حديث: الحجر الأسود من الجنة أشد بياضا من اللبن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في فضل الحجر الأسود والمقام

عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشدّ بياضًا من اللّبن فسوّدته خطايا بني آدم».

صحيح: رواه الترمذيّ (٨٧٧) عن قتيبة، حدّثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشدّ بياضًا من اللّبن فسوّدته خطايا بني آدم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فحديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي رواه الترمذي وغيره، وفيه أن النبي ﷺ قال: «نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشدّ بياضًا من اللّبن فسوّدته خطايا بني آدم»، حديث عظيم له معانٍ جليلة، سأشرحه لكم على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


● الحجر الأسود: هو الحجر الموجود في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة المشرفة، وهو من أحجار الجنة، ويبدأ الطواف منه ويُنهى عنده.
● من الجنة: أي أن أصله من الجنة، نزل به آدم عليه السلام حين هبط إلى الأرض.
● أشد بياضًا من اللبن:形容 لبياضه الناصع الذي يفوق بياض اللبن في نقائه وصفائه.
● فسوّدته خطايا بني آدم: أي أن ذنوب البشر وآثامهم هي التي غيّرت لونه من الأبيض النقي إلى الأسود.

2. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث أن الحجر الأسود لم يكن أسود اللون في الأصل، بل نزل من الجنة أبيض ناصع البياض، حتى إن بياضه كان يفوق بياض اللبن في شدته ونقائه. ولكن هذا اللون الأبيض تغير بسبب خطايا بني آدم وذنوبهم، فاسودّ من كثرة ما مسّه من أيدٍ اقترفت الذنوب والمعاصي.
وهذا يدل على عدة أمور:
● شرف الحجر الأسود ومكانته: إذ إنه من أحجار الجنة، وهذا يزيد في تعظيمه وتكريمه.
● تأثير الذنوب على الأشياء: فكما أن الذنوب تسودّ القلب وتقسيّه، فإنها كذلك تؤثر حتى في الجمادات، فالحجر الأسود يشهد على ذنوب البشر بتغيير لونه.
● عظمة الرب تعالى وحكمته: فإن في تغيير لون هذا الحجر عبرةً للناظرين، وتذكيرًا بعاقبة الخطايا وآثارها.

3. الدروس المستفادة:


● التعظيم لحرمات الله: فالحجر الأسود من شعائر الله، فيجب تعظيمه وتوقيره، كما قال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج:32].
● الاعتبار بآثار الذنوب: فإذا كانت الخطايا تسوّد حجرًا من الجنة، فما بالك بقلب العبد؟! فإن الذنوب تسوّد القلب وتطمس نوره، كما في الحديث: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ...» (رواه الترمذي).
● الاستبشار بتكفير الذنوب: فإن تقبيل الحجر الأسود أو الإشارة إليه في الطواف يكفر الذنوب، كما جاء في الحديث: «والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق» (رواه الترمذي وابن ماجه).

4. معلومات إضافية:


● حكم تقبيل الحجر الأسود: هو سنة عند الجمهور، وليس واجبًا، فإن لم يتمكن الطائف من تقبيله أشار إليه وكبّر.
● فضل استلامه: جاء في الأثر أن استلام الحجر الأسود يحط الخطايا، وهو من أسباب المغفرة.
● الرد على الشبهات: بعض الناس يتوهم أن تقبيل الحجر شرك أو عبادة لغير الله، وهذا جهل؛ فإن المسلمين لا يعبدون الحجر، وإنما يقبلونه اتباعًا لسنة النبي ﷺ، وتعظيمًا لشعائر الله، والعبادة تكون لله وحده.
فاللهم اغفر لنا ذنوبنا، واستعملنا في طاعتك، واجعلنا من المعظمين لشعائرك.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٨٧٧) عن قتيبة، حدّثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره. قال الترمذي: «حسن صحيح».
وصحّحه ابن خزيمة (٢٧٣٣) ورواه من طريق جرير وزياد بن عبد الله - كلاهما عن عطاء بن السائب.
قال الأعظمي: وفيه عطاء بن السائب ممن اختلط، وجرير ممن رواه عنه بعد الاختلاط، ولكن رواه النسائيّ (٢٩٣٥)، والإمام أحمد (٢٧٩٥) كلاهما من حديث حماد، عن عطاء بن السائب، بإسناده، مثله.
إلا أنّ النسائي ذكره مختصرًا، وحماد هو ابن سلمة وهو ممن سمع من عطاء قبل اختلاطه؛ وبهذا يكون الإسناد صحيحا فإن عطاء بن السائب ثقة، وثَّقه الأئمة.
وروي بإسناد فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عطاء بن أبي رباح، عنه، بلفظ: «الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض من الجنة غيره، وكان أبيض كالمها، ولولا ما مسّه من رجس الجاهلية، ما مسّه ذو عاهة إلّا برأ».
رواه الطبراني في «الكبير» (١١/ ١٤٦) قال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٢٤٢): «وفيه محمد ابن أبي ليلى وفيه كلام».
وهو كما قال؛ فإنّ محمد بن أبي ليلى وصف بسوء الحفظ، وفي «التقريب»: «صدوق سيء الحفظ جدًا».
ومع ذلك قال المنذريّ في «الترغيب» (١٧٩٧): «رواه الطبراني في: الأوسط«و «الكبير» بإسناد حسن».
قوله: «كالمها» بالفتح أي في الصفا مثل البلورة.
وما ما رُوي عن أنس مرفوعًا: «الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة». ففيه داود بن الزّبرقان، قال الذهبي: «متروك». ومن طريقه رواه الحاكم (١/ ٤٥٦).
ورُوي عنه أيضًا موقوفًا: «الحجر الأسود من الجنة».
رواه الإمام أحمد (١٣٩٤٤) عن يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدّثنا قتادة، عن أنس، فذكره. وإسناده صحيح، وروي مرفوعًا ولا يصح.
رواه البيهقي (٥/ ٧٥) وفيه عمر بن إبراهيم العبدي، عن قتادة، عن أنس، وفي حديثه عن قتادة مناكير كما قال الإمام أحمد، وفي غيره ثقة.
وفي الباب أحاديث أخرى كما ذكرها الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٢٤٢) إلّا أنها كلها ضعيفة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 246 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الحجر الأسود من الجنة أشد بياضا من اللبن

  • 📜 حديث: الحجر الأسود من الجنة أشد بياضا من اللبن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الحجر الأسود من الجنة أشد بياضا من اللبن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الحجر الأسود من الجنة أشد بياضا من اللبن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الحجر الأسود من الجنة أشد بياضا من اللبن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب