حديث: بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدًا إلى رسول الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب السؤال عن أركان الإسلام

عن ابن عباس قال: بعثت بنو سعد بن بكر ضِمامَ بنَ ثعلبة وافدًا إلى رسول اللَّه ﷺ، فقدم عليه وأناخ بعيره على باب المسجد ثم عقله، ثم دخل المسجد ورسولُ اللَّه ﷺ جالسٌ في أصحابه -وكان ضِمامٌ رجلًا جَلْدًا أَشْعرَ ذا غديرتين- فأقبل حتى وقف على رسول اللَّه ﷺ في أصحابه، فقال: أيّكم ابنُ عبد المطلب؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «أنا ابن عبد المطلب». قال: محمّد؟ قال: «نعم» فقال: ابنَ عبد المطلب، إني سائلُك ومغلِّظٌ في المسألة، فلا تجدنَّ في نفسك. قال: «لا أجد في نفسي فسَلْ عمَّا بدا لك» قال: أنشدُك اللَّه إلهك، وإله من كان قبلك، وإله من هو كائن بعدك، آللَّه بعثك إلينا رسولًا؟ فقال: «اللهمَّ نعم». قال: فأنشُدُك اللَّه
إلهك، وإله من كان قبلك، وإله من هو كائن بعدك، آللَّه أمرك أن تأمرنا أن نعبده وحده لا نشرك به شيئا، وأن نخلع هذه الأنداد التي كانت آباؤنا يعبدون معه؟ قال: «اللهمّ نعم». قال: فأنشدك اللَّه إلهك، وإله من كان قبلك، وإله من هو كائن بعدك، آللَّه أمرك أن نصلِّي هذه الصلوات الخمس؟ قال: «اللهمّ نعم» قال: ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضةً فريضةً: الزّكاة، والصيام، والحجّ، وشرائعَ الإسلام كلَّها، يناشدُه عند كلِّ فريضةٍ كما يناشده في التي قبلها، حتى إذا فرغ قال: فإني أشهد أن لا إله الا اللَّه، وأشهد أنّ محمدًا رسولُ اللَّه، وسأؤدي هذه الفرائض، وأجتنبُ ما نهيتني عنه، ثم لا أزيد ولا أنْقصُ، قال: ثم انصرف راجعًا إلى بعيره فقال رسول اللَّه ﷺ حين وَلّي: «إنْ يصْدُقْ ذو العَقِيصَتيْن يدخُلِ الجنّة».
قال: فأتي إلى بعيره، فأطلق عِقَاله، ثم خرج حتى قدم على قومه فاجتمعوا إليه فكان أوّلَ ما تكلم به أنْ قال: بِئْستِ اللّاتُ والعُزَّى. قالوا: مَهْ يا ضِمام، اتَّقِ البرَصَ والجُذام، اتَّقِ الجنون. قال: ويلكم إنّهما واللَّهِ لا يضرّان ولا ينفعان، إنّ اللَّه عز وجل قد بعث رسولًا، وأنزل عليه كتابًا استنقذكم به مما كنتم فيه، وإني أشهدُ أن لا إله الا اللَّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبدُه ورسولُه، وإنّي قد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه. قال: فواللَّه ما أمسى من ذلك اليوم وفي حاضره رجلٌ ولا امرأةٌ إلا مُسلمًا.
قال: يقول ابن عباس: فما سمعنا بوافد قومٍ كان أفضلَ من ضِمام بن ثعلبة».

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٣٨٠) عن يعقوب، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن الوليد بن نويفع، عن كريب مولى عبد اللَّه بن عباس، عن عبد اللَّه بن عباس، فذكره.

عن ابن عباس قال: بعثت بنو سعد بن بكر ضِمامَ بنَ ثعلبة وافدًا إلى رسول اللَّه ﷺ، فقدم عليه وأناخ بعيره على باب المسجد ثم عقله، ثم دخل المسجد ورسولُ اللَّه ﷺ جالسٌ في أصحابه -وكان ضِمامٌ رجلًا جَلْدًا أَشْعرَ ذا غديرتين- فأقبل حتى وقف على رسول اللَّه ﷺ في أصحابه، فقال: أيّكم ابنُ عبد المطلب؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «أنا ابن عبد المطلب». قال: محمّد؟ قال: «نعم» فقال: ابنَ عبد المطلب، إني سائلُك ومغلِّظٌ في المسألة، فلا تجدنَّ في نفسك. قال: «لا أجد في نفسي فسَلْ عمَّا بدا لك» قال: أنشدُك اللَّه إلهك، وإله من كان قبلك، وإله من هو كائن بعدك، آللَّه بعثك إلينا رسولًا؟ فقال: «اللهمَّ نعم». قال: فأنشُدُك اللَّه
إلهك، وإله من كان قبلك، وإله من هو كائن بعدك، آللَّه أمرك أن تأمرنا أن نعبده وحده لا نشرك به شيئا، وأن نخلع هذه الأنداد التي كانت آباؤنا يعبدون معه؟ قال: «اللهمّ نعم». قال: فأنشدك اللَّه إلهك، وإله من كان قبلك، وإله من هو كائن بعدك، آللَّه أمرك أن نصلِّي هذه الصلوات الخمس؟ قال: «اللهمّ نعم» قال: ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضةً فريضةً: الزّكاة، والصيام، والحجّ، وشرائعَ الإسلام كلَّها، يناشدُه عند كلِّ فريضةٍ كما يناشده في التي قبلها، حتى إذا فرغ قال: فإني أشهد أن لا إله الا اللَّه، وأشهد أنّ محمدًا رسولُ اللَّه، وسأؤدي هذه الفرائض، وأجتنبُ ما نهيتني عنه، ثم لا أزيد ولا أنْقصُ، قال: ثم انصرف راجعًا إلى بعيره فقال رسول اللَّه ﷺ حين وَلّي: «إنْ يصْدُقْ ذو العَقِيصَتيْن يدخُلِ الجنّة».
قال: فأتي إلى بعيره، فأطلق عِقَاله، ثم خرج حتى قدم على قومه فاجتمعوا إليه فكان أوّلَ ما تكلم به أنْ قال: بِئْستِ اللّاتُ والعُزَّى. قالوا: مَهْ يا ضِمام، اتَّقِ البرَصَ والجُذام، اتَّقِ الجنون. قال: ويلكم إنّهما واللَّهِ لا يضرّان ولا ينفعان، إنّ اللَّه ﷿ قد بعث رسولًا، وأنزل عليه كتابًا استنقذكم به مما كنتم فيه، وإني أشهدُ أن لا إله الا اللَّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبدُه ورسولُه، وإنّي قد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه. قال: فواللَّه ما أمسى من ذلك اليوم وفي حاضره رجلٌ ولا امرأةٌ إلا مُسلمًا.
قال: يقول ابن عباس: فما سمعنا بوافد قومٍ كان أفضلَ من ضِمام بن ثعلبة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.
أما بعد، فهذا شرح وافٍ للحديث النبوي الشريف الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، معتمدًا في ذلك على كُتب أهل السنة والجماعة المعتمدة:

أولًا:

شرح المفردات:
● بعثت بنو سعد بن بكر: أرسلت قبيلة بني سعد بن بكر (وهي إحدى قبائل العرب).
● وافدًا: مبعوثًا وممثلًا عنهم.
● أناخ بعيره: أبرك جمله وأنزله.
● فعقله: ربطه بحبل.
● جلدًا أشعر: قوي البنية، كثير شعر الجسم.
● ذا غديرتين: له ضفيرتان من الشعر.
● مغلظ في المسألة: سأسألك أسئلة شديدة ومباشرة.
● أنشدك الله: أسألك بالله.
● الأنداد: الآلهة المزعومة التي تُعبد مع الله.
● ذو العقيصتين: صاحب الضفيرتين (يقصد ضمامًا).
● بئست اللات والعزى: قَبُحت وهانت الأصنام اللات والعزى.
● اتق البرص والجذام: احذر أن يصيبك المرض عقابًا على سب آلهتنا.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يُخبر الحديث عن قدوم ضِمَام بن ثعلبة -ممثلًا عن قبيلته بني سعد بن بكر- إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، حيث دخل المسجد بثقة ووقار، وسأل النبي أسئلة مباشرة وصريحة ليقتنع ويطمئن قلبه، فسأل عن أصول الإسلام: التوحيد، والعبادات من صلاة وزكاة وصوم وحج، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُجيب بـ "اللهم نعم" مؤكدًا دعوته بالقسم. فلما اطمأن قلبه، أعلن إسلامه فورًا ووعده بالالتزام الكامل، فدعا له النبي بدخول الجنة. ثم عاد إلى قومه فدعاهم إلى الإسلام بكل شجاعة، فأسلموا جميعًا في يوم واحد.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- جواز السؤال للاستيضاح واليقين: فالسؤال منهج شرعي لطلب العلم واليقين، وضمام لم يسأل عنادًا بل طلبًا للحقيقة.
2- الحكمة في الدعوة إلى الله: تقبل النبي لأسئلة ضمام الموجهة بلهجة قوية، وأجابها بكل صبر وحكمة، مما يدل على أهمية الرفق واللين في الدعوة.
3- قوة الشخصية والإيمان: ضمام كان شجاعًا في سؤاله، وشجاعًا في إيمانه، وشجاعًا في دعوته لقومه.
4- اليقين والإيمان القلبي: لم يقتنع ضمام بمجرد السماع، بل طلب التثبت والقسم على صحة الرسالة.
5- أثر الداعية الصادق: عندما عاد ضمام إلى قومه، دخلوا في الإسلام جميعًا؛ لأنهم رأوا صدقه وثقته فيما يقول.
6- بيان أركان الإسلام: الحديث يذكر بوضوح أركان الإسلام من شهادة، وصلاة، وزكاة، وصوم، وحج.
7- القدوة في الصدق والاستقامة: وعد ضمام بعدم الزيادة أو النقصان في الفرائض، وهذا من كمال الإيمان والاستقامة.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


● قبيلة بني سعد بن بكر: هي القبيلة التي أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم في صغره (حليمة السعدية منها).
● ضمام بن ثعلبة: كان سيدًا في قومه، وعرف بعد إسلامه بالصدق والشجاعة.
● دعاء النبي له: "إن يصدق ذو العقيصتين يدخل الجنة" تحقق؛ لأنه صدق في إيمانه ودعوته.
● الحديث في الكتب المعتمدة: رواه الإمام أحمد في "مسنده"، والبخاري في "الأدب المفرد"، وصححه الألباني.
فهذا الحديث من أعظم الأحاديث التي تبين قوة الإسلام وصدق رسالته، وكيف أن العقل والمنطق يقودان إلى الإيمان، وأن الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة تؤتي ثمارها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٣٨٠) عن يعقوب، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن الوليد بن نويفع، عن كريب مولى عبد اللَّه بن عباس، عن عبد اللَّه بن عباس، فذكره.
ورواه أبو داود (٤٨٧) عن محمد بن عمرو، حدثنا سلمة، حدثني محمد بن إسحاق، به مختصرًا، وقرن سلمة بن كهيل بمحمد بن الوليد.
وإسناده حسن، وسلمة هو: ابن الفضل مختلف فيه غير أنه توبع، وكذلك محمد بن الوليد بن نويفع لم يوثقه غير ابن حبان، ولذا قال فيه الحافظ: «مقبول».
قال الأعظمي: وهو كذلك لأنه تابعه سلمة بن كهيل، ومحمد بن إسحاق مدلس إلّا أنّه صرّح بالتحديث. ومحمد بن عمرو شيخ أبي داود هو: ابن بكر بن سالم أبو غسان المعروف بـ (زُنيج) وهو ثقة من رجال مسلم.
ورواه الحاكم (٣/ ٥٤) مختصرًا من وجه آخر عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن الوليد بن
نويفع به وحده. وقال: «صحيح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 7 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدًا إلى رسول الله

  • 📜 حديث: بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدًا إلى رسول الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدًا إلى رسول الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدًا إلى رسول الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدًا إلى رسول الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب