حديث: تعبد الله ولا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في بيان الأمور الجامعة التي يدخل بها المسلم الجنة
متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٣٩٦)، ومسلم في الإيمان (١٣/ ١٣) كلاهما من
حديث شعبة، حدثنا محمد بن عثمان بن عبد اللَّه بن موهب، وأبوه عثمان كلاهما سمعا موسى بن طلحة بحدّث عن أبي أيوب، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يرزقنا وإياك الفقه في دينه والثبات على طاعته.
الحديث الشريف:
هذا الحديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، وهو حديث عظيم يجمع أصول الإسلام وقواعد الخير.
1. شرح المفردات:
● أَرَبٌ ما له: كلمة "أَرَب" هنا بمعنى حاجة أو ضرورة، أي أن له حاجة مهمة وأمراً عظيماً سأل عنه. وقيل هي كلمة تعجب، أي: العجب له! كيف يسأل عن هذا الأمر الجليل!
● ما له ما له: قالها القوم تعجباً من جرأة السائل وسؤاله المباشر عن عمل يدخل الجنة، كأنهم استعظموا السؤال.
● تعبد الله: أي توحده بالعبادة وتخلص له فيها.
● لا تشرك به شيئاً: لا تصرف شيئاً من أنواع العبادة (كالدعاء، والخوف، والرجاء، والذبح) لغير الله تعالى.
● تؤتي الزكاة: تدفع الزكاة المفروضة على أموالك إلى مستحقيها.
● تصل الرحم: تبر أقاربك وتحسن إليهم بالقول والفعل والمال.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا الصحابي أبو أيوب رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله سؤالاً مباشراً ومختصراً عن أفضل الأعمال التي إذا عملها الإنسان دخل الجنة. فتعجب الحاضرون من صيغة السؤال، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم مبيناً أن للسائل حاجة عظيمة يستحقها، ثم بين له النبي صلى الله عليه وسلم الطريق المباشر إلى الجنة، وهو القيام بأركان الإسلام العظيمة مع الإخلاص وترك الشرك، ثم أضاف إلى ذلك صلة الرحم التي هي من أعظم أبواب البر.
3. الدروس المستفادة منه:
1- جواز السؤال عن العلم النافع: والسؤال عن أعمال الجنة من أفضل ما يسأل عنه العبد.
2- البداءة بالأهم فالمهم: بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بأعظم الأركان وهو توحيد الله وترك الشرك، ثم بالصلاة التي هي عماد الدين، ثم بالزكاة التي هي حق المال.
3- مكانة صلة الرحم: قرن النبي صلى الله عليه وسلم صلة الرحم بأركان الإسلام العظيمة، مما يدل على عظم شأنها وأنها من الأعمال التي تقرب إلى الجنة، بل وتُدخلها بإذن الله.
4- التيسير وعدم التنطع: بين النبي صلى الله عليه وسلم أن طريق الجنة واضح ومعبد، وهو الالتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه، دون الحاجة إلى التنطع أو التشدد في الدين.
5- أن الإيمان والعمل الصالح هما سبب الفلاح: فالحديث يجمع بين الإيمان (العبادة وترك الشرك) والعمل الصالح (الصلاة، الزكاة، صلة الرحم).
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من الأحاديث الجامعة التي جمعت خيري الدنيا والآخرة، فهو يشمل حق الله (بالعبادة وترك الشرك) وحق العباد (بإيتاء الزكاة وصلة الرحم).
● صلة الرحم من أسباب بركة العمر وزيادة الرزق، كما في الأحاديث الأخرى، وهي من الصفات التي يحبها الله تعالى.
- السائل في هذا الحديث كان يريد العمل الواحد الموجز، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأعمال هي في الحقيقة ملخص لأعمال الإسلام كلها.
- ينبغي للمسلم أن يستحضر دائماً نية دخول الجنة في كل عمل يعمله، فهذا من شأنه أن يرفع همته ويجعل عمله خالصاً لله تعالى.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته، ويدخلنا جناته برحمته.
والله أعلم.
تخريج الحديث
حديث شعبة، حدثنا محمد بن عثمان بن عبد اللَّه بن موهب، وأبوه عثمان كلاهما سمعا موسى بن طلحة بحدّث عن أبي أيوب، فذكره.
واللّفظ للبخاريّ؛ إلّا أنه قال في أحد الإسنادين: «عن ابن عثمان بن عبد اللَّه بن موهب، عن موسى بن طلحة» وقال أيضًا: «أخشى أن يكون محمد غير محفوظ إنما هو عمرو».
إلّا أنّ مسلمًا لم يذكر لفظ الحديث، وإنّما أحال على ما سبقه وهو ما رواه عن عبد اللَّه بن نمير، عن عمرو بن عثمان -كما رجّحه البخاريّ-، عن موسى بن طلحة، قال: حدثني أبو أيوب: أنّ أعرابيًّا عرض لرسول اللَّه ﷺ وهو في سفر، فأخذ بخطام ناقته -أو بزمامها- ثم قال: يا رسول اللَّه -أو يا محمد- أخبرني بما يقرّبني من الجنّة وما يباعدني من النّار. قال: فكفّ النبي ﷺ ثم نظر في أصحابه ثم قال: «لقد وُفَّق -أو لقد هُدِى-». قال: «كيف قلت؟». قال: فأعاد فقال النبي ﷺ: «تعبد اللَّه لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتصل الرّحم، دع النَّاقة».
وزاد في رواية أبي إسحاق، عن موسى بن طلحة: «إن تمسّك بما أُمر به دخل الجنّة».
ورواه أيضًا البغويّ في «شرح السنة» (١/ ٢٠) من طريق أبي نعيم، فقال:
«عن عمرو بن عثمان» إلّا أنّه فاته العزو إلى البخاريّ.
وعمرو بن عثمان هو الصّحيح، قال النَّووي: «اتفقوا على أنَّه وهم من شعبة، وأنَّ الصّواب: عمرو».
وقوله: «أرب» فيه ثلاث روايات: إحدها: «أَرِبَ» بوزن عَلِم، ومعناه الدّعاء عليه أي: أُصيبت آرابه وسقطت، وهي كلمة لا يراد بها وقوع الأمر، وإنما تذكر في معرض التعجّب. والثانية: «أَرَبٌ ما له» بوزن جَمَلٌ، أي: حاجة له، و«ما» زائدة للتقليل، أي حاجة يسيرة: والثالثة: «أَرِبٌ» بوزن كتف، والأرِبُ: الحاذق الكامل، أي: هو أرِبٌ، فحذف المبتدأ ثم سأل فقال: ماله؟ أي ما شأنه. راجع: النهاية (١/ ٣٥).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 32 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 7 بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدًا إلى...
- 8 حق زوجة أحدنا عليه: تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت
- 9 بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله
- 10 الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان
- 11 من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد...
- 12 من أعطى لله ومنع لله وأحب لله وأبغض لله وأنكح...
- 13 أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا
- 14 أكمل الناس إيمانًا أحسنهم خلقًا
- 15 انتفاء كمال الإيمان عند ارتكاب الكبائر
- 16 لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن
- 17 لا يسرق حين يسرق وهو مؤمن
- 18 لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن
- 19 إذا زنى الرجل خرج منه الإيمان كان عليه كالظلة
- 20 لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا...
- 21 تصدقن يا معشر النساء فإني أريتكن أكثر أهل النار
- 22 تكثرن اللعن، وتكفرن العشير
- 23 تصدقن يا معشر النساء فإنكن أكثر أهل النار
- 24 ما رأيت من نواقص عقل ودين أذهب بقلوب ذوي الألباب...
- 25 تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن فإنكن أكثر أهل...
- 26 ربنا كانوا يصومون معنا، ويصلون ويحجون؟
- 27 أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة خردل...
- 28 يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي...
- 29 لا يدخل النار من في قلبه مثقال حبة خردل من...
- 30 شفاعة الرسل في إخراج المؤمنين من النار
- 31 تعلمنا الإيمان قبل القرآن
- 32 تعبد الله ولا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة
- 33 دُلني على عمل إذا عملتُه دخلتُ الجنةَ
- 34 وأنْ تُعطوا من المغنم الخمس
- 35 خصلتان محبوبتان عند الله الحلم والاناة
- 36 من صلى المكتوبة وحرم الحرام دخل الجنة
- 37 الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار
- 38 أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم
- 39 كل شيء خلق من ماء
- 40 اعبدوا الرحمن وأفشوا السلام وأطعموا الطعام تدخلون الجنان
- 41 أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيام
- 42 النبي ﷺ يقول: عليك بحسن الكلام وبذل الطعام
- 43 يا سعد إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية...
- 44 من شهد أن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى...
- 45 هل تدري ما حق الله على عباده؟
- 46 حق العباد على اللَّه أن لا يعذِّب من لا يشرك...
- 47 أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: إذا يتكلوا
- 48 من مات لا يشرك بالله شيئًا غُفر له
- 49 يخرج قوم من النار بعد ما مسهم منها سفع فيدخلون...
- 50 يخرج من النار أربعة فيعرضون على اللَّه
- 51 بعثتُ إلى رسول اللَّه أني أحبُّ أن تأتيني فتصلي في...
- 52 يخرجون من النار بعلامة آثار السجود
- 53 من لقيت يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها...
- 54 جاء ذو البر ببره وذو التمر بتمره
- 55 آخر أهل النار خروجًا منها وآخر أهل الجنة دخولًا
- 56 من مات يشرك باللَّه شيئًا دخل النار
معلومات عن حديث: تعبد الله ولا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة
📜 حديث: تعبد الله ولا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: تعبد الله ولا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: تعبد الله ولا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: تعبد الله ولا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








