النقص في كمال الإيمان بالمعاصي - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب النقص في كمال الإيمان بالمعاصي
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأشربة (٥٥٧٨)، ومسلم في الإيمان (٥٧) كلاهما عن ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: سمعتُ أبا سلمة بن عبد الرحمن، وابن المسيب يقولان: قال أبو هريرة، فذكر الحديث.
قال ابن شهاب: وأخبرني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أنّ أبا بكر كان يحدثه عن أبي هريرة، ثم يقول: كان أبو بكر يُلحق معهن: «ولا ينتهبُ نهبةً ذات شرف يرفع الناس إليه أبصارهم فيها، حين ينتهبها وهو مؤمن».
ظاهره أن قوله: «ولا ينتهب. . . إلخ» ليس بمرفوع، وإنما هو من كلام أبي هريرة، ويرد عليه ما رواه البخاريّ في المظالم (٢٤٧٥) من حديث الليث، عن عُقيل، عن ابن شهاب، عن أبي بكر ابن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، فذكر الحديث كاملًا في نسق واحد، وهذا لفظه: «لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهبُ نهبةً، يرفعُ النّاس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن».
فجعله كله مرفوعًا.
ورواه أيضًا مسلمٌ من طريق الليث بن سعد بإسناده عن أبي هريرة أنه قال: إنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «لا يزني الزاني» وقال: واقتصّ الحديث بمثله، يذكر مع ذكر النُّهبة، ولم يذكر: «ذات شرف».
وفي رواية عنده في حديث همام: «يرفع إليه المؤمنون أعينهم فيها وهو حين ينتهبُها مؤمن»، وزاد: «ولا يَغُلُّ أحدكم حين يَغُلُّ وهو مؤمن، فإيّاكم إيّاكم».
وفي رواية عنده في حديث ذكوان عن أبي هريرة: «لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، والتوبةُ معروضة بعد».
والخلاصة: أنّ قول أبي بكر بن عبد الرحمن: «وكان أبو هريرة يلحق معهن» معناه يلحقها روايةً عن رسول اللَّه ﷺ، لا من عند نفسه، وكأن أبا بكر خصّها بذلك لكونه بلغه أن غيره لا يرويها.
صيانة صحيح مسلم (ص ٢٢٧).
قال الترمذي -بعد أن روى حديث أبي هريرة-: «وقد رُوي عن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ قال: «إذا زنى العبد خرج منه الإيمان، فكان فوق رأسه كالظُّلة، فإذا خرج من ذلك العمل عاد إليه الإيمان».
هكذا رواه معلقًا، وسيأتي مسندًا.
قال عكرمة: «قلت لابن عباس: كيف ينزع الإيمان منه؟ قال: هكذا -وشبك بين أصابعه، ثم أخرجها-، فإن تاب عاد إليه - وشبك بين أصابعه».
صحيح: رواه البخاريّ في الحدود (٦٨٠٩) عن محمد بن المثنى، أخبرنا إسحاق بن يوسف، أخبرنا الفضيل بن غزوان، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكر الحديث.
صحيح: رواه البزّار -كشف الأستار (١١٢) - عن محمد بن المثني، ثنا محمد بن الفضل، ثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكر الحديث.
وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات.
وما رواه البزّار عقبه عن أحمد بن أبان، عن الدّراورديّ، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، موقوفًا لا يضر.
وكذلك ما رواه الإمام أحمد (٢٥٠٨٨) عن يزيد، حدثنا محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزّبير، عن أبيه، عن عائشة، قال: «بينما أنا عندها إذ مُرّ برجل قد ضُرب في خمر على بابها. سمعت حِسَّ النّاس، فقالت: أيّ شيء هذا؟ قلت: رجل أُخذ سكرانًا من خمر فضُرب. فقالت: سبحان اللَّه! سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «لا يشربُ الشّارب حين يشربُ وهو مؤمن -يعني الخمر-، ولا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السّارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب منتهبٌ نُهبةً ذات شرف يرفعُ النّاسُ إليه فيها رؤوسهم وهو مؤمن، فإيّاكم وإيّاكم».
ومحمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن، وقد زاد في المتن وهي شاذة.
وهو مؤمن».
حسن: رواه الإمام أحمد (١٩١٠٢)، والبزّار -كشف الأستار (١١١) - كلاهما من حديث شعبة، عن فراس، عن مدرك بن عُمارة، عن ابن أبي أوفي، فذكر الحديث.
قال البزار: «لا نعلمُ له طريقًا عن ابن أبي أوفى إلّا هذا الطّريق».
قال الأعظمي: ليس كما قال، بل له طرق عن مدرك بن عُمارة، وهذا أصحُّها. وإسناده حسن من أجل مدرك بن عمارة وهو ابن عقبة بن أبي مُعيط الأمويّ من رجال «التعجيل»: «روي عن أبيه وله صحبة، وروي عن عبد اللَّه وهو ابن أبي أوفي. روى عنه فراس الخارفي، ويونس بن أبي إسحاق، وليث بن أبي سُليم وغيرهم، وذكره ابن حبان في: الثقات«وقال: «عِداده في أهل الكوفة». وقال غيره: يقال: إن له صحبة وهو غلط» انتهى.
ومثله لا بأس بتحسين حديثه إذا كان له شواهد صحيحة.
صحيح: رواه أبو داود (٤٦٩٠) عن إسحاق بن سويد الرّمليّ، حدثنا ابن أبي مريم، أخبرنا نافع -يعني ابن زيد-، قال: حدثني ابن الهاد، أن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ حدّثه، أنه سمع أبا هريرة، فذكر الحديث.
وإسناده صحيح، ورجاله ثقات رجال الصحيح، وصحّحه أيضًا الحاكم (١/ ٢٢) على شرط الشيخين فقال: «فقد احتجا برواته».
أما ما روي عن أبي هريرة مرفوعًا: «من زنا وشرب الخمر نزع اللَّه منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه» فهو ضعيف.
رواه الحاكم (١/ ٢٢) من طريقين عن أبي عبد الرحمن المقري، ثنا سعيد بن أبي أيوب، ثنا عبد اللَّه بن الوليد، عن ابن حجيرة، أنه سمع أبا هريرة، فذكر مثله.
قال الحاكم: «قد احتج مسلم بعبد الرحمن بن حجيرة، وعبد اللَّه بن الوليد، وهما شاميان».
قال الأعظمي: هذا وهم منه فإن عبد اللَّه بن الوليد وهو ابن قيس التجيبيّ المصريّ ليس من رجال مسلم، وإنما أخرج له أبو داود والنسائي، وذكره ابن حبان في «الثقات» ولكن ضعّفه الدّارقطنيّ وقال: «لا يعتبر بحديثه».
وفي «التقريب»: «ليّن الحديث» وشيخه هو عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن حجيرة لا عبد الرحمن بن حجيرة كما قال الحاكم، فلعلّه سقط في الإسناد: «عن أبيه»، وعبد اللَّه بن عبد الرحمن بن حجيرة ليس من رجال مسلم أيضًا، وقد روي عن أبيه، وعنه عبد اللَّه بن الوليد التجيبيّ، وهو ممن وثّقه أيضًا ابنُ حبان.
وفي الباب عن جابر، رواه الإمام أحمد (١٤٧٣١) عن موسى، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، أنه قال: سألتُ جابرًا: «أسمعتَ النبيّ ﷺ يقول: «لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن«؟ قال جابر: لم أسمعه. قال جابر: وأخبرني ابن عمر أنه قد سمعه».
وفي الإسناد ابن لهيعة وفيه كلام معروف بأنه ضُعِّف من أجل اختلاطه، وموسى وهو ابن داود ليس ممن سمع منه قبل الاختلاط.
قال الترمذيّ (٥/ ١٦) بعد أن روى حديث أبي هريرة: «لا نعلم أحدًا كفّر أحدًا بالزنى، أو السّرقة، وشرب الخمر».
وقال: «وقد رُوي عن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال: «خرج من الإيمان إلى الإسلام».
حسن: رواه الإمام أحمد (١٢٣٨٣)، وأبو يعلى (٢٨٦٣)، والبزار -كشف الأستار (١٠٠) -، والطبراني في الأوسط (٢٦٢٧) كلّهم من طريق أبي هلال، حدثنا قتادة، عن أنس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في أبي هلال وهو محمد بن سليم الرّاسبيّ غير أنه حسن الحديث، وقد حسّنه البغويّ في شرح السنة (٣٨)، ثم هو لم ينفرد به، بل رواه أبو يعلى (٣٨٦٣) وعنه ابن حبان في صحيحه (١٩٤) عن الحسن بن الصبّاح البزّار، حدثنا مؤمّل بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، فذكر مثله.
ومؤمّل بن إسماعيل تُكلّم في حفظه، غير أنه لا بأس به في المتابعات.
وفي الباب عن ابن عمر، وابن عباس، وأبي أمامة، وابن مسعود ولا يصح منه شيءٌ غير أنّ بعضه يستشهد به.
قال النوويّ رحمه اللَّه تعالى في شرح مسلم: «هذا الحديث مما اختلف العلماء في معناه، فالقول الصحيح الذي قاله المحقّقون أن معناه لا يفعلُ هذه المعاصي وهو كامل الإيمان، وهذا من الألفاظ التي تطلق على نفي الشيء، ويراد نفيُ كماله ومختاره، كما يقال: لا علم إلا ما نفع، ولا مال إلا الإبل، ولا عيش إلا عيشُ الآخرة، وإنما تأولناه على ما ذكرناه لحديث أبي ذرّ وغيره: «من قال: لا إله إلا اللَّه دخل الجنة، وإن زنى وإن سرق»، وحديث عبادة بن الصامت الصحيح المشهور: أنهم بايعوه ﷺ على أن لا يسرقوا، ولا يزنوا، ولا يعصوا. . . إلى آخره، ثم قال لهم ﷺ: «فمن وفي منكم فأجرُه على اللَّه، ومن فعل شيئًا من ذلك فعُوقب في الدنيا فهو كفّارتُه، ومن فعل ولم يعاقب فهو إلى اللَّه تعالى، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذّبه». فهذان الحديثان مع نظائرهما في الصحيح مع قول اللَّه عز وجل ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [سورة النساء: ٤٨]، مع إجماع أهل الحقّ على أنّ الزّاني والسّارق والقاتل وغيرهم من أصحاب الكبائر
غير الشّرك لا يكفرون بذلك، بل هم مؤمنون ناقصو الإيمان، إن تابوا سقطت عقوبتهم، وإن ماتوا مصرّين على الكبائر كانوا في المشيئة، فإن شاء اللَّه تعالى عفا عنهم، وأدخلهم الجنة أولًا، وإن شاء عذّبهم، ثم أدخلهم الجنة، وكلّ هذه الأدلة تضطرنا إلى تأويل هذا الحديث وشبهه». انتهى.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 5 من أصل 361 باباً
- 1 باب سؤال جبريل عن الإيمان، والإسلام، والإحسان
- 2 باب السؤال عن أركان الإسلام
- 3 باب ما جاء في شعب الإيمان
- 4 باب ما جاء في كمال الإيمان
- 5 باب النقص في كمال الإيمان بالمعاصي
- 6 باب بيان نقصان الإيمان بنقص الطّاعات
- 7 باب زيادة الإيمان ونقصانه
- 8 باب ما جاء في بيان الأمور الجامعة التي يدخل بها المسلم الجنة
- 9 باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة لا ينفع في الآخرة
- 10 باب من مات على التوحيد دخل الجنة
- 11 باب رفع الأمانة والإيمان من بعض القلوب
- 12 باب لا يدخل الجنة إلّا رجل مؤمن وإنّ اللَّه يؤيّد هذا الدّين بالرّجل الفاجر
- 13 باب أن اللَّه حرّم الجنّة على الكافرين
- 14 باب الترهيب من الكبر وأنه مُنافٍ لكمال الإيمان
- 15 باب لن يدخل أحدٌ الجنّةَ إلا برحمة من اللَّه
- 16 باب الترهيب من إيذاء الجار وأنه منافٍ لكمال الإيمان
- 17 باب ما جاء في حلاوة الإيمان وطعمه
- 18 باب حبّ الرسول ﷺ من الإيمان
- 19 باب من أحبّ اللَّه ورسوله يكون معه في الجنة
- 20 باب من خصال الإيمان أن يحبّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه
- 21 باب ما جاء أن إكرام الضّيف من كمال الإيمان
- 22 باب بيان أنّ النّهي عن المنكر من كمال الإيمان
- 23 باب ما جاء أنّ حبّ الأنصار من كمال الإيمان
- 24 باب الحياء من الإيمان
- 25 باب حبُّ عليّ بن أبي طالب من كمال الإيمان
- 26 باب ما جاء في موالاة المؤمنين
- 27 باب الفرار من الفتن من كمال الإيمان
- 28 باب جواز الاستسرار بالإيمان للخائف
- 29 باب الاستثناء في الإيمان
- 30 باب أنّ الطّهور شطر الإيمان
- 31 باب من آمن باللَّه ثم استقام عليه
- 32 باب تفاضل أهل الإيمان
- 33 باب رجحان أهل اليمن في الإيمان
- 34 باب ما جاء أنّ الإيمان في أهل الحجاز
- 35 باب حسن إسلام المرء
- 36 باب أنّ النّصيحة عماد الدّين وقوامه
- 37 باب الدّليل على صحة إسلام من حضره الموت ما لم يشرع في النَّزْع
- 38 باب أنّ الإيمان إذا خالطتْ بشاشتُه القلوب لا يسخطه أحد
- 39 باب من خصال هذا الدّين أنه يُسر
- 40 باب أنّ اللَّه ﷾ لا يكلّف إِلَّا ما يُطاق
- 41 باب حسن الظَّن باللَّه مقرونًا بالخوف والرَّجاء
- 42 باب ما جاء في الخوف والتقوى
- 43 باب أنّ رحمة اللَّه أوسع من عذابه
- 44 باب لا إكراه في الدين
- 45 باب قول اللَّه تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾ [سورة الحجرات: ٩] فسماهم المؤمنين
- 46 باب سباب المسلم فسوق وقتاله كفر
- 47 باب بيان معنى قول النبيّ ﷺ: «لا ترجعوا بعدي كفَّارًا»
- 48 باب بيان إطلاق اسم الكفر من قال: مُطرنا بالنّوء
- 49 باب إطلاق اسم الكفر على الطعن في النسب والنياحة
- 50 باب ما جاء أن الإسلام يهدم ما كان قبله
معلومات عن حديث: النقص في كمال الإيمان بالمعاصي
📜 حديث عن النقص في كمال الإيمان بالمعاصي
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ النقص في كمال الإيمان بالمعاصي من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث النقص في كمال الإيمان بالمعاصي
تحقق من درجة أحاديث النقص في كمال الإيمان بالمعاصي (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث النقص في كمال الإيمان بالمعاصي
تخريج علمي لأسانيد أحاديث النقص في كمال الإيمان بالمعاصي ومصادرها.
📚 أحاديث عن النقص في كمال الإيمان بالمعاصي
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع النقص في كمال الإيمان بالمعاصي.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب