بيان الأمور الجامعة التي يدخل بها المسلم الجنة - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب ما جاء في بيان الأمور الجامعة التي يدخل بها المسلم الجنة

عن أبي أيوب: أنّ رجلًا قال للنّبيّ ﷺ: أخبرني بعمل يُدخلني الجنّة. قال (أي القوم): ما له ما له! وقال النّبيّ ﷺ: «أَرَبٌ ما له، تعبد اللَّه ولا تشركْ به شيئًا، وتقيم الصّلاة، وتُؤتي الزّكاة، وتصلُ الرَّحم».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٣٩٦)، ومسلم في الإيمان (١٣/ ١٣) كلاهما من
حديث شعبة، حدثنا محمد بن عثمان بن عبد اللَّه بن موهب، وأبوه عثمان كلاهما سمعا موسى بن طلحة بحدّث عن أبي أيوب، فذكره.
واللّفظ للبخاريّ؛ إلّا أنه قال في أحد الإسنادين: «عن ابن عثمان بن عبد اللَّه بن موهب، عن موسى بن طلحة» وقال أيضًا: «أخشى أن يكون محمد غير محفوظ إنما هو عمرو».
إلّا أنّ مسلمًا لم يذكر لفظ الحديث، وإنّما أحال على ما سبقه وهو ما رواه عن عبد اللَّه بن نمير، عن عمرو بن عثمان -كما رجّحه البخاريّ-، عن موسى بن طلحة، قال: حدثني أبو أيوب: أنّ أعرابيًّا عرض لرسول اللَّه ﷺ وهو في سفر، فأخذ بخطام ناقته -أو بزمامها- ثم قال: يا رسول اللَّه -أو يا محمد- أخبرني بما يقرّبني من الجنّة وما يباعدني من النّار. قال: فكفّ النبي ﷺ ثم نظر في أصحابه ثم قال: «لقد وُفَّق -أو لقد هُدِى-». قال: «كيف قلت؟». قال: فأعاد فقال النبي ﷺ: «تعبد اللَّه لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتصل الرّحم، دع النَّاقة».
وزاد في رواية أبي إسحاق، عن موسى بن طلحة: «إن تمسّك بما أُمر به دخل الجنّة».
ورواه أيضًا البغويّ في «شرح السنة» (١/ ٢٠) من طريق أبي نعيم، فقال:
«عن عمرو بن عثمان» إلّا أنّه فاته العزو إلى البخاريّ.
وعمرو بن عثمان هو الصّحيح، قال النَّووي: «اتفقوا على أنَّه وهم من شعبة، وأنَّ الصّواب: عمرو».
وقوله: «أرب» فيه ثلاث روايات: إحدها: «أَرِبَ» بوزن عَلِم، ومعناه الدّعاء عليه أي: أُصيبت آرابه وسقطت، وهي كلمة لا يراد بها وقوع الأمر، وإنما تذكر في معرض التعجّب. والثانية: «أَرَبٌ ما له» بوزن جَمَلٌ، أي: حاجة له، و«ما» زائدة للتقليل، أي حاجة يسيرة: والثالثة: «أَرِبٌ» بوزن كتف، والأرِبُ: الحاذق الكامل، أي: هو أرِبٌ، فحذف المبتدأ ثم سأل فقال: ماله؟ أي ما شأنه. راجع: النهاية (١/ ٣٥).
عن أبي هريرة، أنّ أعرابيًّا أتى النَّبيّ ﷺ فقال: دُلّني على عمل إذا عملتُه دخلتُ الجنّةَ. قال: «تعبد اللَّه لا تشركُ به شيئًا، وتقيم الصّلاة المكتوبة، وتؤدّي الزّكاة المفروضة، وتصوم رمضان». قال: والذي نفسي بيده! لا أزيد على هذا. فلما ولَّى قال النّبيُّ ﷺ: «من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظرْ إلى هذا».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الزّكاة (١٣٩٧)، ومسلم في الإيمان (١٤)، كلاهما من حديث عفّان بن عثمان، حدّثنا وهيب، عن يحيى بن سعيد بن حيّان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، فذكر الحديث، ولفظهما سواء.
عن أبي جمرة قال: كنتُ أقعدُ مع ابن عباس يُجلسني على سريره فقال: أَقِمْ عندي حتى أجعل لك سهمًا من مالي. فأقمتُ معه شهرين، ثم قال: إنّ وفد عبد
القيس لما أتوا النبي ﷺ قال: «من القوم؟ -أو من الوفد؟ -» قالوا: ربيعة. قال: «مرحبا بالقوم -أو بالوفد- غير خزايا ولا ندامى». فقالوا: يا رسول اللَّه، إنّا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشّهر الحرام، وبيننا وبينك هذا الحيُّ من كفار مُضر، فُمرْنا بأمر فَصْل نُخْبر به مَنْ وراءَنا، وندخل به الجنّة. وسألوه عن الأشرية، فأمرهم بأربع، ونهاهم عن أربع، أمرهم: بالإيمان باللَّه وحده، قال: «أتدرون ما الإيمان باللَّه وحده؟» قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: «شهادةُ أن لا إله إلا اللَّه، وأنّ محمدًا رسولُ اللَّه، وإقامُ الصّلاة، وإيتاءُ الزّكاة، وصيامُ رمضان، وأنْ تُعطوا من المغنم الخمس». ونهاهم عن أربع: عن الحنتم، والدُّباء والنّقير، والمزفّت، وربما قال: المقير، وقال: «احفظوهن وأخبروا بهنّ من وراءكم».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (٥٣)، ومسلم في الإيمان (١٧) كلاهما من طريق شعبة، عن أبي جمرة، فذكره، واللّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم نحوه.
وزاد مسلمٌ في رواية قرّة بن خالد، عن أبي جمرة: وقال رسول اللَّه ﷺ للأشجّ -أشجّ عبد القيس-: «إن فيك خصلتين يحبُّهما اللَّه: الحِلمُ والأناةُ».
قوله: «والمقير» هو المزقّت، وهو المطلي بالقار -وهو الزّفت-، وقيل: الزفت نوع من القار.
والمقصود من النهي عن هذه الأربع هو أنه نهى عن الانتباذ فيها، وإنّما خُصّت هذه بالنهي لأنه يسرع إليها الإسكار فيها فيصير حرامًا.
عن أبي سعيد الخدريّ قال: إنّ أناسا من عبد القيس قدموا على رسول اللَّه ﷺ، فقالوا: يا نبيَّ اللَّه، إنّا حيٌّ من ربيعة وبيننا وبينك كفار مضر، ولا نقدر عليك إلا في أشهر الحرم فمرْنا بأمر نأْمُرُ به مَنْ وَراءَنا وندخل به الجنّة، إذا نحن أخذنا به فقال رسول اللَّه ﷺ: «آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع: اعبدوا اللَّه ولا تشركوا به شيئًا، وأقيموا الصّلاة، وآتوا الزّكاة، وصُوموا رمضان وأعطوا الخمس من الغنائم، وأنهاكم عن أربع: عن الدُّبّاء، والحَنْتَم، والمزفَّت والنّقِير». قالوا: يا نبي اللَّه، ما علمُك بالنّقير؟ قال: «بلي جِذعٌ تنقرونه فتقذفون فيه من القُطَيْعاء -قال سعيدٌ: أو قال من التمر-، ثم تصبُّون فيه من الماء، حتى إذا سكن غلَيانُه شربتموه، حتى إنّ أحدكم -أو إنَّ أحدهم- ليضربُ ابنَ عمِّه بالسّيف» قال: وفي القوم رجل أصابته جراحة كذلك. قال: وكنتُ أَخْبأُها حياءً من رسول اللَّه ﷺ. فقلتُ: ففيم نشرب يا رسول اللَّه؟ قال: «في أَسْقِية الأَدَم التي يُلاثُ على أفواهها». قالوا: يا رسول اللَّه،
إنّ أرضنا كثيرةُ الجِرْذان، ولا تبقى بها أسقية الأَدَم. فقال نبيُّ اللَّه ﷺ: «وإن أكلتها الجرذانُ، وإن أكلتها الجرذانُ، وإن أكلتها الجرذان» قال: وقال نبيُّ اللَّه ﷺ لأشج عبد القيس: «إنّ فيك لخصلتين يحبُّهما اللَّه الحِلْم والأَنَاة».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٨) عن يحيى بن أيوب، حدثنا ابنُ عليّة، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، قال: حدّثنا من لقي الوفدَ الذين قدموا على رسول اللَّه ﷺ من عبد القيس. قال سعيد (ابن أبي عروبة): وذكر قتادة أبا نضرة، عن أبي سعيد في حديثه هذا: «أنّ ناسًا من عبد القيس» فذكره.
ورواه من وجه آخر عن ابن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، قال: حدثني غيرُ واحد لقي ذاك الوفد. وذكر أبا نضرة، عن أبي سعيد الخدريّ: أنّ وفد عبد القيس لما قدموا على رسول اللَّه ﷺ بمثل حديث ابن عليّة، غير أنّ فيه: «وتَذيفُون فيه من القُطَيْعاء أو التمر والماء» ولم يقل: «قال سعيد: أو قال: من التمر».
ورواه من طريق أبي عاصم وعبد الرزّاق، قال عبد الرزّاق: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني أبو قزعة، أنّ أبا نضرة أخبره وحسنًا أخبرهما، أنّ أبا سعيد الخدريّ أخبره: أنّ وفد عبد القيس لما أتوا نبي اللَّه ﷺ قالوا: يا نبيّ اللَّه، جعلنا اللَّه فداءك، ماذا يصلح لنا من الأشربة؟ فقال: «لا تشرَبوا في النّقير». قالوا: يا نبي اللَّه، جعلنا اللَّه فداءك، أو تدري ما النّقير؟ قال: نعم الجِذْع يُنقرُ وسطه، ولا في الدّبّاء، ولا في الحنتمة، وعليكم بالموكَى».
وقوله: «إنّ أبا نضرة وحسنًا أخبرهما«قال ابن الصّلاح في صيانة صحيح مسلم (ص ١٥٩ - ١٦١): «إحدى المعضلات، ولا عضال ذلك وقع فيه تغييرات من جماعة واهمة، فمن ذلك: رواية أبي نعيم الأصبهاني الحافظ في مستخرجه على كتاب مسلم بإسناده: أخبرني أبو فزعة، أنّ أبا نضرةَ وحسنًا أخبرهما أنّ أبا سعيد الخدريّ، وهذا يلزم منه أن يكون أبو قزعة هو الذي أخبر أبا نضرة وحسنًا عن أبي سعيد، فيكون أبو قزعة هو الذي سمع من أبي سعيد ذلك. وذلك منتفٍ، واللَّه أعلم.
ومن ذلك: أنّ أبا عليّ الغسّاني صاحب «تقييد المهمل» ردّ رواية مسلم هذه، وقلّده في ذلك صاحب «المُعِلمِ»، ومن شأنه تقليده فيما يذكره من علم الأسانيد، مع أنه لا يسمّيه ولا ينصفه، وصوّبهما في ذلك القاضي أبو الفضل عياض بن موسى، فقال أبو عليّ: الصّواب في الإسناد عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو قزعة، أن أبا نضرةً وحسنًا أخبراه، أنّ أبا سعيد أخبره. وذكر أنه إنما قال: «أخبره» ولم يقل: «أخبرهما»؛ لأنّه ردّ الضّمير إلى أبي نضرة وحده، وأسقط الحسن لموضع الإرسال، فإنّه لم يسمع من أبي سعيد الخدريّ ولم يلْقَه، وذكر أنّه بهذا اللّفظ الذي ذكره خرّجه أبو عليّ بن السّكن في «مصنّفه» بإسناده قال: وأظنُّ هذا من إصلاح ابن السَّكن.
وذكر الغسّاني أيضًا: أنه رواه كذلك أبو بكر البزّار في «مسنده الكبير» بإسناده وحكى عنه، وعن عبد الغني بن سعيد الحافظ: أنّهما ذكرا أنّ حسنًا هذا هو الحسن البصريّ.
وليس الأمر في ذلك على ما ذكروه، بل ما أورده مسلمٌ في هذا الإسناد هو الصواب، وكما أورده رواه أحمد بن حنبل، عن روح بن عبادة، عن ابن جريج.
وقد انتصر له الحافظ أبو موسى الأصبهانيّ، وألّف في ذلك كتابًا لطيفًا تبجّح فيه بإجادته وإصابته، مع وهم غير واحد من الحفّاظ فيه.
فذكر: أنّ حسنًا هذا هو الحسن بن مسلمٌ بن ينّاق الذي روى عنه ابن جريج غير هذا الحديث، وأن معنى هذا الكلام: أنّ أبا نضرة أخبر بهذا الحديث أبا قزعة وحسن بن مسلم كليهما، ثم أكّد ذلك بأن أعاد فقال: أخبرهما أن أبا سعيد أخبره -يعني أبو سعيد أبا نضرة- وهذا كما تقول: إن زيدًا جاءني وعمرًا جاءاني فقالا: كذا وكذا.
وهذا من فصيح الكلام، واحتجّ على أنّ حسنًا فيه هو الحسن بن مسلم: بأنّ سلمة بن شبيب وهو ثقة، رواه عن عبد الرزّاق، وعن ابن جريج، قال: أخبرني أبو قزعة، أنّ أبا نضرة أخبره، وحسن بن مسلم أخبرهما، أنّ أبا سعيد أخبره. الحديث. رواه أبو الشيخ الحافظ في كتابه «المخرّج على صحيح مسلم».
وقد أسقط أبو مسعود الدمشقي وغيره، ذكر حسن أصلًا من الإسناد؛ لأنّه مع إشكاله لا مدخل له في رواية الحديث.
وذكر الحافظ أبو موسى ما حكاه أبو علي الغسّاني في كتابه «تقييد المهمل» في ذلك، وبيّن بطلانه، وبطلان رواية من غيّر الضمير في قوله: «أخبرهما» وعبر ذلك من تغيير، ولقد أجاد وأحسن، واللَّه أعلم، انتهى كلام ابن الصّلاح.
ونقل هذا الكلام النووي في شرح مسلم وأقرّه.
قوله: «أشج عبد القيس» اسمه منذر بن عائذ كما قال الترمذي، وهو المنذر بن عائذ بن المنذر ابن الحارث القصري -بمفتوحتين- صحابي نزل البصرة ومات بها.
عن جابر بن عبد اللَّه، قال: أتى النّبيَّ ﷺ النعمانُ بن قوقل، فقال: يا رسول اللَّه، أرأيت إذا صليتُ المكتوبة، وحرّمتُ الحرام، وأحللْتُ الحلال، أأدخلُ الجنّة؟ فقال النبيُّ ﷺ: «نعم».
وفي رواية: «صليتُ الصلوات المكتوبات، وصمتُ رمضان، وأحللتُ الحلال، وحرمتُ الحرام، ولم أزد على ذلك، أأدخلُ الجنة؟ قال: «نعم«قال: واللَّه لا أزيد على ذلك شيئًا».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٥) من طرق عن جابر، به.
عن معاذ بن جبل، قال: كنت مع النبي ﷺ في سفر فأصبحتُ يوما قريبا منه ونحن نسيرُ، فقلت: يا رسولَ اللَّه، أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار. قال: «لقد سألتني عن عظيم، وإنّه ليسيرٌ على من يسّره اللَّه عليه؛ تعبد اللَّه ولا تشركُ به شيئًا، وتقيم الصّلاة، وتُؤتي الزّكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت». ثم قال: «ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصّومُ جُنّة، والصّدقةُ تُطفئ الخطيئةَ كما يطفئ الماءُ النّارَ، وصلاةُ الرّجل من جوف الليل» قال: ثم تلا: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ حتى بلغ ﴿يَعْمَلُونَ﴾ [سورة السجدة: ١٦ - ١٧]، ثم قال: «ألا أخبرك برأس الأمر كلّه وعموده وذروة سنامه؟» قلت: بلى يا رسول اللَّه، قال: «رأس الأمر الإسلام، وعموده الصّلاة، وذروة سنامه الجهاد». ثم قال: «ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟» قلت: بلى يا نبي اللَّه، فأخذه بلسانه قال: «كفّ عليك هذا» فقلت: يا نبي اللَّه، وإنّا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: «ثكلتك أمُّك يا معاذ! وهل يكبُّ الناس في النار على وُجُوههم -أو على مناخرهم- إلّا حصائدُ ألسنتهم؟ !».

حسن: رواه الترمذي (٢٦١٦) واللّفظ له، وابن ماجه (٣٩٧٣) كلاهما عن محمد بن أبي عمر العدنيّ، حدثنا عبد اللَّه بن معاذ الصنعانيّ، عن معمر، عن عاصم بن أبي النَّجود، عن أبي وائل، عن معاذ بن جبل، فذكر الحديث.
قال الترمذي: «حسن صحيح».
ورواه عبد الرزّاق في مصنفه (٢٠٣٠٣)، وعنه الإمام أحمد (٢٢٠١٦).
وإسناده حسن لأجل الكلام في عاصم بن أبي النّجود، غير أنه حسن الحديث.
وأبو وائل شقيق بن سلمة، ولد في السنة الأولى من الهجرة، ولكن لم تثبت صحبتُه، روى عن جماعة من الصّحابة منهم معاذ بن جبل، وكان من أعلم أهل الكوفة بحديث عبد اللَّه بن مسعود توفي سنة (٨٢ هـ) روايته عن أبي بكر مرسلة، وشك الناس في سماعه من عائشة وأبي الدرداء غير أنّه لم يعرف بالتدليس.
وهذا الإسناد هو من أجود ما روي به هذا الحديث، وللحديث أسانيد أخرى سيأتي بعضها في كتاب الجهاد.
عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا تدخلون الجنّة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا. أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشُوا السّلام بينكم».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٥٤) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية، ووكيع،
عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
وفي رواية جرير عن الأعمش: «والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنّة حتى تؤمنوا» بمثل حديث أبي معاوية ووكيع.
عن أبي هريرة، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إني إذا رأيتُك طابتْ نفسي، وقرَّتْ عيني، فأنبئني عن كلّ شيء، فقال: «كلُّ شيء خلق من ماء». قال: قلت: أنبئني عن أمر إذا أخذتُ به دخلتُ الجنّة، قال: «أفْشِ السّلام، وأطعم الطّعام، وصِل الأرحام، وقُمْ باللّيل والناس نيام، ثم ادخل الجنّة بسلام».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٧٩٣٢)، وصحّحه ابن حبان (٥٠٨)، والحاكم (٤/ ١٦٠) كلهم من طريق همام بن يحيى، عن قتادة، عن أبي ميمون، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
وإسناده صحيح، ورجاله رجال الشيخين غير أبي ميمونة، وهو الفارسيّ المدنيّ الأبار، وثّقه النسائيّ والعجليّ وغيرهما، وهو من رجال السنن.
وأورده الهيثمي في «المجمع» (٥/ ١٦) وقال: «رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا أبا ميمونة وهو ثقة».
عن عبد اللَّه بن عمرو، قال: قال رسول اللَّه: «اعبدوا الرحمن، وأفشوا السّلام، وأطعموا الطّعام تدخلون الجنان».

صحيح: رواه الترمذيّ (١٨٥٥) من طريق أبي الأحوص-، وابن ماجه (٣٦٩٤) من طريق محمد ابن فضيل-، والإمام أحمد (٦٥٨٧) من طريقين أبي عوانة وعبد الرزاق - وابن حبان في صحيحه (٤٨٩، ٥٠٧) من طريق جرير بن عبد الحميد-، وعبد بن حميد في المنتخب (٣٥٥) من طريق زائدة ابن قدامة - كلّهم عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمرو. . . فذكر الحديث.
وإسناده صحيح، وعطاء بن السائب ثقة، وثّقه الأئمة إلا أنه اختلط في آخره، ولكن رواية زائدة ابن قدامة كانت قبل اختلاطه.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».
عن عبد اللَّه بن سلام، قال: لما قدم رسولُ اللَّه ﷺ يعني المدينة انجفل الناس إليه، وقيل: قدم رسولُ اللَّه ﷺ فجئتُ في الناس أنظر إليه، فلما اسْتثبتُ وجهَ رسول اللَّه ﷺ عرفتُ أنّ وجهه ليس بوجه كذّاب، وكان أوّل شيء تكلّم به أن قال: «يا أيُّها الناس، أفشوا السّلام، وأطعموا الطّعام، وصلّوا والناسُ نيام، تدخلوا الجنة بسلام».

صحيح: رواه الترمذيّ (١٤٨٥)، وابن ماجه (١٣٣٤)، وصحّحه الحاكم (٣/ ١٣)، (٤/ ١٥٩ - ١٦٠) كلهم من طريق عوف بن أبي جميلة، حدثنا زرارة ابن أبي أوفي، عن عبد اللَّه بن سلام،
فذكر الحديث. قال الترمذي: «حديث صحيح».
وقال الحاكم في الموضع الأول: «صحيح على شرط الشيخين»، وقال في الموضع الثاني: «صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: وهو كما قالوا، وسيأتي في قيام اللّيل.
عن هانئ بن يزيد، أنه لما وفد إلى النبيّ ﷺ مع قومه، فسمعهم النبيُّ ﷺ وهم يُكنّونه بأبي الحكم، فدعاه النبيّ فقال: إنّ اللَّه هو الحكم، وإليه الحُكم، فلِمَ تكنيتَ بأبي الحكم؟ «قال: لا، ولكنّ قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمتُ بينهم، فرضيَ كلا الفريقين. قال: «ما أحسن هذا!». ثم قال: ما لك من الولد؟». قلتُ: لي شريحٌ، وعبد اللَّه، ومسلمٌ بنو هانئ. قال: «فمن أكبرهم؟». قلت: شريح. قال: «فأنت أبو شريح»، ودعا له ولولده. وسمع النبيُّ ﷺ قومًا يسمُّون رجلًا منهم: عبد الحجر، فقال النبيُّ ﷺ: «ما اسمُك؟» قال: عبد الحجر. قال: «لا، أنت عبد اللَّه» قال شريح: وإنّ هانئًا لما حضر رجوعُه إلى بلاده أتى النّبيَّ ﷺ فقال: أخبرني بأيّ شيء يُوجب لي الجنة؟ قال: «عليك بحسن الكلام، وبذل الطّعام».

حسن: رواه البخاريّ في الأدب المفرد (٨١١)، وابن حبان (٥٠٤)، وأبو داود (٤٩٥٥)، وابن حبان (٤٩٠)، والحاكم (١/ ٢٣)، والطبرانيّ في الكبير (٢٢/ ١٨٠) كلّهم من طرق عن يزيد ابن المقدام بن شريح، عن أبيه المقدام، عن أبيه شريح، عن أبيه هانئ بن يزيد، فذكره.
واللفظ للبخاري وابن حبان في الموضع الأول، والآخرون اختصروه.
وإسناده حسن من أجل يزيد بن المقدام فإنه «صدوق». وصحّحه الحاكم.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 8 من أصل 361 باباً

معلومات عن حديث: بيان الأمور الجامعة التي يدخل بها المسلم الجنة

  • 📜 حديث عن بيان الأمور الجامعة التي يدخل بها المسلم الجنة

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ بيان الأمور الجامعة التي يدخل بها المسلم الجنة من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث بيان الأمور الجامعة التي يدخل بها المسلم الجنة

    تحقق من درجة أحاديث بيان الأمور الجامعة التي يدخل بها المسلم الجنة (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث بيان الأمور الجامعة التي يدخل بها المسلم الجنة

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث بيان الأمور الجامعة التي يدخل بها المسلم الجنة ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن بيان الأمور الجامعة التي يدخل بها المسلم الجنة

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع بيان الأمور الجامعة التي يدخل بها المسلم الجنة.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب