حديث: حق زوجة أحدنا عليه: تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب السؤال عن أركان الإسلام

عن حكيم بن معاوية، عن أبيه، قال: أتيت رسول اللَّه ﷺ فقلت: ما أتيتُك حتى حلفتُ عدد أصابعي هذه أن لا آتيك -أرانا عفّان وطبَّقَ كفيه- فبالذي بعثك بالحقّ، ما الذي بعثك به؟ قال: «الإسلام» قال: وما الإسلام؟ قال: «أن يُسلم قلبُك للَّه، وأن توجِّه وجهَك إلى اللَّه، وتصلي الصّلاة المكتوبة، وتؤدّي الزّكاة المفروضة، أخوان نصيران، لا يقبل اللَّه عز وجل من أحد توبة أشرك بعد إسلامه». قلت: ما حقُّ زوجة أحدنا عليه؟ قال: «تُطْعمها إذا طعمتَ، وتكسُوها إذا اكتسيتَ، ولا تضرب الوجهَ، ولا تُقبِّحْ، ولا تهجر إلا في البيت».
قال: «تحشرون ههنا -وأومأ بيده إلى نحو الشام- مُشاةً ورُكبانًا وعلى وجوهكم، تُعْرَضُون على اللَّه وعلى أفواهكم الفِدامُ، وأوّلُ ما يُعْرِب عن أحدكم فخدُه». وقال: «ما من مولى يأتي مولًى له فيسألُه من فضلٍ عنده فيمنعه إلا جعله اللَّه عليه شُجاعًا ينهشُه قبل القضاء».

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٠٠٢٢) عن عفّان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا أبو قزعة الباهليّ، عن حكيم بن معاوية، عن أبيه، فذكر الحديث بتمامه.

عن حكيم بن معاوية، عن أبيه، قال: أتيت رسول اللَّه ﷺ فقلت: ما أتيتُك حتى حلفتُ عدد أصابعي هذه أن لا آتيك -أرانا عفّان وطبَّقَ كفيه- فبالذي بعثك بالحقّ، ما الذي بعثك به؟ قال: «الإسلام» قال: وما الإسلام؟ قال: «أن يُسلم قلبُك للَّه، وأن توجِّه وجهَك إلى اللَّه، وتصلي الصّلاة المكتوبة، وتؤدّي الزّكاة المفروضة، أخوان نصيران، لا يقبل اللَّه ﷿ من أحد توبة أشرك بعد إسلامه». قلت: ما حقُّ زوجة أحدنا عليه؟ قال: «تُطْعمها إذا طعمتَ، وتكسُوها إذا اكتسيتَ، ولا تضرب الوجهَ، ولا تُقبِّحْ، ولا تهجر إلا في البيت».
قال: «تحشرون ههنا -وأومأ بيده إلى نحو الشام- مُشاةً ورُكبانًا وعلى وجوهكم، تُعْرَضُون على اللَّه وعلى أفواهكم الفِدامُ، وأوّلُ ما يُعْرِب عن أحدكم فخدُه». وقال: «ما من مولى يأتي مولًى له فيسألُه من فضلٍ عنده فيمنعه إلا جعله اللَّه عليه شُجاعًا ينهشُه قبل القضاء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي طلبت شرحه حديث عظيم، رواه الإمام أحمد في مسنده، وفيه فوائد جليلة تتعلق بأصول الإسلام وحقوق الزوجية ويوم القيامة، وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● حلفت عدد أصابعي: أي أقسمت مرات كثيرة بعدد أصابع يدي.
● وطبَّق كفيه: ضم إحدى كفيه إلى الأخرى.
● أن يُسلم قلبك لله: أن تخلص العبادة لله وحده وتخضع له.
● توجِّه وجهك إلى الله: تقصد بعملك وجه الله تعالى.
● أخوان نصيران: متعاونان متساويان في الدين.
● لا تقبِّح: لا تقل لها قبيحًا من الكلام.
● تهجر إلا في البيت: لا تهجرها إلا داخل البيت دون أن تخرجها منه.
● مشاة وركبانًا: سيرًا على الأقدام وركوبًا.
● على وجوهكم: يُسحبون على وجوههم.
● الفدام: ما يوضع في أفواه الدواب لتمنعها من العض، وهو كناية عن العجز عن الكلام.
● يعرب عن أحدكم فخذه: أي يشهد عليه فخذه بما عمل.
● مولى: سيد أو صاحب فضل.
● شجاع: حية أو ثعبان.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يبدأ الحديث بقصة معاوية بن حيدة -رضي الله عنه- حين جاء إلى النبي ﷺ بعد أن حلف ألا يأتيه، ثم سأله عن الدين الذي بعثه الله به، فأجابه النبي ﷺ بأنه الإسلام، ووضح له معنى الإسلام بأنه إخلاص القلب لله والتوجه إليه بالعبادة، مع أداء الصلاة والزكاة، وأكد على أخوة المسلمين وعدم قبول التوبة بعد الشرك.
ثم سأل الرجل عن حق الزوجة على زوجها، فبين النبي ﷺ أن عليه أن يوفر لها الطعام والكساء، وألا يضرب وجهها ولا يسيء إليها قولاً، وألا يهجرها إلا داخل البيت.
ثم ذكر النبي ﷺ مشاهد من يوم القيامة، حيث يحشر الناس إلى أرض الشام مشاة وركبانًا، وبعضهم يُسحب على وجهه، وتعرض أعمالهم على الله، وتشهد عليهم جوارحهم.
وأخيرًا حذر النبي ﷺ من بخيل يمنع فضل ما عنده عن محتاج، وأن عقابه أن يحول الله هذا المال الذي منعه إلى ثعبان يعذبه.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- التأكيد على إخلاص العبادة لله: فالإسلام ليس مجرد شعائر ظاهرة، بل هو استسلام القلب والجوارح لله تعالى.
2- أهمية الصلاة والزكاة: فهما من أركان الإسلام التي لا يتم الإيمان بدونهما.
3- أخوة المسلمين: فالمسلمون أخوة يتعاونون ويتناصرون.
4- خطورة الشرك: وأنه لا تُقبل توبة من أشرك بعد إسلامه.
5- حقوق الزوجة: على الزوج أن يحسن إليها ماديًا وأدبيًا، ويحرم ضرب الوجه أو الإهانة، والهجر لا يكون إلا في البيت دون إخراجها.
6- الاستعداد ليوم القيامة: حيث يحشر الناس ويحاسبون على أعمالهم، وتشهد عليهم جوارحهم.
7- ذم البخل ومنع الزكاة والصدقة: وعقوبة ذلك شديدة في الآخرة.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث رواه الإمام أحمد في المسند، وهو حسن.
- قوله: "لا يقبل الله من أحد توبة أشرك بعد إسلامه" يعني من أصر على الشرك ولم يتب منه، أما من تاب فإن الله يتوب عليه.
- الهجر في البيت من العلاج المشروع للمشاكل الزوجية، لكن بشروط ألا يزيد عن ثلاثة أيام، وأن يقصد الإصلاح.
- الحديث يظهر عظمة النبي ﷺ في تربيته لأصحابه، حيث أجاب على أسئلتهم بوضوح وحكمة.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يجعلنا من المخلصين له في القول والعمل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٠٠٢٢) عن عفّان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا أبو قزعة الباهليّ، عن حكيم بن معاوية، عن أبيه، فذكر الحديث بتمامه.
وإسناده حسن لأجل حكيم بن معاوية، وهو: ابن حيدة القشيريّ والد بهز، وثقه العجليّ، وقال النسائيّ: «ليس به بأس»، وذكره ابن حبان في «الثقات»، وفي بعض نسخ «التقريب»: «صدوق».
ورواه أيضًا أبو داود (٢١٤٢)، وابن حبان في صحيحه (١٦٠) من وجهين آخرين عن حماد بن سلمة مختصرًا.
وقد أشار الدارقطني في «العلل» (٨/ ٢٩٥) إلى رواية جماعة ممن حفظه عن أبي قزعة منهم حماد بن سلمة.
ورواه النسائي (٢٤٣٦)، وابن ماجه (٢٥٣٦) كلاهما من طريق آخر عن بهز بن حكيم يحدث عن أبيه، عن جده، مختصرًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 8 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حق زوجة أحدنا عليه: تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت

  • 📜 حديث: حق زوجة أحدنا عليه: تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حق زوجة أحدنا عليه: تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حق زوجة أحدنا عليه: تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حق زوجة أحدنا عليه: تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب