حديث: خَبُّ النَّبِيِّ ثَلاثَةَ أَطْوَافٍ وَمَشْيِهِ أَرْبَعَةً فِي الطَّوَافِ الأَوَّلِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب الرَّمَل في الأشواط الثلاثة الأولى في طواف العمرة، وفي الطّواف الأول في الحجّ

عن ابن عمر، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا طَافَ بِالْبَيْتِ الطَّوَافَ الأَوَّلَ يَخُبُّ ثَلاثَةَ أَطْوَافٍ، وَيَمْشِي أَرْبَعَةً، وَأَنَّهُ كَانَ يَسْعَى بَطْنَ الْمَسِيلِ إِذَا طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٦١٧)، ومسلم في الحج (١٢٦١: ٢٣٠) كلاهما من طريق عبيد الله (هو ابن عمر)، عن نافع، عن ابن عمر، واللّفظ للبخاريّ.

عن ابن عمر، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا طَافَ بِالْبَيْتِ الطَّوَافَ الأَوَّلَ يَخُبُّ ثَلاثَةَ أَطْوَافٍ، وَيَمْشِي أَرْبَعَةً، وَأَنَّهُ كَانَ يَسْعَى بَطْنَ الْمَسِيلِ إِذَا طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
الحديث:
عن ابن عمر، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا طَافَ بِالْبَيْتِ الطَّوَافَ الأَوَّلَ يَخُبُّ ثَلاثَةَ أَطْوَافٍ، وَيَمْشِي أَرْبَعَةً، وَأَنَّهُ كَانَ يَسْعَى بَطْنَ الْمَسِيلِ إِذَا طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ.
١. شرح المفردات:
* يَخُبُّ: الخَبُّ هو المشي السريع القريب من العَدْو، ولكن دون الجري الكامل. وهو إسراع في المشي مع تقارب الخطوات.
* بَطْنَ الْمَسِيل: "المسيل" هنا هو الوادي الذي بين جبلي الصفا والمروة، ويُعرف اليوم باسم "المَسْعَى". و"البطن" في اللغة يعني القسم الأوسط والأخفض من الوادي. أي كان النبي صلى الله عليه وسلم يسعى في الجزء المنخفض من هذا المسعى.
٢. شرح الحديث:
يصف لنا الصحابي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أداء مناسك الحج والعمرة، وتحديدًا في الطواف والسعي:
* الطواف الأول (طواف القدوم): عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقدم إلى مكة لأداء الحج أو العمرة ويبدأ بالطواف حول الكعبة (وهذا الطواف يسمى طواف القدوم أو طواف التحية)، كان يفعل الآتي:
* يَخُبُّ ثَلاثَةَ أَطْوَافٍ: أي كان يمشي مشيًا سريعًا (الخَبّ) في الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف.
* وَيَمْشِي أَرْبَعَةً: ثم كان يمشي مشيًا عاديًا في الأشواط الأربعة الباقية.
* السعي بين الصفا والمروة: وأما في السعي بين جبلي الصفا والمروة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْعَى بَطْنَ الْمَسِيلِ، أي كان يسرع في المشي (يسعى) فقط في الجزء الذي بين العلمين الأخضرين (وهو ما يُعرف اليوم بعلامتي الإسراع الخضراء والزرقاء)، والذي يمثل قاع الوادي (بطن المسيل).
٣. الدروس المستفادة والفقه فيه:
1- بيان هدي النبي في الطواف: الحديث دليل على أن السنة في الطواف (خاصة طواف القدوم) أن يخب الحاج أو المعتمر في الأشواط الثلاثة الأولى ويمشي في الأربعة الباقية. وهذا الهدي كان في الطواف الأول فقط (طواف القدوم) وليس في كل طواف.
2- حكمة الخبِّ في الطواف: ذَكَر العلماء عدة حِكَمٍ لهذا الفعل، منها:
* إظهار القوة والنشاط في عبادة الله تعالى، والجدية في أداء المناسك.
* أن هذا كان في زمن كان المسلمون فيه حديثي عهد بالشرك، فأراد النبي ﷺ أن يظهر قوة المسلمين أمام المشركين.
* محاكاة سنة النبي إبراهيم عليه السلام حين كان يهرول بينه وبين إسماعيل عليهما السلام.
3- بيان هدي النبي في السعي: الحديث يبين أن السنة في السعي بين الصفا والمروة هي الإسراع (السعي) فقط في المكان المحدد وهو "بطن المسيل" (ما بين العلمين)، وأن يمشي المشي العادي في باقي المسافة. وهذا يسمى "الإرْمَال" في السعي.
4- اتباع السنة: الحديث يدل على وجوب اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله، حتى في كيفية المشي أثناء أداء العبادات، فهي عبادة يُتقرَّب بها إلى الله.
5- التيسير ورفع الحرج: الجمع بين الخب والمشي في الطواف، وبين السعي والمشي في السعي، يدل على مراعاة التيسير ورفع الحرج عن الأمة، وعدم إرهاقها بالمشقة.
٤. معلومات إضافية مفيدة:
* هذا الهَدْي (الخب في الطواف والإسراع في بطن الوادي في السعي) سُنَّة وليس واجبًا. فمن تركه فلا إثم عليه، ولكن فاته فضل اتباع السنة.
* يُستحب للرجل فقط أن يفعل ذلك، أما المرأة فلا يشرع لها الخب ولا الإسراع، بل تمشي مشيًا عاديًا في كل الطواف والسعي، وذلك حفاظًا على حشمتها ووقارها.
* هذه الأفعال تشرع في العمرة كما تشرع في الحج.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحج (١٦١٧)، ومسلم في الحج (١٢٦١: ٢٣٠) كلاهما من طريق عبيد الله (هو ابن عمر)، عن نافع، عن ابن عمر، واللّفظ للبخاريّ.
وفي رواية عند البخاريّ (١٦٠٤) من طريق فليح، عن نافع، عن ابن عمر، قال: «سعى النبيّ ﷺ ثلاثة أشواط، ومشى أربعة في الحجّ والعمرة».
وفي رواية أخرى عند مسلم (١٢٦٢) عن عبيد الله بن عمر، به، بلفظ: «رَمَل رسولُ الله ﷺ من
الْحَجَرِ إلى الْحَجَرِ ثَلاثًا، ومَشَى أربعًا».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 283 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خَبُّ النَّبِيِّ ثَلاثَةَ أَطْوَافٍ وَمَشْيِهِ أَرْبَعَةً فِي الطَّوَافِ الأَوَّلِ

  • 📜 حديث: خَبُّ النَّبِيِّ ثَلاثَةَ أَطْوَافٍ وَمَشْيِهِ أَرْبَعَةً فِي الطَّوَافِ الأَوَّلِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خَبُّ النَّبِيِّ ثَلاثَةَ أَطْوَافٍ وَمَشْيِهِ أَرْبَعَةً فِي الطَّوَافِ الأَوَّلِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خَبُّ النَّبِيِّ ثَلاثَةَ أَطْوَافٍ وَمَشْيِهِ أَرْبَعَةً فِي الطَّوَافِ الأَوَّلِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خَبُّ النَّبِيِّ ثَلاثَةَ أَطْوَافٍ وَمَشْيِهِ أَرْبَعَةً فِي الطَّوَافِ الأَوَّلِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب