قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن الحيوانات والحشرات في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمۡ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمۡ وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيۡطَٰنَ وَلِيّٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدۡ خَسِرَ خُسۡرَانٗا مُّبِينٗا ﴾ [النساء: 119]
لا حِيلةَ لإبليسَ في الإضلال أقوى من إلقاء الأمانيِّ الباطلة في قلوب الخلق. لم يزل إبليسُ بالناس حتى زيَّن لهم الضلال، فصاروا يبتغون الجنَّة بعمل أهل النار. لا يتَّخذُ عقلاءُ الناس الشيطانَ وليًّا من دون الله، إلا أنهم بطاعتهم له طاعةَ الوليِّ، وتركِ ما أمرَهم به ربُّهم قد اتخذوه وليًّا من دون خالقهم. أيصحُّ في أذهان أولي الألباب أن يتولَّى المرءُ مَن لا تعود ولايتُه عليه إلا بالضَّرر، ويدَعَ موالاة مَن لا غِنى له عنه طرفةَ عين؟ |
﴿حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦ وَٱلۡمُنۡخَنِقَةُ وَٱلۡمَوۡقُوذَةُ وَٱلۡمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيۡتُمۡ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَن تَسۡتَقۡسِمُواْ بِٱلۡأَزۡلَٰمِۚ ذَٰلِكُمۡ فِسۡقٌۗ ٱلۡيَوۡمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِۚ ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ فِي مَخۡمَصَةٍ غَيۡرَ مُتَجَانِفٖ لِّإِثۡمٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [المائدة: 3]
ما من عاقلٍ إلا ويُدرك أن الحكيم تعالى لا يأمرُ بغير الحكمة، وإن قصَّر عِلمُه عن إدراكها، ويزيدُه يقينًا ما تُبديه الأيام من حِكَم التشريع تحريمًا وتحليلًا. النيَّة ميزانٌ يُعرَف به صلاحُ الأعمال من فسادها، وصحَّتُها من بُطلانها، فمَن ذبحَ لغير الله كان حرامًا ولو ذَكر اسمَ الله عليه. مَن استقسمَ بالأزلام، للإقدام أو الإحجام، فقد جَنى على دينه ودنياه وعقلِه، ولا شفاءَ له إلا الفِرارُ إلى التوحيد الخالص. الإسلام كالشمس؛ لا يستطيع عُشاقُ ظلام الكفر حجبَها عن العالَم، غيرَ أنهم قد يُكدِّرون الأجواءَ حتى لا يراها بعضُ الناس على صفائها ونقائها، ولكن أنّى للقَتَر البقاءُ في الآفاق؟! هـــذا الإسـلامُ بكمــاله وتمامه، فأيُّ يدٍ إليه بالإبطال تمتد؟ وأيُّ قوةٍ بشرية قادرةٌ على إطفاء نورٍ أضاءه الواحدُ الأحد، وأيُّ عاقلٍ يرفض دينًا رضيَه اللهُ إلى أبدِ الأبد؟! الإسلام أعظمُ نعمة، فالواجب شكرُهـــا، والعملُ بمحتواها، فمَـن كفرَها ورفضَها فقد استنزلَ أعظمَ نقمة، واستبدلها بأعظمِ نعمة. امتدَّ ثوبُ الكمال والتمام على هذا الدين فلم يبقَ فيه خَرقٌ أو نَقص، فمَن نظر فيه يبغي قُصورَه رجع بصرُه خاسئًا وهو حسير. إكمال الدين، وإتمامُ النعمة، ورضا الله به لعباده؛ كلماتٌ توجب شكرَ الله وتعظيمَه على هذا الإكرام، والقيامَ بما جاء به دينُ الإسلام. قد رضيَ الله تعالى للناس خيرَ دينٍ وأكملَه، فما حُجةُ مَن يرفضه ويختار غيرَه؟ |
﴿وَمَا مِن دَآبَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا طَٰٓئِرٖ يَطِيرُ بِجَنَاحَيۡهِ إِلَّآ أُمَمٌ أَمۡثَالُكُمۚ مَّا فَرَّطۡنَا فِي ٱلۡكِتَٰبِ مِن شَيۡءٖۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يُحۡشَرُونَ ﴾ [الأنعام: 38]
كم من الأحياءِ حولك ينطِقُ انتظامُها بأن خالقَها ومُدبِّرَها واحد! لو قرأتَ عن عوالم الأحياء لرأيتَها كعالمنا؛ مقدَّرةٌ أرزاقُها، معدودةٌ أجناسُها، محدودةٌ آجالُها. اللوح المحفوظُ كتابٌ حفظ كلَّ ما هو كائنٌ إلى يوم المعاد، والقرآنُ الكريم كتابٌ حفظ للخلق أحكامَ الصلاح لدنياهم وآخرتهم. |
﴿۞ إِنَّ ٱللَّهَ فَالِقُ ٱلۡحَبِّ وَٱلنَّوَىٰۖ يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَمُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتِ مِنَ ٱلۡحَيِّۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ ﴾ [الأنعام: 95]
مَن نظر إلى هذا الكون الفسيح بعين التدبُّر والتأمُّل، وجد فيه دلائلَ باهرة، وحُججًا على قدرة الله ظاهرة، غيرَ أن الغفلةَ قد تَصرِفُ الفِكرةَ عن العِبرة. ذلكم الفاعلُ الأفعالَ العظيمةَ هو الذي يعرفه الخلقُ باسمه الدالِّ على أنه الإلهُ الحقُّ، فلا تَعدِلوا به أحدًا، فلا موجِبَ يصرفُكم عن توحيده. |
﴿وَمِنَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ حَمُولَةٗ وَفَرۡشٗاۚ كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ ﴾ [الأنعام: 142]
الأنعامُ كلُّها على اختلاف أحوالها ومنافعِها هي من فضلِ الله، فكيف يُطاع فيها عدوُّ الله؟! تحريمُ ما أحلَّ الله وتحليلُ ما حرَّم الله من تَتبُّعِ خطوات الشيطان، وهو معلوم العداوة للإنسان، فالعاقل من عصاه، ولم يتتبع خطاه. لِينظر المرءُ في حركاتِه أين يضعُ خطواتِه، حتى لا يطأ موطئًا سبقَه إليه إبليس؛ فإنه إذا وقع في شِراكه فقد سقطَ في هلاكه، بحسب إيغالِه في اتباعه. |
﴿وَٱلۡأَنۡعَٰمَ خَلَقَهَاۖ لَكُمۡ فِيهَا دِفۡءٞ وَمَنَٰفِعُ وَمِنۡهَا تَأۡكُلُونَ ﴾ [النحل: 5]
قد جعل الله في الأنعام منافعَ تشمَلها، ففي جميع جلودها الدَّفء الذي تمَسُّ الحاجة إليه، ومنافعَ تختصُّ ببعضها؛ من الدَّرِّ والركوب والحَمل والحراثة والأكل الذي يستفيد منه معظم الناس، فهل شكرَ العبدُ ربَّه على هذه النعم؟ |
﴿وَلَكُمۡ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسۡرَحُونَ ﴾ [النحل: 6]
كم في الأنعام من منظرٍ بهيج وهي رائحةٌ غادية، قد أخذَت العيونَ إليها؛ حافلةً ضروعُها، ممتلئةً بطونُها، فلصاحبها بين الناس زينةٌ ومكانة. |
﴿وَتَحۡمِلُ أَثۡقَالَكُمۡ إِلَىٰ بَلَدٖ لَّمۡ تَكُونُواْ بَٰلِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ ٱلۡأَنفُسِۚ إِنَّ رَبَّكُمۡ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ ﴾ [النحل: 7]
تأمَّل كيف يخفِّف الله عن العباد، وييسِّر لهم سبُل العيش المريح، أفلا يشكرونه ويطيعونه؟! هل لاحظتَ عظيمَ رحمةِ الله تعالى بك في تذليلِه الوسائلَ لك؟ وما العقلُ البشريُّ في اختراعاته إلا امتدادٌ لتلك الرحمة. |
﴿وَٱلۡخَيۡلَ وَٱلۡبِغَالَ وَٱلۡحَمِيرَ لِتَرۡكَبُوهَا وَزِينَةٗۚ وَيَخۡلُقُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ﴾ [النحل: 8]
لا حرَجَ في طلب الجمال والزينة والتمتعِ بنِعم الله تعالى، ما لم يصاحب ذلك محظورٌ من فخر وخُيَلاء، أو سرَفٍ وأخذٍ من غير حِل. ما تركبُ من مركبٍ في السماء ولا في الأرض؛ برِّها وبحرِها، مما لم يكن في عهد الصحابة؛ إلا وهو داخلٌ في بعض كلماتِ هذه الآية. |
﴿وَأَوۡحَىٰ رَبُّكَ إِلَى ٱلنَّحۡلِ أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُيُوتٗا وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعۡرِشُونَ ﴾ [النحل: 68]
ألا تفيدُ من النحل حسنَ اختيار المكان لاتخاذ البيت وجودةَ إتقانه؟ فليست النحلُ كغيرها من الحشرات التي تتخذ أوهنَ البيوت وأرداها مكانًا. |
﴿ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ فَٱسۡلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلٗاۚ يَخۡرُجُ مِنۢ بُطُونِهَا شَرَابٞ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهُۥ فِيهِ شِفَآءٞ لِّلنَّاسِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 69]
ما أبدعَ صُنعَ الله! يسَّر للنحل أنواعَ الثمرات، فجاء منها عسلٌ مختلفُ الألوان، ولم يقصِرها على ثمرة واحدة، أو كلَّف الناس بكل غذائها، فتَحصُل عليهم مشقة بذلك كله. العسل من موارد الشفاء، ومعادنِ الدواء، فللهِ الحمدُ على نعمته، وله الشكرُ على مِنَّته. إن مملكةَ النحل بحاجةٍ إلى من يتفكرُ في إبداع الله في خلقها، فكم في نظامها وأسلوب حياتها من آياتٍ لمن تدبَّر فيها! |
﴿أَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَى ٱلطَّيۡرِ مُسَخَّرَٰتٖ فِي جَوِّ ٱلسَّمَآءِ مَا يُمۡسِكُهُنَّ إِلَّا ٱللَّهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ ﴾ [النحل: 79]
تأمَّل ما في الطير من عجائب الخلق لترى حكمةَ الله في خلقها، ودِقةَ علمه في صنعها، فأعضاؤها بذلك ناطقةٌ وشاهدة. سبحان مَن يسَّر للطير الوسطَ الملائمَ للطيران! فلو كان الهواءُ كثيفًا كالبخار ما انتفعت بخلقتها فيه، ولكنه حاطَها بكلاءته وحمايته، فتبارك الخلَّاق الحكيم. ينبغي أن يُنظرَ للطَّير وسواها من المخلوقات نظرَ اعتبار واستذكار لقدرة الله العظيم، لا نظرَ استمتاع وتلَهٍّ. |
﴿وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنۢ بُيُوتِكُمۡ سَكَنٗا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ ٱلۡأَنۡعَٰمِ بُيُوتٗا تَسۡتَخِفُّونَهَا يَوۡمَ ظَعۡنِكُمۡ وَيَوۡمَ إِقَامَتِكُمۡ وَمِنۡ أَصۡوَافِهَا وَأَوۡبَارِهَا وَأَشۡعَارِهَآ أَثَٰثٗا وَمَتَٰعًا إِلَىٰ حِينٖ ﴾ [النحل: 80]
البيت مكانٌ للسكن والسكينة النفسيَّة، ففيه تطمئنُّ النفس، ويسكُن مَن فيه بعضُهم إلى بعض، وليس مكانًا للنزاع، وبعثِ الاضطراب، ومن ثَمَّ كان في الإسلام للبيت حرمتُه. تفضَّل الله على عباده بأن يسَّر لأهل الحضَر مساكنَ ثابتةً يأوون إليها، ولمَن يسافر بيوتًا مؤقَّتة، يخِفُّ عليهم حَملُها، ويسهُل نقلها. حاول أن تسأل نفسَك، وتتساءل مع مَن حولك عمَّا في الأنعام من نِعَم، لترى كم يزداد حبُّك لربِّك. |
﴿أَوَلَمۡ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ كَانَتَا رَتۡقٗا فَفَتَقۡنَٰهُمَاۖ وَجَعَلۡنَا مِنَ ٱلۡمَآءِ كُلَّ شَيۡءٍ حَيٍّۚ أَفَلَا يُؤۡمِنُونَ ﴾ [الأنبياء: 30]
مَن فتق السماء عن الأرض، ورفع السماء بغير عمَد، وجعل الأرض مستقرة على هذه الحال، أليس بقادر عليم؟! الكون مشحون بدلائل الإيمان، فهو مشحون بالآيات الدالة على قدرة الله، ومنها آية الماء الذي حيَّ منه الحيوانُ والنبات، وبه يُبعث الناس للحساب. |
﴿لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ ٱلۡفَقِيرَ ﴾ [الحج: 28]
الغرض الأعلى في العبادات ذِكرُ رب الأرض والسماوات؛ فإنه المقصود من ذكاة بهيمة الأنعام، وهو الأساس في شكر الله عليها. إذا أكلت مما أنعم الله به عليك فتلمس مَن هو أحوج إلى الإطعام فأطعمه؛ لتزيل عنه بؤسه، وتخفف عليه من فقره. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٞ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥٓۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخۡلُقُواْ ذُبَابٗا وَلَوِ ٱجۡتَمَعُواْ لَهُۥۖ وَإِن يَسۡلُبۡهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيۡـٔٗا لَّا يَسۡتَنقِذُوهُ مِنۡهُۚ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلۡمَطۡلُوبُ ﴾ [الحج: 73]
يا مَن تعظِّمون أربابَ الصناعات، هلَّا نظرتم في عظمة خلق الله تعالى، وهي تتجلَّى في أضعف الكائنات؟ كل مَن ترجوه من الناس وتطمع في سلطانه أو ماله هو ضعيفٌ مثلك، لا يملك لك شيئًا؛ فإنسانٌ لا يقوى على استرداد ما سلبه ذباب كيف سيلبِّي حاجةَ المضطرِّين من العباد؟ |
﴿وَإِنَّ لَكُمۡ فِي ٱلۡأَنۡعَٰمِ لَعِبۡرَةٗۖ نُّسۡقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمۡ فِيهَا مَنَٰفِعُ كَثِيرَةٞ وَمِنۡهَا تَأۡكُلُونَ ﴾ [المؤمنون: 21]
انظر إلى ما سخَّره الله تعالى لك من المخلوقات نظرَ اعتبار لترى ما فيها من الآيات البليغة، وتفكَّر فيما وراء خلقها من الحِكم والتدابير الحسنة، فبذلك يكتمل انتفاعُك بها في دينك ودنياك. لا تنشغل بالنعمة عن المنعِم حين تنتفع بها وتنسى واهبها، بل اجعل النعمة بابًا إلى شكر ربك والخضوع له، والاستسلام لشرعه الحكيم. |
﴿وَعَلَيۡهَا وَعَلَى ٱلۡفُلۡكِ تُحۡمَلُونَ ﴾ [المؤمنون: 22]
كما سخر الله للإنسان مراكب البَر على الأنعام، سخر له مراكب البحر على السفن، فسبحان من أبدع نظام هذا الكون وأتقن، وتفضل على عباده بما ينفعهم وأحسن! |
﴿وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٖ مِّن مَّآءٖۖ فَمِنۡهُم مَّن يَمۡشِي عَلَىٰ بَطۡنِهِۦ وَمِنۡهُم مَّن يَمۡشِي عَلَىٰ رِجۡلَيۡنِ وَمِنۡهُم مَّن يَمۡشِي عَلَىٰٓ أَرۡبَعٖۚ يَخۡلُقُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [النور: 45]
هذا الماء قد جعله الله تعالى أصلَ وجودك، ومنه ما هو سببٌ لدوام حياتك، فهلَّا حمِدتَّ الله تعالى على نعمة وجوده؟ تشترك الحيَوانات جميعها في مادَّة تكوينها، وتختلف في أشكالها وأفعالها وأسلوب حياتها، وكلُّها لله تعالى مطيعة منقادة إلى ما خلقها له، فسبحان الخالق العليم! |
﴿وَوَرِثَ سُلَيۡمَٰنُ دَاوُۥدَۖ وَقَالَ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ عُلِّمۡنَا مَنطِقَ ٱلطَّيۡرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيۡءٍۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡمُبِينُ ﴾ [النمل: 16]
تحدَّث بنعم الله سبحانه وتعالى عليك شاكرًا له عليها، معترفًا له بالفضل فيها، لا مباهيًا ولا متكبرًا على الخلق بسببها. |
﴿وَحُشِرَ لِسُلَيۡمَٰنَ جُنُودُهُۥ مِنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ وَٱلطَّيۡرِ فَهُمۡ يُوزَعُونَ ﴾ [النمل: 17]
كانت جنود سليمان تجتمع بين يديه، لا تفرُّقَ فيها ولا تشرذُمَ بينها، وإنما هي أشبه ما تكون بحشد عسكريٍّ ذي ترتيب مُحكَم وتنظيم مَهيب، فما أعظمَ ملكه، وأحكمَ إدارتَه له! |
﴿حَتَّىٰٓ إِذَآ أَتَوۡاْ عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمۡلِ قَالَتۡ نَمۡلَةٞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّمۡلُ ٱدۡخُلُواْ مَسَٰكِنَكُمۡ لَا يَحۡطِمَنَّكُمۡ سُلَيۡمَٰنُ وَجُنُودُهُۥ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ ﴾ [النمل: 18]
الترتيب والتنظيم من السياسات الحكيمة في تدبير أمر المُلك، والفوضى وسوء الإدارة ممَّا ينافي ذلك. إذا كانت نملةٌ قد حملت همَّ أمتها فأنقذتها من خطر كاد يهلكها، فذكرها الله في كتابه؛ أفلا يشحذ ذلك همة العقلاء فيعملوا على دفع الأخطار المحدقة بأمتهم؟ اعتذرت النملة لجند سليمان بأنهم لا يشعرون، مع ما تتوقع أن يصيبها من الهلاك مع قومها، أفلا نتلمس نحن المعاذير لمَن نثق بأنهم من أهل الفضل؟ |
﴿فَتَبَسَّمَ ضَاحِكٗا مِّن قَوۡلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوۡزِعۡنِيٓ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَيَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَٰلِحٗا تَرۡضَىٰهُ وَأَدۡخِلۡنِي بِرَحۡمَتِكَ فِي عِبَادِكَ ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾ [النمل: 19]
حال الأنبياء فيما يعرِض لهم من المواقف المعجبة جمال خُلق وحسن أدب، دون خفة تخرجهم عما لا يليق بقدرهم. الولاة الصالحون حينما يرون اتساعَ مُلكهم والآثارَ الحسنة لسلطانهم، يزدادون تواضعًا وتضرعًا إلى الله، ويتبرؤون من حولهم وقوتهم، وينسُبون تلك النعم إلى الله تعالى وحده. استعن بمولاك جلَّ جلاله ليوفقك إلى عمل صالحٍ يرضاه، فإنه إن يسَّره لك فقد أعظم نعمته عليك. لا يكتفي المؤمن بحمد اللسان، بل يُعمل في حمد ربه ما أنعم به عليه من الجوارح والأركان. المؤمن دائم الخوف من أن يقصِّر به عمله وشكره، فسليمان يضرَع إلى ربه بدعائه، مع ما أنعم به عليه من النعم الغزيرة، غير آمن من مَكره حتى وإن اصطفاه! |
﴿مَثَلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِيَآءَ كَمَثَلِ ٱلۡعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتۡ بَيۡتٗاۖ وَإِنَّ أَوۡهَنَ ٱلۡبُيُوتِ لَبَيۡتُ ٱلۡعَنكَبُوتِۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ ﴾ [العنكبوت: 41]
هنالك قوَّة واحدة هي قوَّة الله، وما عداها من قوَّة الخلق فهو هزيلٌ واهن؛ مَن تعلَّق به أو احتمى فهو كالعنكبوت الضعيفة تحتمي ببيت واهٍ، فهي وما تحتمي به سواء. أشبهَ المشركون العنكبوت في الغرور بما أعدُّوه، وأشبهَ أولياؤهم بيتَ العنكبوت في عدم الغَناء عمَّن اتخذوها وقت الحاجة إليها، وزوالها بأقلِّ تحريك. أيُّ جهلٍ عند مَن يدَع عبادة الله تعالى القدير، الذي لا يفعل شيئًا إلا بحكمة وتدبير، ثم يعبد ما سواه ممَّن لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضَرًّا! مَن عرَف الله تعالى حقَّ معرفته لم يَركَن إلى غيره، ولم يلجأ إلا إلى عزيز جنابه، وأمَّا مَن احتمى بسوى الله فما أجهله بصفات مولاه! |
﴿أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا خَلَقۡنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتۡ أَيۡدِينَآ أَنۡعَٰمٗا فَهُمۡ لَهَا مَٰلِكُونَ ﴾ [يس: 71]
تذكيرُ الله لخلقه بنعمه وآلائه، وواسع فضله وعطائه، هو نعمةٌ منه أخرى، ومنَّةٌ جليلة كبرى، تستوجب منهم دوامَ الشكر له. لو تأمَّلنا في مأكلنا ومشربنا وملبسنا ومركبنا لاستشعرنا أننا مغمورون بفيض وافر من نعم الله تعالى، فما أعظمَ فضلَه سبحانه! وما أقلَّ شكرَنا! إن الذي ذلَّل الدوابَّ للبشر، فأسلس قيادها، ويسَّر ظهرها، لقادرٌ على تطويعك، فانقَد إليه حبًّا قبل أن تخضعَ له كُرهًا. |
﴿وَذَلَّلۡنَٰهَا لَهُمۡ فَمِنۡهَا رَكُوبُهُمۡ وَمِنۡهَا يَأۡكُلُونَ ﴾ [يس: 72]
تذكيرُ الله لخلقه بنعمه وآلائه، وواسع فضله وعطائه، هو نعمةٌ منه أخرى، ومنَّةٌ جليلة كبرى، تستوجب منهم دوامَ الشكر له. لو تأمَّلنا في مأكلنا ومشربنا وملبسنا ومركبنا لاستشعرنا أننا مغمورون بفيض وافر من نعم الله تعالى، فما أعظمَ فضلَه سبحانه! وما أقلَّ شكرَنا! إن الذي ذلَّل الدوابَّ للبشر، فأسلس قيادها، ويسَّر ظهرها، لقادرٌ على تطويعك، فانقَد إليه حبًّا قبل أن تخضعَ له كُرهًا. |
﴿وَلَهُمۡ فِيهَا مَنَٰفِعُ وَمَشَارِبُۚ أَفَلَا يَشۡكُرُونَ ﴾ [يس: 73]
تذكيرُ الله لخلقه بنعمه وآلائه، وواسع فضله وعطائه، هو نعمةٌ منه أخرى، ومنَّةٌ جليلة كبرى، تستوجب منهم دوامَ الشكر له. لو تأمَّلنا في مأكلنا ومشربنا وملبسنا ومركبنا لاستشعرنا أننا مغمورون بفيض وافر من نعم الله تعالى، فما أعظمَ فضلَه سبحانه! وما أقلَّ شكرَنا! إن الذي ذلَّل الدوابَّ للبشر، فأسلس قيادها، ويسَّر ظهرها، لقادرٌ على تطويعك، فانقَد إليه حبًّا قبل أن تخضعَ له كُرهًا. |
﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَنۡعَٰمَ لِتَرۡكَبُواْ مِنۡهَا وَمِنۡهَا تَأۡكُلُونَ ﴾ [غافر: 79]
كيف ستكون حياتك أيُّها الإنسانُ لولا فضلُ الله عليك، بما سخَّره لك من بقر وغنم وإبل، تأكل منها وتركب؟ فاجتهِد في شكر نِعَمه؛ فإنه أهلٌ لكلِّ شكر. |
﴿وَلَكُمۡ فِيهَا مَنَٰفِعُ وَلِتَبۡلُغُواْ عَلَيۡهَا حَاجَةٗ فِي صُدُورِكُمۡ وَعَلَيۡهَا وَعَلَى ٱلۡفُلۡكِ تُحۡمَلُونَ ﴾ [غافر: 80]
سبحان مَن جعل الإبلَ سفُنَ البَرِّ؛ تحمِل عباده، وتنقُل أمتعتهم، وتقضي حوائجهم، كما جعل لهم في البحر سفُنًا وقوارب! لقد علم اللهُ الحوائجَ التي في صدور عباده، من طلب الوصول إلى أقطار بعيدة ومسافات ممتدَّة، فيسَّر لهم بلوغها، وأعانهم على الوصول إليها، فالحمد لله على لطفه وعظيم جوده. |
﴿وَٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَزۡوَٰجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلۡفُلۡكِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ مَا تَرۡكَبُونَ ﴾ [الزخرف: 12]
الزوجيَّة هي قاعدة الحياة، وهي الأساس الذي تسير عليه؛ لما فيها من تشارك وتعاون وتآزُر، وهكذا ينبغي للحياة الزوجيَّة أن تكون. لمَّا كانت الأنعام وسائلَ التنقُّل على الأرض، وهي عاجزةٌ عن أن تَمخُرَ عُبابَ البحار، جعل الله في مقابلها الفُلكَ التي تجري على الماء رحمةً بعباده ورأفة. |
﴿لِتَسۡتَوُۥاْ عَلَىٰ ظُهُورِهِۦ ثُمَّ تَذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ رَبِّكُمۡ إِذَا ٱسۡتَوَيۡتُمۡ عَلَيۡهِ وَتَقُولُواْ سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُۥ مُقۡرِنِينَ ﴾ [الزخرف: 13]
من جملة تكريم الله لبني آدمَ أن سخَّر لهم ما في الأرض جميعًا، وذلَّل لهم هذه الأنعامَ لتكونَ طوعَ قيادهم، مستسلمةً لأمرهم ومرادهم. تلك القلوب الحيَّة التي تعلَّقت بربِّ البرِيَّة، يذكِّرها كلُّ حدَث بربِّها، ولا تَشغَلها النِّعم عنه سبحانه، بل تدفعها للإكثار من التسبيح الذي يتضمَّن التعظيمَ والتقديس. العبد دائم الحاجة إلى الله في أمره صغُر أم عظُم، وبهذا الاحتياج يتذكَّر المرء نقصَه وعجزه وضعفه وفقره أمام عظمة ربِّه وقدرته وغناه. يَلمِس المسلم في دعاء الركوب ذلك التسليمَ لله تعالى في جميع محطَّات الحياة، وفي خِضمِّ النعم يتذكَّر المؤمن تلك الرجعةَ إلى مولاه. إذا كان السير الدنيويُّ يوجب التهيُّؤَ والاستعداد، فإن أولى منه بذلك أن يتهيَّأ العبد لسفر الدار الآخرة ولقاء الله تعالى. |
﴿أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَى ٱلطَّيۡرِ فَوۡقَهُمۡ صَٰٓفَّٰتٖ وَيَقۡبِضۡنَۚ مَا يُمۡسِكُهُنَّ إِلَّا ٱلرَّحۡمَٰنُۚ إِنَّهُۥ بِكُلِّ شَيۡءِۭ بَصِيرٌ ﴾ [الملك: 19]
كم من طائر رأيتَه يحلِّق فوقك عاليًا، هلَّا سألتَ نفسَك: مَن الذي هداه للطيَران وعلَّمَه، ومَن الذي أمسكه عن السُّقوط وسلَّمَه! سبحان من خضعَ لجبَروته كلُّ شيء، حتى حركاتُ جناح الطائر في عُلوِ السماء هي بأمره وهديه، وتحت سمعه وبصره. إن الله بصيرٌ بكلِّ شيء؛ يراه ويتصرَّف به ويرعاه رعايةَ الخبير الحكيم العالم بما هو أصلحُ لعباده، أفلا يستحقُّ أن نستقيمَ على أمره؟ |
﴿أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى ٱلۡإِبِلِ كَيۡفَ خُلِقَتۡ ﴾ [الغاشية: 17]
دعاهم الله إلى تأمُّل ألصقِ الكائنات ببيئتهم؛ ليقفوا على ما فيها من بديع صُنعِه، وفي هذا لفتٌ للمربِّين والدعاة إلى أهميَّة ضرب الأمثال المحسوسة في تقريب المعاني. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
غرور اليهود الأنبياء والمرسلين التحليل والتحريم جرأة اليهود على الله الشورى أهل الأعذار الشهداء اسم الله الرؤوف ذي انتقام الخيل
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب