حديث: أمر النبي أصحابه أن يرملوا ثلاثة أشواط ليرى المشركون جلدهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب الرَّمَل في الأشواط الثلاثة الأولى في طواف العمرة، وفي الطّواف الأول في الحجّ

عن ابن عباس، قال: قَدِمَ رَسُولَ الله ﷺ وَأَصْحَابُهُ مَكَّةَ وَقَدْ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ. قَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّهُ يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ غَدًا قَوْمٌ قَدْ وَهَنَتْهُم الْحُمَّى، وَلَقُوا مِنْهَا شِدَّةً، فَجَلَسُوا مِمَّا يَلِي الْحِجْرَ وَأَمَرَهُم النَّبِيُّ ﷺ أَنْ يَرْمُلُوا ثَلاثَةَ أَشْوَاطٍ وَيَمْشُوا مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ لِيَرَى الْمُشْركُونَ جَلَدَهُمْ. فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّ الْحُمَّى قَدْ وَهَنَتْهُمْ؟ هَؤْلاءِ أَجْلَدُ مِنْ كَذَا وَكَذَا! ! .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَلَمْ يَمْنَعْهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا الأَشْوَاطَ كُلَّهَا إِلا الإِبْقَاءُ عَلَيْهِمْ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحجّ (١٦٠٢)، ومسلم في الحج (١٢٦٦) كلاهما من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره، واللفظ لمسلم.

عن ابن عباس، قال: قَدِمَ رَسُولَ الله ﷺ وَأَصْحَابُهُ مَكَّةَ وَقَدْ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ. قَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّهُ يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ غَدًا قَوْمٌ قَدْ وَهَنَتْهُم الْحُمَّى، وَلَقُوا مِنْهَا شِدَّةً، فَجَلَسُوا مِمَّا يَلِي الْحِجْرَ وَأَمَرَهُم النَّبِيُّ ﷺ أَنْ يَرْمُلُوا ثَلاثَةَ أَشْوَاطٍ وَيَمْشُوا مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ لِيَرَى الْمُشْركُونَ جَلَدَهُمْ. فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّ الْحُمَّى قَدْ وَهَنَتْهُمْ؟ هَؤْلاءِ أَجْلَدُ مِنْ كَذَا وَكَذَا! ! .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَلَمْ يَمْنَعْهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا الأَشْوَاطَ كُلَّهَا إِلا الإِبْقَاءُ عَلَيْهِمْ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم فيه موقف من مواقف النبي ﷺ العظيمة، ودليل على حكمته ورأفته بأصحابه.

أولاً. شرح المفردات:


● وَهَنَتْهُمْ: أضعفتهم وأتعبتهم.
● حُمَّى يَثْرِبَ: هي الحمى التي كانت تصيب الناس في المدينة المنورة لاختلاف طقسها عن مكة.
● يَرْمُلُوا: الرَّمَل هو الإسراع في المشي مع تقارب الخطى، وهو أشبه بالهرولة.
● ثَلاثَةَ أَشْوَاطٍ: الأشواط هنا هي الدورات حول الكعبة، والشوط هو الذهاب من الحجر الأسود إلى الحجر الأسود.
● مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ: المقصود الركن اليماني والحجر الأسود.
● جَلَدَهُمْ: قوتهم وصبرهم ومقدرتهم على التحمل.
● الإِبْقَاءُ عَلَيْهِمْ: الشفقة عليهم والرأفة بهم وعدم إرهاقهم.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن قصة عمرة القضاء في السنة السابعة للهجرة، حيث قدم النبي ﷺ وأصحابه إلى مكة لأداء العمرة وفقاً لشروط صلح الحديبية.
وكان الصحابة رضي الله عنهم قد أصابهم الضعف والهزال بسبب الحمى التي اعتادت أن تصيب من يقدم إلى المدينة (يثرب) لاختلاف مناخها. فلما علم المشركون بمقدمهم، قالوا بعضهم لبعض متعجبين ومستهزئين: سيقدم عليكم قوم قد أضعفتهم الحمى وأهلكتهم.
فأراد النبي ﷺ أن يرد على كيدهم ويبين قوة أصحابه وإيمانهم، فجلس الصحابة أولاً بجوار الحجر (وهو جزء من الكعبة) ليستريحوا قليلاً. ثم أمرهم النبي ﷺ أن يسرعوا في مشيهم (الرمل) في الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف فقط، ليريهم المشركون قوتهم ونشاطهم، وأن ما أصابهم من مرض لم يؤثر على عزمهم وإيمانهم.
فلما رأى المشركون هذا المشهد العظيم، انقلب تعجبهم من ضعف المسلمين إلى تعجب من قوتهم، فقالوا: هؤلاء الذين زعمتم أن الحمى أضعفتهم؟! إنهم لأقوى من كذا وكذا (أي أنهم أقوى مما وصفتم).
ويختم ابن عباس رضي الله عنهما شرحه بأن النبي ﷺ لم يأمرهم بالرمل في جميع الأشواط، بل只在 الثلاثة الأولى فقط، وذلك رحمة بهم وشفقة عليهم حتى لا يجهَدوا ويُرهقوا.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحكمة والقيادة الرشيدة: موقف النبي ﷺ يظهر حكمته البالغة في إدارة الموقف، حيث جمع بين الرد على المشركين وإظهار قوة المسلمين، وبين الرحمة بأصحابه بعدم إرهاقهم.
2- قوة الإيمان تغلب الضعف الجسدي: يبين الحديث أن المؤمن قد يكون جسده ضعيفاً ولكن إيمانه وقوة عزيمته تمكنه من فعل ما يعجز عنه الأقوياء.
3- الرحمة بالصحابة والأمة: أمره ﷺ بالرمل في ثلاثة أشواط فقط دليل على شفقته ورحمته بأمته، وأن الدين يسر لا عسر.
4- إظهار نعمة الله وقوته: كان هذا الموقف سبباً في إظهار نعمة الله على المسلمين وقوتهم، مما يرد على أهل الباطل.
5- استحباب الرمل في الطواف: يستفاد من الحديث مشروعية الرمل في الطواف للقادم من سفر والذي يريد إظهار القوة، وهذا خاص بطواف القدوم (طواف العمرة أو طواف القادم).

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في مشروعية الرمل في الطواف، وهو سنة في الأشواط الثلاثة الأولى من طواف القدوم (للحاج أو المعتمر) عند جمهور العلماء.
- المقصود بـ "الإبقاء عليهم" هو المحافظة على صحتهم وقوتهم وعدم تحميلهم ما لا طاقة لهم به، وهي سمة من سمات الشريعة السمحة.
- الموقف يدل على أن النبي ﷺ كان يعلم بأقوال المشركين، إما بالوحي أو بخبر من أصحابه، فكان يتصرف بحكمة لمواجهة التحديات.
نسأل الله أن يفقهنا في سنن نبيه، وأن يوفقنا للسير على منهجه.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحجّ (١٦٠٢)، ومسلم في الحج (١٢٦٦) كلاهما من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره، واللفظ لمسلم.
قوله: «ويمشوا ما بين الرّكنين» أي حيث لا تقع عليهم أعين المشركين، فإنهم ما كانوا في تلك الجهة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 286 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أمر النبي أصحابه أن يرملوا ثلاثة أشواط ليرى المشركون جلدهم

  • 📜 حديث: أمر النبي أصحابه أن يرملوا ثلاثة أشواط ليرى المشركون جلدهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أمر النبي أصحابه أن يرملوا ثلاثة أشواط ليرى المشركون جلدهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أمر النبي أصحابه أن يرملوا ثلاثة أشواط ليرى المشركون جلدهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أمر النبي أصحابه أن يرملوا ثلاثة أشواط ليرى المشركون جلدهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب