من مات على التوحيد دخل الجنة - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب من مات على التوحيد دخل الجنة
متفق عليه: رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤٣٥) عن صدقة بن الفضل، حدثنا الوليد، عن الأوزاعي، قال: حدثني عمير بن هانئ، قال: حدثني جنادة بن أبي أمية، عن عبادة. . . فذكره.
ورواه مسلم في الإيمان (٢٨) من وجه آخر عن الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، قال: حدثني عمير بن هانئ بإسناده، وزاد: «وأدخله اللَّه من أي أبواب الجنة الثمانية شاء».
وقد أشار البخاريّ إلى هذه الرواية وفيه: قال الوليد: حدثني ابن جابر.
وفي بقية الإسناد عنعن فيه.
ورواه مسلم من وجه آخر عن الصُّنابحيّ، عن عبادة بن الصّامت أنه قال:
دخلتُ عليه وهو في الموت، فبكيتُ فقال: مهلا لا تبكي! فواللَّه لئن استشهدتُ لأشهدنّ لك، ولئن شُفِّعتُ لأشفنّ لك، ولئن أستطعتُ لأنفعنَّك ثم قال: واللَّه ما من حديث سمعته من رسول اللَّه ﷺ لكم فيه خير إلّا حدّثتكموه إلا حديثًا واحدًا. وسوف أحدثكموه اليوم، وقد أحيط بنفسي. سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «من شهد أن لا إله إلا اللَّه، وأنّ محمدًا رسول اللَّه، حرّم عليه النار».
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأدب (٥٩٦٧)، وفي الرقاق (٦٥٠٠)، ومسلم في الإيمان (٣٠)
كلاهما عن هدّاب بن خالد الأزديّ، حدثنا همام، حدثنا قتادة، حدثنا أنس بن مالك، عن معاذ بن جبل، فذكره، ولفظهما سواء.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٢٨٥٦)، ومسلم في الإيمان (٣٠/ ٤٩) كلاهما من حديث أبي الأحوص سلام بن سُليم، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن معاذ بن جبل، فذكره، ولفظهما سواء.
متفق عليه: رواه البخاري في العلم (١٢٨)، ومسلم في الإيمان (٣٢) كلاهما عن إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، قال: حدثنا أنس بن مالك. . . فذكره.
ورواه البخاريّ (١٢٩) من وجه آخر عن أنس قال: ذُكر لي أنّ النبيّ ﷺ قال لمعاذ: «من لقي اللَّه لا يشرك به شيئًا دخل الجنة«قال: ألا أبشّر النّاسَ؟ قال: «لا إني أخاف أن يتكلوا».
وهذه الطّريقة تدل على أن أنسًا لم يحضر عند موت معاذٍ بالشّام لما حدّث به؛ لأنّه كان بالمدينة.
يقول الحافظ: «ولم يسمِ أنس من ذكر له ذلك في جميع ما وقفت عليه من الطرق، وكذلك جابر بن عبد اللَّه عند أحمد؛ لأنّ معاذًا إنّما حدّث به عند موته بالشّام، وجابر وأنس إذ ذاك بالمدينة، فلم يشهداه. وقد حضر ذلك مِن معاذ عمرو بن ميمون الأوديّ أحد المخضرمين. ورواه النسائي من طريق عبد الرحمن بن سمرة الصحابي المشهور أنه سمع ذلك من معاذ أيضًا، فيحتمل أن يُفسَّر المبهم بأحدهما». انظر: الفتح (١/ ٢٢٧ - ٢٢٨).
قال الأعظمي: وقد ثبت في صحيح مسلم أن الأسود بن هلال ممن صرّح بالسّماع من معاذ بن جبل،
والأسود هذا من المخضرمين من أهل الكوفة فهو أيضًا أحد ممن حضر موتَ معاذ وسمع منه هذا الحديث.
«ما على الأرض نفس تموت لا تشرك باللَّه شيئًا تشهد أني رسول اللَّه ﷺ يرجع ذاكم إلى قلب مُوقن إلا غُفر لها» قال: قلت: أنتَ سمعت هذا من معاذ بن جبل؟ قال: فعنّفني القوم. فقال: دَعوه فإنه لم يسئْ القولَ، نعم أنا سمعتُه من معاذ، زعم أنه سمعه من رسول اللَّه ﷺ.
حسن: رواه الإمام أحمد (٢٢٠٠٠)، والبزار في مسنده (٢٦٢٤)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (١١٣٨) كلهم من حديث محمد بن أبي عدي، عن الحجّاج -يعني ابن أبي عثمان-، حدثني حميد بن هلال، حدثنا هِصَّان بن الكاهل، فذكره.
وصحّحه ابن حبان (٢٠٣) ورواه من هذا الوجه.
وهصّان بن الكاهل -ويقال: ابن الكاهن- ذكره ابن حبان في «الثقات» ولم أقف على توثيق أحد غيره، فهو «مقبول» عند الحافظ أي إذا توبع، وقد توبع متابعة قاصرة لما سبق، فهو حسن الحديث إذًا.
صحيح: رواه البخاريّ في الرّقاق (٦٥٥٩) عن هُدبة بن خالد، حدثنا همام، عن قتادة، حدثنا أنس بن مالك، فذكره.
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٩٢) عن هدّاب بن خالد الأزديّ، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمران وثابت، عن أنس بن مالك. . . فذكره.
وهؤلاء الأربعة هم الذين تشملهم شفاعة النبيّ ﷺ كما جاء في حديث الشّفاعة.
يصلي في منزلي، وأصحابه يتحدّثون بينهم ثم أسندوا عظم ذلك وكبره إلى مالك بن دُخْشُم قالوا: ودُّوا أنه دعا عليه فهلك، وودُّوا أنه أصابه شرٌّ، فقضى رسول اللَّه ﷺ الصّلاة، وقال: «أليس يشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأني رسول اللَّه؟» قالوا: إنّه يقول ذلك وما هو في قلبه! قال: «لا يشهد أحدٌ أن لا إله إلا اللَّه وأني رسول اللَّه فيدخل النّار أو تطعمه».
متفق عليه: رواه مسلم في الإيمان (٣٣) عن شيبان بن فرّوخ، حدّثنا سليمان -يعني ابن المغيرة-، قال: حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك، قال: حدثني محمود بن الرّبيع، عن عتبان بن مالك، قال: قدمت المدينة فلقيت عتبان، فقلت: حديث بلغني عنك؟ قال: أصابني في بصري بعض الشيء فبعثت. فذكر الحديث. قال أنس: فأعجبني هذا الحديث، فقلت لابني: اكتبه، فكتبه.
ورواه أيضًا من وجه آخر عن حماد قال: حدثنا ثابت، عن أنس، قال: حدثني عِتْبان بن مالك أنه عمي، فأرسل إلى رسول اللَّه ﷺ فقال: تعالَ فخط لي مسجدًا، فجاء رسولُ اللَّه ﷺ: وجاء قومُه، ونُعت رجل فيهم يقال له: مالك بن الدخشم ثم ذكر نحو حديث سليمان بن المغيرة. انتهى.
ورواه البخاريّ في الصلاة (٤٣٥) من وجه آخر عن عُقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني محمود بن الربيع الأنصاريّ، عن عتبان بن مالك، فذكر الحديث نحوه. وفيه: قال قائل منهم: أين مالك بن الدُّخيشن -أو ابن الدُّخْشن- فقال بعضهم: ذاك منافق لا يحبُّ اللَّه ورسولَه. فقال رسول اللَّه ﷺ: «لا تقلْ ذلك ألا تراه قد قال: لا إله إلا اللَّه يريد بذلك وجه اللَّه؟». قال: اللَّه ورسوله أعلم. قال: فإنّا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين. قال رسول اللَّه ﷺ: «فإن اللَّه قد حرّم على النار من قال: لا إله إلا اللَّه يبتغي بذلك وجه اللَّه».
قال ابن شهاب: ثم سألتُ الحصين بن محمد الأنصاريّ -وهو أحد بني سالم، وهو من سراتهم- عن حديث محمود بن الرّبيع، فصدّقه بذلك. انتهى.
ورواه مسلم في المساجد (٣٣: ٢٦٣) من طريق يونس، عن ابن شهاب به نحوه، وفيه بعض الزيادات في أصل القصة، وأما الجزء المرفوع فهو سواء.
وقوله: «مالك بن الدُّخيشن أو ابن الدّخشن» الشّك من الرّاوي هل هو مصغر أو مكبّر. وفي رواية: «ابن الدّخشم».
وقوله: «وهو من سَراتهم» بفتح المهملة أي: خيارهم، وهو جمع سري، قال أبو عبيد: هو المرتفع القدر من سرو الرجل يسرو إذا كان رفيع القدر، وأصله من السراة: وهو أرفع المواضع من ظهر الدابة، وقيل: هو رأسها. فتح الباري (١/ ٥٢٢).
اللَّه، أمر الملائكة أن يخرجوهم، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، وحرّم اللَّه على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السّجود، فيخرجونهم قد امتحشوا فيصبُّ عليهم ماء يقال له: ماء الحياة فينبتون نبات الحبة في حميل السيل».
متفق عليه: رواه البخاري في التوحيد (٧٤٣٧)، ومسلم في الإيمان (١٨٢) كلاهما من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثيّ، عن أبي هريرة، فذكر الحديث في سياق طويل.
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٣١) عن زهير بن حرب، حدثنا عمر بن يونس الحنفي، حدثنا
عكرمة بن عمّار، قال: حدثني أبو كثير، قال: حدثني أبو هريرة، فذكر الحديث.
وفي رواية: لما كان غزوة تبوك أصاب الناسَ مجاعةٌ. قالوا: يا رسول اللَّه، لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنّا؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: افعلوا». قال: فجاء عمر، فقال: يا رسول اللَّه إن فعلتَ قلّ الظّهرُ ولكن ادعُهم بفضل أزوادهم، ثم ادع اللَّه لهم عليها بالبركة، لعلّ اللَّه أن يجعل في ذلك. فقال رسول اللَّه ﷺ: «نعم». قال: فدعا بنِطَعٍ فبسطه، ثم دعا بفضل أزوادهم، قال: فجعل الرّجل يجيء بكف ذرّة. قال: ويجيء الآخر بكف تمرٍ. قال: ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النِّطَع من ذلك شيءٌ يسيرٌ. قال: فدعا رسول اللَّه ﷺ عليه بالبركة ثم قال: «خذوا في أوعيتكم». قال: فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاءً إلا ملأوه. قال: فأكلوا حتى شبعوا وفضلتْ فضلةٌ فقال رسول اللَّه ﷺ: «أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأني رسول اللَّه، لا يلقى اللَّه بهما عبد غير شاك فيحجَبَ عن الجنة».
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٢٧) عن أبي بكر بن النّضر بن أبي النّضر، قال: حدثني أبو النضر هاشم بن القاسم، حدثنا عبيد اللَّه الأشجعيّ، عن مالك بن مِغْول، عن طلحة بن مصرف، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
والرواية الثانية عند مسلم أيضًا من وجه آخر عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أو أبي سعيد (الشّك من الأعمش)، فذكر الحديث.
ربّ وجدتها ملأى! . فيقول: اذهب فادخل الجنة، فإنّ لك مثلَ الدّنيا وعشرةَ أمثالها -أو إنّ لك مثل عشرة أمثال الدّنيا- فيقول: أتسخرُ مني -أو تضحك مني- وأنت الملك! فلقد رأيتُ رسول اللَّه ﷺ ضحك حتى بدت نواجذُه. وكان يقال: ذلك أدنى أهل الجنة منزلةً».
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٧١)، ومسلم في الإيمان (١٧٦) كلاهما عن عثمان ابن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد اللَّه بن مسعود، فذكره، ولفظهما سواء.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجنائز (١٢٣٨) عن عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا شقيق، عن عبد اللَّه بن مسعود، فذكره.
ورواه مسلم في الإيمان (٩٢) من وجه آخر عن وكيع وابن نمير، عن الأعمش، به، مثله.
ولم تختلف الروايات في الصحيحين في أن المرفوع الوعيد، والموقوف الوعد، ومن قال: رواه مسلم من طريق وكيع وغيره بالعكس فقد وهم.
وفي حديث ابن مسعود دليل على أنه أخذ بدليل الخطاب وهو أمر مختلف فيه عند الأصوليين. ولو علم ابنُ مسعود بحديث جابر الذي سيأتي بعده لم يحتج إلى ذلك.
مات لا يشرك باللَّه شيئا دخل الجنة. قلت: يا جبريل وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم. قال: قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم وإن شرب الخمر».
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٤٣)، ومسلم في الزكاة (٩٤) كلاهما من حديث عبد العزيز بن رفيع، عن زيد بن وهب، عن أبي ذر، فذكره، واللفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم نحوه.
قال البخاري: قال النّضر: أخبرنا شعبة، وحدّثنا حبيب بن أبي ثابت، والأعمش وعبد العزيز ابن رفيع، حدثنا زيد بن وهب بهذا.
قال أبو عبد اللَّه (البخاريّ): «حديث أبي صالح، عن أبي الدرداء مرسل لا يصح إنما أردنا للمعرفة، والصّحيح حديث أبي ذر».
قيل لأبي عبد اللَّه: «حديث عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء؟ قال: مرسل أيضّا لا يصح. والصّحيح حديث أبي ذر، وقال: اضربوا على حديث أبي الدرداء هذا إذا مات قال: لا إله إلا اللَّه عند الموت».
متفق عليه: رواه البخاريّ في الاستئذان (٦٢٦٨)، ومسلم في الزكاة (٩٤) كلاهما من حديث الأعمش، عن زيد بن وهب، عن أبي ذر، مثله، واللفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم نحوه.
وفي البخاريّ: «قلت لزيد: إنه بلغني أنه أبو الدّرداء؟ فقال: أشهد لَحدّثنيه أبو ذر بالرّبذة. قال الأعمش: وحدثني أبو صالح، عن أبي الدرداء نحوه». انتهى.
إلّا أنّ البخاريّ يرى أنّ حديث أبي الدرداء مرسل، كما سبق.
باللَّه شيئًا دخل الجنة» قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: «وإن سرق وإن زنى».
متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٨٧)، ومسلم في الإيمان (٩٤) كلاهما عن محمد ابن بشار، حدثنا غُندر (محمد بن جعفر)، حدثنا شعبة، عن واصل الأحدب، عن المعرور بن سويد، قال: سمع أبا ذر يحدّث عن النبي ﷺ، فذكر الحديث ولفظهما سواء.
وعندهما -البخاريّ (٥٨٢٧)، ومسلم- من وجه آخر عن عبد الوارث، عن حسين المعلم، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن يحيى بن يعمر حدّثه، أنّ أبا الأسود الديلي حدّثه، أن أبا ذر حدّثه قال: أتيتُ النّبيَّ ﷺ وعليه ثوب أبيض وهو نائم، ثم أتيته قد استيقظ فقال: «ما من عبد قال: لا إله إلا اللَّه ثم مات على ذلك إلّا دخل الجنة» قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق». قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق». قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق علي رغم أنف أبي ذر». وكان أبو ذر إذا حدّث بهذا قال: «وإن رغم أنفُ أبي ذر».
قال أبو عبد اللَّه (البخاريّ): «هذا عند الموت أو قبله إذا تاب وندم وقال: لا إله إلا اللَّه، غُفر له».
وقوله: «إذا تاب«يعني من الكفر.
وقوله: «وندم«أي عن الذنوب والمعاصي.
ومعنى الحديث: من مات على التوحيد وتاب عن الذنوب يدخل الجنة ابتداءً. ويقول الحافظ ابن حجر: «وأما من تلبّس بالذنوب المذكورة، ومات من غير توبة فظاهر الحديث أنه أيضًا داخل في ذلك، لكن مذهب أهل السنة أنه في مشيئة اللَّه، ويدل عليه حديث عبادة بن الصامت: «ومن أتى شيئًا من ذلك فلم يعاقب به فأمره إلى اللَّه تعالى إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه». وهذا المفسّر مقدم على المبهم، وكل منهما يرد على المبتدعة من الخوارج ومن المعتزلة الذين يدعون وجوب خلود من مات من مرتكبي الكبائر من غير توبة في النار» انتهى.
ثم نقل ابن التين عن الداودي أن كلام البخاريّ خلاف ظاهر الحديث، فإنه لو كانت التوبة مشترطة لم يقل: «وإن زنى وإن سرق«قال: إنما المراد أنه يدخل الجنة إما ابتداء (أي وإن زنى وإن سرق)، وإما بعد ذلك» انتهى.
وإلى هذا المعنى يشير ابن حبان في صحيحه (١/ ٤٤٦) وهو أن من لم يشرك باللَّه شيئًا، ومات دخل الجنة لا محالة وإن عُذِّب قبل دخوله إياها مدة معلومة.
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٢٦) من طرق عن إسماعيل ابن علية، عن خالد، قال: حدثني الوليد بن مسلم، عن حمران، عن عثمان. . . فذكره.
يقولها عبد حقًّا من قلبه، إلا حرَّم على النَّار». فقال له عمر بن الخطاب: أنا أحدّثك ما هي؟ هي كلمة الإخلاص التي ألزمها اللَّه تبارك وتعالى محمدًا وأصحابه، وهي كلمة التقوى التي ألاص عليها نبيُّ اللَّه ﷺ عمَّه أبا طالب عند الموت: شهادة أن لا إله إلا اللَّه.
حسن: رواه الإمام أحمد (٤٤٧)، وصحّحه ابن حبان (٢٠٤)، والحاكم (١/ ٣٥١) كلهم من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن حُمران بن أبان، أنّ عثمان بن عفّان، قال (فذكر الحديث)، واللّفظ لأحمد.
قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل عبد الوهاب بن عطاء الخفاف؛ فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وسعيد هو ابن أبي عروبة اختلط إلّا أنّ عبد الوهاب بن عطاء سمع منه قبل الاختلاط، وسعيد ابن أبي عروبة يعتبر من أوثق الناس في قتادة.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٥٨)، ومسلم في الإيمان (١٩١/ ٣١٨) كلاهما من حديث حماد بن زيد، عن عمرو، عن جابر، فذكر مثله، واللفظ للبخاريّ، وأما مسلم فلم يذكر الجزء الأول من الحديث.
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٩١: ٣١٧) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، سمع جابرًا يقول (فذكر الحديث).
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٩١: ٣١٩) عن حجاج بن الشّاعر حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا قيس بن سليم العنبريّ، قال: حدثني يزيد الفقير، حدثنا جابر بن عبد اللَّه، فذكره.
قوله: «دارات» جمع دارة وهي ما يحيط بالوجه من جوانبه، ومعناه أن النار لا تأكل دارة الوجه لكونها محل السجود كما جاء في الأحاديث الأخرى: «إلّا مواضع السجود».
صحيح: أخرجه مسلم في الإيمان (١٩١: ٣٢٠) عن الحجاج بن الشاعر، حدثنا الفضل بن دُكين، حدثنا أبو عاصم (يعني محمد بن أبي أيوب) قال: حدثني يزيد الفقير، فذكره.
قوله: «شغفني» أي شغلني قلبي برأي من رأي الخوارج وهو قولهم: أن أصحاب الكبائر يخلدون في النار، ولا يخرج منها من دخلها.
وقوله: «ثم نخرج على الناس» أي مظهرين مذهب الخوارج.
وقوله: «كأنهم عيدان السماسم» جمع سمسم، وهو السمسم المعروف يستخرج من الشيرج، وقيل: إنّ اللفظة محرفة من عيدان الساسم وهو خشب أسود كالأبنوس.
وقوله: «كأنهم القراطيس» جمع قرطاس، والصحيفة التي يكتب فيها شبههم بالقراطيس لشدة بياضهم بعد اغتسالهم وزوال ما كان عليهم من السواد. أفاده النووي.
وقوله: «فرجعنا فلا واللَّه ما خرج منا غير رجل واحد» أي رجعنا من حجّنا ولم نتعرض لرأي الخوارج، بل كففنا عنه، وتبنا منه إلا رجلًا منا فإنه لم يوافقنا في الانكفاف عنه.
وأبو نعيم هو الفضل بن دكين شيخ شيخ مسلم.
شيئًا دخل النار».
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٩٣) من طرق عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان. عن جابر، فذكره.
ورواه أيضًا من وجه آخر عن أبي الزبير، عن جابر، به، مثله.
حسن: رواه ابن خزيمة (٦٩٣)، وابن حبان (١٥١) كلاهما من طريق المحرر بن قعنب الباهلي، قال: حدثني رباح بن عبيدة، أن ذكوان السمان حدّثه، أن جابر بن عبد اللَّه حدّثه وقال (فذكره)، واللفظ لابن حبان.
وإسناده حسن من أجل محرر بن قعنب فإنه حسن الحديث.
صحيح: رواه الترمذي (٢٦٣٩) -واللفظ له- وابن ماجه (٤٣٠٠) كلاهما من حديث الليث ابن سعد، قال: حدثني عامر بن يحيى، عن أبي عبد الرحمن المعافري ثم الحبلي، قال: سمعت عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، فذكر الحديث.
ورواه الإمام أحمد (٦٩٩٤) من هذا الوجه، وصحّحه ابن حبان (٢٢٥)، والحاكم (١/ ٦) وقال: «صحيح الإسناد».
وقال الترمذي: «حسن غريب».
قال الأعظمي: بل الصواب أنه صحيح فإن رجاله ثقات.
وقوله: «فطاشت السجلات» أي خفَّتْ.
وقوله: «بطاقة» أي ورقة صغيرة.
وقوله: «سجلات» جمع سجل، وهو الكتاب الكبير.
وفي الباب عن سهيل ابن البيضاء قال: بينما نحن في سفر مع رسول اللَّه ﷺ وأنا رديفه، فقال رسول اللَّه ﷺ: «يا سهيلُ ابن البيضاء» ورفع صوته مرتين أو ثلاثًا، كلّ ذلك يجيبه سهيلٌ، فسمع الناسُ صوتَ رسول اللَّه ﷺ، فظنوا أنه يريدهم، فحبس من كان بين يديه، ولحقه من كان خلفه، حتى إذا اجتمعوا قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّه من شهد أن لا إله إلا اللَّه، حرَّمه اللَّه على النار، وأوجب له الجنة».
رواه الإمام أحمد (١٥٧٣٨)، والطبراني في الكبير (٦٠٣٣)، وصحّحه ابن حبان (١٩٩)، والحاكم (٣/ ٦٣٠) كلهم من طريق ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن سعيد بن الصلت، عن سهيل ابن بيضاء، فذكر الحديث.
وفي إسناده انقطاع؛ فإن سعيد بن الصلت لم يدرك سهيل ابن بيضاء، لأنه توفي في حياة رسول اللَّه ﷺ سنة تسع، ولذا قال أبو حاتم: «إنه مرسل».
وسكت عليه الحاكم وقال الذهبي: «سنده جيد فيه إرسال»، وأورده الهيثمي في «المجمع» (١/ ١٥) وقال: «رواه أحمد والطبراني في الكبير، ومداره على سعيد بن الصلت، قال ابن أبي حاتم: قد رُوي عن سهيل ابن بيضاء مرسلًا، وعن ابن عباس موصولًا».
قوله: «من قال لا إله إلا اللَّه دخل الجنة» أي مؤمنا بنبوة محمد ﷺ ولو لم يستطع أن يتكلم في آخر اللحظة بخلاف الكافر فلو قال لا إله إلا اللَّه فليس هو من أهل الجنة لأنه كان منكرا لنبوة محمد ﷺ في حياته، ويدل عليه قول النبي ﷺ: «لو كان موسى حيا لما وسعه حتى يتبعني» أي لا يقبل منه مجرد قول لا إله إلا اللَّه، بل لا بد منه الإيمان بنبوة محمد ﷺ.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 10 من أصل 361 باباً
- 1 باب سؤال جبريل عن الإيمان، والإسلام، والإحسان
- 2 باب السؤال عن أركان الإسلام
- 3 باب ما جاء في شعب الإيمان
- 4 باب ما جاء في كمال الإيمان
- 5 باب النقص في كمال الإيمان بالمعاصي
- 6 باب بيان نقصان الإيمان بنقص الطّاعات
- 7 باب زيادة الإيمان ونقصانه
- 8 باب ما جاء في بيان الأمور الجامعة التي يدخل بها المسلم الجنة
- 9 باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة لا ينفع في الآخرة
- 10 باب من مات على التوحيد دخل الجنة
- 11 باب رفع الأمانة والإيمان من بعض القلوب
- 12 باب لا يدخل الجنة إلّا رجل مؤمن وإنّ اللَّه يؤيّد هذا الدّين بالرّجل الفاجر
- 13 باب أن اللَّه حرّم الجنّة على الكافرين
- 14 باب الترهيب من الكبر وأنه مُنافٍ لكمال الإيمان
- 15 باب لن يدخل أحدٌ الجنّةَ إلا برحمة من اللَّه
- 16 باب الترهيب من إيذاء الجار وأنه منافٍ لكمال الإيمان
- 17 باب ما جاء في حلاوة الإيمان وطعمه
- 18 باب حبّ الرسول ﷺ من الإيمان
- 19 باب من أحبّ اللَّه ورسوله يكون معه في الجنة
- 20 باب من خصال الإيمان أن يحبّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه
- 21 باب ما جاء أن إكرام الضّيف من كمال الإيمان
- 22 باب بيان أنّ النّهي عن المنكر من كمال الإيمان
- 23 باب ما جاء أنّ حبّ الأنصار من كمال الإيمان
- 24 باب الحياء من الإيمان
- 25 باب حبُّ عليّ بن أبي طالب من كمال الإيمان
- 26 باب ما جاء في موالاة المؤمنين
- 27 باب الفرار من الفتن من كمال الإيمان
- 28 باب جواز الاستسرار بالإيمان للخائف
- 29 باب الاستثناء في الإيمان
- 30 باب أنّ الطّهور شطر الإيمان
- 31 باب من آمن باللَّه ثم استقام عليه
- 32 باب تفاضل أهل الإيمان
- 33 باب رجحان أهل اليمن في الإيمان
- 34 باب ما جاء أنّ الإيمان في أهل الحجاز
- 35 باب حسن إسلام المرء
- 36 باب أنّ النّصيحة عماد الدّين وقوامه
- 37 باب الدّليل على صحة إسلام من حضره الموت ما لم يشرع في النَّزْع
- 38 باب أنّ الإيمان إذا خالطتْ بشاشتُه القلوب لا يسخطه أحد
- 39 باب من خصال هذا الدّين أنه يُسر
- 40 باب أنّ اللَّه ﷾ لا يكلّف إِلَّا ما يُطاق
- 41 باب حسن الظَّن باللَّه مقرونًا بالخوف والرَّجاء
- 42 باب ما جاء في الخوف والتقوى
- 43 باب أنّ رحمة اللَّه أوسع من عذابه
- 44 باب لا إكراه في الدين
- 45 باب قول اللَّه تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾ [سورة الحجرات: ٩] فسماهم المؤمنين
- 46 باب سباب المسلم فسوق وقتاله كفر
- 47 باب بيان معنى قول النبيّ ﷺ: «لا ترجعوا بعدي كفَّارًا»
- 48 باب بيان إطلاق اسم الكفر من قال: مُطرنا بالنّوء
- 49 باب إطلاق اسم الكفر على الطعن في النسب والنياحة
- 50 باب ما جاء أن الإسلام يهدم ما كان قبله
معلومات عن حديث: من مات على التوحيد دخل الجنة
📜 حديث عن من مات على التوحيد دخل الجنة
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ من مات على التوحيد دخل الجنة من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث من مات على التوحيد دخل الجنة
تحقق من درجة أحاديث من مات على التوحيد دخل الجنة (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث من مات على التوحيد دخل الجنة
تخريج علمي لأسانيد أحاديث من مات على التوحيد دخل الجنة ومصادرها.
📚 أحاديث عن من مات على التوحيد دخل الجنة
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع من مات على التوحيد دخل الجنة.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب