّدت؛ ليتجدَّدَ الألم ويدومَ العذاب. بعزَّته تعالى غلب أهلَ معصيته فأدخلَهم نارَه، وبحكمته عذَّبهم وأوجعهم، فسبحانه لا يغالبه شيءٌ إلا غلبه، ولا يَجزي أحدًا سوءًا إلا كان أهلًا له. إن المؤمنين في الجنَّة مع ما هم فيه من التكريم ينعُمون بظلٍّ ظليل، باردٍ كريم، وإن الكافرين في النار مع ما هم فيه من العذاب ﴿لهُم من فَوقِهِم ظُلَلٌ منَ النَّارِ ومن تحتِهم ظُلَلٌ﴾ . ما أكثرَ نعيمَ الجنَّات؛ إلا أنه اقتصر هنا على بعض المقدَّم لدى الإنسان من اللذَّات، ومنه بهجةُ المنظر، وأُنسُ الزوجات! كلُّ ما في الجنَّة من نعيمٍ فهو أحسنُه وأكملُه، ولا يَشوبه شيءٌ من الكدَر الحسيِّ ولا المعنويِّ، فالظلُّ متَّصلٌ معتدل على أجمل أحواله. |
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٗاۚ وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلٗا ﴾ [النساء: 122]
ما أجملَه من منزلٍ لم تَبنِه أيدي البشر! نعتَه سبحانه لعباده بأبدع النعوت، وأخبرهم أن ساكنه يُنعَّم فيه أبدًا، فأيُّ عرضٍ أعظمُ من هذا؟ وأين المشمِّرون؟ لو أوقفتَ مؤمنًا صادقَ الإيمان على الوعدين، فهل سيفكِّر لحظةً أيُّ الوعود أصدق؟ أوَعدُ الله لأوليائه، أم وعدُ إبليسَ لقرنائه؟ |
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَيُوَفِّيهِمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسۡتَنكَفُواْ وَٱسۡتَكۡبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا ﴾ [النساء: 173]
الإيمان والعمل الصالح يورثان التواضعَ الذي يجعل الإنسان عبدًا لربِّه، ومَن كان كذلك نال الأجرَ العظيم، والزيادةَ من المعطي الكريم. حين يرى المستنكِفُون ثوابَ أهل الطاعة، ثم يُشاهدون ما يستحقُّونه من العقوبة؛ فإن آلامهم تَزيد، وحسَراتِهم تعظُم. فليستكبر مَن شاء كيف يشاء، وليعتدَّ بأهل القوَّة والشرف كما يريد، ولكن أيُّ وليٍّ ينصرُه من بأس الله إن جاءه، في يومٍ لا يُغني فيه جاهٌ ولا مال؟ |
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعۡتَصَمُواْ بِهِۦ فَسَيُدۡخِلُهُمۡ فِي رَحۡمَةٖ مِّنۡهُ وَفَضۡلٖ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَيۡهِ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا ﴾ [النساء: 175]
يقوى إيمانُ القلب والتزامُه، ما كان بالله وحدَه اعتصامُه، فإذا اتَّكل على عقلِه، واعتمد على حَولِه، فقد نزغَت به نفسُه وشيطانُه. ألا تحبُّ أن تدخُلَ في رحمة الله وفضله؟ اجعل الإيمانَ به يدخل قلبَك، والاعتصامَ به يملأ حياتَك، تَسعَد في العاجلة والآجلة. |
﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٌ عَظِيمٞ ﴾ [المائدة: 9]
الوعد بالمغفرة والأجر العظيم يحثُّ المؤمنين على العدل مع المؤالف والمخالف؛ ليكونوا بذلك متجرِّدين عن نوازع الدنيا؛ فيرتقوا إلى تلك الوعود العُليا. مهما اجتهد العابدُ في تحقيق الإيمان والعمل، فلا بدَّ من هَناتٍ وزلَل، يفتقرُ معها العاملُ إلى مغفرة ربِّه، ولا يعوِّل فيها إلا على واسع فضله ومَنِّه. مع أن الثوابَ محضُ فضلٍ من الجواد الكريم، جعله الله تعالى بمنزلة أُجرة الأجير، فمَن عمل كما طُلِب منه، نال من الله فوق تاق إليه. صلاح العمل مع الإيمان شرطُ حصولِ المغفرة والأجر العظيم، فاللهم نسألك صلاحَ النيَّة وصلاحَ العمل. |
﴿إِلَيۡهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقًّاۚ إِنَّهُۥ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ بِٱلۡقِسۡطِۚ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ شَرَابٞ مِّنۡ حَمِيمٖ وَعَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ ﴾ [يونس: 4]
أليس القادرُ على بَدءِ الخَلق قادرًا على إعادته؟ فكيف لعاقلٍ أن يؤمنَ بالأُولى ويُنكر الآخرة؟! أحسِن العملَ، فهناك جزاءٌ ينتظرُك عند الله تعالى، وجِدَّ في سيرك إلى ربِّك، لعلَّك أن تظفر بالدرجات العُلى. ما أعظمَ ما ينتظرُ الكافرين من العذاب! فهل من عاقلٍ يَعرفُ خطأه، ثمَّ يتمادى في البعد عن الصواب؟ |
﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ طُوبَىٰ لَهُمۡ وَحُسۡنُ مَـَٔابٖ ﴾ [الرعد: 29]
العمل الصالحُ هو قِوامُ الإيمان، فلا بدَّ من الإذعان للحق، ثم العمل به، ثم السيرِ على مقتضى الإيمان في الحياة كلِّها. ما أنعمَ حياةَ المؤمنِ الدنيوية والأخروية! فدنياه محفوفةٌ بطيب العيش المطمئن، وآخرتُه معمورةٌ بكلِّ ما تقَرُّ به الأعين. |
﴿وَأُدۡخِلَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡۖ تَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا سَلَٰمٌ ﴾ [إبراهيم: 23]
ما أحسنَ متعةَ الأبصار بذلك المنظر البهيج في الجنَّة، حيثُ الظِّلالُ والماء والخُضرة! وما أسعدَ النفوسَ بالائتلاف والأمن والسلام في ذلك المكان الأمين! اعمل صالحًا ولا تغترَّ به، فتحسبَ أنه وحدَه وسيلتُك إلى الجنة؛ لأن دخولَ الجنة لا يكونُ إلا بإذن الله ورحمته. |
﴿يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّٰلِمِينَۚ وَيَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ ﴾ [إبراهيم: 27]
اللهم يا مقلِّبَ القلوبِ ثَبِّت قلوبَنا على طاعتك، فإننا لا نستغني عن تثبيتك لها طرفةَ عين؛ لا في الحياة الدنيا وبلوائها، ولا عند الموت وشدته، وفي القبر وامتحانه. ثبات المؤمنِ على الطريق المستقيم إنما هو بتثبيتِ الله له، لا بحرصِه ولا بقدرته، فعليه أن يشكرَ اللهَ على هذه النعمة. على العبدِ أن يكثرَ من الإقبال على ربه، وإلقاءِ أزِمَّة الافتقار بين يديه، طمعًا في تثبيته، وخوفًا من أن يُوكَلَ إلى نفسه، ويؤاخذ بظلمه. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجۡرَ مَنۡ أَحۡسَنَ عَمَلًا ﴾ [الكهف: 30]
أحسنُ العمل ما أُريد به وجهُ الله تعالى، وأصاب السنة، ومَن وُفِّق إليه فليهنأ بجزاء الله الكريم في الدنيا قبل الآخرة. ماذا ينتظر العبد أكثر من هذه البشرى؟! ألا فلنسابق إلى فعل الطاعات، والإكثار منها، فقد تعهَّد الله لنا بحسن الجزاء، وهو سبحانه أهلُ الكرم في الوفاء. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَانَتۡ لَهُمۡ جَنَّٰتُ ٱلۡفِرۡدَوۡسِ نُزُلًا ﴾ [الكهف: 107]
أيُّ ضيافةٍ أعظمُ من ضيافة فيها نعيمُ القلوب والأرواح والأبدان، ونعيم القرب من الله ورؤيته، وسماع كلامه ونيل رِضوانه؟ |
﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُدۡخِلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ ﴾ [الحج: 14]
مَن عبدَ اللهَ انتفع بعبادته، فأدخله ربه دار كرامته، وأما غيره فلا يَنفع ولا يُنجي. للهِ تعالى سلطانٌ لا يُحَد، وقدرة ومشيئة مطلقة على كل أحد، يفعل ما يريد دون معترض أو معوِّق، وما سواه من المعبودات الباطلة عاجز لا يملك ضَرًّا ولا نفعًا. |
﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُدۡخِلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ يُحَلَّوۡنَ فِيهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٖ وَلُؤۡلُؤٗاۖ وَلِبَاسُهُمۡ فِيهَا حَرِيرٞ ﴾ [الحج: 23]
ما أجملَ أسلوبَ القرآن الكريم في الوعظ والإرشاد! فبعد أن كادت القلوبُ تنخلع خوفًا من ذكر النار وما فيها جاء ذكرُ الجنَّة وصفة أهلها وما يلقَون فيها، فملأ القلوبَ بالرجاء، فأصبحت راغبة وراهبة. شتَّانَ بين حال مَن ثيابُه النيران واللهب، وحالِ مَن يتزيَّن باللؤلؤ والحرير والذهب. |
﴿فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ ﴾ [الحج: 50]
مَن واجهَ دعوةَ الرسل بالتكذيب والاستهزاء واستعجال العذاب فهو إلى الإنذار أحوج منه إلى التبشير، ففي الإنذار ترهيبٌ يحجُز عن الاستمرار في الإصرار على تلك الخطايا. ليس بين الأنبياء وأقوامهم صراعاتٌ شخصية ليطلبوا النكاية بهم، ولا مصالح دنيوية ليتزلفوا إليهم، وإنما هم مبلِّغون ومنذِرون، فمَن آمن من قومهم فلنفسه، ومَن كفر فعليها. رزقُ الله الكريم الذي وعد به عباده المؤمنين وافرٌ، فما أسعد مَن ناله، وحقق في ظله آماله! |
﴿ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَئِذٖ لِّلَّهِ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فِي جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ ﴾ [الحج: 56]
ما أعظمَ ذلك اليومَ الذي لا ملكَ فيه لأحد إلا لله، ولا يدَّعي ذلك أحدٌ سواه، وقد كان في الدنيا خَلقٌ يدَّعون الملكَ وينازعون فيه! إن نعيمَ الجنة نعيمٌ لا يقدر على وصفه الواصفون، ولا تستطيع إدراكه عقولُ المخلوقين، وهو نعيم للقلب والروح والبدن، فما أحسنه من نعيم، وأعظمه من تكريم! |
﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡـٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ﴾ [النور: 55]
لمَّا كان الصحابة أقومَ الناس بعد رسول الله ﷺ بأوامر الله تعالى وأطوعهم له مكَّنهم الله من سيادة العباد وحكمِ البلاد، ونصرهم حين أظهروا كلمتَه وانتهجوا محجَّتَه. من أنفع الأشياء في رسوخ الإيمان بعد تدبُّر القرآن العظيم وكلام رسوله الكريم مطالعةُ السِّيَر والفتوحات. إنما يكون تمكين الدين في القلوب قبل أن يكون في تصريف الحياة وتدبيرها، فمَن كان طالبًا له لأمته فليحققه أولًا في نفسه قولًا وعملًا. أول طريق المؤمنين الممكَّن لهم خوفٌ وتضحيات، وعُقباه أمنٌ وأُعطيات. من فضل الله تعالى وكرمه على عباده أن جعل لهم حقًّا عليه بأن يُعزَّهم ويحفظهم ويحميهم ويمكِّن لهم، إذا ما وحَّدوه وعبدوه. اعتبِر بحال المسلمين يوم ملكوا خلافة الأرض مشارقها ومغاربها، فلما فسقوا عن أمر ربهم ذلوا وضاعوا، ولو عادوا إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم لعاد إليهم عزهم وسلطانهم. |
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَحۡسَنَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [العنكبوت: 7]
فليطمئنَّ المؤمنون العاملون إلى حسن جزائهم، وليصبروا على تكاليف دعوتهم، وليثبُتوا على ابتلائهم، فثمَّة أملٌ مشرقٌ تتغَلغَل أنواره من خلال التكاليف والمشاقِّ لا يراه إلا ذوو البصائر الصابرون. |
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَنُدۡخِلَنَّهُمۡ فِي ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾ [العنكبوت: 9]
سَلِ الله تعالى أن يُدخلَك في عباده الصالحين؛ فإنها منزلةٌ في الكمال عالية، قد سأل الأنبياءُ ربَّهم أن يُبلغَهم إيَّاها. |
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ غُرَفٗا تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ نِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ ﴾ [العنكبوت: 58]
شتَّان بين مَن يحيط به العذابُ الأليم، ومَن يحيط به النعيم المقيم، فعذاب الكافرين يحيط بهم من فوقهم ومن تحت أرجلهم، ونعيمُ المؤمنين يغشاهم في غرفٍ عالية، وفي أنهار من تحتهم جارية. فرق واسعٌ وبَون شاسعٌ بين قوم يؤمَرون بذوق العذاب المُهين، وقومٍ يُثني ملكهم سبحانه على نعيمهم، ويجعله بفضله أجرًا على عملهم. طلَّق العقلاء الخمولَ والفتور، وركبوا إلى أجر ربِّهم صهَوات العمل والجِدِّ، راجين الخلود في النعيم المقيم، والنجاةَ من العذاب الأليم. |
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَهُمۡ فِي رَوۡضَةٖ يُحۡبَرُونَ ﴾ [الروم: 15]
الذين لاقَوا ربَّهم بما يحبُّه من الطاعات، لا تنقطع عنهم أنواع الملذات، في روضات الجنَّات. |
﴿لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [الروم: 45]
ثواب الله للمؤمن هو محضُ تفضُّل من جنابه الكريم، فإنَّ أحدًا لا يستحقَّ الجنَّة بعمله، فلا يغترنَّ امرؤٌ بما يعمل، ولا يُدِلَّنَّ به. طوبى لمن اجتهد في عملِ ما يحبُّه مولاه، من الإيمان وعمل الصالحات، فتلك محابُّ الله التي تنجي العبد، وأمَّا من حُرم محبَّته فقد حُرم فضله. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمۡ جَنَّٰتُ ٱلنَّعِيمِ ﴾ [لقمان: 8]
ما في جنة الله سبحانه التي أعدها لعباده المؤمنين إلا النعيم المقيم، وأما الأكدار فدارها النار، وليس لها إلى جنان النعيم من سبيل. بلغ من فضل الله جلَّ وعلا على العباد أن أوجب على نفسه الإحسانَ إليهم جزاءَ إحسانهم، وما كان إحسانهم إلا لأنفسهم، وأمَّا هو سبحانه فما أغناه عنهم! بل هو سبحانه الذي هداهم ليُحسنوا. بعزَّة الله سبحانه وبحكمته وفَّق مَن وفَّقه وأثابه، وخذل مَن خذله وعاقبه. |
﴿أَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ جَنَّٰتُ ٱلۡمَأۡوَىٰ نُزُلَۢا بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [السجدة: 19]
أيها المؤمن، أنت في هذه الدنيا ضيفٌ في دار غربة، وأمَّا مأواك ومستقرُّك ففي الجنَّة، فتزوَّد من الخير في دار غربتك، إلى دار إقامتك. |
﴿لِّيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ ﴾ [سبأ: 4]
لا تعجَب إن رأيت مسيئًا يُمتَّع بلذَّات الدنيا، ومحسنًا يعيش في آلامها، فمن حكمة الله تعالى أن جعل الآخرة هي دارَ الجزاء، وأمَّا الدنيا فإنها دار ابتلاء. للعبد عند بارئه مغفرةٌ يجود بها عليه لحسن إيمانه، ورزقٌ كريمٌ يتصدَّق به عليه لصالح عمله، وحاشا لله أن يضيعَ أجر مَن أحسن عملًا. |
﴿ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٞ كَبِيرٌ ﴾ [فاطر: 7]
كن من أهل الإيمان الصادق، والعمل الصالح الخالص، وأبشر بمغفرة ربِّك وأجره الكبير لك. |
﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ ﴾ [غافر: 51]
خير نصرٍ يُنصَره المؤمنون في الدنيا هو توفيق الله لهم إلى الهداية والاستقامة، أمَّا النصرُ الحقيقيُّ فهو النصر في الآخرة بالنجاة والفوز برضا الله تعالى. إنه وعدٌ من الله بتأييد أوليائه ونصر أصفيائه؛ نصرٌ بالحُجَّة، ونصرٌ في الجهاد؛ ﴿وَعْدَ اللهِ حَقًّا ومَن أصدَقُ من الله قِيلًا﴾ . سُنن الله في خَلقه لا تتخلَّف، ومنها أنه ينصُر أتباعَ الأنبياء، الذين هم لرسالتهم أوفياء، فهل نكون منهم لنفوزَ بالنصرَين؛ نصرِ الدنيا ونصر الآخرة؟ |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٖ ﴾ [فصلت: 8]
لمَّا آمنوا بالله تعالى ولقائه، وعملوا الصالحات وأدَّوا الزكاة ابتغاء وجهه، خلافًا للكافرين المشركين به؛ كان أجرهم عند الله يوم يلقَونه عظيمًا ممدودًا، غيرَ منقطع ولا محدود، فعملوا في الدنيا يسيرا، وكان أجرهم في الآخرة كبيرا، فما أعظمَ فضلَ الإيمان على أهله! |
﴿تَرَى ٱلظَّٰلِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعُۢ بِهِمۡۗ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فِي رَوۡضَاتِ ٱلۡجَنَّاتِۖ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمۡۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ ﴾ [الشورى: 22]
لن تُغنيَ عنك حسرتُك شيئًا يوم القيامة، أيُّها العاصي الغافل، فهلَّا تُبتَ إلى ربِّك قبل ذلك الموقف العصيب؟! لا تزال النفس تتطلَّع إلى روضات الدنيا وبهجتها، فما الظنُّ بروضات الجنَّات، وفيها ما لا يخطُر على قلب بشر، ألا تستحقُّ منَّا العمل؟ نعيم الدنيا كلُّه لا يَعدِل شيئًا بإزاء مقامِ أدنى أهل الجنَّة منزلةً، فالفضل الكبير حقًّا هو فضل الله على أهل طاعته في الآخرة، جعلنا الله منهم. |
﴿وَيَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦۚ وَٱلۡكَٰفِرُونَ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞ ﴾ [الشورى: 26]
الإيمان سببٌ لكلِّ خيرٍ في الدنيا ورفعةٍ في الآخرة، وما امتلأ قلبٌ بالإيمان إلا لقيَ صاحبُه من فضل الله أضعافَ ما يرجوه ويؤمِّله. استجابة المؤمنين لله عطاءٌ من ربِّهم إليهم، وفضلٌ منه عليهم، فلا تعجَب إن كافأهم عنها بمزيدٍ من فضله، فهو أكرم الأكرمين. المؤمنون حملهم إيمانُهم على الاستجابة والطاعة ففازوا، والكافرون خلت قلوبُهم من الإيمان فباؤوا بسخَط الله وعذابه. |
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَيُدۡخِلُهُمۡ رَبُّهُمۡ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡمُبِينُ ﴾ [الجاثية: 30]
حُقَّ للمؤمنين أن يُقدَّموا في الذكر هنا إكرامًا لهم، وتبشيرًا بجزائهم، وتعجيلًا لمسرَّتهم، وإغاظةً للكافرين من أعدائهم. فاز الصالحون بالاجتباء والتوفيق للطاعات في الدنيا، ويتأكَّد فوزهم ويظهر مبينًا يوم القيامة بما ينالونه من جنَّاتٍ وكرامات وخيرات. |
﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُدۡخِلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأۡكُلُونَ كَمَا تَأۡكُلُ ٱلۡأَنۡعَٰمُ وَٱلنَّارُ مَثۡوٗى لَّهُمۡ ﴾ [محمد: 12]
أكرِم بها من وِفادة حين يكون الله هو مَن يُدخلهم! فما أروعَه من استقبال لوفد الجنان! وما أعظمَها من حَفاوة وترحيب وإكرام! لا شُغل للأنعام في الحياة إلا الأكل والشرب والتمتُّع، وهي في غفلة عمَّا ينتظرها عند الذبح والنحر، وكذا الكافر غافلٌ عن مصيره المنتَظر. إذا تساوى الإنسانُ مع الأنعام فقد ذهبت إنسانيَّته واندثرت معالمها، فينطلق إلى متاعه وشهَواته التي لا ضابط لها ولا حارس عليها. |
﴿مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ تَرَىٰهُمۡ رُكَّعٗا سُجَّدٗا يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗاۖ سِيمَاهُمۡ فِي وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِۚ وَمَثَلُهُمۡ فِي ٱلۡإِنجِيلِ كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطۡـَٔهُۥ فَـَٔازَرَهُۥ فَٱسۡتَغۡلَظَ فَٱسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ يُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِنۡهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمَۢا ﴾ [الفتح: 29]
خلَّد الله ذكرَ الصحابة ورفع شأنهم؛ لأنهم ناصروا دينه، وآزروا نبيَّه ﷺ، فحقَّت لهم الرفعة، ووجب لهم الثناء. المنهج المستقيم في الولاء والبراء يتمثل بالشِّدَّة على الكافرين، والرحمة بالمؤمنين، فمَن عكسَ القضيَّة فقد خالف ما كان عليه الرسول وأصحابه. جمع الله لهؤلاء المؤمنين بين الشدَّة والرحمة؛ إيماءً إلى أصالة آرائهم وحكمة عقولهم، وأنهم يتصرَّفون في أخلاقهم وأعمالهم تصرُّفَ الحكمة والرُّشد، فلا تغلِب على نفوسهم مَحمَدةٌ دون أخرى، ولا يندفعون إلى العمل بالجِبِلَّة وعدم الرؤية. مَن انقطع إلى الله وصله الله، ومَن أراد صِلةً بمولاه فليلزم الصلاة، فهي مفتاح كلِّ خير، وأصل كلِّ سعادة. لم يكن يَشغَلهم عن ربِّهم بَهرَجُ هذه الدنيا، ولم يكونوا يسعَون لتحصيل زخارفها، بل أسمى غاياتهم رضوان ربِّهم. قال الإمام مالك: (مَن أصبح في قلبه غَيظٌ على أحد من أصحاب رسول الله ﷺ فقد أصابته الآية). لئن سبق السابقون بنصرة النبيِّ والوقوف معه، إن للاحقين بابًا يدركونهم منه إذا أحبُّوهم وقاموا بما قاموا به، والمرء مع مَن أحبَّ. |
﴿يَوۡمَ تَرَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَسۡعَىٰ نُورُهُم بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَبِأَيۡمَٰنِهِمۖ بُشۡرَىٰكُمُ ٱلۡيَوۡمَ جَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ﴾ [الحديد: 12]
من إكرام الله للصالحين من عباده أنه يؤتيهم يوم القيامة نورًا يمتازون به، ويتفاضلُ هذا النورُ بتفاضُل إيمانهم وبِرِّهم في الدنيا. أنوارُ الآخرة تصنعُها أعمالُ الدنيا، فأضئ طريقَ آخرتك بمصابيح الأعمال الصالحة. أعظمُ الفوز أن يُبشَّرَ المؤمن برضا الله عنه، وبما أعدَّ له من جنَّات ونعيم. |
﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونِۭ ﴾ [الانشقاق: 25]
لذائذ الدنيا ومُتَعُها مهما طالت وتكاثرت فإنها إلى انقطاعٍ وفناء، أمَّا لذَّاتُ الآخرة ونعيمُها فإنها إلى دوامٍ ونماء، أفلا نعمل لها؟ |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمۡ جَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡكَبِيرُ ﴾ [البروج: 11]
الفوز الكبير ليس في انتصارٍ دنيويٍّ، ولا غَلَبة عاجلة، ولكنَّه في فوز الآخرة، فهنيئًا لشهداء الأُخدود. ليس في القرآن كلِّه وصفٌ للفوز بالكبير إلَّا لأصحاب الأُخدود؛ لعَظيم منزلتهم. الانتصار الحقيقيُّ هو انتصار المبادئ والقيم، وهاهم أُولاءِ أصحابُ الأُخدود قد انتصروا على قاتليهم مع أنهم قضَوا حرقًا. |
﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٖ ﴾ [التين: 6]
الإيمان والعمل الصالح حصنٌ حصين للإنسان، يحفظ عقله وروحه من الآثام، فيحيا سعادة الدارين وهناء العيشتين. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ خَيۡرُ ٱلۡبَرِيَّةِ ﴾ [البينة: 7]
باب الخيريَّة مفتوحٌ على مِصراعَيه، فأين الوالجون؟ هلَّا جمعتَ إلى صدق إيمانك، وثبات يقينك، حُسنَ القول والعمل، لتكونَ منهم! الإيمان يرفع صاحبَه إلى أعلى درجات العزِّ والمجد، وهو المعيار الحقيقيُّ لتصنيف الناس بين صالحٍ وطالح، ومحسنٍ ومسيء. |
﴿جَزَآؤُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَشِيَ رَبَّهُۥ ﴾ [البينة: 8]
لولا الخشيةُ لم يترك العبد المناهيَ والمعاصي، ولا استعدَّ ليومٍ يؤخَذ فيه بالنَّواصي، فهي مِلاكُ السعادة الأبديَّة، وقِوامُ الفوز بالرتب العليَّة. رضُوا عن ربِّهم فيما شَرَع لهم وقضى، مُذعِنين لأمره، مسلِّمين لقضائه، فقَبِلَ منهم ورضي عنهم، وبوَّأهم مقاعدَ الخلود في جنَّات النعيم. |
﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ﴾ [العصر: 3]
بالإيمان والعمل الصَّالح يرتقي الإنسانُ بنفسه، وبالتَّواصي بالحقِّ والصبر يرتقي بغيره، وباجتماع الأربعة يسلَم من الخَسار، ويظفَر بالثِّمار. لا يقتصر نفعُ المؤمن على نفسه، ولكنَّه يعمُّ أهلَه وإخوانه والآخرين، فهو كدَوحةٍ وارفة الظلِّ يتفيَّأ بها كلُّ عابر، ويأكل من ثمَرها. في الأمر بالتَّواصي إرساخٌ لضرورة اجتماع أهل الإيمان على البِرِّ والتقوى، ﴿واصبِر نفسَكَ معَ الَّذينَ يَدعُونَ رَبَّهُم بالغَداةِ والعَشِيِّ يُريدُونَ وَجهَه﴾ . التَّواصي بالحقِّ يقتضي أن تحرِصَ على صُحبة الأخيار؛ امثالًا لأمر النبيِّ الهادي ﷺ: «لا تُصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامَك إلا تقي». قال الشافعيُّ رحمه الله: (لو ما أنزل الله على عباده حُجَّةً إلَّا هذه السُّورة لكفَتهُم). |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
الدار الآخرة جنة الخلد التحصين من الشيطان أم موسى الاستثناء فضل الله وصف الإيمان بالنور ماروت التنابز بالألقاب الجهاد في سبيل الله
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, December 27, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب