حديث: وأنْ تُعطوا من المغنم الخمس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في بيان الأمور الجامعة التي يدخل بها المسلم الجنة

عن أبي جمرة قال: كنتُ أقعدُ مع ابن عباس يُجلسني على سريره فقال: أَقِمْ عندي حتى أجعل لك سهمًا من مالي. فأقمتُ معه شهرين، ثم قال: إنّ وفد عبد القيس لما أتوا النبي ﷺ قال: «من القوم؟ -أو من الوفد؟ -» قالوا: ربيعة. قال: «مرحبا بالقوم -أو بالوفد- غير خزايا ولا ندامى». فقالوا: يا رسول اللَّه، إنّا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشّهر الحرام، وبيننا وبينك هذا الحيُّ من كفار مُضر، فُمرْنا بأمر فَصْل نُخْبر به مَنْ وراءَنا، وندخل به الجنّة. وسألوه عن الأشرية، فأمرهم بأربع، ونهاهم عن أربع، أمرهم: بالإيمان باللَّه وحده، قال: «أتدرون ما الإيمان باللَّه وحده؟» قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: «شهادةُ أن لا إله إلا اللَّه، وأنّ محمدًا رسولُ اللَّه، وإقامُ الصّلاة، وإيتاءُ الزّكاة، وصيامُ رمضان، وأنْ تُعطوا من المغنم الخمس». ونهاهم عن أربع: عن الحنتم، والدُّباء والنّقير، والمزفّت، وربما قال: المقير، وقال: «احفظوهن وأخبروا بهنّ من وراءكم».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (٥٣)، ومسلم في الإيمان (١٧) كلاهما من طريق شعبة، عن أبي جمرة، فذكره، واللّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم نحوه.

عن أبي جمرة قال: كنتُ أقعدُ مع ابن عباس يُجلسني على سريره فقال: أَقِمْ عندي حتى أجعل لك سهمًا من مالي. فأقمتُ معه شهرين، ثم قال: إنّ وفد عبد القيس لما أتوا النبي ﷺ قال: «من القوم؟ -أو من الوفد؟ -» قالوا: ربيعة. قال: «مرحبا بالقوم -أو بالوفد- غير خزايا ولا ندامى». فقالوا: يا رسول اللَّه، إنّا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشّهر الحرام، وبيننا وبينك هذا الحيُّ من كفار مُضر، فُمرْنا بأمر فَصْل نُخْبر به مَنْ وراءَنا، وندخل به الجنّة. وسألوه عن الأشرية، فأمرهم بأربع، ونهاهم عن أربع، أمرهم: بالإيمان باللَّه وحده، قال: «أتدرون ما الإيمان باللَّه وحده؟» قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: «شهادةُ أن لا إله إلا اللَّه، وأنّ محمدًا رسولُ اللَّه، وإقامُ الصّلاة، وإيتاءُ الزّكاة، وصيامُ رمضان، وأنْ تُعطوا من المغنم الخمس». ونهاهم عن أربع: عن الحنتم، والدُّباء والنّقير، والمزفّت، وربما قال: المقير، وقال: «احفظوهن وأخبروا بهنّ من وراءكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي جمرة نصر بن عمران الضبعي، وهو من الأحاديث التي جمعت بين بيان أركان الإسلام وتحريم بعض المنكرات، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● أجعل لك سهمًا من مالي: أي أعطيك نصيبًا أو جزءًا من مالي.
● غير خزايا ولا ندامى: الخزايا: جمع خزيان، أي الذين لحقتهم الخزية والعار، والندامى: الذين نَدِموا على ما فاتهم.
● الأشربة: جمع شَراب، وهي ما يُشرب من السوائل.
● الحنتم: جرار خضر كانت تُصنع من الطين وتُخمر فيها الخمر.
● الدباء: القرع اليابس، وكانوا يتخذونه آنية للخمر.
● النقير: جذع النخلة الذي يُنقر ويُجوف ليتخذ وعاءً للخمر.
● المزفت: الآنية التي طليت بالزفت (القار) لتحفظ الخمر.
● المقير: المشابه للنقير أو ما طلي بالقار أيضًا.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يبدأ الحديث بقصة أبي جمرة مع ابن عباس رضي الله عنهما، حيث أكرمه ابن عباس وأراد أن يكافئه على مجالسته، ثم انتقل إلى ذكر وفد عبد القيس الذين قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم، فاستقبلهم ترحيبًا وحفاوة، ثم سألوه عن أمور الدين التي تدخلهم الجنة، فأمرهم بأربع ونهى عن أربع.
الأمر بالأربع: هي أركان الإسلام الأساسية (الشهادة، الصلاة، الزكاة، صوم رمضان) وإعطاء الخمس من الغنيمة، وهي من الفرائض العظيمة.
النهي عن الأربع: هي عن الاناء التي كانت تستخدم في تخزين الخمر وتحريمها، سواء كانت من الطين (الحنتم) أو القرع (الدباء) أو جذوع النخل (النقير) أو المطلية بالقار (المزفت أو المقير)، والمراد النهي عن اتخاذ هذه الأوعية للخمر لأنها تساعد على شربها وتخزينها.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- كرم الصحابة وحبهم للعلم: كما فعل ابن عباس مع أبي جمرة حيث أكرمه وأراد أن يجزيه على مجالسته.
2- حرص السلف على طلب العلم: حيث بقي أبو جمرة شهرين مع ابن عباس يتعلم منه.
3- اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالوفود: ترحيبه بهم وحسن استقبالهم، مما يدل على أهمية الدعوة وكسب القلوب.
4- بيان أركان الإسلام: حيث بين النبي صلى الله عليه وسلم لهم أساسيات الدين التي بها يدخلون الجنة.
5- تحريم الخمر وما يتعلق بها: النهي عن الأوعية التي تُصنع فيها الخمر أو تحفظ، سدًا لذريعة التعاطي والاقتراب من هذه المنكرات.
6- التدرج في التعليم: حيث بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالأهم فالمهم، فبدأ بالعقيدة ثم العبادات ثم المنهيات.
7- الدعوة إلى التوحيد وعبادة الله وحده: وهو أساس الدين وأعظم ما يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم.

رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على أن الإيمان يشمل العمل الصالح، كما في قوله: "شهادة أن لا إله إلا الله..." إلى آخره، وهو ما يعرف عند أهل السنة بأن الإيمان قول وعمل.
- النهي عن هذه الأوعية كان من باب سد الذرائع، لأنها كانت تستخدم في الخمر، فحرمت حتى لا تكون وسيلة للمعصية.
- قوله صلى الله عليه وسلم: "احفظوهن وأخبروا بهن من وراءكم" يدل على أهمية تبليغ العلم ونشره بين الناس.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يجعلنا من الدعاة إلى الخير، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الإيمان (٥٣)، ومسلم في الإيمان (١٧) كلاهما من طريق شعبة، عن أبي جمرة، فذكره، واللّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم نحوه.
وزاد مسلمٌ في رواية قرّة بن خالد، عن أبي جمرة: وقال رسول اللَّه ﷺ للأشجّ -أشجّ عبد القيس-: «إن فيك خصلتين يحبُّهما اللَّه: الحِلمُ والأناةُ».
قوله: «والمقير» هو المزقّت، وهو المطلي بالقار -وهو الزّفت-، وقيل: الزفت نوع من القار.
والمقصود من النهي عن هذه الأربع هو أنه نهى عن الانتباذ فيها، وإنّما خُصّت هذه بالنهي لأنه يسرع إليها الإسكار فيها فيصير حرامًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 34 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وأنْ تُعطوا من المغنم الخمس

  • 📜 حديث: وأنْ تُعطوا من المغنم الخمس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: وأنْ تُعطوا من المغنم الخمس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: وأنْ تُعطوا من المغنم الخمس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: وأنْ تُعطوا من المغنم الخمس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب