السؤال عن أركان الإسلام - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب السؤال عن أركان الإسلام
يسأل عن الإسلام؟ فقال له رسول اللَّه ﷺ: «خمس صلوات في اليوم والليلة». فقال: هل عليَّ غيرُهنَّ قال: «لا إلا أن تطوع». قال رسول اللَّه ﷺ: «وصيام شهر رمضان» قال: هل عليَّ غيرُه؟ قال: «لا إلا أن تطوّع» قال: وذكر رسولُ اللَّه ﷺ الزّكاة، فقال: هل عليَّ غيرُها؟ قال: «لا إلا أن تطوّع» قال: فأدبر الرّجل وهو يقول: واللَّه لا أزيد على هذا ولا أنقص منه. فقال رسول اللَّه ﷺ: «أفلح الرَّجلُ إنْ صدق».
متفق عليه: رواه مالك في قصر الصلاة (٩٤) عن عمّه أبي سهيل بن مالك، عن أبيه، أنّه سمع طلحة بن عبيد اللَّه، فذكر الحديث.
ورواه البخاريّ في الإيمان (٤٦) عن إسماعيل، ومسلم في الإيمان (١١) عن قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد اللَّه الثقفي - كلاهما عن مالك، به مثله.
وعند مسلم من طرق أخرى مع زيادة: «أفلح وأبيه إن صدق»، أو «دخل الجنة إن صدق»، هذه الزيادة غير محفوظة، ويأتي تفصيله في كتاب الأيمان والنذور.
متفق عليه: رواه البخاريّ في العلم (٦٣) عن عبد اللَّه بن يوسف، قال: حدثنا الليث، عن سعيد -هو المقبريّ-، عن شريك بن عبد اللَّه بن أبي نمر، أنّه سمع أنس بن مالك، فذكر الحديث.
قال البخاريّ: رواه موسى، وعلي بن عبد الحميد، عن سليمان، عن ثابت، عن أنس، عن النبيّ ﷺ، بهذا. انتهى.
قال الأعظمي: سليمان هو: ابن المغيرة، ومن طريقه رواه مسلم في الإيمان (١٢) عن عمرو بن محمد ابن بكير النّاقد، حدثنا هاشم بن قاسم أبو النّضر، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس ابن مالك قال: نهينا أن نسأل رسول اللَّه ﷺ عن شيءٍ، فكان يعجبنا أن يجيء الرّجلُ من أهل البادية العاقلُ، فيسأله ونحن نسمع فجاء رجل من أهل البادية فقال: يا محمد! أتانا رسولُك فزعم لنا أنّك تزعم أنّ اللَّه أرسلك قال: «صدق» قال: فمن خلق السّماء؟ قال: «اللَّه». قال: فمن خلق الأرض؟ قال: «اللَّه» قال: فمن نصب هذه الجبال، وجعل فيها ما جعل؟ قال: «اللَّه». قال: فبالذي خلق السّماء وخلق الأرض ونصب هذه الجبال، آللَّه أرسلك؟ قال: «نعم». قال: وزعم رسولُك أنّ علينا خمسَ صلواتٍ في يومنا وليلتنا؟ قال: «صدق». قال: فبالذي أرسلك، آللَّه أمرك بهذا؟ قال: «نعم». قال: وزعم رسولُك أنّ علينا زكاةً في أموالنا؟ قال: «صدق». قال: فبالذي أرسلك، آللَّه أمرك بهذا؟ قال: «نعم». قال: وزعم رسولُك أنّ علينا صوْمَ شهر رمضان في سنتنا؟ قال: «صدق». قال: فبالذي أرسلك، آللَّه أمرك بهذا؟ قال: «نعم» قال: وزعم رسولُك أنّ علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلًا؟ قال: «صدق» قال: ثم ولى، قال: والذي بعثك بالحق! لا أزيد عليهن ولا أنقص منهنّ فقال النّبيُّ ﷺ: «لئن صَدقَ لَيَدْخُلَنَّ الجنَّةَ».
وقال: حدثني عبد اللَّه بن هاشم العبديّ، حدثنا بهز، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، قال: قال أنسٌ: «كنّا نُهينا في القرآن أن نسأل رسولَ اللَّه ﷺ عن شيءٍ» وساق الحديث بمثله.
قال الحافظ في الفتح (١/ ١٥٣) معلقًا على قول البخاريّ: رواه موسى، وعلي بن عبد الحميد. . .: «إنّما علقه البخاري لأنّه لم يحتج بشيخه سليمان بن المغيرة، وقد خُولف في وصله، فرواه حماد بن سلمة، عن ثابت مرسلًا، ورجّحها الدارقطنيّ، وزعم بعضهم أنّها علّة تمنع من تصحيح الحديث وليس كذلك بل هي دالة على أنّ لحديث شريك أصلًا» انتهى.
وقول البخاريّ: «بهذا» أي هذا المعنى وإلا فاللّفظ مختلف.
إلهك، وإله من كان قبلك، وإله من هو كائن بعدك، آللَّه أمرك أن تأمرنا أن نعبده وحده لا نشرك به شيئا، وأن نخلع هذه الأنداد التي كانت آباؤنا يعبدون معه؟ قال: «اللهمّ نعم». قال: فأنشدك اللَّه إلهك، وإله من كان قبلك، وإله من هو كائن بعدك، آللَّه أمرك أن نصلِّي هذه الصلوات الخمس؟ قال: «اللهمّ نعم» قال: ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضةً فريضةً: الزّكاة، والصيام، والحجّ، وشرائعَ الإسلام كلَّها، يناشدُه عند كلِّ فريضةٍ كما يناشده في التي قبلها، حتى إذا فرغ قال: فإني أشهد أن لا إله الا اللَّه، وأشهد أنّ محمدًا رسولُ اللَّه، وسأؤدي هذه الفرائض، وأجتنبُ ما نهيتني عنه، ثم لا أزيد ولا أنْقصُ، قال: ثم انصرف راجعًا إلى بعيره فقال رسول اللَّه ﷺ حين وَلّي: «إنْ يصْدُقْ ذو العَقِيصَتيْن يدخُلِ الجنّة».
قال: فأتي إلى بعيره، فأطلق عِقَاله، ثم خرج حتى قدم على قومه فاجتمعوا إليه فكان أوّلَ ما تكلم به أنْ قال: بِئْستِ اللّاتُ والعُزَّى. قالوا: مَهْ يا ضِمام، اتَّقِ البرَصَ والجُذام، اتَّقِ الجنون. قال: ويلكم إنّهما واللَّهِ لا يضرّان ولا ينفعان، إنّ اللَّه عز وجل قد بعث رسولًا، وأنزل عليه كتابًا استنقذكم به مما كنتم فيه، وإني أشهدُ أن لا إله الا اللَّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبدُه ورسولُه، وإنّي قد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه. قال: فواللَّه ما أمسى من ذلك اليوم وفي حاضره رجلٌ ولا امرأةٌ إلا مُسلمًا.
قال: يقول ابن عباس: فما سمعنا بوافد قومٍ كان أفضلَ من ضِمام بن ثعلبة».
حسن: رواه الإمام أحمد (٢٣٨٠) عن يعقوب، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن الوليد بن نويفع، عن كريب مولى عبد اللَّه بن عباس، عن عبد اللَّه بن عباس، فذكره.
ورواه أبو داود (٤٨٧) عن محمد بن عمرو، حدثنا سلمة، حدثني محمد بن إسحاق، به مختصرًا، وقرن سلمة بن كهيل بمحمد بن الوليد.
وإسناده حسن، وسلمة هو: ابن الفضل مختلف فيه غير أنه توبع، وكذلك محمد بن الوليد بن نويفع لم يوثقه غير ابن حبان، ولذا قال فيه الحافظ: «مقبول».
قال الأعظمي: وهو كذلك لأنه تابعه سلمة بن كهيل، ومحمد بن إسحاق مدلس إلّا أنّه صرّح بالتحديث. ومحمد بن عمرو شيخ أبي داود هو: ابن بكر بن سالم أبو غسان المعروف بـ (زُنيج) وهو ثقة من رجال مسلم.
ورواه الحاكم (٣/ ٥٤) مختصرًا من وجه آخر عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن الوليد بن
نويفع به وحده. وقال: «صحيح».
قال: «تحشرون ههنا -وأومأ بيده إلى نحو الشام- مُشاةً ورُكبانًا وعلى وجوهكم، تُعْرَضُون على اللَّه وعلى أفواهكم الفِدامُ، وأوّلُ ما يُعْرِب عن أحدكم فخدُه». وقال: «ما من مولى يأتي مولًى له فيسألُه من فضلٍ عنده فيمنعه إلا جعله اللَّه عليه شُجاعًا ينهشُه قبل القضاء».
حسن: رواه الإمام أحمد (٢٠٠٢٢) عن عفّان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا أبو قزعة الباهليّ، عن حكيم بن معاوية، عن أبيه، فذكر الحديث بتمامه.
وإسناده حسن لأجل حكيم بن معاوية، وهو: ابن حيدة القشيريّ والد بهز، وثقه العجليّ، وقال النسائيّ: «ليس به بأس»، وذكره ابن حبان في «الثقات»، وفي بعض نسخ «التقريب»: «صدوق».
ورواه أيضًا أبو داود (٢١٤٢)، وابن حبان في صحيحه (١٦٠) من وجهين آخرين عن حماد بن سلمة مختصرًا.
وقد أشار الدارقطني في «العلل» (٨/ ٢٩٥) إلى رواية جماعة ممن حفظه عن أبي قزعة منهم حماد بن سلمة.
ورواه النسائي (٢٤٣٦)، وابن ماجه (٢٥٣٦) كلاهما من طريق آخر عن بهز بن حكيم يحدث عن أبيه، عن جده، مختصرًا.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (٨)، ومسلم في الإيمان (١٦/ ٢٢) كلاهما من حديث حنظلة بن أبي سفيان قال: سمعتُ عكرمة بن خالد، عن ابن عمر، فذكر الحديث، واللّفظ للبخاريّ.
وفي مسلم: قال حنظلة: سمعتُ عكرمة بن خالد يحدّثُ طاوُسًا: أنّ رجلًا قال لعبد اللَّه بن عمر: «ألا تغزو؟ فقال: إني سمعت رسول اللَّه ﷺ«فذكر الحديث.
وتفصيله ما رواه البخاريّ في التفسير (٤٥١٣) عن نافع، عن ابن عمر: «أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير فقالا: إنّ الناس ضُيِّعوا وأنت ابنُ عمر وصاحبُ النبيّ ﷺ فما يمنعك أنْ تخرج؟ فقال: يمنعني أنّ اللَّه حرَّم دمَ أخي، فقالا: ألم يقل اللَّه: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ [سورة البقرة: ١٩٣]؟ فقال: قاتلنا حتى لم تكن فتنة، وكان الدّينُ للَّه، وأنتم تريدون أنْ تقاتِلُوا حتى تكون فتنة، ويكون الدّين لغير اللَّه.
وزاد عثمان بن صالح، عن ابن وهب قال: أخبرني فلان وحيوة بن شريح، عن بكر بن عمرو المعافريّ: أنَّ بُكير بن عبد اللَّه حدّثه، عن نافع: أنّ رجلًا أتى ابنَ عمر فقال: يا أبا عبد الرحمن، ما حملك على أن تحجّ عامًا وتعتمر عامًا، وتترك الجهاد في سبيل اللَّه عز وجل، قد علمتَ ما رغب اللَّهُ فيه؟ قال: يا ابْنَ أخي، بُني الإسلامُ على خمس: إيمانٍ باللَّه ورسوله، والصلاةِ الخمس، وصيامِ رمضان، وأداءِ الزّكاة، وحجّ البيت. قال: يا أبا عبد الرحمن، ألا تسمع ما ذكر اللَّه في كتابه: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ﴾. ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾. قال: فعلنا على عهد رسول اللَّه ﷺ وكان الإسلام قليلًا، فكان الرّجل يفتن في دينه إمّا قتلوه وإمّا يعذِّبونه، حتى كَثُر الإسلام فلم تكن فتنة، قال: فما قولُك في عليٍّ عثمان؟ قال: أمّا عثمان فكان اللَّه عفا عنه، وأمّا أنتم فكرهتم أن يعفو عنه. وأمّا عليٌّ فابنُ عمّ رسول اللَّه ﷺ وختنُه -وأشار بيده- فقال: هذا بيتُه حيث ترون.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 2 من أصل 361 باباً
- 1 باب سؤال جبريل عن الإيمان، والإسلام، والإحسان
- 2 باب السؤال عن أركان الإسلام
- 3 باب ما جاء في شعب الإيمان
- 4 باب ما جاء في كمال الإيمان
- 5 باب النقص في كمال الإيمان بالمعاصي
- 6 باب بيان نقصان الإيمان بنقص الطّاعات
- 7 باب زيادة الإيمان ونقصانه
- 8 باب ما جاء في بيان الأمور الجامعة التي يدخل بها المسلم الجنة
- 9 باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة لا ينفع في الآخرة
- 10 باب من مات على التوحيد دخل الجنة
- 11 باب رفع الأمانة والإيمان من بعض القلوب
- 12 باب لا يدخل الجنة إلّا رجل مؤمن وإنّ اللَّه يؤيّد هذا الدّين بالرّجل الفاجر
- 13 باب أن اللَّه حرّم الجنّة على الكافرين
- 14 باب الترهيب من الكبر وأنه مُنافٍ لكمال الإيمان
- 15 باب لن يدخل أحدٌ الجنّةَ إلا برحمة من اللَّه
- 16 باب الترهيب من إيذاء الجار وأنه منافٍ لكمال الإيمان
- 17 باب ما جاء في حلاوة الإيمان وطعمه
- 18 باب حبّ الرسول ﷺ من الإيمان
- 19 باب من أحبّ اللَّه ورسوله يكون معه في الجنة
- 20 باب من خصال الإيمان أن يحبّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه
- 21 باب ما جاء أن إكرام الضّيف من كمال الإيمان
- 22 باب بيان أنّ النّهي عن المنكر من كمال الإيمان
- 23 باب ما جاء أنّ حبّ الأنصار من كمال الإيمان
- 24 باب الحياء من الإيمان
- 25 باب حبُّ عليّ بن أبي طالب من كمال الإيمان
- 26 باب ما جاء في موالاة المؤمنين
- 27 باب الفرار من الفتن من كمال الإيمان
- 28 باب جواز الاستسرار بالإيمان للخائف
- 29 باب الاستثناء في الإيمان
- 30 باب أنّ الطّهور شطر الإيمان
- 31 باب من آمن باللَّه ثم استقام عليه
- 32 باب تفاضل أهل الإيمان
- 33 باب رجحان أهل اليمن في الإيمان
- 34 باب ما جاء أنّ الإيمان في أهل الحجاز
- 35 باب حسن إسلام المرء
- 36 باب أنّ النّصيحة عماد الدّين وقوامه
- 37 باب الدّليل على صحة إسلام من حضره الموت ما لم يشرع في النَّزْع
- 38 باب أنّ الإيمان إذا خالطتْ بشاشتُه القلوب لا يسخطه أحد
- 39 باب من خصال هذا الدّين أنه يُسر
- 40 باب أنّ اللَّه ﷾ لا يكلّف إِلَّا ما يُطاق
- 41 باب حسن الظَّن باللَّه مقرونًا بالخوف والرَّجاء
- 42 باب ما جاء في الخوف والتقوى
- 43 باب أنّ رحمة اللَّه أوسع من عذابه
- 44 باب لا إكراه في الدين
- 45 باب قول اللَّه تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾ [سورة الحجرات: ٩] فسماهم المؤمنين
- 46 باب سباب المسلم فسوق وقتاله كفر
- 47 باب بيان معنى قول النبيّ ﷺ: «لا ترجعوا بعدي كفَّارًا»
- 48 باب بيان إطلاق اسم الكفر من قال: مُطرنا بالنّوء
- 49 باب إطلاق اسم الكفر على الطعن في النسب والنياحة
- 50 باب ما جاء أن الإسلام يهدم ما كان قبله
معلومات عن حديث: السؤال عن أركان الإسلام
📜 حديث عن السؤال عن أركان الإسلام
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ السؤال عن أركان الإسلام من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث السؤال عن أركان الإسلام
تحقق من درجة أحاديث السؤال عن أركان الإسلام (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث السؤال عن أركان الإسلام
تخريج علمي لأسانيد أحاديث السؤال عن أركان الإسلام ومصادرها.
📚 أحاديث عن السؤال عن أركان الإسلام
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع السؤال عن أركان الإسلام.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Sunday, August 24, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب